المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاضرة صفاقسية على مسرح المريخ



نجيب عبدالرحيم
09-11-2007, 06:14 AM
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@yahoo.com

محاضرة صفاقسية على مسرح المريخ
في حديثي السابق قبل مباراة المريخ والصفا قسي تحدثت عن الأخطاء المتكررة من الكرات العكسية بين الدفاع وحارس المرمى والتي تسبب صداعاً دائماً لفرقنا ومنتخبنا الوطني.
تكررت الأخطاء نفسها في مباراة الصفا قسي الذي قدم محاضرة كروية في كلية المريخ الرياضية بأم درمان بعنوان (كرة القدم): في التكتيك، التكنيك، الانتشار،التمركز، التسليم، التسلم، التخزين، التنظيم، اللعب من دون كرة، الضغط على حامل الكرة، التحضير، المبادرة، التسجيل.
ولعلي هنا أذكر أبرز الأسباب الرئيسة التي أدت إلى الهزيمة الكبيرة وصعبت مهمة المريخ في الظفر بكأس الكونفدرالية.
- ظهر فريق المريخ من الوهلة الأولى وكأنه يلعب بلا هوية، ولم يستغل عامل الأرض والجمهور.
- خطوط الفريق متباعدة ومفككة والانتشار معدوم ولا يوجد أي رابط لخط من خطوط الفريق.
- لا يوجد عمق في الخطوط الثلاثة خاصة عندما ينطلق لاعب بالكرة من منطقة التقاطعات التي ذكرنا خطورتها والتي أصبحت مسرحاً تحضيرياً للطلعات الهجومية التونسية التي كانت حصيلتها أربعة أهداف، وبعد أن أكمل الضيوف تنفيذ مهمتهم بنجاح في التقاطعات تحولوا إلى منطقة الوسط التي خلت من أي لاعب أحمر واستغلوها في الطلعات الهجومية المتنوعة في ظل التفكك والانهيار التام لخطوط الفريق، وشنوا هجمات من العمق بمساعدة خط الدفاع الذي يلعب في خط واحد، ولاحظنا دخول ثلاثة مدافعين على اللاعب حامل الكرة، علماً بأن الكرة الحديثة في الغالب تعتمد على (PLAY WITHOUT BAL) اللعب من دون كرة الذي يجيده اللاعب الفرنسي فرانك ريبري، فاللاعب حامل الكرة لا يشكل خطورة مثل اللاعب من دون الكرة؛ إذ إن اللاعب من دون كرة يشكل خطورة كبيرة إذا أفلت من الرقابة؛ لأنه هو المنفذ للكرات العكسية داخل منطقة العمليات أو بالعمق.
- الصفاقسى كان صاحب المبادرة بعد قراءة لاعبين وخطوط المريخ من الدقيقة الأولى وتمكن من إحراز هدف السبق الذي أراح أعصاب لاعبيه الذين تنزهوا بأريحية في مناطق المريخ الخالية.
- وإن كان من المفترض أن يكون المريخ صاحب المبادرة؛ لأنه يلعب على أرضه وبين أنصاره، أن يلعب بطريقة هجومية صريحة، ويحاول تسجيل هدف مبكر يربك الضيوف ولكن حصل العكس
وهذه العوامل سهلت مهمة الضيوف في بسط سيطرتهم التامة على اللقاء وظهر جلياً الأداء القوى والريتم السريع الممزوج بالمهارة واللياقة البدنية العالية ولاعبي المريخ بلا حراك وكانوا في غيبوبة .
- أوتوفيستر تعامل مع أحداث اللقاء بفكر متأخر كان خارج الشبكة الحمراء ومحدود الحيلة؛ فتبديلاته كانت غير منطقية وقراءته للملعب والخصم خاطئة وظل يستمتع بأداء السيمفونية الصفاقسية التي كانت تعزف له لحن الوداع.
- تبديل مجاهد لم يكن منطقياً ويفترض أن يكون طمبل بديلاً للعجب! ويا للعجب بحركته البطيئة واللعب على الواقف اللذين سهلا مهمة دفاع الضيوف. فبخروج مجاهد لاعب الارتكاز الذي يجيد الأدوار الدفاعية اختلت موازين خط الوسط الذي امتلكه الضيوف بالتمام والكمال.
- خروج اليجا تانا ودخول نور الدين عنتر؛ لأنه يملك النزعة الهجومية المفقودة في البديل الدامر، فدخول عبد الحميد بدل إيداهو كان منطقياً؛ الذي كان حملاً وديعاً في أحضان الدفاع التونسي.
- وجود جيمي ناتالى كان مهماً في هذا اللقاء بدلاً من علاء بابكر الذي لم يقدم شيئاً يذكر ويمتاز ناتالي بالسرعة والتوغل في العمق ويعرف الطريق إلى المرمى.
- معظم لاعبي المريخ والمحترفون الأجانب كبار في السن؛ إذ لم يستطيعوا مجاراة حيوية وحماس شباب الصفاقسى بتمكزهم الجيد وضغطهم المتواصل على خطوط المريخ وقطع رابط الاتصال بينها، مما سهل أداء مهامهم بنجاح وامتياز.
- كان على المريخ أن يؤدي المباراة وفق إمكاناته المتاحة، ويتحفظ دفاعياً معتمداً على المرتدات في التسجيل، وقد ينجح في ذلك أو يخرج بأقل خسارة على أن يعيد ترتيب أوراقه في الحصة الثانية بعد الانهيار الذي حصل للفريق في الحصة الأولى.
- مجمل الحديث لا شيء يذكر أكثر مما ذكرنا، فطريقة أداء المريخ أمام الصفاقسى غير مفهومة الكلمات والمعاني.
- مهمة المريخ صعبت كثيراً، فالأندية التونسية صعبة المراس على أرضها، ولكنها ليست مستحيلة في كرة القدم، فلا بد من تغيير 70% من اللاعبين الذين شاركوا في مباراة أم درمان وكذلك طريقة الأداء؛ إذ يلعب الفريق بطريقة 3-4-3 تحمل الطابع الهجومي والمريخ يحتاج إلى الشق الهجومي أكثر من الدفاعي في ظل النتيجة السابقة ومطالب بتسجيل ثلاثة أهداف من دون رد ويحسم اللقاء
وجود ثلاثة مدافعين في خط الدفاع وأربعة في الوسط وثلاثة في الهجوم.
خط الدفاع
المدافعون والحارس عرفوا وفهموا طريقة ولغة مهاجمي الفريق التونسي لكيلا يتكرر ما حدث في أم درمان، وأن تكون المراقبة اللصيقة وتنبيه بعضهم مع حارس المرمى في الكرات العكسية ،المساندة الدفاعية عندما يتقدم أحدهم في تخليص هجمة تقفل المساحات التي استغلها الصفاقسى وترجمها إلى أهداف.
خط الوسط
حجر الرحى في هذه المهمة بعد أن فهم المحاضرة السابقة ويتوجب عليه مهمة مزدوجة تتطلب لياقة بدنية عالية مع متغيرات وظروف المباراة التي تحتاج إلى مساندة منهم لثلاثي الهجوم عند الاستحواذ والرجوع سريعا عند الارتداد وأن يكون التصاقهم شبه دائم لثلاثي الدفاع لزيادة العمق، فكلما مال لاعبو الصفاقسى إلى تسريع الوتيرة الهجومية ورفع درجة الإيقاع لابد أن يسارعوا إلى إبطائه بالضغط المتواصل على حامل الكرة.
خط الهجوم
ثلاثة مهاجمين، اثنان بالعمق واحد بالطرف الأيسر مفتاح لعب ويسانده أقرب لاعب من خط الوسط عند الحاجة ورجوعه بسرعة لتغطية ومساندة خط الوسط.
- جميع خطوط الفريق لابد أن يكونوا على درجة عالية من الانضباط والالتزام الكامل بما أوكل إليهم من مهام تكتيكية في إطار منظومة اللعب عدم الخروج من النص والأداء الفردي الذي يطغى على الأداء الجماعي.
- تتطلب طريقة 3-4-3 لياقة بدنية عالية جداً ومجهوداً خارقاً إذا طبقت كما ينبغي سوف تكون الكأس حمراء
سبق أن نادي الاتحاد السعودي استطاع أن يقلب كل التوقعات في إنجاز غير مسبوق في تاريخ لقاءات الأندية العربية في البطولة الأسيوية للأندية الأبطال عندما قهر المستحيل ضارباً عرض الحائط بتكهنات المراقبين والمؤيدين والمعارضين والشامتين الذين باركو البطولة للفريق الكوري رغم خسارة الاتحاد مباراة الذهاب بثلاثة أهداف مقابل هدف وتمكن من الفوز على فريق سيونغ نام الكوري الجنوبي بخماسية دون رد وأحرز الكأس الأسيوية للأندية الأبطال عام 2005 وذلك بعزيمة وحماس وإصرار وإرادة لا تعرف المستحيل وتحملهم المسؤولية في ملحمة كروية تاريخية.
لازالت بصمتها حاضرة في الملاعب الأسيوية ومن خلفهم قيادة حكيمة وفرت لهم كل شيء وكانوا عند حسن ظنها هل يفعل لاعبو المريخ بقيادتهم الحكيمة التي لم تبخل عليهم بشيء مثل ما فعل لاعبو الاتحاد السعودي.
إذا تكرر السيناريو السابق ستكون مشاركة القلعة الحمراء فريق الصفاقسى الأفراح والليالي الملاح بالكونفدرالية في تونس على ملعب الطيب المهيرى.
وإلى اللقاء

ناصر عمر دبيب
10-11-2007, 01:14 PM
الاخ نجيب عبد الرحيم مجهود جبار وموضوعك رائعة........