الكتابة على رتاج القلب أو ... أو ...

[ازهرى الحاج شرشاب]

الاخ ابراهيم
وفاءً بوعدى اهدى هذه القصيدة لك ولجميع اعضاء المنتدى وارجو ان تنال رضاء الجميع وهى احدى قصائد ديوان زمان القمح ، الناشر دار الجيل - دمشق ، 2002



الكتابة على رتاج القلب أو.. أو.. *

أكتبْ لَهَا ..
على رتاجِ القلبِ
أو صدرِ الغمامةِ ..
أو على لوحٍ من الوجَعِ الشفيفِ
أحبُهَا .
أكتبْ لها ..
بالحبِر ..
أوبالدمعِ ..
أوبالدمِ ..
دَعْ عَنْكَ التَرَدُدَ ..
فالمسافةُ بيننا شبرٌ من الأفراحِ
والأشواقُ تَنْتَظِرُ ألمجىءَ المُشتَهَى
الآنَ عندَ المُنتهى .
أكتبْ لها ..
وأرسمْ شخوصَ الوجدِ ..
وأستنطقْ حروفَ العشقِ
ياموبوءُ ..
خُطْ ِببنانك المعصومِ من أخطاءِ حزنِكَ
حُبّها .
أكتبْ لها ..
وأطرق أذآنَ الصمتِ ..
فى الزمن الرمادىِّ ..
الجفافِ المُرِّ ..
والأحزان تسبقها المواسمُ ..
والمداخلُ عِنْدَهَا .
فهى المباهجُ كُلُهَا .
والروحُ تعشقُ روحَهَا .
أكتبْ لها ..
هذا أوآنُ العشقِ ..
والفرحِ المسافرِ فوقَ ظهرِ الغيمِ ..
يقصُدُ حَيَّكَ المسكونَ بالأحزان ..
لاتدعْ الطريقَ لِوَحْدهِ ..
وأفردْ جناحَ الشوقِ ..
يا محزون شجْوَكَ بُثّهَا .
أكتبْ لها ..
فحبيبتى تشتاقنى فرحاً من الأزمانِ
فى الزمنِ المحاقِ ..
القحلِ ..
بل هذا أوآنُ الجزرِ للأحزانِ
أو عصر التلاقحِ فى مواسمِ مَدّها .
أكتبْ لها ..
والكِزْ خيولَ الحرفِ تَسْبِقُنى
وتختصرُ المسافةَ بيننا
تنمو ورودُ العشقِ ..
ينداحُ التشَوّقُ تحتَهَا .
أكتبْ لها ..
وأدخلْ لعالمِها الشفيفِ البوحِ
وأستشعرْ وجودَكَ ..
أيها الموعودُ بالفرحِ الخرافىِّ
النوافذُ مشرعاتٍ للمجىء
وعندَ شطِ النور مرقدُ ردها .
أكتبْ لها ..
وأمْسُسْ جدار الليل ..
يأتيك الصباحُ مباهجاً ..
ومواكباً للنور من عمقِ الحبيبةِ ..
والمداخلُ يستطيبُ مقامها .
أكتبْ لها ..
مَنْ مِثْلها ..
يبتاعُ حزنك بالغناءِ العذبِ
يعزف لحنك الأبدىَّ ..
كى يُعطى حروفك نبضها .
يدمى أناملها ..
ويُبْكيها الكمان .
أكتبْ لها ..
مَنْ مثْلها ..
وبِقُربِها ..
يرتاحُ خاطرُكَ الدفىء ..
وتستحمُ بضوءِ من تهوى ..
يمورُ الوجدُ فيكَ ..
وتستظلُ بظلِها .
تشتاقُ أكثرَ للحنانْ .
أكتبْ لها ..
مَنْ مثْلها ..
يُعْطيكَ معنىً للحياة ..
ويستشفُّ حنانكَ الدّفاقَ ..
يمنحُكَ المباهجَ مُترعاتِ الكأسِ
والأفلاكُ أنتَ نديمُها
والليلُ والأحضانُ دِفْؤكَ والأمانْ .
أكتبْ لها ..
مَنْ مثْلها ..
يرويكَ من عمقِ الدواخلِ ..
كى تنامَ الليل ملءَ جفونكَ التعبى ..
تُغنى للهوى مليونَ أغنيةٍ ..
وأغنية لها .
تسمو ويصطلحُ الزمانْ .
مَنْ مثْلها ..
يا أنتَ فى هذا الزمانْ ؟
أكتبْ لها ..
إنّى بها ..
بحرُُ من الودِ ..
الوفاء بعمقها .
إنّى بها ..
شكلّتُ خارطة الزمان ..
على جدارِ الوجدِ ..
ترتسمُ الملامحُ للحياة الرغْدِ
والأطفالُ نخلُ ُحولها .
أكتبْ لها ..
وأمْدُدْ يمينكِ علّها ..
تمدُدْ يمينَ العشقِ
تمنحكَ المنى .
وأشّرَحْ لها ..
كيفَ التقينا نحنُ فى هذى الدُنا .
أكتبْ لها ..
إنّى أنا ..
هذا الأبىُّ ..
الوعد والإخلاص ديدنه ..
وعشقى معلمُُ للناسِ ..
وضاحُ السنا .
أكتبْ لها ..
دوْزِنْ حروفَ العشقِ ..
لاتبخلْ بلحنِكَ والقصيدْ .
وأعزفْ لها ..
لحنَ التواصلِ ..
بُثْهَا هذا النشيدْ .
فَجِّرْ لحونكَ وأنطلقْ
غَرِدْ بلحنِ هواكَ ..
غنِّى كما تريدْ .
وأرسلْ حروفكَ ..
فالمدى بين التأوُّهِ وأشتياقِ الروحِ ..
يملؤُه التحرقِ للعيونِ النُجْلِ ..
والصبحِ الجديدْ .
أكتبْ لها ..
إنّى بها ..
فرحُُ سعيدْ .
فرحُُ سعيدْ .
****
كريمه
1/5/1987

[ابوخالد]

وأرسلْ حروفكَ ..
فالمدى بين التأوُّهِ وأشتياقِ الروحِ ..
يملؤُه التحرقِ للعيونِ النُجْلِ ..
والصبحِ الجديدْ .
أكتبْ لها ..


حروف وكلمات رائعة أخى / اذهرى

فلك كل الشكر ... فقد أمتعتنا بما أمتع روحك من جمال الحروف

فلك وللكاتب كل الود والإحترام

[ابراهيم]

ولم تسجل لنا الحضارات بعد
هكذا أنماط من الحرفية

وما أبلغك صديقي

حينماً إخترت رتاجاً

ألهذا الحد هذا القلب عظيماً!؟

وكما

دلني إلى: كيف تصور وتخيل شكل الكتابة في سويداء هذا القلب

الأخ أزهري ..

كم اسعدني هذا النص الذي هزم فيني الكلام

ودهشتي لما اخذتني مفردة رتاج بلا عودة لـ:

صدر الغمامة و لوح الوجع الشفيف

ماذا سيكتب هذا المُخاطب وقد خُوطِب بهذا خيال !؟

هذا النص غيث سامق

وما أجمله من إهداء!

كن بخير ايها الشاعر الجميل

[يسري الياس]

ازهري الحاج شرشاب

عندما قرأت لك تلك القصيدة
لم أقل كثيرا .. قلت جملة واحدة
يا الله لتلك الروعة

شكرا أزهري
فتلك القصيدة مليئة تماما

[عبدالعزيز نعمه]

(أحبها
اكتب لها
بالحبر أو بالدمع أو بالدم)
هذا تصعيدٌ للرغبة في البوح كم طربتُ له .

(هذا أوانُ العشق
والفرح المسافر فوق ظهر الغيم)
أي جمال هذا وترف

(لا تدع الطريق لوحده)
ألهذا يصرّ العاشقون يا أزهري على الوصول ،
أم تراه الوهم الذي يصور لهم الطريق دائماً رفيقاً مأموناً .

لستُ أدري من أين جئتَ ب (ألكز)
قراءتي للشعر قليلة لكنني أبداً لم أقرأ (أمسس) الا لديك .

وبرغم ذلك ......
ما أروعها وهي مكتوبةٌ على رتاج قلبك الذي خلعتَ عليه من القدسية ما يرضي كبرياء الشعراء في عصرك كله .
كلماتُك فيها نرجسية الوجدانيين الجدد وفيها عبق الربع الأخير من القرن الماضي ، اذ كُتِبتْ .ولذلك أستحليها . زمنٌ غنى فيه معك محي الدين فارس ، ومصطفى سند ،ومحمد سعد دياب ،وسيف الدين الدسوقي. فزهت ليالينا حِداءٌ وأناشيد .زمنٌ سمقت فيه (سنابل القمح) ورقصت والعصافيرُ على مرَفةِ الحُقُولِ بالضحى .

أزهري ..... ما أجمل قصيدتك . ليتك قطّرتَ لنا (زمانَ القمح) نجمةً ..... نجمة .


لك التحية وخالص الود .

عبدالعزيز نعمه .

[ازهرى الحاج شرشاب]

شكراً لكم ايها الرائعون
شكراً الاخ ابو خالد وشكراً الاخ ابراهيمعلى التذوق والاحساس الجميل
اخى يسرى الياس انت الاروع
الاخ عبد العزيز النعمة لك اتحية على التذوق والتحليل الرائع
جاء فى تاج العروس من جواهر القاموس لمحمد بن محمد بن عبد الرزاق ، الملقب بمرتضى الزيدى الجزء الاول ص : 3803 : لكزهيلكزه لكزاً، وقيل هو الضرب بالجمع فى جميع الجسد، وقيل اللكز هو الوجءفى الصدر بجمع اليد .
وجاء فى المعجم الوسيط الجزء الثانى ص: 590لكزه لكزاً ضربه بجمع كفه فى جسده.

أما امسس فمن مس الشىء لمسه بيده ، انظر المعجم الوسيط الجزء الثانى باب الميم .
ويقول تعالى فى سورة البقرة الآية 236 ( لاجناح عليكم ان طلقتم النساء مالم تمسوهن ..... الآية ) .
لكم مودتى

[عبدالعزيز نعمه]

الأخ الشاعر .. الأستاذ أزهري ..

أشكرك على اهتمامك بما كتبت لك ، وتجدَني أشكرك للتنوير في ما يتعلق با(لكز -يلكز)
ولكني ما زلت أرى أنّ الاشتقاق في (أمسس) فيه كثير من ابتعاد عن الأصل والسماع . ذلك لأنّ( مسّ) مثل (ضَرّ ) فأنت تقول ضَرّ - يضُر ) ، و (كَرّ - يكِر ) وتقول ضُر (للأمر) ، وكر (للأمر )أيضاً . ولا تقول أضرِرْ ،وأكرر ، وأمسس . (يقال مسّ الشيء مساً خفيفاً -اذا لمسه ، ولا يُقال مسساً ) ولكن تقول( مس) للأمر الذي تقصد دلالته في رائعتك . ولربما كانت (والمس) أوفق حسب رأيي، فهي مسموعه من ناحية ، وتنتظم في التناغم الموسيقي بغير جفاء من ناحية أخرى .
أخي الأستاذ أزهري ، كتبت لك ما أراه ،وأنا ان أعجبني شيءٌ نشدتُ له الكمال ، فما بالك بمثل ما كتبتَه على رِتاجِ القلب .
أخي أزهري ... وما زلت أنتظر بغيرِ قليلٍ من الصبر بقيّة الحصاد الذهبي من مواسم القمح ، نجمةً .... نجمة .

لك التقدير والعرفان والمحبة .

عبدالعزيز نعمه .

[ازهرى الحاج شرشاب]

الاخ عبد العزير
لك التحية
سعيد بمعرفتك
وحقيقة هذا مانصبو اليه ونحن نطرح للتداول قصائدنا للقراء وياليت كل قصيدة تجد التشريح فكثيراً ما استخلص النقاد من بين ابيات القصيدة صوراً كشفت عن مكنوناتها ويسعدنى حقاً النقد .
تجد فى موضع اخر من هذا المنتدى قصيدة اخرى من زمان القمح
لك ودى