جنون الفنون

[درديري كباشي]

لا ادري من قائل هذه العبارة الفنون جنون ولا المقصود بها .. ولكن هي كلمة مالوفة اعتدنا نقولها كل ما نشاهد لوحة جميلة او غريبة او اي عمل فني لا نستطيع استيعابه ... انا استعنت بهذه العبارة لانها ذكرتني بمحطات في حياتي مع الفنون .. وتحديدا الرسم ... كانت لي موهبة وهواية في الرسم .. ذهبت الهواية ولكن الموهبة لاادري باقية ام زالت هي الاخرى لاني لم اختبرها قريب ..
ومن المعروف انه الانسان اذا ربنا اكرمه جعل هوايته وموهبته هما مصدر رزقه .. بحيث يجد نفسه يعمل ويستمتع في ذات الوقت .. لذلك تجد الفنانين الذين يحترفون الفن لايملون من عملهم ابدا .. ممكن تجد واحد يعمل اكثر من ثمانية عشر ساعة دون ان يمل او يحس بالوقت وخاصة اذا كان يرسم في لوحة كاملة زيتية .. لان الوان الزيت تحديدا مغرية جدا .. كل ما نظرت لها اوحت لك بفكرة جديدة .. انا اول ما جئت الى السعودية اقنعني ابن عمي بان اعمل في مجال الفنون وبالفعل ذهبنا الى احد الفنانين السودانيين المشهورين وهو الاستاذ عبد القادر الكدرو وعرضت عليه لوحاتي واعجب بها .. ولكن لا ادري هل من حسن حظي انا او من حسن حظ الفن الاستاذ رجع السودان فجاه وانا صرفت النظر عن الموضوع .. ولم اتطرق له الا الان .
والطريف والغريب ان طيلة مسيرتي مع الرسم في المراحل الدراسية المختلفة ادخلني في متاهات ومشاكل .. من المفترض انها هواية جميلة تدر على صاحبها الجوائز او على الاقل المدح وثناء الاخرين .. ولكن انا من المشاكل التي ادخلني فيها الرسم .
اذكر ونحن في المرحلة المتوسطة وفي الصف الثالث كان معنا زميل سمين جدا طول بعرض .. لا لا لا.. طول ايه .. عرض بعرض فقط .. ليس فيه طول .. وكان هو مهزار جدا ويحب الضحك والمشاغبة .. ومعي انا بالذات لانه كان يجلس قربي .. مثلا يجدك تكتب .. يرش الحبر على الورقة ويضحك .. ولكن ماذا حدث انا ذات يوم حضرت مبكرا .. وبعد ما وضعت كتبي في الدرج ذهبت ناحية السبورة للممارسة هوايتي الصباحية في الرسم ؟؟ في ذلك اليوم خطر لي خاطر شيطاني في اني رسمت شخص سمين جدا .. بدون ما اقصد به شخص معين .. ولكن لسوء الحظ طلع مطابق تماما لشخص اخينا المشاغب .. وبدا بعد ذلك اي زميل يدخل ينظر الى السبورة وينفجر ضاحكا .. واكثر من ذلك وقف قربي زميلان واحد منهم حاول يقلد رسمتي والثاني كتب اسم التلميذ ثالثا مثلثا .. ليدخل هو بعد ذلك .. ويغضب غضبا شديدا ويخرج من الفصل .. انا اول مره اشوفه غاضب .. لانه هو يحب الضحك ويضحك لاتفه سبب ... وعندما خرج لم يتوقف الا عند مدير المدرسة واشتكى له .. ونحن ماصدقنا انه اشتكى للمدير وانا شخصيا لم اكن اتوقع انه سيشتكيني لاننا نتبادل الهزار بكثرة ..ليعدي اليوم بعد ذلك عادي .. وفي فترة الظهر نسمع صوت جرس مفاجئ لغير العادة ليحضر الساعي وينبئنا عن اعلان طابور طارئ عز الظهر .. وخرجت كل الفصول .... لنعرف بعد ذلك انه تلاميذ من الصف الاول التموا على احد الاساتذة وضربوه .. ليخطب فينا المدير خطبة عصماء .. ويؤتى بتلاميذ الصف الاول ويتم جلدهم في الطابور .. ويخلص الموضوع على ذلك .. او كنا نتوقع .. ولكن يتوقف الناظر بعد ذلك وينادي .. يا عبدالله من هم الجماعة الذين رسموك في السبورة ؟؟؟انفجر كل الطابور ضاحكا .عداي انا طبعا . لاني ا انا شعرت راسي اصبح اكبر من جبل التاكا .. وهو فعلا بدا ينادينا بانفعال شديد يا استاذ هم :
درديري كباشي
جلال محمد الحسن
ابراهيم الزناتي .
خرجت انا امشي ناحية الساحة كاني رجل آلي .. وسمعت المدير يقول للاستاذ اجلد كل واحد منهم خمسة جلدات .. الحقيقة انا تحملت الخمسة حلدات ليس شجاعة او جعلية مني .. لكن لاني شعرت انه جسمي مخدر تماما من الغضب والصدمة والمفاجاة .. الغضب من الزميل المهزار الذي اشتكانا .. والغضب من الناظر الذي جلدنا في طابور طوارئ كاننا مرتكبين جريمة حدية .. وانا راجع الى مكاني في الصف في هذا لوقت كان الزميلان يتحاججا مع المدير في انهم ما رسموا ولا حتى يجيدون الرسم .. سالني المدير : يا درديري الجماعة ديل رسمو معاك .. ,انا رديت باسلوب غاضب مع رفعة اليد : ما رسموا ... ويبدوا انه الناظر غضب مني وقال تعال ارجع .. اجلدوه خمستين تاني بدلهم لانه تستر عليهم .. وفعلا رجعت للكنبة واخذت العشر جلدات الاخرى .. ورجعت الى الطابور ممزق تماما نفسيا وجسديا .. والحمد لله صمدت ولكن كما ذكرت ليست شجاعة ولكن يمكن تكون زهلله او اي شئ آخر .
ورجعت وانصرف الطابور بعد ذلك لكن هذه العلقة كادت ان تنهي مسيرتي التعليمية لاني فكرت ان اجمع الكتب و اسلمها للناظر واغادر المدرسة للابد .. لكن تريست وجلست في الفصل وضعت يدي في الدرج ورقدت عليها .. لا اكلم احدا .. لكن الحدث بعد ذلك ومن ايجابيات هذا الموقف انا تلقيت تاييدا تاما وتعاطفا من كل المدرسة تلاميذا واساتذة .. وفي ذلك الوقت خسر الشاكي كل شئ اذا قاطعه كل الفصل والمدرسة مثل ما نقاطع الدنمارك وسنقاطعها اكثر انشاء الله .. والغريبية جائني بعد كذا يوم يعتذر لي .. وقلت له يا عبد الله انا حتى الان ما قادر اجلس على الكرسي .. تاسف شديد وسامحني والحمد لله عد الامر عادي ... والا ربما كنت الان عامل او ميكنيكي يعمل بالمنطقة الصناعية بكسلا وياكل من عرق جبينة ... والحمد لله .
والى موقف آخر.

[درديري كباشي]

الموقف الثاني من جنون الفنون حدث معي عندما كنا في المرحلة الثانوية .. وتحديدا مدرسة كسلا الثانوية الفصل الثاني عقاد ... كان عندنا استاذ رياضيات مصري الجنسية .. مغرور جدا ومعتد بنفسه وصحته .. حقيقة هو كان شخص رياضي ويبدو انه يمارس رياضة كمال الاجسام .. وكان لا يستعين بالسوط في ضرب الطلاب .. انما يستخدم اسلوب الملاكمة .. يعطيك عدة لكمات في كتفك اذا اخطات .. حقيقة هي مؤلمة .. انا لاادري الملاكمين يتحملوا اللكمات كيف ؟؟؟ انا عندي اقتراح انه الملاكمة تتحول الى جلد بالسياط مثل حفلات الجعليين .. بدل كل ملاكم يكون عنده قفاذات فقط يحمل سوط عنج وتبدا الجولة ( بالمحط )المتبادل بين الخصمين .. لان الملاكمة يمكن تكسر وتحدث رجة في المخ والجمجمة ...
نرجع للاستاذ .. يوم ما وكالعادة التي لم اتب منها بعد علقة الخمسة عشر في المرحلة المتوسطة .. وقفت امام السبورة قبل حصة الرياضيات بدقائق .. ورسمت الاستاذ .. بنفس عضلاته وفنلاته الضيقه وفرغ الشعر بالجمبة وهو واقف في وضع ملاكمة .. وكتبت قربه عبارة (خود ياوااااد) باللهجة المصرية فقط دون اضافة اي اسم .. لكن طبعا كل شئ كان واضحا ويكاد المريب يقول خذوني .. والطلاب من خلفي انفجروا بالضحك .. لكن اول ما قرب الاستاذ اخذت انا المساحة بسرعة واردت ان امسح الرسمة .. الغريب اصر الزملاء في اني لا امسح الرسمة ولابد ان الاستاذ يشوفها .. وهم ماسكني الى ان قارب الاستاذ للفصل .. وبعد ذلك لم يبقى ادنى مجال لمسحها واستسلمت للامر الواقع وعدت الى مكاني في اخر الفصل .. بعد ذلك وقف الاستاذ امام السبورة يتامل في الرسمة زمن طويل .. وجههة يتلون مرة يحمر ومرة يصفر ... وصاب الفصل صمت رهيب من الترقب الى ان التفت الاستاذ لنا وتساءل
- مين العمل الرسمة ديات؟؟؟
- هؤلاء الجبناء لم يقولوا انا مباشرة لكن كانوا يضحكون (هي هي هي ) وينظرون ناحيتي .. بمعنى لو قالوها مباشرة كان يمكن تكون اخف ... انا حسبت الموقف في راسي حسبة سريعة .. وقلت انه ابن النيل هذا لو غضب وبلغ المدير المرة دي اقل حكم سيكون الاعدام لانه انا رسمت زميل واخذت علقة خمسة عشر سوطا في طابور عام ... فما بالكم مع استاذ واجنبي كمان .. وتذكرت ان المدير سيحضر معه حضرة الصول ...
- بمناسبة حضرة الصول هو شخصية معاشية عسكرية كانوا موزعين على المدارس الثانوية .. والصول له ثلاثة وظائف اثنين منهم ضرب والثالثة قسمة .. وظيفة الضرب الاولى هي ضرب الجرس ومسئول من الساعة الرئيسية التي تظبط الحصص .. ووظيفة الضرب الثانية هي ضرب التلاميذ وفقا لما يطلبه المدرسون ... الاستاذ يكتب لك روشتة مثل الطبيب وتروح تصرفها من حضرة الصول مثلا ( خمسة جلدات بعد الاكل واثنتان على الريق من الصباح) .. اما وظيفة القسمة هي ان يقسم المدرسة كلها لمجوعة التدريب العسكري التي تعرف بالكديت ..يعني حضرة الصول ينقصة فقط الجمع والطرح حتى يصبح استاذ رياضيات ..
- المهم بعد كل هذه الحسبة والسرحة وجدت انه لابد من الاعتراف .. ورفعت يدي وذهبت للاستاذ قلت له انه انا من رسم الرسمة .. وقلت لو انفعل الاستاذ وعمل معي الادوار التي يقدمونها في المسلسلات من نوع ( اييه الانت هببته دا دنا حاخرب بيتك دنا حاوديك في ستين داهية ) قلت انا كمان ادخل له بمدخل مسلسل اخر ( لا يابيه دنا غلبان وانا ما اصدتش حاقة .. ومن النهار دا مش حاكررها ثاني .. سماح النوبة ديت سماح ) ولكن لحسن الحظ .. الاستاذ انفجر ضاحكا وقال روح هات المساحة وامسحها .. وفعلا احضرت المساحة بعد ذلك التوتر صار هرج ومرج في الفصل وضحك بعد ان عدى هذا الموقف المتوتر .

[درديري كباشي]

الموقف الثالث
اولا انا اسف يا جماعة لعدم الترتيب الزمني للاحداث .. لاني بعتمد على الذاكرة ربما تذكرت موقف في المتوسطة بعد ما وصلت مرحلة الثانوي .. كما قلت انا كنت مهووس بالرسم جدا .. وفي المرحلة المتوسطة الصف الثاني .. كان عندنا استاذ اللغة العربية استاذ شرس جدا وعصبي .. وكان يجلدنا بعنف في تسميع القصائد وفي تمارين النحو والقواعد العربية لاتفه الاخطاء ... مره من المرات وهو يشرح في درس من دروس النحو .. انا كنت سارح وامامي كراس التمارين ... وفجاه مع سرحتي انا اناظر ليدي الشمال وامسك القلم بيدي اليمين .. جاني خاطر شيطاني بدون انتباه انه ارسم يدي اليسار وهي مضمومة الاصابع في غلاف كراس التمرين .. وفعلا رسمتها بدرجة متقنة وحتى عجبتني الرسمة .. لكن شكل اليد اصبح يشبه موقف التهديد او الحركة التي نستخدمها عادة عندما نتوعد شخص ما .. وانا لم اترك الامر كذلك بل كتبت كلمة صبرك صغيرة قرب الرسمة .. وكل هذه الخظوات وانا سارح دون تركيز وانتباه الا بعد رفع الاستاذ صوته وقال كلكم افتحوا الكراس وحلوا التمرين الان واعطوني الكراسات حالا .. وفعلا جمعنا الكراسات .. وفي اليوم التالي عاد الاستاذ واحضر الكراسات ووزعها على التلاميذ كلهم .. عدا كراسي طبعا .. ووقف يتساءل في حد كراسه ما وصل .. وينظر ناحيتي بخبث ... انا بكل براءه وحسن نية رفعت يدي .. وقال تعال يا درديري تعال انا اصلي عايزك انت ...... تقول لي صبرك ؟؟ انا تقول لي صبرك ... انا شعرت راسي تضخم وملا الفصل ... انا قلت ليك صبرك يا استاذ ؟؟ كيف الكلام دا ؟؟؟ ورفع الاستاذ الكراس امام الفصل وفيها الرسمة التي لا تغباها العين ومعها كلمة صبرك ( انا اخو البنات قلتها في سري طبعا ) وطبعا انفجر باقي الفصل بالضحك .. واحضر السوط واخذت علقة لم انساها وبدليل اني تذكرتها الان .

[ابوخالد]

ورجعت الى الطابور ممزق تماما نفسيا وجسديا .. والحمد لله صمدت ولكن كما ذكرت ليست شجاعة ولكن يمكن تكون زهلله او اي شئ آخر .


ممكن تكون زهلله .... والا شئ آخر ...!!!!!!!

ذى شنو يعنى .............. مترجم خاص ...

ممكن يكون صور ليك الموضوع كيف ؟؟؟؟؟

القصة جميلة لأنها مستوحاة من أيام الدراسة الممتعة .....

أرجعتنا بالخيال لأيام لاتنسى ..... ولكن شاخت الذاكرة ....

واصل فى تقليب الذكريات الجميلة .....


( اييه الانت هببته دا دنا حاخرب بيتك دنا حاوديك في ستين داهية ) قلت انا كمان ادخل له بمدخل مسلسل اخر ( لا يابيه دنا غلبان وانا ما اصدتش حاقة .. ومن النهار دا مش حاكررها ثاني .. سماح النوبة ديت سماح )



أضحكتنا لما النعسة طارت ....


والله إبداع أخى أبو الدر

موهبة إضافية ... وحقيقى الفنون جنون ....

لكن الموهبة لو كنت إستعملتها هنا .... كان ممكن تكون رسام

كاراكتيرى ... وكاتب بعمود يوميات محترم ......فى أى جريدة ...

ولك كل الود والإحترام

[ابوالناس]

<a href="http://www.sweetim.com/s.asp?im=gen&lpver=3&ref=11" target="_blank"><img src="http://cdn.content.sweetim.com/sim/cpie/emoticons/0002025D.gif" border="0" title="Click to get more." ></a>
بسم الله الرحمن الرحيم
والله الجنون فنون
الاخ درديرى براحه براحه علينا نحنا ما قدرك
اديك العافيه وربنا يعينك

[درديري كباشي]

ورجعت الى الطابور ممزق تماما نفسيا وجسديا .. والحمد لله صمدت ولكن كما ذكرت ليست شجاعة ولكن يمكن تكون زهلله او اي شئ آخر .


ممكن تكون زهلله .... والا شئ آخر ...!!!!!!!

ذى شنو يعنى .............. مترجم خاص ...

ممكن يكون صور ليك الموضوع كيف ؟؟؟؟؟

القصة جميلة لأنها مستوحاة من أيام الدراسة الممتعة .....

أرجعتنا بالخيال لأيام لاتنسى ..... ولكن شاخت الذاكرة ....

واصل فى تقليب الذكريات الجميلة .....


( اييه الانت هببته دا دنا حاخرب بيتك دنا حاوديك في ستين داهية ) قلت انا كمان ادخل له بمدخل مسلسل اخر ( لا يابيه دنا غلبان وانا ما اصدتش حاقة .. ومن النهار دا مش حاكررها ثاني .. سماح النوبة ديت سماح )



أضحكتنا لما النعسة طارت ....


والله إبداع أخى أبو الدر

موهبة إضافية ... وحقيقى الفنون جنون ....

لكن الموهبة لو كنت إستعملتها هنا .... كان ممكن تكون رسام

كاراكتيرى ... وكاتب بعمود يوميات محترم ......فى أى جريدة ...

ولك كل الود والإحترام






نشكرك يا باشمهندس على الحضور المنتظر في كل مرة .. لكن تتخيل هي كانت الموهبة الرئيسية ..انا الكتابة لجات لها في الغربة كمتنفس لكبت الغربة وقريبا جدا قبل ثلاث سنوات فقط .. وكنوع من البكاء الجاف والحسرة على فراق الوطن والاهل ( على وزن الغسيل الجاف)

[درديري كباشي]

<a href="http://www.sweetim.com/s.asp?im=gen&lpver=3&ref=11" target="_blank"><img src="http://cdn.content.sweetim.com/sim/cpie/emoticons/0002025d.gif" border="0" title="click to get more." ></a>
بسم الله الرحمن الرحيم
والله الجنون فنون
الاخ درديرى براحه براحه علينا نحنا ما قدرك
اديك العافيه وربنا يعينك

نشكرك يا ابونا
منور المنتدى
وجنون الفنون

ولازل للجنون بواقي

[درديري كباشي]

اذكر في بداية التسعينات كنت في الخرطوم بحري .. قرب موقف شمبات والكدرو .. لفت نظري رجل يجلس قرب الاكشاك .. يفترش الارض .. ويعلق حوله كم هائل من الشهادات المبروزه .. يحمل في يده آلة العود الموسيقية المعروفة .. ويعزف عليها ويغني باعلى صوته والناس ملتمين حوله .. انا اقتربت منه وجلست امامه لافهم الحاصل ... قرات الشهادات .. وجدت ان الرجل نال عدة جوائز من عدة مهرجانات وجهات رسمية في اجادة فن الغناء ... والشهادات حقيقية وموثقة ...
وفي ذات الوقت ركزت على صوته هو صوت اجش اقرب الى صوت جر السرير في البلاط ... وبعض المرات يبطل الغناء ويشرح متى وكيف نال هذه الشهادات اين كانت هذه المهرجانات .. ويرد على الاسئلة ثم يعود الى العود ويعاود الغناء من جديد .. وكان الناس يدفعون له .. وانا اعتقد انهم كانوا يدفعون له لكي يسكت .. وهو يعتقد بانه اطربهم فيرفع عقيرته بالغناء .. هذا المشهد جعلني اتامل وافكر انه توجد اشياء في دنيانا لا ينفع تقييمها بالشهادات .. فانت لو نلت عشرة دكتوراه في الموسيقى لن تستطيع ان تكون محمد الامين او وردي ...
وهذا المطرب لو كان فنانا حقيقيا فهو لن يحتاج ان يحمل معه شهاداته ويستهلك صوته بتلك الصورة من اجل حفنة من الدريهمات ... فهي لن تكفي لعلاجه ..
تذكرت نكتة طبيب الصدر الخيالي الذي يقول لمريضة .. لو استطعت ان ترفع صوتك بالغناء يوميا لمدة ثلث ساعة ساضمن لك انك تعيش عشرون عاما بدون ان تصاب بمرض صدري ...
رد المريض : لكن هل الجيران سيتركوني اعيش عشرين عاما ..... عجبي
اذا ما هي تلك الاشياء التي لن تستطيع ان تقيمها بالشهادات ؟؟؟؟؟

[ابوالناس]

<div style="width:220; height:255"><object classid="clsid:d27cdb6e-ae6d-11cf-96b8-444553540000" codebase="http://fpdownload.macromedia.com/pub/shockwave/cabs/flash/swflash.cab#version=8,0,0,0"id="wp" width="220" height="225" align="top"><param name="allowScriptAccess" value="sameDomain" /><param name="movie" value="http://cdn.content.sweetim.com/sim/sweetim_wink.swf?ContentURL=http://cdn.content.sweetim.com/sim/cp/icons/00010843.swf&StageW=220&StageH=225&XScale=35&YScale=35&LPURL=http://www.sweetim.com/s.asp&LPVER=3&LPREF=14&StopFRM=20&Mode=2" /><param name="loop" value="false" /><param name="menu" value="false" /><param name="quality" value="high" /><param name="scale" value="exactfit" /><param name="bgcolor" value="#ffffff" /><embed src="http://cdn.content.sweetim.com/sim/sweetim_wink.swf?ContentURL=http://cdn.content.sweetim.com/sim/cp/icons/00010843.swf&StageW=220&StageH=225&XScale=35&YScale=35&LPURL=http://www.sweetim.com/s.asp&LPVER=3&LPREF=14&StopFRM=20&Mode=2" loop="false" menu="false" quality="high" scale="exactfit" bgcolor="#ffffff" width="220" height="225" swLiveConnect=true id="wp" name="wp1" align="top" allowScriptAccess="sameDomain" type="application/x-shockwave-flash" pluginspage="http://www.macromedia.com/go/getflashplayer" ></embed></object><br/><a href="http://www.sweetim.com/s.asp?lpver=3&ref=14" target="_blank">Get yours at SweetIM.com</a></div>
الاخ العزيز درديرى
المثل بقول
توخز الحكمه من افواه المجانين

وناديه بابكر قالت
مجنونه اخير من الواعيات

[درديري كباشي]

<div style="width:220; height:255"><object classid="clsid:d27cdb6e-ae6d-11cf-96b8-444553540000" codebase="http://fpdownload.macromedia.com/pub/shockwave/cabs/flash/swflash.cab#version=8,0,0,0"id="wp" width="220" height="225" align="top"><param name="allowscriptaccess" value="samedomain" /><param name="movie" value="http://cdn.content.sweetim.com/sim/sweetim_wink.swf?contenturl=http://cdn.content.sweetim.com/sim/cp/icons/00010843.swf&stagew=220&stageh=225&xscale=35&yscale=35&lpurl=http://www.sweetim.com/s.asp&lpver=3&lpref=14&stopfrm=20&mode=2" /><param name="loop" value="false" /><param name="menu" value="false" /><param name="quality" value="high" /><param name="scale" value="exactfit" /><param name="bgcolor" value="#ffffff" /><embed src="http://cdn.content.sweetim.com/sim/sweetim_wink.swf?contenturl=http://cdn.content.sweetim.com/sim/cp/icons/00010843.swf&stagew=220&stageh=225&xscale=35&yscale=35&lpurl=http://www.sweetim.com/s.asp&lpver=3&lpref=14&stopfrm=20&mode=2" loop="false" menu="false" quality="high" scale="exactfit" bgcolor="#ffffff" width="220" height="225" swliveconnect=true id="wp" name="wp1" align="top" allowscriptaccess="samedomain" type="application/x-shockwave-flash" pluginspage="http://www.macromedia.com/go/getflashplayer" ></embed></object><br/><a href="http://www.sweetim.com/s.asp?lpver=3&ref=14" target="_blank">get yours at sweetim.com</a></div>
الاخ العزيز درديرى
المثل بقول
توخز الحكمه من افواه المجانين

وناديه بابكر قالت
مجنونه اخير من الواعيات



تعرف يا ابو الناس واحد من الاخطاء التي وقعنا بها هو ربط الابداع بالجنون او الفن بالجنون .. والفن في حد ذاته اسمى نتائج العقل البشري .. وكيف يرتبط بالجنون .. وانا اعتقد بسبب هذا المفهوم الخاطئ اصبح كثير من الفنانين مدمنين للخمور والمخدرات والناس تعتقد انه فلان اذا ما انسطل او شرب ما بيبدع .. وهذا هو الفهم الخاطئ النابع من ربط الفنون بالجنون ..

[درديري كباشي]

بحضر لي في سهرة في التلفزيون مع فرق الجاز السودانية ادتني انطباع انه اسهل شئ في السودان اصبح هو الغناء...
اذكر الموقف الذي حكاه الفنان العملاق محمد وردي وقال كان هو معجب بابراهيم عوض .. وابراهيم عوض نصحه بالابتعاد عن هذا المجال لانه طريق صعب والمنافسة حادة.. بمعنى الكلام كان الفن في وقت لو ماكنت فنان وموهوب فعلا ماراح تلاقي فرصة .. لكن التلفزيون حاليا كل يوم يقدم لنا فنانا جديدا باغاني جديدة واصوات غريبة يعطيك انطباع بان الموضوع فيه واسطة.ما اكثر من كدا.

[ابوخالد]

بحضر لي في سهرة في التلفزيون مع فرق الجاز السودانية ادتني انطباع انه اسهل شئ في السودان اصبح هو الغناء...
اذكر الموقف الذي حكاه الفنان العملاق محمد وردي وقال كان هو معجب بابراهيم عوض .. وابراهيم عوض نصحه بالابتعاد عن هذا المجال لانه طريق صعب والمنافسة حادة.. بمعنى الكلام كان الفن في وقت لو ماكنت فنان وموهوب فعلا ماراح تلاقي فرصة .. لكن التلفزيون حاليا كل يوم يقدم لنا فنانا جديدا باغاني جديدة واصوات غريبة يعطيك انطباع بان الموضوع فيه واسطة.ما اكثر من كدا.




الموضوع فى واسطة ..... والا سقصدك سطلة كاربة ..؟؟؟؟

[درديري كباشي]

الموضوع فى واسطة ..... والا سقصدك سطلة كاربة ..؟؟؟؟


انت تقصد شنو .... وضح اكثر ابن افصح

[أشرف صلاح السعيد]

ابوالدر سلام..
اجترار ذكرياتك فيها جمال واستدعاء لكل الذكريات لمن يقرأ..
الرسم أحبه كثيرا ولكننى كنت أميل الى التلوين..كان لى الوان وكامبسات ومفردها كامبس "قطعة قماش مشدودة على ايطار خشبى" آه زمن ..وتمر الايام وانا جالس امام شقة معارفى بالعمارات شارع 47 ويأتى صوبى رجل جميل المحيا يرتدى جلابية ..بعد ماسلم على سألنى :يااخى انا ساكن جاركم هنا ماألاقى عندكم شطة حمرا؟..دعوتو للدخول ولكنه كان مستعجل يبدو والله اعلم ظبط ام فتفت ولقى الشطه مافى..بسرعة دخلت بيت اصدقائى وهم بمثابة اهلى وأحضرت الشطة الحمراء..وقبل أن يعود هذا الشخص اللطيف تحدث عن جمال الشعب السودانى وانو الانسان بيدخل فى الناس بلا مقدمات ان كان جار فقط خلاف اسبانيا الدولة التى درس فيها حتى نال منها شهادة الدكتوراه..ثم عرفت ان هذا الرجل من ابناء مدنى ولم يكن ذلك مفاجئا لى فهذه الحميمية اعرفها حقا..
أو تدرى من كان ذلك الشخص؟ إنه دكتور راشد دياب الرسام العالمى ..ونشأت بسبب الشطة علاقة صداقة بيننا رغم فوارق السن والابداع..كنت اذهب الى اتيليه كلما واتتنى الفرصة..وتدور بيننا مناقشات ويالها من مناقشات ..كنت اجده معلق ثلاثة لوحات احيانا غير منتهية..فالرجل بينما يكون فى مخاض لوحة تأتيه فكرة فيذهب الى لوحة جديدة يسجل بداية خاطرته فيها..تعلمت منه بأن الفنان رغم ابداع الوانه بأنه شخص شفيف رقيق جميل الدواخل وبسيط لحد الغرابة..
الغربة قاتلها الله اغتالت فينا الجمال وممارسة الشقاوات والتلاوين وبعدتنا من البسطاء العمالقة بقوارع الطريق..

[درديري كباشي]

ابوالدر سلام..
اجترار ذكرياتك فيها جمال واستدعاء لكل الذكريات لمن يقرأ..
الرسم أحبه كثيرا ولكننى كنت أميل الى التلوين..كان لى الوان وكامبسات ومفردها كامبس "قطعة قماش مشدودة على ايطار خشبى" آه زمن ..وتمر الايام وانا جالس امام شقة معارفى بالعمارات شارع 47 ويأتى صوبى رجل جميل المحيا يرتدى جلابية ..بعد ماسلم على سألنى :يااخى انا ساكن جاركم هنا ماألاقى عندكم شطة حمرا؟..دعوتو للدخول ولكنه كان مستعجل يبدو والله اعلم ظبط ام فتفت ولقى الشطه مافى..بسرعة دخلت بيت اصدقائى وهم بمثابة اهلى وأحضرت الشطة الحمراء..وقبل أن يعود هذا الشخص اللطيف تحدث عن جمال الشعب السودانى وانو الانسان بيدخل فى الناس بلا مقدمات ان كان جار فقط خلاف اسبانيا الدولة التى درس فيها حتى نال منها شهادة الدكتوراه..ثم عرفت ان هذا الرجل من ابناء مدنى ولم يكن ذلك مفاجئا لى فهذه الحميمية اعرفها حقا..
أو تدرى من كان ذلك الشخص؟ إنه دكتور راشد دياب الرسام العالمى ..ونشأت بسبب الشطة علاقة صداقة بيننا رغم فوارق السن والابداع..كنت اذهب الى اتيليه كلما واتتنى الفرصة..وتدور بيننا مناقشات ويالها من مناقشات ..كنت اجده معلق ثلاثة لوحات احيانا غير منتهية..فالرجل بينما يكون فى مخاض لوحة تأتيه فكرة فيذهب الى لوحة جديدة يسجل بداية خاطرته فيها..تعلمت منه بأن الفنان رغم ابداع الوانه بأنه شخص شفيف رقيق جميل الدواخل وبسيط لحد الغرابة..
الغربة قاتلها الله اغتالت فينا الجمال وممارسة الشقاوات والتلاوين وبعدتنا من البسطاء العمالقة بقوارع الطريق..

سلام يا اشرف والحتة دي جميلة جدا

وصدقني اجمل انواع الصداقات هي التي تكون نابعة بسبب ما من الفنون والرسم ..

انا رغما عن اني ما امتهنت الرسم او درسته الا لم اتخلى عنه

وفي عام92 تقريبا ونحن طلبه في جامعة الجزيرة كنت اقمت معرض خاص بلوحاتي في احدى قاعات النشيشيبة .ز وكان المعرض يتكون من خمسين لوحة ..وهي نفس السنة التي تخرجنا فيها .. وصادف بعد ذلك انه احد ابناء الاساتذه والذين تربوا في المدينة الجامعية قد تم قبوله في جامعة كسلا .. وقابلني في كسلا .. وعرفني بانه سكرتير رابطة ابناء مدني بجامعة كسلا ... وانه عندهم اسبوع ثقافي وطلب مني اللوحات لكي يقدموها في معرضهم .. واخذ نفس هذه اللوحات واقاموا معرضهم بجامعة كسلا .. ورغما عن اني ما زرت هذا المعرض لاني كنت انشغلت بالعمل .. ولكن بعد المعرض باسبوع جاني في المكتبة واحد يسال عني دون ان يعرفني ... انت درديري كباشي .. قلت له نعم . قال لي انا اسمي فلان سكرتير نادي الفلاح بالسواقي الجنوبية ( احد اندية كسلا الكبرى ) ةقد شاهدت لوحاتك بمعرض في الجامعة ممكن تسلفنا لها نحن عندنا اسبوع في النادي .. وفعلا اخذ اللوحات واقاموا اسبوعهم دون ان اشاهده ايضا .. ولكن هذا الاستاذ السكرتير الثقافي لنادي الفلاح اصبح واحد من اقرب اصدقائي حتى الان لم تفرقنا الا الغربة .. وهو اتضح انه نسخة ثانية من الشاعر حميد .. يمكن تقول عليه حميد كسلا .. وبسبب هذه العلاقة كل اصحابي من اطباء ومهندسين تعرفوا عليه ..كنا نروح نقضي معه الجمعة بالمشروع .. وكان هذا الرجل اولا يحفظ كل الاشعار القديمة وديوان محمود درويش وخلافهم وغير انه هو نفسه من اشعر الناس .. وكان هذا الرجل يخدمنا حافي القدمين يطبخ ويطعمنا ويطربنا بالشعر .. رغما عن انه اكتفى من التعليم دون الجامعي الا كان ونعترف ونقر هو اكثرنا ثقافة واطلاعا بل كلنا تلاميذ له في شتى المناحي ..

[أشرف صلاح السعيد]

الفن ياابوالدر ولا اقصد به الغناء لانو بيلم إلا من رحم ربى هو شهادة حسن سير وسلوك للمفطورين إبداعا..
لى كثير من الاصدقاء تنشأ صداقتى معهم لحلو سرائرهم ثم أكتشف لاحقا بأنهم فنانين..
الفنون فعلا جنون..لأن الجنون هو ضرب من الخيال لا نعرف عنه الكثير إلا إن أصبنا به ولأن المجانين رغم نفور البعض من منظرهم الخارجى "تصوفهم وعدم انشغالهم بالقشور" تجدهم وديعين عادة وصريحين جدا جدا مثلهم مثل المجاذيب..أناس لم تعد تغريهم سفاسف الامور بل كل الامور..ويكفيهم أن معظمهم قد ولجو عالم الجنون لرهافة أحاسيسهم وعدم مقدرتهم للتعايش مع العقلاء وصدماتهم المدمرة..
لا أدرى أحرام أن يدعو الشخص أن يصيبه الجنون ليدخل فى ملكوت لايقلق ويهجس فيه بالغد..
الجنون فنون والحكمة أيضا تخرج من أفواه المجانين..
بالنسبة لصديقكم الاكثركم ثقافة رغم لا تكميل تعليمه لا يبذنا مثله الا فى الوعى..فمثل هؤلاء عباقرة سخرو رصيد معرفاتهم بوعيهم فعاشو الجمال بلا تزييف ولا تكلف.. مع مثلهم تتكشف لنا كم هى هشة ثقافات حملة الشهادات والمثقفاتية الذين يتخبطون مابين النظرية والتطبيق ولو على مستوى التعاملات الشخصية..فالمثقف الحقيقى هو من سخر متاح امكانياته للتصالح مع نفسه بشفافية دون تكلف وافتعال واستعراض لما يحوى من جمال..
كم من المرات نجد حلاوة بمجالسة اللادارس الواعى وكم من المرات نصطلى بغباوات الدارس الأمى الوعى؟؟

[درديري كباشي]

اشرف مادام فتحت نقاش في عبارة الفنون جنون تعال نواصل نقاش فيها عسانا نوصله حده .
اولا لماذا شبه الفنانين بالمجانين .. اولا المجانين هم مجانين لانهم ياتون بتصرفات لا تتشبه مع تصرفات الذيت يدعون بانهم عقلاء( عندي موضوع اسمه جنون العقلاء تذكرته وساعرضه بعد شوية ) ولكن انا اعتقد ان تشبيه الفنانين بالمجانين لان الفنان ينظر الى الاشياء بغير النظره التي ينظرها الشخص غير فنان او ليس له موهبة ..مثلا صخره في الطريق سيمر عليها شخص عادي ربما لا يلتفت لها باعتبار انها حجر .. لكن الفنان تجده وقف امام هذه الصخره وبدا ينظر لبها من كل نواحي يتامل في درجات اللون والظل والنتوءات وانعاكسات الضوء .. وعندما ياتي الناس ويلاحظوا لنظراته يتهمونه بالجنون .. اذكر في احد كتب الدكتور مصطفى محمود قال اتصل به احد اصحابه الفنانين .ز وقال له تعال اوريك لوحة ربانية .. وقال عندما وصلت بيته لاحظت في الصالة برة يوجد جزع شجره جاف وحوله حجاره وعلق بينه وبين نفسه بان حارس العماره غير مهتم بالنظافة .. وقال دخلت عند الفنان .ز وبعد تناولنا القهوة سالني هل رايت اللوحة .. وانا اتلفت واقول اين ..في الصالة ماشفت التحفة وقلت لا .. وقال كيف تعال .. وقال بعد ما خرجنا تفاجات بان اللوحة التي يعنيها هي هذا العود الجاف والذي اعتبرته اوساخ .. وقال بدا يشرح لي النواحي الجمالية في هذا العود ..

[أشرف صلاح السعيد]

ذكرتنى بقصة الجزع اليابس دا ايامى الفى الجامعة..يااخى احنا السودانيين معظم سلوكيات الاخر يااما نصنفا جنون او حركات وحب ظهور..انا بحب جدا امشى الجاليريهات ..بمشى وبعيش كدا سعادة مابعدها سعادة..وكل مااقول لواحد من اصحابى يااخى تعال مثلا نمشى متحف ام كلثوم فيو معرض تشكيلى يقوم يعاين ليا كدا وعيونو هى التقول "الزول دا مالو ماكان كويس"..فى الاخر لقيتنى بعمل حاجات كدا سرية عشان مافى عين تانى تقول كلام صاحبا..كنتا بمشى مصر القديمة ودى عالم تانى صناعة الفخار والزجاج..شى خيالى وتحفة..
كثير من الاشياء البسيطة الناس بتدرجا فى خانة الجنون ولعل السبب الرئيسى ايجاد فرصة لهم للزوغة مما لاوقت لهم له او تقصيرهم فى رصد الابداعات حوليهم..لذا قررت ممارسة جنونى لابعد الدرجات وان لم اكن مبدعا بل داعيا لاحترام المجانين او مايراهم الناس مجانين..
مرة بمدنى عندى صاحبى اسمو جمال ملقب بجمال شيطا بيتم كان فى حى الموظفين..قال ليا يلا نمشى السوق..كنتا لابس بنطلون جينز وفنلة حمالات تشبه بتاعت ناس السلة..قلت ليو يلا..قال ليا شنو حتمشى كدا؟..الفكرة عجبتنى بزيادة وقلت ليو وكمان حفيان..ركبتا العربية ومعاى جمال صاحبى وعلى شارع الدكاترة..نزل ونزلتا وراو..قال ليا كمان حتنزل؟! قلت ليو شايفنى نازل ابنشر اللستك؟ ايا وقمت حفيان دخلتا محل تأجير الافلام وكان فيهو بنات اول ماشافونى بفنلة حمالات وحفيان اخدن جانب وفتشن لساتر كمان..عملتا نفسى ولا شايفن واتفرجت فى الافلام واخترتا فيلم..صاحب المحل صديقنا..قال ليا شنو خلاص اخر صامولا فكت؟تعرف فى المشوار داك جربتا حاجة كدا غريبة وجديدة..حسيت انى انتصرتا على نفسى قبل الاخرين..لا الحفى حراو ولا صرتى وركبتى بتشافو..طيب وين المشكلة؟
صدقنى مايراه بعض المدعين العقلاء بأنه جنون فيه كثير من المنطقية..الناس تتقبلك بشورت وفلنة وحفيان فى كورة والناس كلها بتتفرج ولا يقبلوك ببنطلون وفلنة وحفيان فى محل فيديو فيو خمسة اشخاص!!!!!
يااخى الجنون مافنون وبس كمان حرية وتجربة مفوتة على مدعيين العقل والمجانيين المحبوسين داخل اقفاص احادية التفكير والتفكير الجماعى المنسوخ..

[حاتم مرزوق]

كثيرا ما يكون الفنان متكاملا يجمع بين مواهب عديدة مثل ان يكون رساما- خطاطا- لاعب كرة -عازفا او روائيا - قابلت عدد من الأشخاص يجمعون مثل هذه الأبداعات ومنهم اخي الأصغر فقد بدأ منذ نوعومة اظافره في تقليدي وانا ارسم او اخط بعد عشرة سنوات تقدم هو في هذه المجالات كثيرا بينما تراجعت انا وتهت في ميادين اخري لا صلة لها بالفن.

استمر عبدالمنعم خطاطا ورساما متميزا وقد عرف في مدني بذلك وامتدت موهبته البي العزف علي عدة آلات ولكنه ترك العزف وتغير بعد ذلك فأصبح قارئا لا يشق له غبار (فدرش) كتب الفقه والسنة وتخصص في بدع المتصوفة لا سيما انه قد انخرط في فترة من فترات حياته معهم ولكنه رجع وقال ما ندمت علي شئ اكثر من الأيام التي ضيعتها مع الصوفية.

التجارب الأنسانية في الحياة هي التي تشكل الحياة وتجعل لها معني وقد فطر الأنسان علي التجربة في كثير من الأمور لأنها هي الكفيلة بأقناعه وتثبيته علي رؤيا يسير عليها.

الخلاصة:

في تقديري ان الفنون تهذب الأنسان و تزيد عنده في مساحة التفكر فيكون انسانا راقيا والذين يتجننون مع الفنون موهومون في تقديري.

لي عودة ان مد الله في الأجل.

[درديري كباشي]

سلام يا استاذنا حاتم
لطالما تمنيت ان يجمعنا حوار فكري في موضوع معين لما لمسته من مخزونك المغري في هذه المواضيع .. وها هي احد الفرص تتوفر ..ومستصحبا مداخلة الباشمهندس اشرف ...
لعل واحدة من انجح تجارب الملتي فنان هو الرائع الراحل مصطفى سيد احمد فهو قد جمع بين الرسم والتلحين والموسيقى والغناء.. والشخص الذي يكون مركب المواهب فهو تجده يجيدها كلها .. لان تحس ان العملية متكاملة .. فتجد مثلا بعض الرسامين وهو يرسم يكون مستصحبا الموسيقى بجهاز مسجل مما يدل على ان للموسيقى علاقة بالرسم .. فما بالك عندما يكون الرسام نفسه هو الفنان المطرب يترنم ويرسم .وانا اعتقد ان الشخص الفنان ايا كان نوع الفن فهو يمتع بحواس خمسة ومتطورة ومختلفة عن سائر الناس فهو لايسمع كما نسمع ولا يرى كما نرى وانما توجد ملكة تحليلية وتعمق في الاشياء ...
اما بالنسبة للمواهب والهوايات قد تتدخل الظروف الحياتيه وتتسبب في ضمر هذه المواهب ... وانا واحد من الناس جيت الغربة في عام 98 مستصحب معي هواياتي في الرسم والموسيقى والشطرنج .. وحرمت منهن جميعا بظروف هذه الضغوط .. لتظهر الكتابة كهواية مطمورة واتشبث بها بدءا من عام 2006 فقط .. كان عندي مفكرة اشخبط فيها منذ الحياة الطلابية واعتبرها سرية وخاصة جدا .. ولولا انه اختي الصغرى احضرتها في بعض الاجازات وشجعتني في الخروج من التقوقع ربما لما كتبت ولا في اي مكان اخر و لا سمع بي احد ..
اذا الحياة قست على كثير من الموهوبين وكسرت مجاديفهم .. والسبب الاكبر هي نظامنا الاجتماعي وافتقار دولنا للقدرة على توظيف الناس حسب مواهبهم وميولهم .. فنحن جميعنا موجهمون ومستسلمين للنصيب المتمثل في نتيجة الشهادة الثانوية وتوزيعات مكتب القبول والوظائف المتاحة.. تحت هذا النصيب ياما طمرت مواهب وهوايات

[حاتم مرزوق]

في هذا البلد ابو الدر يجهل الناس بعضهم البعض ، قد يبحث الأنسان عن مبدع وهو بجانبه لا يعلم عنه شي ، يجب علينا ان نعد اكتشاف بعضنا البعض كثرا ما يقول اهل المسرح (اجمل العروض تلك التي لم تقدم بعد) .

هذا السودان مليئ بالثقافة والأدب والمواهب ونكاد نتفوق علي المصريين اكثر شعوب العالم ابداعا وتجربة ولكننا لم نكتشف ما عندما من كنوز ولا نعرف ان نسوق منتجاتنا ، فعلا ان لم نستطيع ان نسوق امكانيات ارضنا فكيف نستطيع تسويق اشياء يعتبرها جلنا انها ثانوية؟

أذن الآذان سأعود بأذن الله تعالي

[أشرف صلاح السعيد]

ابوالدر وود مرزوق تحياتى..

(والذين يتجننون مع الفنون موهومون في تقديري).اتفق معك اخى حاتم بأن الوهم والوهمة صفة كثير من البشر الباحثين على كاشف ضو يسلط عليهم ايما كان السبب..وهؤلاء اساسا لاينطبق عليهم جن الفنون لأنهم ليس بفنانين وليس بمجانين وانما مدعين جنون وماقادرين "يعنى حتى فاشلين يجنو"..نحن نعنى بالجن الجميل مجازا..ذلك الجن الذى يطلقه الاخر على شخص ما استوقفته نملة تحمل اضعاف وزنها حملا..مشهد عادى لايستوقف الكثير من العقلاء ..لكنه قد يستوقف شخص ما ويخرج من هذا المشهد تأملات يتعبد بها دير من الكهنة والمتصوفين..هذا المجنون بشهادة من حوله لم يتعمد استوقاف المشهد له..ولكن "سنسره او كما يقول الدرديرى مترجمه الخاص فرض عليه لاشعوريا تأملات وتأملات خالها من حوله جنون"..
الجنون الناتج عن الفنون هو جنون فى كثير من حالاته جنون حميد..فالمجذوب شخص يصنفه الاخر بالمجنون او الرويش وكلاهما تسمية تفقده الاهلية..هذا المجذوب كثيرا بل غالبا مايتعامل مع مانراه من مشاهدات بحاسة ربما تكون الحاسة السابعة..هذه الحاسة تجعله يرى الاشياء من مناظير مختلفة جدا عن المجتمع لذا تجد المجتمع يحنو عليه وقد تعجبه فلسفة المجذوب ولكن يخشى يصنفه مع الطبعيين فيغدو المجتمع وعناصره فى قائمة اللاطبيعيين..كذلك الفنان المترصد لكل ماحوله من مشاهدات بعدسة غير عدسات من حوله نجده مجذوب بحاسة سابعة أيضا تجعل من حوله يخشون الاقرار بها ..
يااخى انتا ماسمعت الفرجونى قال شنو؟ "إن شاء الله أجن وأزيد فى الجن ..وإنتو سبب جنونى ياالحلوين..قالو قالو على شقى ومجنون"..اها المحبوبة مفخرة جن العاشق ولكن المبدع حتى انه لايدرى بأنه مجنون ولكن لسان حاله يقول "وازيد فى الجن ويكون سبب جنونى حلوينى الذين يراهم وكثيرا منا لا يراهم"..

[درديري كباشي]

بس انا يا اشرف وود مرزوق ما موافق خالص برط الجنون بالفنون .. وانا لازلت اعتقد واجزم ان الفنون هي قمة العقلانية .. هي قمة العبقرية والتوهج للعقل البشري ولا يمكن تصدر من عقل مجنون .. انما عبارة الفنون حنون هي كلمة اعتادها الناس حتى يبرروا عجزهم بالاتيان بمثل ما اتى به الفنان .. والشخص العادي لانه لا يستطيع ان يؤلف مسلسل بروعة مثلا ركشة اشرف يمكن ان يوصف هذا العمل بالجنون ..حتى يريح ضميره هو اولا وحتى يتجنب النقد الذاتي لنفسه بانه عاجز عن ياتي بمثله .. لذلك يقول عليك انت مجنون .. وكلمة مجنون اطلقت حتى على الرسول صلى الله عليه وسلم . عندما عجز الكفار عن الاتيان باية واحدة تجاري سور القران .
وسنعود

[أشرف صلاح السعيد]

ابو الدر سلام..
اتفق معك بان المبدع والفنان ليس بمجنون..ولكنى حتى وان وصفه الاخرين بالجنون حبيت ااكد انو جنو دا حميد "حسب اطلاق الاخر له بالجن"..مؤكد بان الفنون ليست جنون ولكنى اجزت التسمية للآخر حتى أثبت أن مايسميه جنون وإن وجد فهو جنون حميد لا يقدر عليه العاقل الغير فنان ومن لايتعاطى الفنون او حتى يتذوقها..
واتفق معك بأن غالبية العظماء اطلق عليهم صفة الجنون او السحر كمبرر للأخر على أنه لا فاشل وبأنه برغم سوئه طبيعى..