عوض صقير
07-09-2009, 03:10 AM
فمنذ أذاعة أسمها الأولى في امتحانات الشهادة السودانية سنة 1983م وتخرجها في جامعة الجزيرة سنة 1989م .. ظلت خالدة عباس رمزي في حجب عن الأعلام !!!
أستقرت أسرتها بحي الدباغة بامدرمان بعد سنين عدداً قضتها في مدينة ودمدني بحكم عمل الوالد كطبيب للأطفال.
تنتمي خالدة عباس لاسرة جذورها من مصر جاءوا للعمل كموظفين في الدواوين الحكومية قبل قيام الثورة المهدية.. والدها د. عباس رمزي على بكار.. من أسرة بكار الشهيرة بامدرمان.. ووالدتها صفية علي لطفي شقيقة مولانا جلال علي لطفي قاضي المحكمة الدستورية.. وعباس وصفية أبناء عمومة.. وأحترفت أسرتهما تجارة الجلود.. ويقطنون حي الدباغة الشهير بأمدرمان..!!
جاءت خالدة في أسرة تحترف العلم والتجارة.. وسارت على درب والدها.. حيث أحرزت المرتبة الاولى في امتحان الشهادة السودانية لسنة 1983م بنسبة «90.5%» كأول طالبة تحرز تلك النسبة وقد علق المذيع قائلاً بأن هذه النسبة لم تحرز قبل «50» عاماً.
تقول خالدة عباس بعد أن اكملت المرحلة الابتدائية ألحقني والدي بمدرسة ابراهيم الخواض المتوسطة ولم تكن مدرسة ذائعة الصيت ولم تعرف بانها من المدارس المميزة في ودمدني.. وعارض فكرة والدي كثير من أهلى وبذل معي المدرسون جهداً خارقاً.. وأحرزت المرتبة الأولى على مستوى الاقليم الاوسط ، وأذكر أن مدير المدرسة كان ينتظرني عقب الامتحان مستفسراً عن أدائي في الامتحان والحمد لله لم أخذله..!!
تحكي خالدة: (في المرحلة الابتدائية أحتوتني معلمة بعطف وحنان لا مثيل له كانت (تقعدني على كرعيها وتطعمني) وتسترجع خالدة ذكرياتها سنة 1983م في أول يوم لامتحان الشهادة السودانية كانت مدرسة ودمدني مركز للإمتحانات حيث تستضيف عدداً من المدارس واثناء دخولي للمدرسة في أول يوم وجدت أمراة تقف أمام باب المدرسة وأثناء مروري أشارت نحوي «يا هاوي».. لحظتها أصابتني الرهبة وأرتبكت..!! سألتني المدرسة عرفتي دي؟!! قلت : لا!! قالت المدرسة دي استاذة آمال وقالت: ما توروني خالدة أنا بتى بعرفها..» وأرتميت في حضنها وبكيت بشدة.. ولحظتها شعرت أنني طفلة صغيرة وتذكرت ايامي في الابتدائية .. واليوم داك دخلت الامتحان بمعنويات كبيرة..!!!
تحكي خالدة لحظة أعلان الشهادة السودانية في التلفزيون.. كنا نجلس في الصالون ننتظر النتيجة.. ولم أتوقع اكون ضمن العشرة الأوائل لأن الامتحان يومذاك كان صادماً لكل الطلاب.. ونحن ننتظر النتيجة.. جاء ضيوف لوالدي.. لم أسمع إسمي لحظة اعلان النتيجة.. وبعدها شاع الخبر أن خالدة عباس الأولى في امتحان الشهادة السودانية وتلك الليلة لم أذق طعم النوم وهذا الاحساس لا يحسه الا من جاء الاول..!!
تقدمت خالدة بطلب للالتحاق بكلية الزراعة جامعة الجزيرة وقامت لجنة القبول بشطب اسمها من كشف كلية الزراعة وجاء اذاعة اسمها ضمن طلاب كلية الطب بجامعة الجزيرة وأستانفت خالدة لدى اللجنة وتم قبولها بكلية الزراعة وتخصصت في وقاية النبايات..
وتقول خالدة (من الاسباب التي دعتني لدراسة الزراعة نشأتي في بيت تحفه الاشجار من كل جانب.. وبه أنواع نادرة من الاشجار.. ولاحظت أن بعض الاشجار تموت ولا تجد من يعالجها..!! فحاجة الاشجار للعلاج كحاجة الانسان تماماً !!.
تخرجت خالدة عباس باكبر معدل سنة 1989م في كلية الزراعة وربما في جامعة باكملها.. والطالب الذي يحرز هذا المعدل يعتبر خارقاً وحاد الذكاء.. وهذا المعدل لم يتكرر الا لطالب او اثنين.
لم تواصل خالدة دراستها العليا.. ورشحت للعمل كمعيدة في الجامعة.. ولكنها أثرت أن تختار الاسرة تربى أطفالها.. وقالت (اذا كان الطموح والنجاح ثمنه اهمال الاسرة.. فانا اخترت أن أكون أما صالحة وزوجة صالحة .. نجاح أولادي أو فشلهم يحسب على، فالنموذج الذي أمامي هو أمي.. كرست حياتها لأسرتها وأولادها وراحة زوجها..ونجحت..!!
يقول والدها د. عباس رمزي.. من شروطي عند زواج بناتي ان تجيد (عواسة الكسرة.. ونظافة الكمونية) فالزوجة التي تصبر على نظافة «زفارة» الكمونية تصبر على متاعب ومشاق الحياة..
تمنت خالدة أن تكون مدرسة او معيدة في الجامعة وتحكي (كنت عندما اعود من المدرسة أجلس وأحاكي المدرسات.. وكنت استخدم شباك المنزل كسبورة.. والعقاب البدني عندي ارتبط بالمدرسين.. وكنت بعد كل كلمة اقولها برجع أضرب الشجرة حتى تحولت لعيدان ناشفة!!!
وعملت خالدة مساعدة تدريس للغة الانجليزية بمعهد السودان للغات بعد أن احرزت المركز الاول علي جميع الطلاب بالمعهد.
يرى كثير من الناس أن زوجي هو السبب في «قعادي» في البيت.. وهذا لم يحدث أبداً.. زوجي رجل متفهم.. وهو الذي قدم لي للعمل في معهد السودان للغات لدراسة اللغة الانجليزية مشكلة زوجي شايل وش القباحة!!!
خالدة عباس تستقر الآن في حي الدباغة في رعاية الاسرة الصغيرة والتي تكونت من «أية» طالبة آثار جامعة الخرطوم وسمير في مدرسة اسماء عبد الرحيم النموذجية.. ولديها توأم في مرحلة الاساس .. وهما تامر وعمار.. ويعمل زوجها د. علي عبد الرازق مديراً لادارة تغذية الحيوان بوزارة الثروة الحيوانية.
( نقلاً عن الرأى العام )
نتذكر جيداً هذا الحدث الفريد لهذه الطالبة النجيبة ... كيف لا وهى إبنة الدكتور الأنسان عباس رمزى الذى حفر أسمه بمدينة ودمدنى بحروف من نور .....
أستقرت أسرتها بحي الدباغة بامدرمان بعد سنين عدداً قضتها في مدينة ودمدني بحكم عمل الوالد كطبيب للأطفال.
تنتمي خالدة عباس لاسرة جذورها من مصر جاءوا للعمل كموظفين في الدواوين الحكومية قبل قيام الثورة المهدية.. والدها د. عباس رمزي على بكار.. من أسرة بكار الشهيرة بامدرمان.. ووالدتها صفية علي لطفي شقيقة مولانا جلال علي لطفي قاضي المحكمة الدستورية.. وعباس وصفية أبناء عمومة.. وأحترفت أسرتهما تجارة الجلود.. ويقطنون حي الدباغة الشهير بأمدرمان..!!
جاءت خالدة في أسرة تحترف العلم والتجارة.. وسارت على درب والدها.. حيث أحرزت المرتبة الاولى في امتحان الشهادة السودانية لسنة 1983م بنسبة «90.5%» كأول طالبة تحرز تلك النسبة وقد علق المذيع قائلاً بأن هذه النسبة لم تحرز قبل «50» عاماً.
تقول خالدة عباس بعد أن اكملت المرحلة الابتدائية ألحقني والدي بمدرسة ابراهيم الخواض المتوسطة ولم تكن مدرسة ذائعة الصيت ولم تعرف بانها من المدارس المميزة في ودمدني.. وعارض فكرة والدي كثير من أهلى وبذل معي المدرسون جهداً خارقاً.. وأحرزت المرتبة الأولى على مستوى الاقليم الاوسط ، وأذكر أن مدير المدرسة كان ينتظرني عقب الامتحان مستفسراً عن أدائي في الامتحان والحمد لله لم أخذله..!!
تحكي خالدة: (في المرحلة الابتدائية أحتوتني معلمة بعطف وحنان لا مثيل له كانت (تقعدني على كرعيها وتطعمني) وتسترجع خالدة ذكرياتها سنة 1983م في أول يوم لامتحان الشهادة السودانية كانت مدرسة ودمدني مركز للإمتحانات حيث تستضيف عدداً من المدارس واثناء دخولي للمدرسة في أول يوم وجدت أمراة تقف أمام باب المدرسة وأثناء مروري أشارت نحوي «يا هاوي».. لحظتها أصابتني الرهبة وأرتبكت..!! سألتني المدرسة عرفتي دي؟!! قلت : لا!! قالت المدرسة دي استاذة آمال وقالت: ما توروني خالدة أنا بتى بعرفها..» وأرتميت في حضنها وبكيت بشدة.. ولحظتها شعرت أنني طفلة صغيرة وتذكرت ايامي في الابتدائية .. واليوم داك دخلت الامتحان بمعنويات كبيرة..!!!
تحكي خالدة لحظة أعلان الشهادة السودانية في التلفزيون.. كنا نجلس في الصالون ننتظر النتيجة.. ولم أتوقع اكون ضمن العشرة الأوائل لأن الامتحان يومذاك كان صادماً لكل الطلاب.. ونحن ننتظر النتيجة.. جاء ضيوف لوالدي.. لم أسمع إسمي لحظة اعلان النتيجة.. وبعدها شاع الخبر أن خالدة عباس الأولى في امتحان الشهادة السودانية وتلك الليلة لم أذق طعم النوم وهذا الاحساس لا يحسه الا من جاء الاول..!!
تقدمت خالدة بطلب للالتحاق بكلية الزراعة جامعة الجزيرة وقامت لجنة القبول بشطب اسمها من كشف كلية الزراعة وجاء اذاعة اسمها ضمن طلاب كلية الطب بجامعة الجزيرة وأستانفت خالدة لدى اللجنة وتم قبولها بكلية الزراعة وتخصصت في وقاية النبايات..
وتقول خالدة (من الاسباب التي دعتني لدراسة الزراعة نشأتي في بيت تحفه الاشجار من كل جانب.. وبه أنواع نادرة من الاشجار.. ولاحظت أن بعض الاشجار تموت ولا تجد من يعالجها..!! فحاجة الاشجار للعلاج كحاجة الانسان تماماً !!.
تخرجت خالدة عباس باكبر معدل سنة 1989م في كلية الزراعة وربما في جامعة باكملها.. والطالب الذي يحرز هذا المعدل يعتبر خارقاً وحاد الذكاء.. وهذا المعدل لم يتكرر الا لطالب او اثنين.
لم تواصل خالدة دراستها العليا.. ورشحت للعمل كمعيدة في الجامعة.. ولكنها أثرت أن تختار الاسرة تربى أطفالها.. وقالت (اذا كان الطموح والنجاح ثمنه اهمال الاسرة.. فانا اخترت أن أكون أما صالحة وزوجة صالحة .. نجاح أولادي أو فشلهم يحسب على، فالنموذج الذي أمامي هو أمي.. كرست حياتها لأسرتها وأولادها وراحة زوجها..ونجحت..!!
يقول والدها د. عباس رمزي.. من شروطي عند زواج بناتي ان تجيد (عواسة الكسرة.. ونظافة الكمونية) فالزوجة التي تصبر على نظافة «زفارة» الكمونية تصبر على متاعب ومشاق الحياة..
تمنت خالدة أن تكون مدرسة او معيدة في الجامعة وتحكي (كنت عندما اعود من المدرسة أجلس وأحاكي المدرسات.. وكنت استخدم شباك المنزل كسبورة.. والعقاب البدني عندي ارتبط بالمدرسين.. وكنت بعد كل كلمة اقولها برجع أضرب الشجرة حتى تحولت لعيدان ناشفة!!!
وعملت خالدة مساعدة تدريس للغة الانجليزية بمعهد السودان للغات بعد أن احرزت المركز الاول علي جميع الطلاب بالمعهد.
يرى كثير من الناس أن زوجي هو السبب في «قعادي» في البيت.. وهذا لم يحدث أبداً.. زوجي رجل متفهم.. وهو الذي قدم لي للعمل في معهد السودان للغات لدراسة اللغة الانجليزية مشكلة زوجي شايل وش القباحة!!!
خالدة عباس تستقر الآن في حي الدباغة في رعاية الاسرة الصغيرة والتي تكونت من «أية» طالبة آثار جامعة الخرطوم وسمير في مدرسة اسماء عبد الرحيم النموذجية.. ولديها توأم في مرحلة الاساس .. وهما تامر وعمار.. ويعمل زوجها د. علي عبد الرازق مديراً لادارة تغذية الحيوان بوزارة الثروة الحيوانية.
( نقلاً عن الرأى العام )
نتذكر جيداً هذا الحدث الفريد لهذه الطالبة النجيبة ... كيف لا وهى إبنة الدكتور الأنسان عباس رمزى الذى حفر أسمه بمدينة ودمدنى بحروف من نور .....