مشاهدة النسخة كاملة : تاجوج ... المحلق ... واسطورة الحب ( 1 )
ابوخالد
07-07-2009, 03:26 AM
فى قرية عناتر بين سفوح التاكا وعلى نهر سيتيت الشرقية , وفى ادغال وأحراش السنط والأندراب واللالوب وأشجار البان التى تغنى بها الشعراء فى إعتدال القوام ,
وبين قبائل الضباينة وبنى عامر والشكرية والأحباش عاشت قبيلة الحمران بعد أن فارقت أرض وطنها فى ميناء سواكن ..... ولد المحلق بن على وبنت خاله تاجوج بنت الشيخ محمد بن على , التى تناقل الناس حديث جمالها فى ذلك الوقت .
فتقدم المحلق إلى والدته يطلب منها أن تخطبها له من خاله , فأمتثلت الأم وطلبت من أخيها إبنته " تاجوج " لإبنها المحلق , فرضى الخال ولكن بعد أن طلب مهرآ غاليآ من إبن اخته , فاستعان المحلق بوالده , وتم القران بين الزغاريد والدفوف والرقص .
عاشت تاجوج تحت سقف الزوجيه يرفرف فوقهما ملاك الحب المتبادل , وكانا أسعد زوجين عرفتهما أرض القبيلة .
لم يكن المحلق معصومآ من الإتصال ببعض فتيات حبيبات إلى نفسه قبل قرانه بتاجوج كدأب أغلب الفتيان فى البوادى والمدن , وخاصة أولئك الذين يتبعون الكلأ بمواشيهم, وهذه إحدى الخلافات التى حدثت للزوجين كانت فاتحة الشر بينهما .
قيل أن المحلق خرج من خبائه فى ليلة شديدة المطر , وقد إكتنفها الرعد والبرق , وحملق ببصره ليرى إتجاه المطر , فكان وميض البرق على سهول قوز رجب , ثم هبت عليه رياح الأمطار من تلك الديار , فتذكر أيامآ لذيذة قضاها مع صديقة له نائية الخباء , بعيدة الديار , ما له من يبعث إليها بشوقه وذكرياته الحلوة , وأحلامه اللذيذة إلا لمعان البرق , وقصف الرعد وهطول المطر , وهبوب الريح .
وجالت فى مخيلته هواجس الأحبة , فملكت عليه مشاعره , وأنسته موقفه الذى هو فيه , فأنشد وقال :
*********
بشد وأركب على الياخذ له عنه
فريوة الريف مع التوب المتنى
يتب عجلان قبل ما نلم رسنا
بيوت نورة أم شليخ وين من أهلنا
**********
فلاح له إيماض البرق ثانية من نفس الجهة , فودَ لو إستطاع أن يركب جمله البشارى السريع الذى يثب قبل أن تتمكن أفخاذ المحلق من السيطرة عليه , فقال يصف حالته تلك :
**********
بشد وأركب على ود البشارى
فريوة الريف مع المحزم تجارى
يتب عجلان قبل ما لم حكارى
بِليد نورة أم شليخ الليلة طارى
*********
ثم قال :
بشد وأركب على أب زردآ مدانة
مِتل ود الأرايل فى البطانة
نضوهر من كريكا اليوم ترانا
نسارى الليل على الخدٍير فلانة
********
ونواصل ...
abomazeen
07-07-2009, 04:59 AM
أخونا الحبيب أبو خالد ... لك مني التحية والتقدير وعاطرهما
كده أنحنا ح نزعل منكم شديد يا غالي ... الموضوع ده شكله مسخن وحميل
وما بنقدر نصبر على الكلام الجميل وطاعمه خصوصاً مع حلاوة السرد والقصة المشوقة
ولا سيما عندما نتناول قصص الجمال في منطقتنا الشرقية وحلاوة أهلنا بمختلف قبائلهم ... منتظرك
حافظ شعبان
07-07-2009, 11:47 PM
الرائع / ابوخالد
لك منى كل التقدير والاحترام
ما اجمل الحديدث عن بلادى
وما اجمل ان يكون على جمال بنت بلادى
نوارة الشرق تاجوج من فى بلادى من بنات بلادى تمنين جمالها
المحلق الشاعر الذى جن جنونه ببنت خاله حتى نثر شعره فيها جنون
ما اروع الحديث عن الحب لصادق وما اوع المحبيبن الصادقين
فى انتظار بقية السرد يارائع
ابوخالد
08-07-2009, 02:55 AM
أخونا الحبيب أبو خالد ... لك مني التحية والتقدير وعاطرهما
كده أنحنا ح نزعل منكم شديد يا غالي ... الموضوع ده شكله مسخن وحميل
وما بنقدر نصبر على الكلام الجميل وطاعمه خصوصاً مع حلاوة السرد والقصة المشوقة
ولا سيما عندما نتناول قصص الجمال في منطقتنا الشرقية وحلاوة أهلنا بمختلف قبائلهم ... منتظرك
أخى abomazeen...
مشكور على المرور وعلى التعليق الرائع .... وزعلكم غالى علينا
فقط ظرف العمل والبيت .. ولن أطيل إنتظاركم
ولك ودى وإحترامى
ابوخالد
08-07-2009, 10:11 AM
وبينما شاعرنا (المحلق) ساهم فى تأملاته وأسفاره الوجدانية ناسيآ كل ماحوله , وينشد ذلك بصوته المرتفع , إذ سمعت (تاجوج ) تلك النفثة الشعرية التى أوحت بها
ذكرى الصبا إلى روح الشاعر الحساسة , فخرجت من الخباء لترى ما إعترى هذا العاشق
المتيم الولهان الذى حرك البرق ولمعانه هذه الذكريات , فانبعثت الأشعار من صميم فؤاده .
فوجدت نفسها أمام بعلها وجهآ لوجه , فأخذ يحرقها الألم من الغيظ والغيرة , وأنقلبت أسارير ذلك الوجه النضير إلى الكآبة والعبوس , وكاد يقضى عليها من الحسرة والأسى لولا بقية تعلة وتصبر .
وما أهاج ثورة غضبها إلا الخوف والجزع على من وهبت قلبها له , وأحبت الحياة لأجله , فلن تسمح لقلبه أن يميل مع الهوى , أو ترضى ان تنزعه منها إحدى بنات حواء , فتنغص عليها عيشها , وتجعل حياتها كلها نكدآ وبؤسآ .
فقالت له : أعد على الأبيات التى قلتها الآن .
فأجابها , قلت : ******
أُمك دَباسَة(قمرية) وفوق الفروع
وأنتِ بتشبهى المقد(قندول الذرة الذهبى) اليموع
سخلة(ظبية) مصنة الطيب ما فيك ضلوع
ليلة فـرٍِد(واحده)يوم تازن(تزن) سبوع
فقالت له : أعد على الأبيات التى قلتها الآن .
فأجابها قلت : ******
أُمك دباسة وفوق الشدر
وانتِ بتشبهى المقد الكجر
سخلة مصنة الطيب ما فيك فِقر
ليلة فرد يوم تازن شهر
فقالت : ما هكذا قلت .
فأجابها , قلت : ******
أمك دباسة وفوق القنا
وانت بتشبهى المقد اللى إنحنى
سخلة مصنة الطيب ما فيك جَنَى
ليلة فرد يوم تازن سنة
فقالت بغضب " والله ما هكذا قلت , نسيبتك تعيد لى ما قلت .
فحار المسكين فى أمره , وعلم أن كل ثناء سكبه لإستدرار عطفها لم يجد نفعآ , ولم يخفف من غضبها , وشدة إنفعالها .
فخضع أمام الحلف العظيم وجلاله , وهو قسم لا يمكنه أن يتريث فى تنفيذه والتغاضى عنه , والإستهتار به .
فقال لها وأنفه راغم قلت :
" بشد واركب على الياخذ له عنه.... الخ "ولكن قال ذلك فى صوت كسير يشوبه الخجل والحرج الشديد .
فأنفجرت (تاجوج) صاخبة باكية , وذهبت إلى منزل أبيها لا تلوى على شئ تشكو حليلها الذى لم يخص لها وحدها وده وحبه , بل ما زال يشرك معها فى قلبه صويحباته أيام طيشه ونزقه .
ولكن كم كان أبوها الشيخ (محمد) حكيمآ , ويعلم من طبائع الجنس اللطيف ما ليس بالقليل , فردها الى بعلها بعد أن أقنعها بنبالة زوجها وطهره وعفافه .
فعلمت (تاجوج) أن عطف أبيها وحنانه شملا إبن أخته , فقالت لن أعود إلى منزل (المحلق) ما لم يقصر شَعره علىَ دون أن يشرك معى خليلة أخرى , فرضى (المحلق) بالشرط مسرورآ , وعاهدها على ذلك , ثم تدفقت قريحته وتمكن منه الحب والكلف بها , فملأ البوادى كلها بمنظوم شعره يتغزل فى (تاجوج) ويعتز بحبه لها .
ومما قاله فيها متغزلآ : ******
فص الماس مركب فوق مجمر
فص عينيك يا أم خشمآ متمر
فوق بستان تحت سالك مضمر
جليدك طاقة الكيدى المنمر
وقال أيضآ :
ما بتجيك تمشى وتخب
وما دنقرت حلبت شخب
وريقاتك الفوق الصلب
جَرحَنى داخل القلب
منقول............ ونواصل ... بدء الخلاف بين الحبيبين
abomazeen
08-07-2009, 11:32 PM
وفي ترقب وانتظار يشتشيط بنا معرفة بقية الأحداث ذات اليمين مرة وفي مرات أخر ذات الشمال بين توجس خاطر لما سوف يؤول له الأمر ...
ولكننا سوف نظل هنا جلوساً في حضرة بقية السرد الجميلة لهذه الرواية ولاقصة التي لو اجدنا لغة الانفتاح العالمي لهذا الأدي الشعبي الثر لاخذت مكانها بيم طلائع الأدب العلمي ... والعشم فيمك أبناء جلدتي
ابوخالد
12-07-2009, 07:04 PM
مشكور أخى المتألق دومآ abomazeen..
ولك العتبى حتى ترضى .. فقد إشتاقت روحى وروحكم إلى
متابعة هذه الأسطورة ... وهى الآن بين يديكم بثوبها الجديد
فى بوست منفرد لنتابع معآ روعة القصيد ... ولهفة العاشق
فلكم أحبتى (بداية نهاية الأسطورة ..... قصة واقعية (2) )
ولك ولهم صادق الود والإحترام
ابوخالد
12-07-2009, 07:15 PM
الرائع / ابوخالد
لك منى كل التقدير والاحترام
ما اجمل الحديدث عن بلادى
وما اجمل ان يكون على جمال بنت بلادى
نوارة الشرق تاجوج من فى بلادى من بنات بلادى تمنين جمالها
المحلق الشاعر الذى جن جنونه ببنت خاله حتى نثر شعره فيها جنون
ما اروع الحديث عن الحب لصادق وما اوع المحبيبن الصادقين
فى انتظار بقية السرد يارائع
مشكور أخى الرائع / حافظ شعبان ... حفظك الله بكل ما فى القرآن
صدقآ إنها صورة حقيقية تعكس أسمى درجات الحب والهيام
وحكاوى بلادى الرائعة عن المحبوبة والحبيب الصادق المتيم
وهى إليكم أخى هذه اللوحة العشقية موشحة بثوبها الجديد فى بوست
منفرد ( بداية نهاية الأسطورة ... قصة واقعية 2 )
فلك منى كل الأمنيات بالإستمتاع مع صادق ودى
ابوخالد
21-07-2009, 07:52 AM
لكم أحبتى كل الشكر والتقدير للمشاركات
الثرة .. التى تعبر عن الإهتمام والتواصل.
أستميحكم عذرآ بنقل بقية السرد الى البوست الجديد بعنوان :
( بداية نهاية الأسطورة ..... قصة واقعية (2) )
لنعيش معآ أمتع ماسطره التاريخ من قصص الحب الواقعى
فلكم منى كل الود والإحترام
خالد فيلابى
25-07-2009, 11:02 PM
كثيرة هى الأغانى والحكاوى عن تاجوج والمحلق ، وهى تراث قيم وأصيل والأجمل هو الإهتمام بنبش وإبراز هذه الأشياء الجميله ..فلك التحية..
ومن الأغانى التى تحكى عن قصة المحلق وتاجوج فى تراث الجعليين..
إنت يارمز المحبه..قلبى ليك اخلص وأحبَ..
إنت يازينة الحبايب ، إنت زى روحى وأحبَ..
الليله يا إبن المحلق..
فى سما الحب تاه وحلق..
قلبه بى تاجوج تعلق..
أسقته المُر حبه..حبه..
إلى أن يقول....
وكلهم ما بلحقونى..
آه أنا الزادت جنونى..
يا أهلنا كدى انصفونى..
مرضى ما غلب الأطبا..
..لك التحيه أبو خالد ، وإنشاءالله تسلم يارائع.
ابوخالد
27-07-2009, 08:23 AM
كثيرة هى الأغانى والحكاوى عن تاجوج والمحلق ، وهى تراث قيم وأصيل والأجمل هو الإهتمام بنبش وإبراز هذه الأشياء الجميله ..فلك التحية..
ومن الأغانى التى تحكى عن قصة المحلق وتاجوج فى تراث الجعليين..
إنت يارمز المحبه..قلبى ليك اخلص وأحبَ..
إنت يازينة الحبايب ، إنت زى روحى وأحبَ..
الليله يا إبن المحلق..
فى سما الحب تاه وحلق..
قلبه بى تاجوج تعلق..
أسقته المُر حبه..حبه..
إلى أن يقول....
وكلهم ما بلحقونى..
آه أنا الزادت جنونى..
يا أهلنا كدى انصفونى..
مرضى ما غلب الأطبا..
..لك التحيه أبو خالد ، وإنشاءالله تسلم يارائع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مشكور أخى الرائع / خالد فيلابى ...
على المرور الطيب ... والإضافة الجعلية الرائعة ...
وأتمنى دوام التواصل للتمتع بما لذ وطاب من ينابيع التراث الشعرى
الأصيل ... فمعآ لمتابعة (بداية نهاية الاسطورة ...(2) )
الاميره
08-08-2009, 07:31 AM
الأخ/ابوخالد...تحية واحترام
من الفصص التراثيه الرئعه التى تظهر جمال بنات الباديه (القرى)او(الريف)السودانى..فنوارة الشرق تاجوج... يضرب المثل بجمالها...وفى طياتها قصةحب صادقه...سردكم جميل ينم عن شخص له فى الرواية والشعر مكان...وبمثلكم نتذكرالقيم الاصيله التى تذكرنا بتاريخنا القديم والاصيل..
مع احترامى وتقديرى.
الملكة اسماء ( ام محمد )
08-08-2009, 07:45 AM
طبعا يا ابو خالد القصة كانت معموله فيلم وثائقي رائع جدا
وحضرته بصحبة الوالد ربنا يديه العافيه
لكن مع الاسف لا اعلم اين هذا الشريط حاليا
واذكر ان تاجوج تركت زوجها ولكن لا اذكر هل عادت له ام لا
لذلك استميحك عذارا في ان اجلس مع المتفرجين على هذا النقل الرائع لاسطورة علقت بذهني
متمنية ان تكمل لنا باقي السرد الانيق
لاعرف او لاتذكر بقية القصة
ابوخالد
13-08-2009, 06:49 PM
الأخ/ابوخالد...تحية واحترام
من الفصص التراثيه الرئعه التى تظهر جمال بنات الباديه (القرى)او(الريف)السودانى..فنوارة الشرق تاجوج... يضرب المثل بجمالها...وفى طياتها قصةحب صادقه...سردكم جميل ينم عن شخص له فى الرواية والشعر مكان...وبمثلكم نتذكرالقيم الاصيله التى تذكرنا بتاريخنا القديم والاصيل..
مع احترامى وتقديرى.
لك كل إحترام سيدتى الأميرة ...
كما يشرفنى مرورك جدآ ....
وأتمنى أن نسهم فى تجديد الروائع السودانية
التى تعكس الصورة الرائعة لقصص الحب الخالدة ...
ولك كل الود والإحترام
ابوخالد
01-09-2009, 04:31 AM
طبعا يا ابو خالد القصة كانت معموله فيلم وثائقي رائع جدا
وحضرته بصحبة الوالد ربنا يديه العافيه
لكن مع الاسف لا اعلم اين هذا الشريط حاليا
واذكر ان تاجوج تركت زوجها ولكن لا اذكر هل عادت له ام لا
لذلك استميحك عذارا في ان اجلس مع المتفرجين على هذا النقل الرائع لاسطورة علقت بذهني
متمنية ان تكمل لنا باقي السرد الانيق
لاعرف او لاتذكر بقية القصة
أتمنى لك متابعة شيقة ...
والقصة فعلآ كانت فيلم ....
لكن المتعة الحقيقة فى القراءة ... والسيطرة على الإخراج
والإنتاج بى نفسك ...
ولك المودة ملكتى ...
النويري
01-09-2009, 11:25 PM
أخي وحبيبي أبو خالد لطالما كنت أنظر إلى أنك تملك شيء في دواخلك بعيداً عن الهندسة والمعمار وحين أغتربت من كتاباتك ومشاركاتك تأكد لي صدق حدثي في انك تمتلك الكثير من نواصي الكلم وتعدد المعرفة الواضحة في جوانب كتاباتك التي ملأت المنتدى ألقا وفناً وحقيقة الكثير منا يعرف عن قصة تاجوج ولكن ليس بهذه الدقة المتناهية التي عشنا على سطورها ونتمنى تكملة الرواية ونتمنى أن لا تغيب عن مثل هذه التراثيات التي يجهلها كثير من أجيال السودان لك التحية والتقدير ودمت زخراً لودمدني
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir