monim
13-09-2009, 09:12 AM
تعالوا نجعل من ( خرطومنا ) مدينة فاضلة
monim_hasan@hotmail.com
ننحن في السودان عامة وفي الخرطوم على وجه الخصوص نمتلك الكثير من المؤهلات والمزايا الفريدة التي لو استغلت واستخدمت الاستخدام الأمثل لجعلتنا بكل سهولة ويسر "أمة فاضلة" بامتياز. ولتربعنا بلا منافس على عرش الفضيلة في العالم ولحققنا حلم الفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) بقيام المدينة الفاضلة ولحولناه من حلم خيالي رومانسي إلى شيء واقع وملموس هنا في الخرطوم، فالطيبة والمثالية ومكارم الأخلاق فينا ، و لدينا النيل والنخيل ، والعلم والحضارة والأرض البكر والجسارة ، والطبل والنقارة ، والرجال و( الضكارة ) تقولي شنو وتقول لي منو ) " أنحنَا السَّاسْ ونَحنا الرَّاسْ ونحن الدّنيا جبناهَا وبَنيناها.. بِيوت في بِيوت " ونحنا بيوتنا مفتوحاتْ مَسَاىْ وصباح ونحن وشُوشنا مطروحاتْ مَسَاي وصباحْ ونحن السَمحه والقَمحه ونحن الطله واللمحة ، ونحن عُزَازْ ونحنا حَرَازْ ونحن هَشَابْ ونحن قُمُوحْ ونحن تُمُورْ ونحن عُيُوشْ ونحن النيلْ " ونحن كُتَارْ ونحن كُبَارْ، ونحن السورْ ونحن الحُورْ ، ونحن بناتنا محروساتْ ونحن وِلادنا ضُلالاتْ ، أعتقد أن أمة بهذه المواصفات وهذه المثاليات وهذه الإمكانات، كما وصفها الشاعر المبدع سيد أحمد الحردلو، يجب أن تقود قطار العالم ولا يجب أن تكون في مؤخرته ، ولا يجب أن تكون متأخرة عن ركب الأمم المتحضرة الراقية الفاضلة، ولا يجب أن تكون الخرطوم اقل من مثيلاتها من العواصم الفضليات في العالم .
وتقوم فلسفة المدينة الفاضلة على أن الإنسان لو عرف الخير لما فعل الشر . ولكن الإنسان خلق ظلوما جهولا ،وخلق ومعه ( شيطانه ) أو ( قرينه ) يتبعه كظله يوسوس له ويزين له المنكر فبدلا أم يكون ( ضلالة )على أخته وزميلته وجارته ، تجده يفكر في ( معاكستها) ومضايقتها ،ويسول له أن لا يكون كريما ولا جميلا ولا مسالما ولا وجهه ( مطروح ) ولا بيته مفتوح ، ولا يحس يما هو فيه من عز بما منحه الله له من خيرات وثروات ، فيعيش بائساً غارقاً في ظلامات نفسه الضالة . وهذه الفئة المتنامية في المجتمع هي من أبعدته عن جادة الطريق وأوردته موارد الفتن والخلافات والحروب والذنوب والفشل .
ولكن بالمقابل هناك فئة كبيرة والحمد لله من أناس أخيار وأبرار لا يتبعون خطوات الشيطان الذي هو عدو مبين وهم يمثلون جانب الخير والحب والجمال والفضيلة، والمثالية في قيمهم وأخلاقهم وتصرفاتهم ، فيحدون من طغيان الشر ويكسرون شوكته ويقللون من أثره مما حفظ توازن المجتمع من الانفلات ، وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) .
بعد هذه المقدمة عن ذخيرة الأمة بهذا الإرث العظيم من القيم والأخلاق ومتلازمة صراع الخير والشر فيها ، يبرز السؤال الذي هو محور موضوعنا وهو : هل نحن قادرون على إيجاد آليات وبرامج جادة تؤدي إلى إفشاء قيم الخير والحب والسلام والفضيلة في المجتمع ، وتبعده عن شبح الأنانية والفردية والجهوية و( الحرامية ) والنفاق والشقاق وسؤ الأخلاق ؟، وهل نحن مؤمنون بأن صلاح هذا البلد وهذه الأمة يبدأ من إصلاح الإنسان أولاً وإحياء قيمه الكامنة وإعادته إلى سابق سيرته الناصعة ، وهل نحن مؤمنين بأن الإنسان السوداني مهيأ فطريا لعمل الخير ولو (مسك) دروبه سينطلق فيها بقوة رهيبة ولكنه محتاج إلى ( هدّاي ) فهلا تنادت نُخب هذه الأمة من المخلصين وقادة الفكر والرأي لهذه المهمة الوطنية الكبيرة ، هل من حملة قومية واسعة النطاق شعارها إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، وشعار آخر بعنوان تعالوا نجعل من خرطومنا مدينة فاضلة.
وأن تأخذ هذه الحملة حيزا كبيرا في أجهزة الإعلام المختلفة وتوجه للجميع من خلال مؤتمر ضخم تقدم من خلاله الرؤى والمقترحات والبحوث والأفكار التي تدعو لبعث قيم المجتمع ومحاربة الممارسات الدخيلة والضارة ، وتنظم المحاضرات والندوات لكافة شرائح المجتمع ومن خلال المدارس والجامعات وحتى الأسواق ، وتخاطب ربات البيوت من خلال الإذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل التي تصلهن في أماكنهن ، وتضاف مواد جديدة لمناهج الدراسة تعلي من قيم الوطنية والإخلاص والتفاني والأمانة والحرص على موارد الوطن ومكتسباته المادية والمعنوية والحضارية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بأضعف الإيمان .و تنتظم العاصمة حملة ضخمة للنظافة العامة لتغيير وجه العاصمة يفتتحها السيد رئيس الجمهورية لإعطائها نوعا من الزخم والأهمية، وحملة أخرى لتشجير العاصمة ، وحملة إعلامية لرفع مستوى الذوق العام بالمجتمع وإعلاء قيم التسامح والتصالح والاحترام المتبادل بين كافة مكونات المجتمع . والدعوة لنبذ الخلاف والشقاق والعنف والتخلف .
بجانب هذه الحملة يمكن سن قوانين ومراسيم ونظم قوية لدعمها ، تطبق بحرفية كاملة وتصاحب هذه الحملة حتى يتم إعادة صياغة المجتمع على تطبيق النظام واحترام القانون وسيادته على الكل، فمثلا مطلوب قانون صارم يمنع المحسوبية والواسطة بكافة إشكالها ويعتبرها جريمة، وقانون يمنع الرشوة ويضعها في مصاف الجرائم الكبرى التي لا يرحم مرتكبها ، وقانون ثالث ورابع وعاشر لكل تفاصيل شئون وتعاملات وعلاقات المجتمع ، ولكي تصبح الخرطوم مدينة فاضلة فعلا لا بد أن تكون الحياة systematical في كافة مناحيها وهذه أول خطوات الرقي والتقدم والنجاح، حيث يتم إلغاء جميع النظم الكلاسيكية العقيمة من طوابير ولجان وروتين ، ويتم تطوير نظم الحياة وتسهيلها باستخدام التقنية الحديثة لتوفير الجهد والوقت والمال ، إضافة لإعلاء قيمة هيبة القانون واحترامه وصرامته وحضوره وشموليته لكل صغيرة وكبيرة .
فهل تنادينا وسعينا بجدية لتحقيق هذا الحلم لنُخرج هذه الأمة من هذه الحالة البائسة التي تتقوقع فيها ، وهل من أمل لانتشالها من وضعها الراهن ورفعها من حالة الدرك السحيق التي وقعت فيه إلى مصاف الأمة الفاضلة . اكرر أننا مؤهلون لذلك وقادون على تحقيقه لو حكّمنا ضميرنا وعقلنا وخرجنا من حالة اللامبالاة والتكبر الزائف الذي يعمينا عن رؤية حقيقتنا الراهنة . وبدأنا بالعمل الجاد والمدروس والقابل للتحقيق والتطبيق في مدة وجيزة وليس عبر عشرات السنين لكي لا يموت كما ماتت الكثير من الخطط والاستراتيجيات والأحلام والآمال .
عبد المنعم الحسن محمد
monim_hasan@hotmail.com
ننحن في السودان عامة وفي الخرطوم على وجه الخصوص نمتلك الكثير من المؤهلات والمزايا الفريدة التي لو استغلت واستخدمت الاستخدام الأمثل لجعلتنا بكل سهولة ويسر "أمة فاضلة" بامتياز. ولتربعنا بلا منافس على عرش الفضيلة في العالم ولحققنا حلم الفيلسوف اليوناني ( أفلاطون ) بقيام المدينة الفاضلة ولحولناه من حلم خيالي رومانسي إلى شيء واقع وملموس هنا في الخرطوم، فالطيبة والمثالية ومكارم الأخلاق فينا ، و لدينا النيل والنخيل ، والعلم والحضارة والأرض البكر والجسارة ، والطبل والنقارة ، والرجال و( الضكارة ) تقولي شنو وتقول لي منو ) " أنحنَا السَّاسْ ونَحنا الرَّاسْ ونحن الدّنيا جبناهَا وبَنيناها.. بِيوت في بِيوت " ونحنا بيوتنا مفتوحاتْ مَسَاىْ وصباح ونحن وشُوشنا مطروحاتْ مَسَاي وصباحْ ونحن السَمحه والقَمحه ونحن الطله واللمحة ، ونحن عُزَازْ ونحنا حَرَازْ ونحن هَشَابْ ونحن قُمُوحْ ونحن تُمُورْ ونحن عُيُوشْ ونحن النيلْ " ونحن كُتَارْ ونحن كُبَارْ، ونحن السورْ ونحن الحُورْ ، ونحن بناتنا محروساتْ ونحن وِلادنا ضُلالاتْ ، أعتقد أن أمة بهذه المواصفات وهذه المثاليات وهذه الإمكانات، كما وصفها الشاعر المبدع سيد أحمد الحردلو، يجب أن تقود قطار العالم ولا يجب أن تكون في مؤخرته ، ولا يجب أن تكون متأخرة عن ركب الأمم المتحضرة الراقية الفاضلة، ولا يجب أن تكون الخرطوم اقل من مثيلاتها من العواصم الفضليات في العالم .
وتقوم فلسفة المدينة الفاضلة على أن الإنسان لو عرف الخير لما فعل الشر . ولكن الإنسان خلق ظلوما جهولا ،وخلق ومعه ( شيطانه ) أو ( قرينه ) يتبعه كظله يوسوس له ويزين له المنكر فبدلا أم يكون ( ضلالة )على أخته وزميلته وجارته ، تجده يفكر في ( معاكستها) ومضايقتها ،ويسول له أن لا يكون كريما ولا جميلا ولا مسالما ولا وجهه ( مطروح ) ولا بيته مفتوح ، ولا يحس يما هو فيه من عز بما منحه الله له من خيرات وثروات ، فيعيش بائساً غارقاً في ظلامات نفسه الضالة . وهذه الفئة المتنامية في المجتمع هي من أبعدته عن جادة الطريق وأوردته موارد الفتن والخلافات والحروب والذنوب والفشل .
ولكن بالمقابل هناك فئة كبيرة والحمد لله من أناس أخيار وأبرار لا يتبعون خطوات الشيطان الذي هو عدو مبين وهم يمثلون جانب الخير والحب والجمال والفضيلة، والمثالية في قيمهم وأخلاقهم وتصرفاتهم ، فيحدون من طغيان الشر ويكسرون شوكته ويقللون من أثره مما حفظ توازن المجتمع من الانفلات ، وكما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم ( الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) .
بعد هذه المقدمة عن ذخيرة الأمة بهذا الإرث العظيم من القيم والأخلاق ومتلازمة صراع الخير والشر فيها ، يبرز السؤال الذي هو محور موضوعنا وهو : هل نحن قادرون على إيجاد آليات وبرامج جادة تؤدي إلى إفشاء قيم الخير والحب والسلام والفضيلة في المجتمع ، وتبعده عن شبح الأنانية والفردية والجهوية و( الحرامية ) والنفاق والشقاق وسؤ الأخلاق ؟، وهل نحن مؤمنون بأن صلاح هذا البلد وهذه الأمة يبدأ من إصلاح الإنسان أولاً وإحياء قيمه الكامنة وإعادته إلى سابق سيرته الناصعة ، وهل نحن مؤمنين بأن الإنسان السوداني مهيأ فطريا لعمل الخير ولو (مسك) دروبه سينطلق فيها بقوة رهيبة ولكنه محتاج إلى ( هدّاي ) فهلا تنادت نُخب هذه الأمة من المخلصين وقادة الفكر والرأي لهذه المهمة الوطنية الكبيرة ، هل من حملة قومية واسعة النطاق شعارها إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ... فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا ، وشعار آخر بعنوان تعالوا نجعل من خرطومنا مدينة فاضلة.
وأن تأخذ هذه الحملة حيزا كبيرا في أجهزة الإعلام المختلفة وتوجه للجميع من خلال مؤتمر ضخم تقدم من خلاله الرؤى والمقترحات والبحوث والأفكار التي تدعو لبعث قيم المجتمع ومحاربة الممارسات الدخيلة والضارة ، وتنظم المحاضرات والندوات لكافة شرائح المجتمع ومن خلال المدارس والجامعات وحتى الأسواق ، وتخاطب ربات البيوت من خلال الإذاعة والتلفزيون وغيرها من الوسائل التي تصلهن في أماكنهن ، وتضاف مواد جديدة لمناهج الدراسة تعلي من قيم الوطنية والإخلاص والتفاني والأمانة والحرص على موارد الوطن ومكتسباته المادية والمعنوية والحضارية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولو بأضعف الإيمان .و تنتظم العاصمة حملة ضخمة للنظافة العامة لتغيير وجه العاصمة يفتتحها السيد رئيس الجمهورية لإعطائها نوعا من الزخم والأهمية، وحملة أخرى لتشجير العاصمة ، وحملة إعلامية لرفع مستوى الذوق العام بالمجتمع وإعلاء قيم التسامح والتصالح والاحترام المتبادل بين كافة مكونات المجتمع . والدعوة لنبذ الخلاف والشقاق والعنف والتخلف .
بجانب هذه الحملة يمكن سن قوانين ومراسيم ونظم قوية لدعمها ، تطبق بحرفية كاملة وتصاحب هذه الحملة حتى يتم إعادة صياغة المجتمع على تطبيق النظام واحترام القانون وسيادته على الكل، فمثلا مطلوب قانون صارم يمنع المحسوبية والواسطة بكافة إشكالها ويعتبرها جريمة، وقانون يمنع الرشوة ويضعها في مصاف الجرائم الكبرى التي لا يرحم مرتكبها ، وقانون ثالث ورابع وعاشر لكل تفاصيل شئون وتعاملات وعلاقات المجتمع ، ولكي تصبح الخرطوم مدينة فاضلة فعلا لا بد أن تكون الحياة systematical في كافة مناحيها وهذه أول خطوات الرقي والتقدم والنجاح، حيث يتم إلغاء جميع النظم الكلاسيكية العقيمة من طوابير ولجان وروتين ، ويتم تطوير نظم الحياة وتسهيلها باستخدام التقنية الحديثة لتوفير الجهد والوقت والمال ، إضافة لإعلاء قيمة هيبة القانون واحترامه وصرامته وحضوره وشموليته لكل صغيرة وكبيرة .
فهل تنادينا وسعينا بجدية لتحقيق هذا الحلم لنُخرج هذه الأمة من هذه الحالة البائسة التي تتقوقع فيها ، وهل من أمل لانتشالها من وضعها الراهن ورفعها من حالة الدرك السحيق التي وقعت فيه إلى مصاف الأمة الفاضلة . اكرر أننا مؤهلون لذلك وقادون على تحقيقه لو حكّمنا ضميرنا وعقلنا وخرجنا من حالة اللامبالاة والتكبر الزائف الذي يعمينا عن رؤية حقيقتنا الراهنة . وبدأنا بالعمل الجاد والمدروس والقابل للتحقيق والتطبيق في مدة وجيزة وليس عبر عشرات السنين لكي لا يموت كما ماتت الكثير من الخطط والاستراتيجيات والأحلام والآمال .
عبد المنعم الحسن محمد