المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإفتاء بغير علم ... حسبنا الله ونعم الوكيل



abomazeen
09-02-2008, 11:46 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد:
قال الله تعالى: { (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء : 36 )} .


من جملة ما نهى الله عنه الإفتاء بغير علم، ولكننا نرى كثيرًا من الناس في هذه الأيام صاروا يتجرؤون على الفتوى بغير علم ويستسهلون التسرع والتهور بالإجابة عن مسائل الدين بلا تثبت ولا تحقق فنراهم في قضايا الصلاة يُفتون بغير علم وفي قضايا الزكاة كذلك.


وفي موسم الحج أو في أرض الحجاز يُفتون بغير علم وفي موضوع زكاة الفطر والفِدية وكفارة اليمين يفتون بغر علم وفي موضوع الطلاق وعدة المرأة المتوفى عنها زوجها يفتون بغير علم وكذلك فيمن سبّ الله او الأنبياء أو الملائكة كثير منهم يفتي بغير علم فيعتبر هذا على زعمه من باب لغو اليمين كما يستدلّ بعضهم استدلالا بغير محله بقوله تعالى { (لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ ) (البقرة : 225 )} .أو نراهم يُحرّفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ويضعونه في غير محله مدافعين عمن نطق بكلمة الكفر فيقولون النبي قال: "إنما الأعمال بالنيّات".



وهذا الحديث ليس هنا موضعه بل وضعه أن يذكر في باب الأعمال الصالحة فإنها لا تكون مقبولة عند الله إلا بالنيّة ؛ فهؤلاء الذين يهجمون على الإفتاء بغير علم يقال لهم: تعلّموا علم الدين واجلسوا في مجالس أهل العلم والمعرفة لتأمنوا على أنفسكم من الوقوع في الزلل والخطأ لأن الإفتاء بغير علم منه ما يكون كفرًا والعياذ بالله ومنه ما هو أقل من ذلك.


وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أفتى بغير علم لعنته ملائكة السموات والأرض" رواه ابن عساكر.

والآفة الكبرى في هذا العصر أننا نرى كثيرًا ممن يدّعون العلم يُفتون بما يخالف شرع الله تعالى مدّعين أنهم اجتهدوا كاجتهاد الشافعي ومالك وابي حنيفة وأحمد بن حنبلٍ ويقولون هم رجال ونحن رجال فنحن نجتهد كما اجتهدوا.

فيقال لهم اتفق العلماء أن الاجتهاد يكون في الأحكام وليس في أصول العقيدة لأن أصول العقيدة ليس فيها اجتهادٌ بل اتّباع ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ممّا تلقّاه الصحابة عنه، ثم التّابعون الذين لم يلقوا رسول الله اتّبعوا الصحابة في تلك الأصول وهكذا تسلسل إلى عصرنا.
فالصحابة لم يختلفوا في أصول العقيدة كمعرفة الله والأمور الاعتقادية التي تحصل في الآخرة كالإيمان بوجود الجنة ووجود جهنم والحساب والميزان وغير ذلك، وإن الله خالق كل شيء من الأجسام وأعمال العباد الظاهر والقلبية وهذه الأصول لم يختلف فيها الصحابة ولا جمهور الأمة. وإنما الاختلاف يكون في الفروع.


ثم هناك امر مهم جدًا وهو أنّ المجتهد لا يخالف ما أجمع عليه المجتهدون الذين كانوا قبله بل من شرط المجتهد أن يكون عالمًا بما أجمع عليه المجتهدون وما اختلفوا فيه لأن اذا لم يعلم ذلك لا يُؤْمَن عليه من أن يخرق إجماع من قبله.

لأن خرق الإجماع مخالفة للدين ، فقد قال الله تعالى: { (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً) (النساء : 115 )} فموضع الشاهد في الآية قوله تعالى: { وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ}.

فمن علامة كون الشخص كذابًا وليس من أهل الاجتهاد أن يأتي بفتوى تخالف جميع المجتهدين الذين سبقوه، لأن المجتهد لا يؤدّي به اجتهاده إلى الخروج من الإجماع.


ليس كل إنسان حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم صار من أهلا الاجتهاد بل المجتهد من اكتملت فيه شروط الاجتهاد التي ذكرها العلماء في كتبهم.


وقد قال صلى الله عليه وسلم: "فَرُبَّ مُبلّغٍ لا فقه عنده".وفي رواية: "فرُبّ مُبلّغ أوعى من سامع" وفي لفظ أيضًا: "فرُبّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه".فهذه الروايات تدل على أنّ من الناس من لم يرزقهم الله تعالى المقدرة على الاجتهاد مع كونهم يحفظون، فالعبرة ليست بالحفظ.



والحقيقة أن الذي دفع بعض مدّعي العلم إلى القول برأيه وادّعاء الاجتهاد هو أنّ الكثير منهم إذا سئل بمسئلة لا يعرف حكمها يستحي أن يقول لا أدري حتى لا يقال عنه أنه ضعيف في أمور الدين فيحمله تكبّره والعياذ بالله على أن يتكلم برأيه زاعمًا أنه اجتهاده.


وقد قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما (لا أدري نصف العلم).و عن سيدنا عليّ رضي الله عنه وكرّم وجهه الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوّة علمه، أنه سُئل بمسئلة لا يعلم حكمها، فقال: ما أبردها على كبدي أن أقول فيما لا أعلم : لا أعلم.وهذا ابو بكر الصديق رضي الله عنه رُوي أنه سُئل عن تفسير ءاية في القرءان كان لم يسمع تفسيرها من رسول الله فقال (أيُّ سماء تُظلّني وأيّ أرض تُقلّني إن قلت في كتاب الله ما لا أعلم).بل هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أفضل خلق الله وقد أعطاه الله تعالى علم الأولين والآخرين لما سُئل عن خير بقاع الأرض وشرّ بقاع الأرض قال: لا أدري أسأل أخي جبريل، فلما سأل جبريل قال لا أدري أسأل ربّ العزّة.


ثم جاء الجواب لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنّ خير بقاع الأرض المساجد وشر بقاع الأرض
الأسواق. فليس نقصًا أن يقول الإنسان لا أعلم فيما لا يعلم بل الأمر المذموم هو أن يقول برأيه – فيفتي بغير علم فيقع فيما لا يرضي الله تعالى.


نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة ... حسبنا الله ونعم الوكيل ... حسبنا الله ونعم الوكيل ...



منقول لعموم الفائدة ...

abomazeen
10-02-2008, 01:57 AM
أحبتي في الله ...

لقد كانت المسألة تمر على العدد الكبير من الصحابة فيدله على غيره تورعاً منه وخشية أن يخطئ في الحكم .


وها هو رجل سافر شهراللإمام من الآئمة الأربعة لكي يستفتيه في مسألة فقال له الإمام : الله أعلم
فقال له الرجل : أتيتك من مسيرة شهر لتقول لي الله اعلم فبماذا أخبر قومي إذا رجعت عليهم ؟؟
قال: قل لهم الله أعلم .

صابرحسين
10-02-2008, 02:54 AM
متعك الله بالصحة والعافية أخي أبو مازم وجعلها في ميزان حسناتك ، والحديث عن الفتوى يجعلنا نسأل من نستفتي ومن له الحق في أن يقول ونتبع من غير شك ومن غير تردد ، وكما ترى كلما سأل أحدهم عن مسألة ولم يكن الجواب في مصلحته يبحث عن مفتي آخر عسى أن يخفف عليه وهكذا وقد يستمر إلى أن يجد مبتقاه من أحد المفتين قد يكون أقل علماً ومكانةً من سابقيه وكما تعلم أن الفتوى أثرها كبير وأحكامها تشمل جميع المسلمين عكس الأحكام الأخرى التي يقتصر حكمها على الخصوم كأحكام القضاء والتي لها القوة التنفيذية لتنفيذ أحكامها ، فلذلك لزاماً علينا أن نوجه الناس إلى الجهات المسئولة التي لها الحق في الفتوى ، فمثلاً هناء في المملكة العربية السعودية تجد جميع هيئة كبار العلماء بل المفتي نفسه يرد على أسئلة الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة وعن طريق الهاتف بكل تواضع وسعة صدر واذى إستعصى الأمر طلب مقابلته ، نتمنى أن تتاح هذه الفرصة في وسائل إعلامنا حتى يكون المواطن على معرفة تامة حتى يكون للفتوى مكانة تجعل السائل مطمئن وملتزم بها ، والله أعلم 0

عبد الله عبيدة
10-02-2008, 03:55 AM
بارك الله فيك يا أبا مازن وزادك حرصا , وقد سبقتني الى هذا جزاك الله خيرا , فقد كنت أنوي طرح هذا الموضوع لكي يحذر الاخوة من كثير من الفتاوى التي تعجب لها وأنت تتصفح الشبكة.
والسبب كما بينته أنت أن كثيرا تصدروا للفتوى دون أن يكونوا أهلا لها.
فنحن في هذه المنتديات التي يطرح فيها مسائل تتعلق بالدين يجب ان لا نبدي ما نراه البتة ولكن من أراد المساهمة فانما تكون مساهمته بنقل كلام أهل العلم الموثوقين وفتاواهم , فليس الدين كالثقافة والرياضة وغيرها لكل أن يبدي رأيه فيها .
وبارك الله في الأخ صابر على المثال الذي ذكره وهو هيئة كبار العلماء وكذلك اللجنة الدائمة للافتاء , فاننا نحسبهم والله حسيبهم هيآت تضم أحسن العلماء وأورعهم في زماننا هذا الذي كثرت فيه الفتاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان .
ولا عجب أن يكونوا على هذا الخير , فهم على عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة الذي ترك رسول الله أصحابه عليه , وليس مثلي من يثني على هؤلاء الفضلاء حفظهم الله .
وفي ما يلي أقدم لكم رابطا لتحميل موسوعة تظم بحوثا لمسائل قيمة لهذه الهيئة , وسترون منهجا رائعا للبحث والفتوى : قال الله تعالى , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثم أقوال الأمة الجهابذة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وغيرهم من المجتهدين , ثم الترجيح دون التعصب لمذهب بعينه ولكن بحسب الدليل لا يضر مع أيهم كان.
وهذا الرابط:
http://www.islamspirit.com/click/go.php?id=103

عبد الله عبيدة
10-02-2008, 04:00 AM
وأنقل لكم اخواني بيانا مختصرا من كلام أهل العلم عن الشروط التي يجب أن تتوفر في المفتي , وهي جزء من موضوع لي في أحد المنتديات شاركت به عندما طرح سؤال عن مسألة شائكة فأجاب أحد الاخوة جوابا بغير علم بدعوى أنه يجوز له ابداء رأيه في كل ما يريد . وتصوروا يا اخواني أن هذه المسألة التي أجاب عنها هذا الأخ طرحت على بعض أهل العلم الأخيار فأبى الاجابة عنها ولكن نقل كلام غيره من أهل العلم , وفي مايلي الكلام :

<< اعلم رحمك الله أنه يجب على المسلم أن يتعلم دينه ويخشى الله في ما يقول حتى يلقى الله على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها الا هالك.
فقول القائل أنه يجوز لكل أحد ابداء رأيه في الدين كما يريد قول خاطئ وباطل نهى عنه الشرع بعكس مازعمه المدعي مستدلا بقول الله <قل هاتو برهانكم ان كنتم صادقين>والظاهر أنك أخي لم تطلع على سياق الآية, وان كنت لا تعلم موضعها فأقول لك أنها في سورة البقرة وجاءت ردا على زعم اليهود والنصارى أنهم أهل الجنة دون غيرهم, ووردت في سورة النمل ابطالا لآلهة المشركين المزعومة.فيجب عليك أخي أن ترجع لكتب التفسير حتى تسوق الآيات في موضعها’ولا بأس أن تتطلع على بعض كتب أصول الفقه حتى تعرف مراتب الأدلة فتميز العام والخاص والمطلق والمقيد والمجمل والمبين والظاهر والمؤول وغيرها من المراتب حتى لا تخطئ فتستدل بأدلة في غير موضعها فتجني على الناس.
وقد يكون فولك ياأخي صحيحا اذا كان الكلام متعلقا بثقافة أو رياضة أو اقتصاد أوسياسة ونحوها, وحتى هذا يكون بضوابط فلا نسب الناس ولا نشتمهم ولا نغتابهم ولانسئ لأعراضهم بدعوى حرية الرأي.أما في الدين فهناك خطوط وثوابت لا يجب تعديها, فالذي يتكلم في الشرع ويفتي يجب أن يكون على بينة من أمره ويكون قد حصل العلوم أصلا وفرعا ويكون مجازا للفتوى من أهل العلم الموثوقين وأكيد أن هذه ليست حالنا. فالمفتي كأنما يوقع عن رب العزة ويبين حكمه في المسألة, والله تعالى قال <ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والغؤاد كل أولائك كان عنه مسؤولا>الاسراء36, وقال <ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون>النحل116 , وقد أفاض ابن القيم في بيان هذا وفي نقل كلام الأئمة والعلماء في كتابه الماتع <اعلام الموقعين عن رب العالمين> فليراجعه من أراد أن يستزيد من الخير,كما بين الفقهاء وعلماء الأصول على اختلاف مناهجهم ومذاهبهم ذلك في وهو مسطور في كتبهم,وهذا البعض من أقوالهم,
قال السمعاني في كتابه قواطع الأدلة:
< المفتي من العلماء من استكملت فيه ثلاث شرائط
أحدها: أن يكون من أهل الاجتهاد وقد قدمنا شروط المجتهد وصفته
والشرط الثانى: ان يستكمل أوصاف العدالة في الدين حتى يثق بنفسه في التزام حقوقه ويوثق به في القيام بشروط.
والشرط الثالث: أن يكون ضابطا نفسه من التسهيل كافا لها عن الترخيص حتى يقوم بحق الله تعالى في إظهار دينه ويقوم بحق مستفتيه
وقال الجويني في الورقات:
< وَمِنْ شَرْطِ الْمُفْتِي : أَنْ يَكُونَ عَالْمًا بِالْفِقْهِ أَصْلاً وَفَرْعًا ، خِلافًا وَمَذْهَبًا ، وَأَنْ يَكُونَ كَامِلَ الآلَةِ فِي الاجْتِهَادِ ، عَارِفًا بِمَا يُحْتَاجُ إِلَيْه فِي اسْتِنْبَاطِ الأَحْكَامِ مِنَ النَّحْوِ ، وَاللُّغَةِ ، وَمَعْرِفَةِ الرِّجَالِ ، وَتَفْسِيرِ الآيَاتِ الْوَارِدَةِ فِي الأَحْكَامِ ، وَالأَخْبَارِ الْوَارِدَةِ فِيهَا >
وقال العمريطي في النظم :
والشرط في المفتي اجتهاد وهو أن *** يعرف من آي الكتاب والسنن
والفقه فى فروعه الشوارد *** وكل ما له من القواعد
مع ما به من المذاهب التى *** تقررت ومن خلاف مثبت
و النحو والاصول مع علم الادب *** واللغة التى اتت من العرب
قدرا به يستنبط المسائلا *** بنفسه لمن يكون سائلا
مع علمه التفسير فى الآيات *** وفى الحديث حالة الرواة
وموضع الإجماع والخلاف *** فعلم هذا القدر فيه كافى

فما أبعدنا عن هذا, والله المستعان >>

عبد الله عبيدة
10-02-2008, 04:27 AM
بل ان الهداة الأعلام وأ ئمة الاسلام تبرؤوا من اتباعهم اذا خالف قولهم قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلمهم أنهم مجتهدون وقد لا يصل بعض كلام النبي لأحدهم فخافوا أن يجئ من بعدهم من يتعصب لأقوالهم فيقدمها على قول النبي صلى الله عليه وسلم , وهذا حال الكثيرين ولا حول ولا قوة الا بالله :

قال الإمام أبو حنيفة: (إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس). وقال الإمام مالك: (ما من أحد إلا ويؤخذ من قوله ويترك، إلا صاحب هذا القبر- وأشار إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم). وقال الإمام الشافعي: (كل ما قلت، وكان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى، ولا تقلدوني). وقال الإمام أحمد: (لا تكتبوا عني شيئا، ولا تقلدوني، ولا تقلدوا فلانا وفلانا - وفي رواية: مالكا، والشافعي، والأوزاعي، ولا الثوري - وخذوا من حيث أخذوا).

وقد نظم أحد أهل العلم المعاصرين أبياتا جمع فيها هذه الأفوال فجاءت تحفة فريدة في مضمونها :

وقول أعلام الهدى لا تعملوا *** بقولنا في خلف نص يقبل


فيه دليل الأخذ بالحديث *** وذاك في القديم والحديث


قال أبو حنيفة الإمام *** لا ينبغي لمن له إسلام


أخذ بأقوالي حتى يعرضا *** على الكتاب والحديث المرتضى


ومالك إمام دار الهجرة *** قال وقد أشار نحو الحجرة


وكل كلام منه ذو قبول *** ومنه مردود سوى الرسول


والشافعي قال إن رأيتم *** قولي مخالفا لما رويتم


من الحديث فاضربوا الجدار *** بقولي المخالف الأخبار


وأحمد قال لهم لا تكتبوا *** ما قلته بل أصل ذلك أطلبوا


دينك لا تقلد الرجالا *** حتى ترى أولاهما مقالا


فاسمع مقالات الهداة الأربعة *** واعمل بها فإن فيها منفعة


لقمعها لكل ذي تعصب *** والمنصفون يكتفون بالنبي


صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و ورحم الله الأئمة الأعلام وهداة الاسلام .

abomazeen
10-02-2008, 08:47 AM
متعك الله بالصحة والعافية أخي أبو مازن وجعلها في ميزان حسناتك ، والحديث عن الفتوى يجعلنا نسأل من نستفتي ومن له الحق في أن يقول ونتبع من غير شك ومن غير تردد



بارك الله فيك أخي الحبيب صابر حسين ونسأل الله الكريم أن يجعل مداخلتكم الكريمة وهذه الإضافات الطيبة في موازين حسناتكم ... اللهم آميين يا رب العالمين ...

أما سؤالكم عن من نستفتي ومن له الحق في أن يقول ونتبع من غيرشك ومن غير تردد فدعني أخي الكريم أثابك الله استشهد هنا بدراسة للدكتور / محمد سنان الجلال - أستاذ أصول الفقه المشارك كلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء - في هذا الإطار الفتوى حول أمانة ومسئولية الفتوى : إذا يقول :


" مما لاشك فيه أن المفتى يخبر عن الله وعن رسوله وينسب الأحكام إلى الشرع فهو يتحدث عن شرع الله وحكمه ونتيجة الفتوى سوف تحمل إلى الأفاق وسيعمل الناس بمقتضاها ، وهذا الأمر فى غاية الخطورة وعظم المسئولية ويوجب أن يتحرى المفتى قبل فتواه حتى لايكون سببا فى إضلال الناس أو إهلاكهم وربما نسب إلى الشرع ما ليس منه أو عرضه بصورة مشوهة بعيدة عن المقصود فى إرساء التعاليم وبناء المجتمع عليه .

وأول ما يجب على المفتى حينئذ أن يكون أمينا فى صياغة الفتوى مستشعرا لمسئولية نقلها ويقتضى ذلك منه أن يبعد عن أى تأثير أو هوى فى نفسه وأن ينبذ التعصب بجميع أنواعه ، ولايصدر الفتوى إلا بعد أن يكون متجردا للحق طالبا رضى الله عز وجل وأن يجعل مصلحة الشرع فوق كل مصلحة فينظر أولا إلى مرافقتها لأحكام الشرع سواء وافقت بعد ذلك رغبة السائل والمستفتى أم لم توافق . " إنتهى كلامة - أثابه الله ووفقــه إلى طريق النور .









فمثلاً هناء في المملكة العربية السعودية تجد جميع هيئة كبار العلماء بل المفتي نفسه يرد على أسئلة الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة وعن طريق الهاتف بكل تواضع وسعة صدر واذى إستعصى الأمر طلب مقابلته 0

والحديث هنا أيضاً للدكتور / محمد سنان الجلال أستاذ أصول الفقه :
" لما كان للفتوى أهمية عظيمة وخطر كبير فالأصل أن يعين ولي الأمر من يقوم بهذا الدور وحينئذ تكون لفتواه صفة رسمية ويجب أن يختار العالم الكفوء الذي يشهد له أقرانه من العلماء بالنزاهة والفضل والتفوق العلمي في معرفة الأحكام، كما ينبغي أن يكون لمنصب الإفتاء هيئة تؤدي هذا الواجب تتألف من مجموعة من العلماء تسند إليهم مهمة الفتوى ويختارون من ذوي العلم والكفاءة ويمكن بعد تكوين هذه الهيئة أن تكون لها الأحقية في إصدار الفتاوى في الأمور المهمة والقضايا الخطيرة التي تتعلق بسلامة سير المجتمع على أسس الشريعة وقواعد الدين وخاصة في قضايا التحليل والتحريم والأمور المستجدة التي تحتاج إلى نظر واجتهاد وسلامة راي." - إنتهى كلامة - بارك الله فيه .



وحتى لا تضطر أحوال المجتمع ينبغي أن يمنع غير هذا الهيئة في إصدار مثل تلك الفتاوى حرصاً على تماسك أفراد المجتمع وإيجاد الثقة بالأحكام الشرعية والمنتسبين إلى العلم والمعرفة.


بارك الله فيكم أخي الحبيب في الله صابر حسين وجزاك الله خيراً على هذه المداخلة الطيبة وسلمت يمينك وقلمك الثر في هذه المساحة الطيبة بإذن الله ...

منى سيد علوب
10-02-2008, 08:47 AM
بارك الله فيك يا استاذ ابو مازن والشكر اجزله لك ايضا اخي عبدالله

abomazeen
10-02-2008, 08:54 AM
بارك الله فيك يا استاذ ابو مازن والشكر اجزله لك ايضا اخي عبدالله





بارك الله فيك أختي الفاضلة منى سيد علوب وجزاك الله خيراً على المداخلة الطيبة ...


http://www.uaesm.com/vb/attachment.php?attachmentid=17502&stc=1&d=1145118551

abomazeen
10-02-2008, 09:23 AM
بارك الله فيك يا أبا مازن وزادك حرصا , وقد سبقتني الى هذا جزاك الله خيرا , فقد كنت أنوي طرح هذا الموضوع لكي يحذر الاخوة من كثير من الفتاوى التي تعجب لها وأنت تتصفح الشبكة.
وفي ما يلي أقدم لكم رابطا لتحميل موسوعة تضم بحوثا لمسائل قيمة لهذه الهيئة
وهذا الرابط:
http://www.islamspirit.com/click/go.php?id=103






أخي الحبيب في الله عبدالله عبيدة ...

بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء وفتح الله عليك ببركات من عنده ...

ونحن هنا في هذه المساحة الطيبة دوماً وأبداً نلتقي لنرتقي ونتدارس معاً كلام المولى عزّ وجل سبحانه الواحد الأحد وكذلك نتدارس سوياً هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ...


فنأمل من الجميع الكتابة ولو آية حتى تكون شفيعة لنا يوم الحساب الأكبر وسبب للنجاة من النار أجارني الله وإياكم من عذب النار ... اللهم آميين يا رب العالمين ...

ودتابر
10-02-2008, 07:00 PM
أخي في الله .. أبومازن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

حقاً إن هذا الموضوع هو أحد الأبواب التى يأتينا منها الشر والبلاء على الاسلام .. ويجد أعداء الاسلام ثغرة للولوج والطعن .. .. فجزاك الله خيراً عنا جميعاً ونسال الله ان يستفيد منه كل من قرأه وان يبلغه لمن لم يقرأه .. وأن يجعله في ميزان حسناتك بإذنه تعالي ..

abomazeen
10-02-2008, 08:58 PM
بارك الله فيكم أخي الحبيب في الله ود تابر وجزاك الله خيراً على المداخلة الكريمة ...