المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عشه صغيره



عباس الدسيس
27-07-2009, 10:49 PM
http://www.youtube.com/watch?v=4jD-FO34Yjg

للاستماع للاغنية قبل القرأه

جلسا وحدهما على الارض في دائرة تحيطها الورود وبساطها عشب اخضر "دائرة الاحلام الورديه". قلت لي إنها أسمتها كذلك لأسباب عديدة، أهمها أنها كانت أول مكان وطأتها قدماها لحبها الاول وأن ذلك الحب الاستثنائي كان أشبه بعوالم الخيال والنشوة التي حلقت بها في معالم الفضاء العاطفي تاركه خلفها ايام الوحده والهواجس. قالت لها بلهجة مستسلمة وضعف واهن تكاد عيناي تدمع من خيبة الامل: "إذاً أنا الرقم اثنان؟ أو ربما ثلاثة إذا أخذنا الاستاذ ... في الحسبان؟" "أرجوك لا تذكري اسمه أمامي، تلك صفحة يجب تمزيقها من حياتك". اعتدلت في جلستي استخرجت كيس الصاعوط علي ماذا الخجل فلنحتفظ بالسجاره التي استقطعت جزء من مصروفي لشرائها لزوم القشره والقندفه بعد ان وضعت الساعوط بفمي وتففت متبقي ما علق بلساني علي الارض ونفضت يدي وقالت هازئاً: "طيب، إذاً فأنا الرقم اثنان". بمزيج من الارتعاش والنفشه الكذابه المغلّفه بشيءٍ من اللامبالاة أجابتني:"لماذا تصوّر المسألة بهذا الشكل؟ الأمر خارج عن إرادتي. شاءت الظروف ذلك. إنها مسألة توقيت ليس إلاّ . أنا مرتبكة، وأنت تعرف ذلك جيداً." لم تكن محتارة فعلاً، وكان بإمكانها أن تحسم المسألة وتعترف لي بصراحة أن الآخر لازال يستوطن عقلها وقلبها على نحوٍ لا تجد له تفسيراً منطقياً. إلا أنها تركته معلقاً؛ كان هيامه بها يرضي غرورها... أحبته؟ لا تعرف، لم يكن ممكناً أن تحب الاثنين في وقت واحد، لكنه حرّك فيها مشاعر جميلة. ألم يكن هو أول من شاركها متعة تأمّل شروق الشمس بخيوطها الحمراء وتمازجها مع مياه النيل.... وهو الذي علمها كيف تمشي علي حبيبات الرمل حافية القدمين على الشاطئ وحولهما ترقص عصافير الصباح وتشقشق باصوات عزبه ؟ ألم يشبّهها مرةً بالقمر؟ ألم يمسح برقة دموعها التي انهمرت بغتةً على وجهها على نحوٍ أربكها وهي تودعه تلك الليلة قائلاً لها "لن أنساكِ أبداً، أنتِ أول حب حقيقي في حياتي"، ليلتها كان القمر بدراً والهواء ساكناً وبدا لها أن الكون كله ينصت لكلماته. تخيّلت لحظتها أنها تعيش مشهداً مؤثراً من فيلم رومانسي، سخيف ربما، لكنه كان فيلمها هي، وكانت هي بطلته.

كانت عيناها تلتمعان بألقٍ غريب حين تستعيد تلك الذكريات. كان يحلو لي أن أسمعها تحكي وتحكي بلا كلل أو ملل، مستغرقا في تأمل ملامحها الحزينة تتبدل وتكتسي بغموضٍ مثير وعينيها تستحيلان غمامتين صيفيتين مشبعتين برذاذٍ بلّوري صاف. كانت في كل مرة تُسقِط تفاصيل معينة وتتذكر أخرى، لكنها كانت دائماً تروي لي القصة بشغف............................

حاول مراراً إقناعها، ليس فقط رغبةًُ في التخلص من منافسه، وقلت لها من باب الحرص على مصلحتها: "لكنه بعيد، والوقت الذي أمضيته معه ليس كافياً لتعرفيه جيداً وتربطي نفسك به، لا يمكنك أن تبني حياةً عبر الرسائل". كيف تفهميه ، وذلك البعد الذي يبقي الأشواق مشتعلة، وتلك المسافة التي تمزج الوهم بالحقيقة في تواطؤٍ مثير تعززه من وقت لآخر ذبذبات الصوت الملهوف يأتيها عبر الرسائل الهاتفية القصيرة التي كانت تفاجئها كمطرٍ صيفي..

قلت لها هذه علاقةٍ عابرة ووهم خادع ، علاقة ترانزيت ...... ها انا ذا اضع قلبي بين يديك لاشفي جراحك واعبر بك إلى حياة جديدة تفتح فيها صفحة بيضاء.


بشرط ان لايكون هنالك شخص ثالث؟ قالت ياالله، تعرف كم أنا مترددة بطبيعتي وأكره صيغة الخيارات. كررت السؤال بإلحاح واستغراب، لا ثالث فأنا الاخيرأربكتها المصارحه المحرجه وبدأت تفكر بذهوا وكبرياء أنها ملكة تتحكم بمصائر البشر بكلمةٍ أو نظرة أو مجرد إيماءة. احترْتُ في أمرها، يالها من شخصيه غريبه، مغرورة تتباهى بمعجبيها مدّعيةً التواضع، هي من النوع الذي يستمتع بتعذيب الآخرين. حاولت أن أجد من جهتي مبرّراً لتلك الصدف التي كانت تهديها عشاقها اثنين اثنين فلم أجد

ودَّعَتْها بعد أن اتفقت على أن نظل أصدقاء. كتبت لي بعد سنوات من الانقطاع لتطمئن على أخباري، سألتني في نهاية رسالتها مدعيةً اللامبالاة "تزوجت؟" جاءها ردي دون إبطاء: "بعد، المقارنة الصعبة. لقد رفعت من مستوى شروطي." نفشت صدرها بزهوٍ وأجابتني: "إنك تبالغ"، هامسةً في قلبها، لو بتشوفني حسي. كان الواقع قد لطمها على وجهها بعنف ومزق أحلامها إرباً إرباً ثم مرمغها بالوحل. فاصبحت من كثرة المساحيق وجهها ممسوخ وتهدل جسمها وابطأت خطواتها في تكاسل واختفت الرشاقه حلت محلها معنويات محطمه ...... هل أشعر بالشفقة عليها؟ لم يعد يهم، فجراحها القديمة اندملت وحلت مكانها جراح طازجة أكثر إيلاماً أنستها تلك الأيام البعيدة. حتى الصور لم تعد تحرك فيّ شيئاً، تقول لي. تكفيها رؤية صورتها في المرآة ليذكرها الشعر الأبيض المتكاثر بسرعة وتلك التجاعيد على رقبتها وحول عينيها وشفتيها ......
بدت لي في آخر مرة سمعتها فيها تروي ذكرياتها أقل شغفاً وأشدّ مرارة وواقعية وأكثر استسلاماً لأقدارها التي كانت قد صالحتها مؤخراً، أضاع زمانها أم الزمان ضيع شبابها اصبحت تملك زكريات جميله عن حبها الاول والاحلام الورديه وحبها الاستثنائي كان أشبه بعوالم الخيال والنشوة التي حلقت بها في معالم الفضاء العاطفي ........

عباس الدسيس
27-07-2009, 11:19 PM
الحاقا لجملة الاستماع للاغنيه قبل القرأه فاتني أن انوه ان الاغنيه مهدأه بمناسبة زكريات العزيز درديري مع كسلا والحلنقي والزمن الجميل الذي أنقضي كالثواني علي غفله مننا.

درديري كباشي
28-07-2009, 12:30 AM
يا عبس مشكور طبعا على الاغنية والتي فجرت ينابيع من الاشتياق والذكريات لاناس لم ننساهم حتى نذكرهم ولكن الاغنية انكات جروح فقدهم وذكرتنا بايام خوالي مضت ..

ولكن الابداع في القصة نفسها .. وبصراحة فيها كم من التلقائية والعفوية ابسطها اول مره اشوف قصة رومانسية يذكر فيها التمباك او الصعوت .... نحن منذ القدم كنا نعتقد اذا دخل كيس التمباك من الشباك خرج الحب من الباب هذا من نظر المحبوبة نفسها ...
اذكر في كسلا كان عندنا صديق مرتبط بواحدة ارترية وهو من النوع المدمن للتمباك لا يستطيع ان يصبر اكثر من نصف ساعة بين كل سفة واختها ... قال هو جالس مع محبوبته في المنتزه .. وكالنت كلامها كثير ما اعطته فرصة انه يعتذر باي حجة يذهب منها ليشفي غليله بسفة ... فهي علقت في حديث متصل مره تغني ومرة تقول شعر . .. قال اخيرا لم يعد يتحكم في نفسه اخرج كيس التمباك وتحت زهولها واشمئزازها تكل سفته ونفض يديه مثل ما ذكرت ... هي بعد ما فاقت من الدهشة سالته ..

دا شنو دا يا عماد هو انت بتسف ؟؟؟
قال ليها ايوة بسف
قالت ليه : شوف هنا يا انا يا التمباك ..
بكل بساطه قال لها : التمباك ..
وهي خرجت زعلانه منتظراه يناديها في كل مره ويعلن توبته .. قال انا فعلا شعرت بانه السفة كانت احلى من كلامها الكثير وعربيها المكسر

عباس الدسيس
28-07-2009, 02:39 AM
عزيزنا ابو الدر لك الشكر بالمرور او كمان معاها سفه لزوم الكيف يا حليل زمن حبوبات زمان البتكلوا السفه بي فوق من زكريات الزمن الجميل في المرحله الابتدائية كان عندنا واحده ست فطور في المدرسه الحاجة البتميزا عن البقية سف الساعوط الغريبة كانت بتخت السفه من بداية حصة الفطور ما طلعا الا بعد نهاية الحصه وحللا بتاعات الفطور فاضيه.