المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المدرسة الإنجليزية ومدرسة المشاغبين !



نجيب عبدالرحيم
29-05-2009, 08:23 AM
المدرسة الإنجليزية ومدرسة المشاغبين !

إذا ذكرت الكرة الانجليزية .. فهي عنوان للجدية والالتزام والدقة اللامتناهية، قبل أكثر من ثلاثة عقود مضت, كان أول تعامل فني بين إدارة الكرة السودانية والكرة الانجليزية. تمثلت في التعاقد مع احد خبرائها من المدربين.
قبل أن ندخل في التفاصيل لابد من التنويه أن الإدارة الأنجليزية شيء والإدارة العربية شيء أخر. الأولى عنوانها جدية والتزام ودقة, والثانية لا تعرف لها عنوان أو طريقة أو هدف. هي بصريح العبارة عشوائية مثل العشوائيات المتراصة على امتداد الطرق في مختلف المناطق، ولا تعرف لها حلاً.
نذكر في السبعينات عندما تعاقد الاتحاد العام لكرة القدم مع الخبير الانجليزي مستر هولي لقيادة المنتخب الوطني الأول الذي يستعد للدورة الاولمبية عام 1972 في ميونيخ لم يجد أفضل من أربعة لاعبين فقط اختارهم خلال معسكر الفريق في عطبرة, وأستغنى عن معظم اللاعبين وكان من بينهم أعظم اللاعبين في ذلك الوقت كمال عبد الوهاب وعزالدين الدحيش والحارس العملاق إبراهيم بدوي رحمة الله .. تم استبعادهم بسب الانضباط والالتزام، وعندما يئس من اختيار البقية كلف الإداريين بعملية إختيار البقية .
وطار الفريق إلى ميونخ ولحسن إدارته وجديته وحزمه حقق نتائج ايجابية إلا أن المفارقة كانت عدم عودته إلى السودان واكتفى بالقول : ابحثوا لكم عن مدرب أخر ولا يوجد غير أربعة لاعبين في منتخبكم.
للأسف لم نستوعب درس هولي, حتى إننا الآن وبعد أن تعاقدنا مع الخبير الانجليزي إستيفن قسطنطين, لم نترك له المساحة المطلوبة للنهوض بالكرة السودانية, يود الرجل أن يفرض الالتزام والجدية والدقة أما نحن فلا زلنا بعيدين عن تلك الروح. حتى أن البعض يطالب بإبعاده ورحيله لنعود إلى طريقتنا المفضلة وأسلوبنا العقيم في الأداء العشوائي الذي لن يعود على الكرة السودانية ولاعبيها بأي خير، ولأننا لا نريد أن نتعلم .. فستبقى العشوائية في الأداء.. وفي النتائج ..وفي الإدارة أيضاً.
أود أن أقول بان اللوم الأكبر يقع على الاتحاد العام الذي قفز باللاعبين من جو الفوضى والعشوائية إلي جو الانضباط والالتزام والإجراءات الصارمة التي ينتهجها الانجليز دون إستثناء أي أحد منها .. كان الأنسب أن يتعاقد الإتحاد في هذه المرحلة مع مدرب برازيلي أو ألماني أو عربي لأن طريقتهم تتسم بالمرونة مقارنةً بالطريقة الانجليزية التي لا تتوافق مع تكوينات وفنيات ونفسيات وفكر اللاعب السوداني المحدود، وهذا لا يعني إننا ضد الطريقة الانجليزية لكن لم يحن الوقت للتعاطي معها،