المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانتظار



عباس الدسيس
29-06-2009, 11:26 PM
تمر علينا في حياتنا اليومية ساعات الانتظار كثيره الدقائق تمشي والساعات تضيع .. في الاسواق الشعبيه للسفر بين المدن والمطارات نقضي الساعات الطوال في انتظار رحلاتنا وبعد ما نركب لا نهتم للزمن الضائع همنا كلوا نصل متين... نص نوم ...نص سرحان والباقي متاوقه بالشباك.. لما نمشي للحلاق نكون قاعدين منتظرين الدور بالصف ... المكاتب الحكوميه دي حكايتا غريبه جدا وانواع الانتظار تختلف انتظار دورك عشان تبدأ الاجراءات تكون في الصف باقي ليك اثنين أو ثلاثه تبدأ فترة الانتظار الممله الموظف مشي الفطور او الحمام إحتمال عندو موضوع بتونس مع زميله لاتوجد اهميه للوقت ...
في المستشفيات ننتظر ساعات طويله والزمن ماشي ولا إهمنا .. ده كلوا محسوب من عمرنا ... تضيع منك ساعه عادي لا تهتم يضيع منك 100 جنيه تزعل تبكي تندب حظك.
ذهبت لأحد المستشفيات .. وبعد الانتظار الممل ومقابلة الطبيب طلب بعض الفحوصات التي تأخذ زمن طويل فكرت أن أذهب للمسجد الذي يقع في زاويه من المستشفي لقضاء بعض الوقت في تلاوة القران قبل ان يحين موعد الصلاة.. دخلت قبل وقت الظهر بفترة .. انزويت في أحدي زوايا المسجد واحمل في يدي المصحف قبل ان ابتدي القرأه تأملت في المسجد هادي ومظلم تري بصيص ضوء من الاضاءه النافذه من زجاج الشباك لا تسمع مع حالت السكون سوي صوت مراوح السقف تصدر اصوات كاصوات القطار في ليل مظلم وهو يشق غابات كثيفه بالاشجار يوحي بتداخل الاصوات الصادره من الغابه المليئة بالضفادع توجد بالداخل كراسي للمصلين العجزه لو لم تدقق النظر لحسبتها اشباح جالسه في سكون ....انا في التامل سمعت صرير الباب دخلت امرأة ومعها طفل لا يقوي علي الحركه احيانا يجلس واحيانا يمشي معها يترنح لو لا طفل لقلت انه سكران يترنح في المشيه ولكن يده مستسلمه للمرأة ......تركته أمه وظهره علي الجدار وذهبت الي مقدمة المسجد لتصلي اي وقت هذا لا ادري .. ومما شدي نظري وانتباهي وجعلني اضمم رجلي الي وسطي دخلت بنت في العشرينات وجلست امام الولد الصغير واخذت تبكي بصوت عالي والطفل تمدد علي ظهره وبصيص من اشعة الضوء النافذه من خلال شباك المسجد مسلطه علي وجهه تري عينيه شاخصات في سقف المسجد وفمه يوحي بابتسامه زائفه والبنت تبكي وتصدر كلمات غير مفهومه بعضها يوحي بان الله لم يقف معها في محنتها .... ظلام المسجد واشكال الاضاءه المنبعثه من الشباك وهي تصور خطوط دخان في هيئة اشكال اشباح شعرت انني في حلم مخيف... دخلت امرأة اخري نظرت للبنت والولد في حسره وببرود دون ان تبدي اي تعبير أو كلمه تنظر شاردة الذهن ... دخل المسجد رجل كبير في السن فلم يهتم بالطفل ولا بالمرأة الواقفه جلس يهدي في التي تبكي كما كان يتكلم معها بعبارات ان والدها يحب الخير لها وانه ضربها لرفضها خطيبها اللقطه ولماذا هي رفضته وأي عيب فيه!!!
تعجبت ان يكون هذا البكاء والحاله الدراميه التي امامي لسبب تافه كهذا ................... .. ثم تذكرت أن المسجد يقع أمام عيادة الأمراض النفسيه و العصبية .......