النور محمد يوسف
26-05-2009, 10:02 PM
من وسط الشأن الحياتي السوداني
في احدى المناسبات والتي تبدا كالعادة بتجمع الناس ثم في النهاية يبقى نفر قليل في مكان المناسبة خاصة اهل الحارة المعنيين بالمناسبة ...يبقون لوقت متاخر من الليل يتجاذبون اطراف الحديث ويخوضون في شتى المجالات فتبدأ الونسة ...بلا قيود وبلا تحفظات ....وصادفت تلك المناسبة قدوم ود الشيخ من السودان إلى الرياض بعد ان قضى فترة اجازته بين الاهل وهو مشهود له بيسر الحال هنا وهناك .... فالي أتون وحيثيات الونسة:
- آ أزول الحمد لله على السلامة....قالوا لي جيت يوم الثلاثاء بالليل ونزلت العمل طوالي في الصباح عشان مااا تضيع منك الجمعة.... مالك المرة دي!!! ....جيت مصقرِط تب.....
- آآي والله....جنس صقرطة نان هي ....اخوكم ماااا جاء مديون شدييييييد....
- أكيد البنيان أتعبك ....
- لا حرَّم لا بنيت ولا حاجة..... وكمان ادينت 20 مليون.....
- أصلو عملت شنو !!! عرست التانية والتالتة مرَّرررة واحدة؟؟؟
- والله ولا حاجة
- طيب مديون ليه؟ أكيد اشتريت لَك بقر!!
- بقر شنو ؟؟؟ بقري المعاي زاااااااتو طللللق ولا بقرة مافضلت فيهو ....(40 ) بقرة كلهن سرقوهن....
- سرقوهن!!! دا كلام شنو آآآآزول.... عسه عليك الله البيدخل منطقتكم دي منو عشان يسرق؟؟؟؟ وكمان بقرررر!!!
- والله السرقن واحد ربيناهو عندنا وزوجنااااه وقعد معانا 30 سنة.... واصلوا التهمة ما جات فوقو......لكن طلع هو الحرامي
- اها ان شاء الله تكونوا لقيتوا البقر؟؟؟؟
- لقيناهو شنو....أنا على الطلاق بهايمي الباقيات...الصغيرا صغيرا من عتود لى نعجة وقعنا ليك فيهن ضبح ...يوماتي .... لناس كفارة كفارة ... وغير حق البنزين لناس الفزعة.....وبعد ما لقينا الجزارين الضبحوا بقرتين ثلاثة من البقر المسروق.... القاضي ختاهم ليك في الحبس واعترفوا بذبح شوية منهن....قالوا جابهن ليهم فلان.....القاضي اصر عليهم انو البقر كلو عليهم....فرحنا شوية.....وبقوا قاعدين ليك في الحراسة ....وتعال شوف اللجاويد كل يوم من حتة ... كيمان كيمان يجو للوالد ...عشان نتنازل و نفك الناس ديل من الحراسة....وهاك يا ذبائح ....ابوي الشيخ راجل كريم ما ممكن ضيوفوا امشوا بلا ذبيحة .... وناس حمد لله على السلامة من كل الحلااااال....فبعد ""كفارة كفارة" جانا كمان دور" بركة اللقيتوهن"....ضبايح ....ومرات مبيت كمان.....وعلي الطلاق السخيلات كملن قرضوهن ليك تب....ففي الاخر قلت لابوي .....
هوي ....أنا بقري دا عفيتو تب لله تعالى....ما عاوزو..تب.......أتعوضو في جناي....
ومشيت عملت التنازل وفكيت الناس من الحراسة ... بس سااااااكت عشان ارتاح مع عيالي في اجازتي ....وهو فضل فيها شي؟؟؟؟
آها أخواني قالو بيشتروا لي عجيلات... اتعوض بيهن البقيرات....قلت ليهم لا ...لا حرّم ....بقر هنا تب ما يخش زريبتي تاني.....
- آها سويت شنو ؟؟؟....
- والله دخلت في حاجة تانية ....أخواني....
أخواني حالفين يقتلوا الحرامي لو لمو فيهو.....
والله بقيت في حوسة وهَمْ شديد .....كل يوم أخواني فارين بالحلاااال يفتشوا عليهو...كايسين الحرامي ..... وانا خاتي ايديني في قلبي ....والله حق المحامي يدافع عنهم ما عندي لوكتلوهو........ربك صاحب حكمة ...اتاريهو الحرامي كان عيان راقد في المستشفى .... وأهلوا ذاتو ما عارفين .....بس يجينا ليك خبرو...
مات....الحمد لله .....موت الله ساكت.... حرَّم ماجيت الا بعد ما مات...
والله ارتحت راحة كاني لقيت بقري ... أخواني.....كان ممكن يروحو فيها لو لقوا الحرامي دا.....واهلو كان عارفين مكانو حرم أكان كلمو بيها اخواني ...لانهم هم ذاتم تعبانين من سواة ولدهم ...وعشان السويناهو ليهم في ولدهم ....فالحمد لله انهم ذاتم ما كانوا عارفين هو وين....واصلو ما خطر ببال زول انو يكون في المستشفى ....الزول جهامة قدر التور ....مات موت الله .....والله انبسطت بسطة..أكان يبقن عليا هجيمتين ...فقدان بقيراتي وكمان افقد واحد من اخواني .... الحمد لله هَمْ وانتهى ....ونسيت ليك البقر والسخيلات ....لكن الدين عليا عليا وتب ما في عوجة....والبقر ...الله يقطع البقر ويقطع تربيتو.
- أحد الحاضرين يعمل مداخلة:
والله كان تسوي زي ما عمل ود عمك الشويطين داك..... صبح الصباح لقا حمارتو ما في ....قص الدرب هنا وهنا عرف أنو الحمارة دي انسرقت.....كتلا في نفسو....ما كلم ليهو زول .....قال يا أخوي انا ما بقدر على كفارة كفارة وحق السكر ما عندي ....طلَّق ثمن حمارتين ما يكفيهن ... واعي .....كان بقيراتك ديل تكتلن في حشاك وتسكت....
- 40 بقرة كبفن اكتلن في حشاي......حاراا شديد..... لكين لو خيروني هسه ....بكتلن تب في حشاي وعلي الطلاق إمكن كمان أدفع للحرامي الفرق ....بس ما اكون مديون.
يتداخل احد الحاضرين:
- انتو والله قصتكم دي زي قصة محطة التلفزيون الأهلية ...جات زمان في التلفزيون....
- ودي كيف دي كمان ؟؟؟؟
- القصة أنو قالوا كان في زول ...مسكين جد ...كل يوم يخرج من البيت يفتش عن شغل....ما يلقى ويجي راجع تاني .....والصباح تاني يمشي يفتش.....وما عندو في بيتو أي حاجة كان بس قميصو وبنطلونو اللابسن....وبقن قديماااات ومشرطاااااات ...وفي يوم من الايام لقى ليهو بنطلون وقميص ... من احد أصحابو .....غايتو أحسن من حقاتو....قام غيَّر وملَّص المشرطات ....لمَّاهن المشرطات وختاهن في البيت وطلع يفتش عن شغل....آها .... اثناء غيابو داك دخل ليك حرامي في البيت ....وفتش ليك كل البيت ما لقى أي حاجة الا القميص والبنطلون القديمات الزمان ديلك ....شالن وطلع....في طلوعو داك شافتو ليك زوجة المسكين...وضربت الكوراك ...حرامي حرامي ....وجااا ليك الناس...كووووورجة....ورا الحرامي.... أشي شلوت... وشي بنية ...وشي تفة.... وتفوا ليك الحرامي دا جنس تفة ....كره يومو الدخلو الحي ذاتو .... وفي الآخر سلموهو الشرطة واسترجعو منه البنطلون والقميص .... بعد داك دا يكلم التاني والناس بدت تجي لبيت المسكين دا ... تحمدل السلامة ....وسكر وشاي من الدكان.....أشي شاي وشي عصير (شربات) وبلح وحلاوة....والناس مبسوطة بمسكة الحرامي .....بعد شوية زولك جاااا....دخل البيت ......لقى ليك اللمة
- في شنو؟؟؟؟ في شنو يا جماعة؟؟؟
- ها زول الحمد لله على السلامة .....الحرامي دخل بيتك ومرتك ضربت الكوراك والناس لحقوهو و قبضوهو وما شال أي شي غير بنطلون وقميص رجعوهن منه.....فحمد لله على السلامة....
- حرامي مين وقميص مين وبنطلون مين !!!! نحنا ما عندنا حاجة زاتو يسرقا حرامي ......
اتلفت جاي وجاي شاف ليك الناس ....دا ماسك ليك كباية شاي يشرب ودي ماسكة ليها موية.....وشفع شايلين ورق الحلاوة ...شال ليك عكازو ووقع ليك في زوجتو ضرب ...لَبْ لب...القال ليك كوركي منو !!!! حرامي ! ياريت لو شالك انت زاتك وريحنا منك خشمك الهش دا.... ما يشيلو القميص والبنطلون...الله يشيلك من الدنيا دي كلها....الله لا كسَّبك ....المكشرة ....الغبشا ما ملسا...
بعد شوية زولك هِداا شوية كدا وقام مشاا الى الدكان ....سيد الدكان مما شافو ...ها زول حمد لله على السلامة ...الحرامي دخل بيتك وجلدوهو ليك جلدة تمام .....بس يستاهل....لاكين حسابك الليلة طار فوق ....ناس بيتك شالو سكر وشاي وعصير و....و..و....و .... فحسبها ليك المسكين لقاها حاجة كتيرة خلاص... طلع من الدكان ...وبعكازو ..... لب لب في أي واحد من أولاد الحي يلاقيهو في الشارع يديهو بالعكاز لب لب .....الجابك لينا شنو...لب لب ....طالبنا كفارة ....لب لب ....وكمان عصير و شاي.... لب لب لب.
آها يا جماعة ......أنا اتأخرت ولازم أمشي الآن .....الله يوفقكم وانتا يا ود الشيخ الله يعوضك في بقيراتك. ويسدد ليك ديونك.....مع السلامة 00000
طبعا القصة حقيقية وهي تخص ابن خالي قاسم علي شنان في احد سفراته للسودان قبل وفاة والده خالي المرحوم علي شنان ...قاسم جاء من السودان للسعودية ومطلوب 30 مليون وسرقو بقيراتو ...في الاخر ترك الجزيرة كلها وسكن الخرطوم ...والخرطوم ذاتها خلاها وجاب اولادو السعودية ....آآآآل بقر آآآآل والان وضعو ممتاز وربنا عوضو عن البقيرات في اولادو واحدهم سوف يتخرج قريبا طبيبا بالسودان.
ونكمل الشق الثاني من العنوان، انتهينا من الونسة وندخل الآن في القضية:
القضية متشعبة ومتعددة الجوانب وتمس كل الجانب السوداني الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والصحي والديني، فهذه الحادثة لا يجب النظر إليها كبقيرات تمت سرقتها فقد يكون المسروق أي شيء آخر من القلم حتى السيارة ، فيجب ان نفكر في كيفية التصرف في حال فقدان ما نمتلكه فجأة وبعد اتخاذنا لكل التدابير والاحتياطات، فهنا في قصتنا أعلاه لم تكن هناك تدابير كافية لعدم ضياع مثل هذه الثروة الكبيرة فلا تامين ولا حراسة ولا حتى أمن ، 40 بقرة تخرج من المنطقة وتسير لاكثر من 200 كيلو بدون ان يعترضها ضابط امن ولا مشرف صحة ولا عمدة ولا شيخ،
فالقضية هنا تتمثل في العشوائية وعدم الانضباط الامني وترك الناس تعيش كالبهائم بلا ضوابط وبلا ضبط، هكذا يتركون الحياة تسير بالناس ويتركونهم لمصيرهم المجهول بدون ان ترى أي اثر لحكومة او وزارة داخلية او وزارة صحة، فقط ياتي جابي الضرائب والقطعان في اوقات محددة بالدقيقة والثانية للجباية،،، القضية هي تربية البقر نفسها في هذا المشروع الذي لم يعد فيه مجال لتربية حيوان أو حتى طريقا سالكة تسلكها القطعان في مشاوريها إلى الاسواق، القضية في هذه النحافة التي اصابت كل قطعان الثروة الحيوانية بالجزيرة...فاحيانا كثيرة اقول ان شرب لبن مثل هذه القطعان حرام علينا فهي احوج لحليبها منا والانكى من ذلك انها تذبح وياكلها الناس ...نحيفة ومريضة وتعيش بيننا فيها جميع امراضنا كما ان جميع امراضها فينا
.... اربعون بقرة يمتلكها شخص عادي والله لو كانت مثل هذه الثروة لدى أي واحد من أي بلد غير السودان لوجدناه يمتلك مصنعا لجميع مشتقات الالبان .... القضية ان هذه الابقار تعيش بيننا في وسط الاحياء واكيد مرت علينا انواع عديدة من الانفلونزات انفلونزا البقر وانفلونزا الماعز وانفلونزا الضان وانفلونزا الابل والناس تموت وتموت ولا واحد سائل، ربنا ساتر فضايحنا بجهلنا وعدم اكتراثنا للانسان كثروة وكمورد من اهم الموارد في التنمية الحديثة، وانا غايتو بصراحة اصلا ما خفت من انفلونزا طيور ولا انفلونزا خنازير ولا كمان خائف على أي واحد سوداني ....دا نحنا عندنا مناعات ضد كل الانفلونزات ...طيور ودجاج وبط وكمان انفلونزا الفيران وانفلونزا الوطاويط ....جديدة دي طبعا ...لكن والله اصابتنا ونحن صغار ....كل المدرسة المتوسطة بالحوش في الستينيات اصبحت كرنتينة ....انفلونزا لم نر مثلها قط ولذلك توقفت الدراسة ...لاننا كنا نسكن مع الوطاويط في الداخليات ...مدة الحجز كانت 15 يوما ...بس بعدها اخدنا مناعة ضد أي انفلونزا تاني ...تقول لي خنازير ؟؟؟ فالشعب السوداني ....غايتو القديم داك محصن تب ضد أي نوع من انواع الانفلونزات ...الخوف على الجديدين ديل.....
القضية يا اخوان هي عدم التخطيط السليم في كل الجوانب الحياتية ، فلا نكاد نجد مرفقا خدميا لدينا الا والعشوائية هي ديدنه..فيجب تخصيص مساحات واسعة لتربية الحيوان ونتبع ذلك بتوفير متطلبات هذا الحيوان من رعاية طبية وغذائية ومن فحص دوري لقياس ملاءمته للحياة مبدأ ثم للاستعمال ثانيا ...لا يجب التهاون في ذلك ، ويجب عمل كل الاحتياطات والتدابير لمنع سرقة تلك الثروات...نحن هنا وتقع بالقرب منا مزرعة العزيزية للالبان بالسعودية لم نر بقرة واحدة تخرج من تلك المزرعة ولم نسمع ان هنالك حرامي دخل وسرق عجلا ناهيك عن 40 بقرة ، وكنا نذهب لتلك المزرعة ونشتري منهم ذكور البقر ...لا يبيعون الا الذكور لانهم ممنهجون ...فقط انتاج البان...كل ذلك له تأثير اقتصادي وثقافي ... ونحن في السودان نذبح البقرة !!!!
اما قضيتنا من ناحية اجتماعية فهي الاخطر ...نحن شعب يحتفل بالاحزان ...نصنع الاحزان ونقيم لها السرادق ونفرش لها النمارق وندق لها الطبول ...واحد اتسرقت بقيراتو ...في داعي نزيد عليهو احزانو ونكمل سخيلاتو؟؟؟؟ هذه المشكلة متجذرة ومتشعبة ولكن اساسها هو الامتداد الطويل للاسرة في المجتمع السوداني ...أكبر مشكلة ...وبصراحة هذه تحتاج لباحثين ومعالجين نفسيين وخبراء وعلماء واجتماعيين...الاسرة السودانية تمتد حتى انك لا تستطيع التمييز بين حقك على غيرك ولا حق غيرك عليك من الناحية الشرعية ...نعم اقولها بصراحة ان هذه المشكلة هي التي تحد من طموح أي سوداني ...فالسوداني يضع الام والاب والابن والاخ والاخت في مرتبة واحدة مع العم والعمة والخال والخالة وامتداتهم البعيدة ...كثيرا ما نحسد اخواننا المصريين والفلسطينيين على محدودية الاسرة لديهم ...فنجدهم يخططون في حدود الامتداد الاسري البسيط ولذلك يختصرون فترات اغترابهم ويعودون بنتائج ملموسة ... واحد مصري اشتغل معنا خمس سنوات فقط ...همه هو عمل شقة لاسرته (زوجته وثلاثة اطفال) طبعا عمل الشقة واشترى سيارة واشترى فدان وسافر ....والان هو سيد هناك في بلده ...
وعودا لقضية البقرات المسروقة ... اولا ما الفائدة بان تكون لك 40 بقرة في قرية؟؟؟ لا عندك مصنع ولا عندك وسائل حليب حديثة ولا عندك تسويق لمنتجاتها ولا كذلك مكان مخصص لتغذيتها ولا كذلك مكان مخصص لسكنها...فهي تعيش بين الناس ومع الناس....اذاً من حيث المبدأ هذا العدد خطا ولكن إذا بحثنا فسنجد ان الامتداد الاسري هو السبب لتلبية احتياجات كل الاسرة من العائد القليل الذي يتطلب عددا وفيرا من الابقار ... كفارة كفارة وحمدا لله على السلامة كل ذلك نتيجة الامتداد الاسري الكبير ...ولذلك كانت احزانهم احتفالية ..نعم فنحن شعب يجيد صناعة الاحزان ...
تلك كانت فرصة للتجمع وللاجتماع والخروج من الروتين الحياتي الريفي الكئيب فلا وسائل ترفيه تتوفر بالريف لا اندية ولا مكتبات ولا مسارح ولا منتديات ...
اما القضية من الناحية السياسية ...فان الحكومة بعد ان الغت السالف وشددت على من يمتهنه لم تقم بايجاد البديل من باب اولى كان لازم توفر نقاطا كثيرة للحراسة وتمدهم باحدث وسائل المراقبة من سيارات وهواتف وغرف عمليات حتى تكون المنطقة كلها مراقبة لا يدخلها أحد ولا يخرج منها الا وهو مرصود ...40 بقرة تخرج هكذا ... واهلنا عارفين...اصلو ما مشوا للشرطة يسالوا عن بهائهم...فلماذا إذاً مراكز للشرطة ورواتب ونياشين وسيارات؟؟؟ ومن وين دا كلو؟؟؟ تعرفون الاجابة....فالشرطة اغتنمت فرصة منع الخمور فتقوم بمصادرة اواني الخمور لتعيد بيعها مرة أخرى لنفس الاشخاص المصادرة منهم تلك المعدات والاواني والا فمن اين ياتون بحق البنزين؟؟؟ ذلك فقط همهم ووظيفتهم ...ما شفنا لينا انقلاب قام من الريف...فعشان شنو إذا الشرطة ما دامت لا تحرس امن منطقتها؟؟؟
ليتنا بقينا هناك على الدوام فلا نأسى على مانراه اليوم تهميشا ونذوقه حسرة في الحلوق ... ترك قاسم الجزيرة وذهب للخرطوم وترك الخرطوم واستوطن هنا بالسعودية ...فلو سالنا قاسم اليوم عن ايهما يحب اكثر السودان ام موطنه الجديد؟؟؟ ماذا سيكون رده...لكم ان تتخيلوا ....
والقضية من الناحية الدينية...السرقة حرام وحدها قطع اليد...ولكن لماذا سرق ذلك الحرامي كل هذا العدد وهو يعرف ان السالف ممنوع ....فالسالف كان مفيدا بالنسبة له اذ لا يحمل هم تصريف المسروق بل ياتي المالك ويسترد ماله بعد دفع الفدية وياخذ هو نصيبه ...فالسالف عصابة متسلسلة وكل حلقة فيها لا دخل لها الا من السالف ...السارق والسائق والجزار والاجاويد (الوسائط) والمروجون والمثبطون ...اذاً هناك اسر كاملة تعيش على الحرام ...هنا نحتاج إلى التربية الدينية ...مجتمع كامل ..وقنواتنا التلفزيونية مليئة بحلقات الدراويش ....هنا يجب ان تكون كل جهود وخدمات الدعوة منصبة في هذا الشان الخطير ...الكسب الحلال ...فانتهاء السالف بقرار من الحكومة ليس هو الحل ....فالحل يكمن في تربية تلك الاسر والجماعات على اسس دينية قويمة نركز فيها على الكسب الحلال ...انتهى السالف فمن اين تقتات تلك الاسر؟؟؟ السؤال موجه إلى الحكومة .....
هذه اخوتي رؤوس اقلام عن هذه القضية ولكم مناقشة تلك القضية باسهاب
وفقكم الله
في احدى المناسبات والتي تبدا كالعادة بتجمع الناس ثم في النهاية يبقى نفر قليل في مكان المناسبة خاصة اهل الحارة المعنيين بالمناسبة ...يبقون لوقت متاخر من الليل يتجاذبون اطراف الحديث ويخوضون في شتى المجالات فتبدأ الونسة ...بلا قيود وبلا تحفظات ....وصادفت تلك المناسبة قدوم ود الشيخ من السودان إلى الرياض بعد ان قضى فترة اجازته بين الاهل وهو مشهود له بيسر الحال هنا وهناك .... فالي أتون وحيثيات الونسة:
- آ أزول الحمد لله على السلامة....قالوا لي جيت يوم الثلاثاء بالليل ونزلت العمل طوالي في الصباح عشان مااا تضيع منك الجمعة.... مالك المرة دي!!! ....جيت مصقرِط تب.....
- آآي والله....جنس صقرطة نان هي ....اخوكم ماااا جاء مديون شدييييييد....
- أكيد البنيان أتعبك ....
- لا حرَّم لا بنيت ولا حاجة..... وكمان ادينت 20 مليون.....
- أصلو عملت شنو !!! عرست التانية والتالتة مرَّرررة واحدة؟؟؟
- والله ولا حاجة
- طيب مديون ليه؟ أكيد اشتريت لَك بقر!!
- بقر شنو ؟؟؟ بقري المعاي زاااااااتو طللللق ولا بقرة مافضلت فيهو ....(40 ) بقرة كلهن سرقوهن....
- سرقوهن!!! دا كلام شنو آآآآزول.... عسه عليك الله البيدخل منطقتكم دي منو عشان يسرق؟؟؟؟ وكمان بقرررر!!!
- والله السرقن واحد ربيناهو عندنا وزوجنااااه وقعد معانا 30 سنة.... واصلوا التهمة ما جات فوقو......لكن طلع هو الحرامي
- اها ان شاء الله تكونوا لقيتوا البقر؟؟؟؟
- لقيناهو شنو....أنا على الطلاق بهايمي الباقيات...الصغيرا صغيرا من عتود لى نعجة وقعنا ليك فيهن ضبح ...يوماتي .... لناس كفارة كفارة ... وغير حق البنزين لناس الفزعة.....وبعد ما لقينا الجزارين الضبحوا بقرتين ثلاثة من البقر المسروق.... القاضي ختاهم ليك في الحبس واعترفوا بذبح شوية منهن....قالوا جابهن ليهم فلان.....القاضي اصر عليهم انو البقر كلو عليهم....فرحنا شوية.....وبقوا قاعدين ليك في الحراسة ....وتعال شوف اللجاويد كل يوم من حتة ... كيمان كيمان يجو للوالد ...عشان نتنازل و نفك الناس ديل من الحراسة....وهاك يا ذبائح ....ابوي الشيخ راجل كريم ما ممكن ضيوفوا امشوا بلا ذبيحة .... وناس حمد لله على السلامة من كل الحلااااال....فبعد ""كفارة كفارة" جانا كمان دور" بركة اللقيتوهن"....ضبايح ....ومرات مبيت كمان.....وعلي الطلاق السخيلات كملن قرضوهن ليك تب....ففي الاخر قلت لابوي .....
هوي ....أنا بقري دا عفيتو تب لله تعالى....ما عاوزو..تب.......أتعوضو في جناي....
ومشيت عملت التنازل وفكيت الناس من الحراسة ... بس سااااااكت عشان ارتاح مع عيالي في اجازتي ....وهو فضل فيها شي؟؟؟؟
آها أخواني قالو بيشتروا لي عجيلات... اتعوض بيهن البقيرات....قلت ليهم لا ...لا حرّم ....بقر هنا تب ما يخش زريبتي تاني.....
- آها سويت شنو ؟؟؟....
- والله دخلت في حاجة تانية ....أخواني....
أخواني حالفين يقتلوا الحرامي لو لمو فيهو.....
والله بقيت في حوسة وهَمْ شديد .....كل يوم أخواني فارين بالحلاااال يفتشوا عليهو...كايسين الحرامي ..... وانا خاتي ايديني في قلبي ....والله حق المحامي يدافع عنهم ما عندي لوكتلوهو........ربك صاحب حكمة ...اتاريهو الحرامي كان عيان راقد في المستشفى .... وأهلوا ذاتو ما عارفين .....بس يجينا ليك خبرو...
مات....الحمد لله .....موت الله ساكت.... حرَّم ماجيت الا بعد ما مات...
والله ارتحت راحة كاني لقيت بقري ... أخواني.....كان ممكن يروحو فيها لو لقوا الحرامي دا.....واهلو كان عارفين مكانو حرم أكان كلمو بيها اخواني ...لانهم هم ذاتم تعبانين من سواة ولدهم ...وعشان السويناهو ليهم في ولدهم ....فالحمد لله انهم ذاتم ما كانوا عارفين هو وين....واصلو ما خطر ببال زول انو يكون في المستشفى ....الزول جهامة قدر التور ....مات موت الله .....والله انبسطت بسطة..أكان يبقن عليا هجيمتين ...فقدان بقيراتي وكمان افقد واحد من اخواني .... الحمد لله هَمْ وانتهى ....ونسيت ليك البقر والسخيلات ....لكن الدين عليا عليا وتب ما في عوجة....والبقر ...الله يقطع البقر ويقطع تربيتو.
- أحد الحاضرين يعمل مداخلة:
والله كان تسوي زي ما عمل ود عمك الشويطين داك..... صبح الصباح لقا حمارتو ما في ....قص الدرب هنا وهنا عرف أنو الحمارة دي انسرقت.....كتلا في نفسو....ما كلم ليهو زول .....قال يا أخوي انا ما بقدر على كفارة كفارة وحق السكر ما عندي ....طلَّق ثمن حمارتين ما يكفيهن ... واعي .....كان بقيراتك ديل تكتلن في حشاك وتسكت....
- 40 بقرة كبفن اكتلن في حشاي......حاراا شديد..... لكين لو خيروني هسه ....بكتلن تب في حشاي وعلي الطلاق إمكن كمان أدفع للحرامي الفرق ....بس ما اكون مديون.
يتداخل احد الحاضرين:
- انتو والله قصتكم دي زي قصة محطة التلفزيون الأهلية ...جات زمان في التلفزيون....
- ودي كيف دي كمان ؟؟؟؟
- القصة أنو قالوا كان في زول ...مسكين جد ...كل يوم يخرج من البيت يفتش عن شغل....ما يلقى ويجي راجع تاني .....والصباح تاني يمشي يفتش.....وما عندو في بيتو أي حاجة كان بس قميصو وبنطلونو اللابسن....وبقن قديماااات ومشرطاااااات ...وفي يوم من الايام لقى ليهو بنطلون وقميص ... من احد أصحابو .....غايتو أحسن من حقاتو....قام غيَّر وملَّص المشرطات ....لمَّاهن المشرطات وختاهن في البيت وطلع يفتش عن شغل....آها .... اثناء غيابو داك دخل ليك حرامي في البيت ....وفتش ليك كل البيت ما لقى أي حاجة الا القميص والبنطلون القديمات الزمان ديلك ....شالن وطلع....في طلوعو داك شافتو ليك زوجة المسكين...وضربت الكوراك ...حرامي حرامي ....وجااا ليك الناس...كووووورجة....ورا الحرامي.... أشي شلوت... وشي بنية ...وشي تفة.... وتفوا ليك الحرامي دا جنس تفة ....كره يومو الدخلو الحي ذاتو .... وفي الآخر سلموهو الشرطة واسترجعو منه البنطلون والقميص .... بعد داك دا يكلم التاني والناس بدت تجي لبيت المسكين دا ... تحمدل السلامة ....وسكر وشاي من الدكان.....أشي شاي وشي عصير (شربات) وبلح وحلاوة....والناس مبسوطة بمسكة الحرامي .....بعد شوية زولك جاااا....دخل البيت ......لقى ليك اللمة
- في شنو؟؟؟؟ في شنو يا جماعة؟؟؟
- ها زول الحمد لله على السلامة .....الحرامي دخل بيتك ومرتك ضربت الكوراك والناس لحقوهو و قبضوهو وما شال أي شي غير بنطلون وقميص رجعوهن منه.....فحمد لله على السلامة....
- حرامي مين وقميص مين وبنطلون مين !!!! نحنا ما عندنا حاجة زاتو يسرقا حرامي ......
اتلفت جاي وجاي شاف ليك الناس ....دا ماسك ليك كباية شاي يشرب ودي ماسكة ليها موية.....وشفع شايلين ورق الحلاوة ...شال ليك عكازو ووقع ليك في زوجتو ضرب ...لَبْ لب...القال ليك كوركي منو !!!! حرامي ! ياريت لو شالك انت زاتك وريحنا منك خشمك الهش دا.... ما يشيلو القميص والبنطلون...الله يشيلك من الدنيا دي كلها....الله لا كسَّبك ....المكشرة ....الغبشا ما ملسا...
بعد شوية زولك هِداا شوية كدا وقام مشاا الى الدكان ....سيد الدكان مما شافو ...ها زول حمد لله على السلامة ...الحرامي دخل بيتك وجلدوهو ليك جلدة تمام .....بس يستاهل....لاكين حسابك الليلة طار فوق ....ناس بيتك شالو سكر وشاي وعصير و....و..و....و .... فحسبها ليك المسكين لقاها حاجة كتيرة خلاص... طلع من الدكان ...وبعكازو ..... لب لب في أي واحد من أولاد الحي يلاقيهو في الشارع يديهو بالعكاز لب لب .....الجابك لينا شنو...لب لب ....طالبنا كفارة ....لب لب ....وكمان عصير و شاي.... لب لب لب.
آها يا جماعة ......أنا اتأخرت ولازم أمشي الآن .....الله يوفقكم وانتا يا ود الشيخ الله يعوضك في بقيراتك. ويسدد ليك ديونك.....مع السلامة 00000
طبعا القصة حقيقية وهي تخص ابن خالي قاسم علي شنان في احد سفراته للسودان قبل وفاة والده خالي المرحوم علي شنان ...قاسم جاء من السودان للسعودية ومطلوب 30 مليون وسرقو بقيراتو ...في الاخر ترك الجزيرة كلها وسكن الخرطوم ...والخرطوم ذاتها خلاها وجاب اولادو السعودية ....آآآآل بقر آآآآل والان وضعو ممتاز وربنا عوضو عن البقيرات في اولادو واحدهم سوف يتخرج قريبا طبيبا بالسودان.
ونكمل الشق الثاني من العنوان، انتهينا من الونسة وندخل الآن في القضية:
القضية متشعبة ومتعددة الجوانب وتمس كل الجانب السوداني الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والصحي والديني، فهذه الحادثة لا يجب النظر إليها كبقيرات تمت سرقتها فقد يكون المسروق أي شيء آخر من القلم حتى السيارة ، فيجب ان نفكر في كيفية التصرف في حال فقدان ما نمتلكه فجأة وبعد اتخاذنا لكل التدابير والاحتياطات، فهنا في قصتنا أعلاه لم تكن هناك تدابير كافية لعدم ضياع مثل هذه الثروة الكبيرة فلا تامين ولا حراسة ولا حتى أمن ، 40 بقرة تخرج من المنطقة وتسير لاكثر من 200 كيلو بدون ان يعترضها ضابط امن ولا مشرف صحة ولا عمدة ولا شيخ،
فالقضية هنا تتمثل في العشوائية وعدم الانضباط الامني وترك الناس تعيش كالبهائم بلا ضوابط وبلا ضبط، هكذا يتركون الحياة تسير بالناس ويتركونهم لمصيرهم المجهول بدون ان ترى أي اثر لحكومة او وزارة داخلية او وزارة صحة، فقط ياتي جابي الضرائب والقطعان في اوقات محددة بالدقيقة والثانية للجباية،،، القضية هي تربية البقر نفسها في هذا المشروع الذي لم يعد فيه مجال لتربية حيوان أو حتى طريقا سالكة تسلكها القطعان في مشاوريها إلى الاسواق، القضية في هذه النحافة التي اصابت كل قطعان الثروة الحيوانية بالجزيرة...فاحيانا كثيرة اقول ان شرب لبن مثل هذه القطعان حرام علينا فهي احوج لحليبها منا والانكى من ذلك انها تذبح وياكلها الناس ...نحيفة ومريضة وتعيش بيننا فيها جميع امراضنا كما ان جميع امراضها فينا
.... اربعون بقرة يمتلكها شخص عادي والله لو كانت مثل هذه الثروة لدى أي واحد من أي بلد غير السودان لوجدناه يمتلك مصنعا لجميع مشتقات الالبان .... القضية ان هذه الابقار تعيش بيننا في وسط الاحياء واكيد مرت علينا انواع عديدة من الانفلونزات انفلونزا البقر وانفلونزا الماعز وانفلونزا الضان وانفلونزا الابل والناس تموت وتموت ولا واحد سائل، ربنا ساتر فضايحنا بجهلنا وعدم اكتراثنا للانسان كثروة وكمورد من اهم الموارد في التنمية الحديثة، وانا غايتو بصراحة اصلا ما خفت من انفلونزا طيور ولا انفلونزا خنازير ولا كمان خائف على أي واحد سوداني ....دا نحنا عندنا مناعات ضد كل الانفلونزات ...طيور ودجاج وبط وكمان انفلونزا الفيران وانفلونزا الوطاويط ....جديدة دي طبعا ...لكن والله اصابتنا ونحن صغار ....كل المدرسة المتوسطة بالحوش في الستينيات اصبحت كرنتينة ....انفلونزا لم نر مثلها قط ولذلك توقفت الدراسة ...لاننا كنا نسكن مع الوطاويط في الداخليات ...مدة الحجز كانت 15 يوما ...بس بعدها اخدنا مناعة ضد أي انفلونزا تاني ...تقول لي خنازير ؟؟؟ فالشعب السوداني ....غايتو القديم داك محصن تب ضد أي نوع من انواع الانفلونزات ...الخوف على الجديدين ديل.....
القضية يا اخوان هي عدم التخطيط السليم في كل الجوانب الحياتية ، فلا نكاد نجد مرفقا خدميا لدينا الا والعشوائية هي ديدنه..فيجب تخصيص مساحات واسعة لتربية الحيوان ونتبع ذلك بتوفير متطلبات هذا الحيوان من رعاية طبية وغذائية ومن فحص دوري لقياس ملاءمته للحياة مبدأ ثم للاستعمال ثانيا ...لا يجب التهاون في ذلك ، ويجب عمل كل الاحتياطات والتدابير لمنع سرقة تلك الثروات...نحن هنا وتقع بالقرب منا مزرعة العزيزية للالبان بالسعودية لم نر بقرة واحدة تخرج من تلك المزرعة ولم نسمع ان هنالك حرامي دخل وسرق عجلا ناهيك عن 40 بقرة ، وكنا نذهب لتلك المزرعة ونشتري منهم ذكور البقر ...لا يبيعون الا الذكور لانهم ممنهجون ...فقط انتاج البان...كل ذلك له تأثير اقتصادي وثقافي ... ونحن في السودان نذبح البقرة !!!!
اما قضيتنا من ناحية اجتماعية فهي الاخطر ...نحن شعب يحتفل بالاحزان ...نصنع الاحزان ونقيم لها السرادق ونفرش لها النمارق وندق لها الطبول ...واحد اتسرقت بقيراتو ...في داعي نزيد عليهو احزانو ونكمل سخيلاتو؟؟؟؟ هذه المشكلة متجذرة ومتشعبة ولكن اساسها هو الامتداد الطويل للاسرة في المجتمع السوداني ...أكبر مشكلة ...وبصراحة هذه تحتاج لباحثين ومعالجين نفسيين وخبراء وعلماء واجتماعيين...الاسرة السودانية تمتد حتى انك لا تستطيع التمييز بين حقك على غيرك ولا حق غيرك عليك من الناحية الشرعية ...نعم اقولها بصراحة ان هذه المشكلة هي التي تحد من طموح أي سوداني ...فالسوداني يضع الام والاب والابن والاخ والاخت في مرتبة واحدة مع العم والعمة والخال والخالة وامتداتهم البعيدة ...كثيرا ما نحسد اخواننا المصريين والفلسطينيين على محدودية الاسرة لديهم ...فنجدهم يخططون في حدود الامتداد الاسري البسيط ولذلك يختصرون فترات اغترابهم ويعودون بنتائج ملموسة ... واحد مصري اشتغل معنا خمس سنوات فقط ...همه هو عمل شقة لاسرته (زوجته وثلاثة اطفال) طبعا عمل الشقة واشترى سيارة واشترى فدان وسافر ....والان هو سيد هناك في بلده ...
وعودا لقضية البقرات المسروقة ... اولا ما الفائدة بان تكون لك 40 بقرة في قرية؟؟؟ لا عندك مصنع ولا عندك وسائل حليب حديثة ولا عندك تسويق لمنتجاتها ولا كذلك مكان مخصص لتغذيتها ولا كذلك مكان مخصص لسكنها...فهي تعيش بين الناس ومع الناس....اذاً من حيث المبدأ هذا العدد خطا ولكن إذا بحثنا فسنجد ان الامتداد الاسري هو السبب لتلبية احتياجات كل الاسرة من العائد القليل الذي يتطلب عددا وفيرا من الابقار ... كفارة كفارة وحمدا لله على السلامة كل ذلك نتيجة الامتداد الاسري الكبير ...ولذلك كانت احزانهم احتفالية ..نعم فنحن شعب يجيد صناعة الاحزان ...
تلك كانت فرصة للتجمع وللاجتماع والخروج من الروتين الحياتي الريفي الكئيب فلا وسائل ترفيه تتوفر بالريف لا اندية ولا مكتبات ولا مسارح ولا منتديات ...
اما القضية من الناحية السياسية ...فان الحكومة بعد ان الغت السالف وشددت على من يمتهنه لم تقم بايجاد البديل من باب اولى كان لازم توفر نقاطا كثيرة للحراسة وتمدهم باحدث وسائل المراقبة من سيارات وهواتف وغرف عمليات حتى تكون المنطقة كلها مراقبة لا يدخلها أحد ولا يخرج منها الا وهو مرصود ...40 بقرة تخرج هكذا ... واهلنا عارفين...اصلو ما مشوا للشرطة يسالوا عن بهائهم...فلماذا إذاً مراكز للشرطة ورواتب ونياشين وسيارات؟؟؟ ومن وين دا كلو؟؟؟ تعرفون الاجابة....فالشرطة اغتنمت فرصة منع الخمور فتقوم بمصادرة اواني الخمور لتعيد بيعها مرة أخرى لنفس الاشخاص المصادرة منهم تلك المعدات والاواني والا فمن اين ياتون بحق البنزين؟؟؟ ذلك فقط همهم ووظيفتهم ...ما شفنا لينا انقلاب قام من الريف...فعشان شنو إذا الشرطة ما دامت لا تحرس امن منطقتها؟؟؟
ليتنا بقينا هناك على الدوام فلا نأسى على مانراه اليوم تهميشا ونذوقه حسرة في الحلوق ... ترك قاسم الجزيرة وذهب للخرطوم وترك الخرطوم واستوطن هنا بالسعودية ...فلو سالنا قاسم اليوم عن ايهما يحب اكثر السودان ام موطنه الجديد؟؟؟ ماذا سيكون رده...لكم ان تتخيلوا ....
والقضية من الناحية الدينية...السرقة حرام وحدها قطع اليد...ولكن لماذا سرق ذلك الحرامي كل هذا العدد وهو يعرف ان السالف ممنوع ....فالسالف كان مفيدا بالنسبة له اذ لا يحمل هم تصريف المسروق بل ياتي المالك ويسترد ماله بعد دفع الفدية وياخذ هو نصيبه ...فالسالف عصابة متسلسلة وكل حلقة فيها لا دخل لها الا من السالف ...السارق والسائق والجزار والاجاويد (الوسائط) والمروجون والمثبطون ...اذاً هناك اسر كاملة تعيش على الحرام ...هنا نحتاج إلى التربية الدينية ...مجتمع كامل ..وقنواتنا التلفزيونية مليئة بحلقات الدراويش ....هنا يجب ان تكون كل جهود وخدمات الدعوة منصبة في هذا الشان الخطير ...الكسب الحلال ...فانتهاء السالف بقرار من الحكومة ليس هو الحل ....فالحل يكمن في تربية تلك الاسر والجماعات على اسس دينية قويمة نركز فيها على الكسب الحلال ...انتهى السالف فمن اين تقتات تلك الاسر؟؟؟ السؤال موجه إلى الحكومة .....
هذه اخوتي رؤوس اقلام عن هذه القضية ولكم مناقشة تلك القضية باسهاب
وفقكم الله