المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السادرون نحو الهاويه



ترهاقا
14-09-2009, 06:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
قصه

جلس متربعا امام جده الذى بدا يقرا له سورة الفاتحه ؛ ان ما يشده ويعجبه ليس القراءة ولكن لحية جده الكثيفة الطويله والتى تتحرك بتحرك فكه الاسفل ؛ انه يحب ان يتاملها وكانها هى التى تقرا لا جده ؛ فجاة انتهره جده واخرجه من تاملاته الناظره سائلا اياها ( هل حفظتها ) ان ابن الرابعه سريع الحفظ وقد حفظها منذ امد بعيد ولكنه لا يريد ان يبين ذلك لجده حتى لا يامره بحفظ سورة ربما هى اطول او اصعب من سورة الفاتحه ؛اجاب بالايجاب ؛ طلب جده ان يسمعها ؛ وبصوت طفولى قرائها ؛ بسم الله الرحمن الرحيم ؛ الحمدلله رب العالمين ؛ الرحمن الرحيم ؛ مالك ي.. قطع تلاوته فجاءة فقد كان جده يبكى ودموعه تتقاطر لتخضب لحيته الطويلة البيضاء ؛ امره ان يعيدها من جديد ؛ ؛ وبذاك الصوت الشجى والبحة الطفوليه بدا يقرائها من جديد فانخرط جده فى بكاء جعله هو نفسه يبكى ببكاء جده ودون ان يعرف سبب البكاء ؛ قام الجد وضمه الى صدره قائلا ( ليباركك الله يا صغيرى ) واخرج من جيبه عملات نقديه نفحها له ليشترى بها حلوى مكافاءة له لحفظه سورة الفاتحه ؛ مسح دمعه واخذ الفلوس وانطلق تسبقه سعادته وتشيعه نظرات جده الممزوجه بابتسامة تخالطها دموع ورع وتقوى .
تلك ايام مضت كانت مملؤة حنانا وتقوى وايمان ؛انه لا يزال يذكر مسبحة جده المعطره ابدا ؛ بل انه يتذكر ذلك اليوم الذى راح فيه يقلد جده فى الصلاة ؛ بعد ان ذهب واغتسل كيفما اتفق ؛ لم يكن جده فى الغرفه حينها ؛ فبدا يصلى مثلما كان يرى جده يصلى ؛ ولم يقرا فى صلاته سوى الفاتحه لانه لا يحفظ غيرها ؛ وعندما كان يسجد كان يطيل السجود وذلك لان موطء الجبهه فى السجادة كان معطرا بعطر لا يرى كنهه ولكنه كان يجبره ليطل السجود ويدخله فى دنياوات تشده اليها شدا ؛ وفجاة دخل عليه جده فلما راه راكعا انسحب بخفة لاتناسب سنه وانتظر خارج الغرفه حتى ينهى صلاته ؛ ولما انهى الصلاة وخرج وجد جده فى انتظاره فضمه الى صدره بقوة ونفحه مبلغ لم يحدث ان اعطاه اياه من قبل .
والان بعد كل هذه السنين التى مرت ما عاد يركع ابدا ؛ بل حت الفاتحه التى حفظها وطالما نال من خلالها هبات عظيمه قد نسيه معظمها .
لقد طحنته الحياة ؛ مزقته ؛ وانسته نفسه ؛ وما عاد يذكر شئ من الماضى الجميل ؛ لقد مات الجد الذى كان دائما ما يضمه لصدره ويذكره بان ثمة اله خالق لهذا الكون ؛ ولكن الان كل هذا قد تلاشى من ذهنه ؛ لقد دخل المسجد ذات مرة وصلى فى جماعه وعندما سجد جعل يبحث بانفه عن تلك الرائحه التى كانت تدخله فى عالم طاهر عظيم تجعله يشعر انه فى كنفن الله وحضنه ولكن انفه لم تجد سوى رائحة اقدام المصلين ؛ عندها لم يدخل مسجد مرة اخرى ابدا ؛ وايقن ان ايمانه قد انتهى بموت جده ؛ فقد كان الجد هو الايمان ؛ هو الاخره والجنان ؛ هو الحنان الربانى ؛ اما وقد ذهب للسماء تاركا اياه وحيدا يتخبط فى دجى هذه الحياة الجافه والتى لم يجد فيها سوى اللهث بكل السبل من اجل المال ؛ ذلك المال الذى كان يناله لمجرد تلاوته لسورة الفاتحه وكان يشترى به ما كان يحلم به من حلوى ولعب اطفال ؛
اما الان فقد كبر وكبرت معه احلامه ولكنه لم يجد من يسنده او يدعمه ليحققها ؛ وعرف ان عليه لو اراد تحقيق احلامه ان يطحن نفسه ؛ يسحقها ؛ ينسى كل شئ واى شئ عدا كيفية الحصول على المال ؛ ولكنه لم يحقق شئ من احلامه كما انه لم يستطع ان يوقف سحق نفسه ؛ وفى غمرة هذه المعارك الحياتيه الطاحنه نسى كل سئ من النفحات الطيبه الطاهره ؟
مرة واحده فقط احيا هذه اللحظات فى نفسه عندما زار احد اصدقائه والذى كان حينها يعلم ابنه القران ؛ طلب الاب من ابنه ان يسمع سورة الفاتحه وعندما بدا الطفل التلاوة انفتحت فى ذهنه ابواب طالما ظن انها قد اوصدت وللابد ؛ لقد راى جده ؛ واشتم عبق مسبحته وسجادته ؛ بل لقد راى نفسه راكعا وساجدا وجده يضمه الى صدره عندها لم يتمالك نفسه وانفجر فى بكاء صاخب ارعب الطفل التالى للسوره والذى هرب مرتعبا من هذا البكاء الرجولى ؛ منذ تلك المرة لم يذكر انه خشع او رق قلبه لاى تلاوة يسمعها بل كثيرا ما كان يقفل المذياع عند سماعه لتلاوة قرانيه ؛ فقد كانت لا تعنى له شئ ؛ وكان القران فقد معناه بعد رحيل جده من هذا العالم
ترهاقا

أشرف صلاح السعيد
14-09-2009, 07:56 AM
ترهاقا رمضان كريم..
قصة مؤثرة ولكن..
تجسد نهلنا للدين كمادة اجتماعية مربوطة بشخوص..البداية للتدين رائعة ولكن الدين الفلكلورى دوما يعكس من خلال مشاهدات ومواقف وليس مبادئ وتعاليم ترسخ فينا حتى بعد غياب الشخوص..
بلغ بطل القصة سن الرجولة ومر بمراحل التعليم المختلفة ولم ترسخ فيه شئ!!!!!!
حتى إن فرضنا أمية البطل فهناك جزئ مغيب فى تطوير شخصيته بالجانب الدينى..فالامى عندنا حافظ للقرآن ومقيم للصلاة..
ولك التحية..