المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأكاديميات الرياضية منصة إنطلاق للكرة السودانية



نجيب عبدالرحيم
02-06-2009, 12:14 AM
الأكاديميات الرياضية منصة إنطلاق للكرة السودانية

قبل عصر الاحتراف كانت الأندية والاتحاد العام لكرة القدم يولون اهتماماً بالغاً لقطاع الناشئين والشباب والأشبال بفرقها المتعددة .. مما كان له الأثر في الحضور البارز للكرة السودانية في كل المحافل الدولية والمناسبات حقبة الستينات والسبعينات كان السودان يشارك بثلاثة منتخبات (أ) و(ب) و(ج) وكذلك الأندية كان لها قطاع ناشئين وشباب وعلى سبيل المثال وليس الحصر أندية ودمدني الأهلي، والاتحاد والنيل، حتى منتخب الجزيرة كان له منتخب شباب، والهلال، والمريخ والموردة، وأذكر مباراة كانت بين الغريمين أطلق عليها هلال ومريخ سبعين .. كان الفريقان يضمان نجوم من الشباب دون العشرين وكان التنافس قوياً ومثيراً في كل مدن السودان وخاصة مدينة مدني حاضرة ولاية الجزيرة .. المدينة الوحيدة التي تخصصت في هزيمة الهلال والمريخ والمنتخب الوطني .. حتى أندية الأهلي والزمالك والفرق الأجنبية التي كانت تزور السودان في ذلك الوقت أيضاً تعرضت لخسائر في ارض المحنة.
سنوات ما بعد الاحتراف أصبح هرم العمل الكروي مقلوب؛ إذ يوجه الدعم بسخاء للفريق الأول .. مما أدى إلى إفتقار فرقنا الكبيرة لعناصر عدة بمختلف درجاتها، في ظل نظام الاحتراف وبدأت بالبحث عن العناصر الجاهزة للكسب السريع عبر بوابة أندية الولايات المختلفة بطريقة عشوائية .. من حيث الحاجة الفعلية التي تحتاجها خطوط الفريق بالإضافة إلى غياب النظرة الفنية .
وهناك العديد من لاعبين الأندية الصغيرة استعانت بهم الفرق الكبيرة أثبتوا نجاحهم وساهموا بشكل كبير ومباشر في تحقيق بطولات للفريق الجديد، ولكن في المقابل أن هناك منهم من بقى على دكة البدلاء على إعتبار أن الفائدة منهم معدومة وهذا بالطبع عقاب للاعب، وستواجه الكرة السودانية مستقبلاً عدم البديل الجاهز .. حتى الذي أتيحت له فرصة المشاركة ظل يواجه ضغوطاً من أنصار فريقه الجديد على أنه صفقة خاسرة وهذا هو بيت القصيد حرمان لاعب موهوب ظل يتحين فرصة المشاركة، وبمطالبة الإعلاميين غير المنطقية ونظرتهم الضبابية بشطبه وبهذه الطريقة العشوائية يجد اللاعب نفسه خارج أسوار النادي .. على الرغم من المبلغ الكبير الذي دفعته له إدارة النادي التي تسير بلا بوصلة طريق، ويسيرها الإعلام الذي يغرد خارج السرب.
الاحتراف ظلت أنديتنا ولاعبينا تتعامل معه بانحراف مما افقد الكرة السودانية المواهب التي تتبع من القاعدة الأساسية بالنادي ولكل مدرب فلسفته الفنية وطريقته في التدريب في اختيار العناصر التي يرى أنها تفيد الفريق ويوظفها على قدر أمكانتهم الفنية والبدنية خصوصاً عندما تترجم إلى أداء جيد ونتيجة إيجابية.
وفي المقابل نجد أن هناك مدربين غير مقتنعين بتلك النظرية نفسية أو إدارية .. مما يجعل بعض النجوم الواعدة تجد معاناة من تجاهل المدرب لها على الرغم من قدرتها الفنية على القيام بالدور المطلوب وأكثر، يرفض المدربين إشراكهم كعناصر أساسية في الفريق بيد أن هناك أجماعا رياضياً بأحقيتهم مشاركة الفريق، ودائماً فلسفة المدربين تفقدنا نجوماً واعدة كنا ننتظر منها الكثير تجمد على دكة البدلاء ويصبحون من ضحايا المدرب.
أين القطاع الخاص ورجال الإعمال والمال الذين يلهثون وراء اعتلاء كرسي رئاسة الأندية الكبيرة لماذا لا تستثمروا أموالكم في بناء أكاديميات لكرة القدم .. التي بلا شك سوف تكون منصة الإنطلاق في تقديم منتج مميز للكرة السودانية وتساهم في تعزيز ثقافة وتحقيق الانجازات الغائبة عن الكرة السودانية، وتستطيعون من خلالها أن تحظوا بكل المزايا التي يحظى بها رؤساء الأندية الكبيرة وبذلك تكونوا ساهمتوا في تطوير الكرة السودانية، بالإضافة إلى العائد المادي الذي سوف يعود إليكم من خلال صفقات بيع اللاعبين .