المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع للنقاش: أزمة مذيعين



إيهاب الأمين
25-07-2009, 05:30 AM
ظل الإبداع السوداني حبيس قمقم المحلية لزمان طويل،ولا يزال يعاني من انقطاعه عن المجالين العربي والدولي، وتمت مناقشة هذا الأمر كثيراً واتفق الناس على أن أول أسباب هذه العزلة هو ضعف إعلامنا لأن الغناء في السودان جيد ويحمل قيماً مفقودة في الغناء العربي خارج السودان ولدينا أصوات نادرة وتوشح الموسيقيون السودانيون بالعلم والدراسة مما أعطى الأغنية السودانية أبعاداً جديدة، وينطبق الكلام على الدراما في السودان والتي لا ينقصها سوى تعوّد الآخرين عليها وتفاصيل أخرى يمكن تعديلها وعلى رأسها الخبرة التراكمية،ولدينا في مجال الشعر أفذاذ لا يعرفهم أحد إلا بقدر ضئيل،فمتى ينطلق الإبداع السوداني في فضاءات العالمية؟؟
لا مشاحة أن دور الإعلام لا يتناطح حوله كبشان وهو المنبر الأول في إيصال الصوت الإبداعي، والآن ظهرت مجموعة من القنوات الفضائية وفي الطريق قنوات أخرى ولكن لم يتغير من الأمر شيئاً لأن هذه القنوات لم تجتهد في إيصال صوت الإبداع السوداني لغير السودانيين وكل هذه القنوات لا يشاهدها أحد بخلاف السودانيين داخل وخارج الوطن، ونجد هذه القنوات لم تجتهد مطلقاً في اجتذاب المشاهد العربي ، لا على مستوى المادة المقدمة ولا من يقدم هذه المادة، ولا على مستوى البرامج الحوارية، وحتى لا ينفلت منا الموضوع وهو متشعب دعونا نركز في مسألة تقديم المواد التلفزيونية لأهمية هذا الجانب وتأثيره الواضح لأن دور المذيع كبير للغاية ولا ينقص هذا القول من دور الآخرين من مخرجين وخلافه ولكن دور المذيع من الخطورة بمكان لأنه يتعامل مباشرة مع المشاهد ولأن كثيرين لا يعرفون أحداً غير المذيع الذي يرونه أمامهم فيأتي حكمهم على المادة المقدمة أمامهم من خلال حكمهم على المذيع الذي يظهر على الشاشة.
وفي السوادن تعاني القنوات الفضائية من ضعف المذيعين وتفتقر معظم القنوات إلى المذيع الحصيف الذي يعرف كيف يجتذب المشاهد، ففي مجال الأخبار نجد مذيعي التلفزيون القومي السوداني يجيدون اللغة العربية ولا يعانون من ضعف في مخارج الحروف لكنهم يقدمون الأخبار بلا إحساس وبلا حيوية وبطريقة قديمة لم تجد سبيلاً إلى التطوير ولنقارن بالأخبار في إذاعة عالمية مثل مونت كارلو مثلاً فنجدها تمضي بإيقاع جذاب وتحس بابتسامة المذيع دون أن تراه، بينما مذيعو الأخبار لدينا تراهم وكأنهم قد تلقوا (علقة) ساخنة قبل أن يبدأوا تقديمهم لنشرة الأخبار...
وفي البرامج الحوارية نجد المسألة أسوأ وبالذات في القنوات الفضائية الخاصة والتي يبدو جلياً فيها أن إداراتها لم تضع أي معايير لاختيار المذيعين وبعض القنوات تفتقر تماماً للمذيعين من الرجال وتعتمد على الفتيات اللائي تنقصهن الثقافة وفهم موضوع الحوار ويظهر ضعفهن اللغوي وعوزهن في مجال اختيار المفردة وعدم ضبط مخارج الحروف وتتحدث الواحدة منهن بالعامية السودانية دون اختيار المفردة العامية التي يمكن أن يفهمها الجميع خاصة وأن العامية السودانية غنية للغاية ويمكن اختيار كلمات منها تكون موجودة في كل الدول العربية ومفهومة للناس هناك،أو الحديث بلغة فصيحة بسيطة دون اللجوء للكلمات الحوشية التي تجعل الموضوع جامداً ومفتقراً للسلاسة والتلقائية، ويبدو واضحاً أن هذه القنوات كان معيارها جمال الوجه دون الانتباه للثقافة أو الفهم أو الموهبة ولما كانت الإدارات من الرجال كان لابد وأن يكون الاختيار حكراً على الإناث مما جعل المذيعات اللائي يتم اختيارهن عرضة للاتهامات الشائنة لدرجة أن يقول والد لابنته (لو اشتغلتي في التلفزيون ما عافي منك)، وهو اتهام في غير موضعه وهو غير سليم لكن تجد له التبريرات فأنت ترى يومياً مذيعات لا تمتلك من المؤهلات شيئاً بخلاف جمال الوجه أو ربما أشياء أنثوية لا يحتاج فهمها إلى شرح..
الموضوع امتد وصار طويلاً ولا أريده أن يكون مملاً...
حتماً سأواصل إن كان في العمر بقية

حاتم مرزوق
25-07-2009, 06:15 AM
الأخ العزيز ايهاب الأمين

الموضوع في غاية الأهمية.

ليكون لنا اعلام هادف لا بد ان تتوفر عناصر رئيسية الخصها في الآتي:-

المؤسسية

لتكون هناك قناة فضائية ناجحة لا بد من قيام عمل مؤسس نابع من فكرة نيرة واهداف واضحة ورسالة نبيلة وتجهيزات فنية متكاملة .


الحرفية

وحتي تصل الرسالة الي الناس في اجمل ثوب وفي ابهي صورة لا بد من وعي برامجي يتناسق مع الفكرة والأهداف .


التخطيط والتقويم

وحتي يضمن استمرار العمل والمحافظة علي مستواه المتميز وتطويره لا بد من تخطيط مستقبلي وتقييم متواصل.

الكوادر

والكوادر هي الآلية التي تخرج هذا العمل للناس في ثوبه اللآئق لذا لا بد ان تتوفر شروط اساسية في هذه الكوادر.
الموهبة

من اهم الأشياء التي يجب توافرها في الكوادر الأمامية - الموهبة و بدونها ستظل البرامج والأفكار حبيسة لا تخرج للناس بالشكل الجاذب المطلوب.

الثقافة

يجب ان تكون كافة الكوادر مؤهلة ثقافيا لا سيما التي تعمل في الواجهة والا يقتل العمل.

الحضور

من اكثر الأشياء التي تجبر علي المتابعة (الحضور المتميز) والمتابعه الدقيقة والصوت الواضح واللغة السليمة والتعابير المتناسقة مع السياق.


المظهر

اما المظهر فهو الذي يعبر عن القيمة والمكانة المحترمة.