المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إن فوكس استونيا ياعرب



نجيب عبدالرحيم
30-11-2007, 01:54 PM
نجيب عبدالرحيم
najeebwm@yahoo.com

إن فوكس
استونيا ياعرب!
عندما أضع مقارنات من فينة إلى أخرى بالشأن الرياضي الاوروبى واللاتيني والعربي عامة والسوداني خاصة ، لكنى سأظل على موقفي تجاه البون الشاسع بيننا وبينهم في جزئية بالغة الأهمية، تتعلق بالفكر والدعم المادي الذي أراه أساس وجوهر وضمانة أي عمل منشود ، فوسطنا الرياضي يوافق بدون وعي ويخالف بدون فكر.
تخلو تفاصيل رياضتنا من حقيقة أنها نشأت فعلاً من عمل فكري فذ في السابق ، وأنها تدار كذلك بأساليب وأدوات خاضعة لفكر وكوادر كلاسيكية الآن ، فالاجتهاد ديدن هذه الرياضة والرياضيين وربما سيستمر، وما يؤكد هذا الرأي، انظروا إلى كم هي الأخطاء التي تطفو على سطح رياضتنا أي عمل جماعي أو فردي يتصل برياضة ما وكذلك كثرة العثرات التي تواجه نهوضه، خذوا مثلاً تعرضت كوريا الجنوبية لكارثة نتائجية عندما قابلت منتخب مصر في عقد الخمسينات من القرن الماضي تجاوزت عشرة أهداف ، فالتفت الكوريون لشأن كرتهم بتخطيط استراتيجي بعيد المدى, لنجدها بعد ذلك الزمن تصعد 6 مرات لكأس العالم ، فيما لم يصعد منتخب مصر سوى مرة واحدة عام 1990 بإيطاليا لتكون المرة الثانية فقط في تاريخها المديد في النهائيات ، أما السودان لم يتمكن من المشاركة في اى مونديال .
الموقف نفسه تكرر مع منتخب فرنسا عندما تلقى خسارة فادحة من الدنمارك ، بنتيجة (13/2) ليضع الفرنسيون حينها إستراتيجيتهم الكروية المذهلة ، التي جعلت منهم واحدة من أهم دول العالم رياضياً ، على مستوى النتائج والمستويات والعناصر والمدارس الكروية والفلسفة الفرنسية التدريبية في كل الألعاب.
وعندما أتذكر مثالاً اطلعت عليه في الاولمبياد الأخير بأثينا ، 2004 يزداد حزني على رياضتنا والرياضة العربية ، فلكم أن تتخيلوا بلداً صغيراً جدا هو( استونيا) احد جمهوريات البلطيق الثلاث والاتحاد السوفيتي السابق، تتجاوز الدول العربية مجتمعة في حصيلة الميداليات الأولمبية ، ففي تلك الدورة حصد أبطالها أكثر من 85 ميدالية (ذهب وفضة وبرونز) ، فيما لا نجد الدول العربية قد اقتربت من هذا الرقم الذي جمعه رياضيو دولة واحدة ، تعدادها السكاني مليون وأربعمائة وثمانية نسمة وإمكانياتها المادية محدودة ، غير أن فكر القائمين على شئونها الرياضية حي ونابض ومتقد من عام إلى عام.
ولنكن صريحين، لا يمكن أن تكون الرياضة ذات شأن في بلدنا ، والدولة لا تزال تنظر للرياضة كمالية اجتماعية، ودعمها المادي شبه معدوم وينحصر في الحضور في المناسبات الرياضية الكبيرة ، وابلغ دليل حضور رئيس الجمهورية مع رؤساء الدول في الدورة العربية في القاهرة ، لم يشاهد الوفد السوداني في طابور العرض للدول المشاركة ، وذلك لعدم سداد رسوم الدورة ، في زمن باتت الدول تقيم من حصيلة رياضتها ورياضييها ، كما هو الحال للبرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا وجمايكا وجزر الهند الغربية والكمرون ونيجريا، وبقية الدول الأفريقية ونحوها من الحيز الجغرافي الدولي
هل يمكن أن نطالب بإدخال الرياضة ضمن مواد الدستور ، كما قال القيصر وأسطورة الكرة الألمانية والعالمية فرانز بيكنباور والرياضيين الألمان ، بعد الأهمية الكبيرة التي حظيت بها في المجتمع خلال الأعوام الأخيرة ، عن رغبتهم في حصول الرياضة على مكانتها التي تليق بها أيضا في دستور البلاد
سيكون ذلك احد المؤشرات الايجابية الكبير للرياضة وللمجتمع بأسره ، متى ما أصبحت الرياضة جزءاً لا يتجزأ من تركيبتنا التخطيطية ، ويصبح الرياضي المتميز والواعي والنموذج شأنه شأن المهندس والمحامى والطبيب والطيار ورجل الأعمال وعضو هيئة التدريس بالجامعة ، في نظر المخطط والمسؤول في الدولة ، يمكننا نخطط للمونديال والاولمبياد والمنافسات القارية والعربية القادمة سوف نتجاوز حصيلة استونيا.
كل عام وأنتم بخير ... المسؤولية وكل المسؤولية تقع على عاتق الإعلام المرئي والمسموع والمقروء....في إثراء الفكر الإيجابي الذي هو أساس كل عمل منشود ثم الدولة أولا وأخيرا..