المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاشق الدجاجة ( قطعة من الواقع)



درديري كباشي
17-09-2009, 02:44 AM
القادم للسودان حديثا يلاحظ حجم الهجره الداخلية الضخم لدرجة تكاد تجزم ان الريف اصبح خاليا وان كل اهل السودان تجمعوا في الخرطوم . وقد قمت بجولة بدات من مدينة واد مدني حتى كسلا ولحظت فعلا ان عدد الناس في السوق العربي يكاد يكونوا اكثر من سكان المدينتين . والشيء الذي يؤكد ذلك ان العاصمة غلب عليها اهل الريف لدرجة ان عادات الريف انتشرت في العاصمة اكثر . الماكولات البلدية التي يبيعها النساء في الاسواق وتحت ظلال الاشجار وتناول الناس لوجباتهم في الارض هي كلها اشياء تدل على تريف العاصمة ان جاز التعبير .
يحكى ان احد هؤلاء المهاجرين جعل مهنته السقاية اي هو من الذين يبيعون الماء المبرد للمارة وصادف ان جعل منطقة عمله في شارع الصحافة قرب المطاعم الفاخرة التي تشتهر بشوايات الدجاج. في الاول كان ينظر الى الدجاج وهو يتقلب على الشواية بشيء من الاعجاب مخلوطا بالدهشة وكلما مر قرب المطعم وقف امام شواية وتغزل في الدجاجات بالوانها السمرية والذهبية وهي تتقلب بدلال كانها تريد ان تتحداه . لكن في الاول لم تاتيه الجراه لخطبتها عفوا حتى للسؤال عن سعرها . لكنه عقد العزم على توفير ثمنها مهما كلفه الامر وبدا بان كل وجباته انحصرت في رغيف مع الشاي حتى يوفر ثمن الدجاجه , وعندما توفر معه مبلغ عشره الف جنيه تجرأ للسؤال عن سعر الدجاجه وهنا اخبره الطباخ بان سعرها خمسة عشر الف وبشيء من التهكم وكإن لسان حال الطباخ يقول له مالك انت وهذه الاشياء . او هكذا خيل له . وذهب في ذلك اليوم وهو اكثر عزما على توفير ثمن الدجاجه وجمع فرق المبلغ المتبقي وفعلا زاد ساعات العمل اليومية وبدا يذهب ببضاعته ( ماء جردله ) الى اماكن الزحمة والكثافة العالية حتى يجمع الثمن وفعلا توفرت له الخمسه الف . اضافها الى العشره الف وجاء في صباح اليوم منتشيا ومهرولا للحاق بدجاجته الحبيبه وعندما وقف امام المحاسب ليدفع مهر الدجاجه ويستلم قسيمتها اي ماركتها اخبره المحاسب ان ثمنها عشرون الف . وعندما احتج بانه سال من ثمنها قبل امس وقيل له ان ثمنها خمسة عشر . رد نعم انت ما متابع الاخبار وعارف انه في ازمة في الدواجن وسعرها زاد .وهنا ذهب راجعا منكسرا ومتحسرا على ضياع معشوقته مره اخرى ولكن عزيمته لم تفتر وهو مصرا على تكملة المبلغ وفعلا زاد من مجهوده وتغشفه حتى توفرت له خمسه الف اخرى وهو راقدا على فراشه مستعجلا الفجر لينبسق والشمس لتشرق فجاه طرق احدهم الباب ووجده احد اقاربه قادما من القريه ومخبره بان والدته مصابه بالملاريا وكتب لها الدكتور هذه الروشته ونحن راجعين الصباح ولازم تشتري الدواء وترسله معنا . وفعلا هب واقفا واستخرج كل ما ادخره ثمنا للدجاجه واشترى الادويه وسلمها لقريبه . وعندما نظر لجيبه تيقن انه لم يبقى شيء من ثمن الدجاجه . لكن لدهشته وجد نفسه اكثر تعلقا بها بعد ان صام كل هذه الايام عن الطعام لا يمكن ان يضيع الحلم . وفعلا في الصباح تحرك نحو المطعم دون ان يحمل ادوات عمله وعندما وصل وقف قرب الشواية ينظر الى الدجاجات وكلما لمح واحده تسحب من الشواية وتنام على صحن وتذهب الى احد الزبائن يرى كانها خانته هو شخصيا وهو يراغب الدجاجات ركز على اكثرهن لحما وشحما واضخمهن حجما انتهز فرصة غفلة الطباخ و مد نحوها يده وسحبها من الشواية رغم انها حرقته في يده الا ان حرارة الشوق كانت اعلى . وعندما انتبه له الطباخون والجرسونات وبداوا في الصراخ ( الحق الحراااامي) كان هو يجري وكان اثناء جريه يمنح الدجاجه قضمه ويمضغ ويبلع وهو في جريه خوفا من ان تنزع منه دون ان يشفي غليله منها . واصبح عدد المطاردين يزيد كلما زادت مسافة المطارده والدجاجه اصبح هيكلها العظمي يبين من بين اصابعه . استمر الحال الى ان حسم المطارده احد الاثرياء اوقف سيارته وسال عن سبب مطاردة هذا الشاب وعندما عرف السبب قرر ان يدفع التكلفة كاملة لصاحب المطعم على ان يترك الشاب في حال سبيله . بعد هذا الموقف شعر اصحاب المطعم بالحرج ورجعوا عن مطاردة عاشق الدجاجه وبعد ذلك منحه الثري حفنه من المال تكفيه لاكل الدجاج مدة اسبوع كامل دون مطارده . لكنه قرر شيئا اخرا وهو الرجوع الى قريته ومنظر الدجاجات هناك في الشارع وهي تبحت الارض بحثا عن الرزق اجمل بكثير من دجاجات العاصمة السافرات المتبرجات والممسحات بالثمن البلدي على شوايات الشوارع امام القاصي والداني .

عباس الدسيس
17-09-2009, 02:53 AM
مبدع دائما يا ابو الدر الف شكر لمخطوط بنانك باروع كي بورد الي الامام يا استاذ

ابوخالد
17-09-2009, 03:06 AM
سبحان الله العشق خشم بيوت ......

يعنى يا ابو الدر ح تسن لينا سنة

الغاية تبرر الوسيلة ....

لجميع أنواع العشق .....

والله صاحبك أنا عافى منو فكرتة كاربه.....

المهم أرضى غروره .....

والمزروعة فى الظلط تقوم ...


مزيد من الروائع

أخونا أبو الدر

حاتم مرزوق
17-09-2009, 05:20 AM
ربما يعشق الأنسان دجاجة او اقل من ذلك ...
هو الحرمان لعدد مهول من مواطني أرض المليون ميل مربع..

تأثرت لهذه القصة الواقعية ... ولطفل اجبرته الحاجة ان يبيع الماء في الشمس الهجير وارتضت الحكومة ان تنتهك الطفولة الي هذا الحد ،حكومة يمكن ان ترضي لنفسها ان تأخذ منه ضريبة دخل!!

السد السد .... الرد الرد

طفل حلمه قضمة من لحم او جناح دجاجة!!!
طفل اشتري لوالدته دواءا بكل ما ادخره لكنه سرق دجاجة!!!
نموذج للخير والشر في آن واحد .

حيث رفعت الحكومة يدها عن دعم التعليم وشردت اطفالا في ساحات الأسواق يسعون مبكرا وراء الرزق !!! حيث كان يجب ان يكون مكانهم الطبيعي المدارس التي اغلقت في وجوههم.

لماذا سرق الطفل؟

انه الحرمان.

فراس
17-09-2009, 05:51 AM
تسلم يابوالدر يامبدع

درديري كباشي
17-09-2009, 10:20 AM
مبدع دائما يا ابو الدر الف شكر لمخطوط بنانك باروع كي بورد الي الامام يا استاذ

مشكور يا عبس والموجود معك تحت مظله واحده لابد من يكون مبدع

درديري كباشي
17-09-2009, 10:30 AM
سبحان الله العشق خشم بيوت ......

يعنى يا ابو الدر ح تسن لينا سنة

الغاية تبرر الوسيلة ....

لجميع أنواع العشق .....

والله صاحبك أنا عافى منو فكرتة كاربه.....

المهم أرضى غروره .....

والمزروعة فى الظلط تقوم ...


مزيد من الروائع

أخونا أبو الدر

نشكرك يا ابو خالد للمداخلة والكلم الطيب

لكن اختلف معاك في حكاية الغاية تبرر الوسيلة ولا اعتقد لها وجود هنا ..

اولا كون هذا الشاب يحصر غايته في قضمه من دجاجه وتصبح هي حلمه هو شعور طبيعي لشخص فقير رماه قدره بفقره وجوعه امام هذه الدجاجه وفي ذات الوقت باعد بينه وبينها بعد القمر عن الارض .. هي لم تصبح غاية فقط انما اصبحت حلم .. ولم يسعى له بوسيلة محرمة انما تقشف وتعب وادخر .. ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان وهو ترتيب الاولويات بمرض امه وحتى هذه افتدى امه بسبيل شهوة بطنه وجعلها هي الاولى .. لكن تلبسته شهوة البطن حتى جعلته يخرج عن طوعه وينزع ثوب العفة والحلال عنه ليسكت بطنه باي ثمن حتى ولو يموت ..

أشرف صلاح السعيد
17-09-2009, 10:45 AM
ابوالدر سلام..
ومن الحب ماجعل مجرما..
يااخى لكن بلدياتنا دا حلمو دا كان عملو نص حلم كان حققو بدون السك وعدم الاستمتاع والبلع والنفس قايم.."مالا نص جدادة ابت؟" ماكان قعد رجل على رجل واستفرد بمن راودته عن نفسها عاريةً متبرجة بلمعتها ولحمها بدون شحمها "ماغريبة الجداد مافيو شحم؟" ولحمها الابيض المتوسط ..
زكرتنى بالراجل السأل عن سعر الصابونة وماكان شايل معاهو قروش وقالو ليو بالف قال بكرة يشتريها لانو الوقت كان ليل..جا الصباح طلع ألفو قال ليو صاحب الدكان وين ياابوالشباب اليوم الصابونة بقت بألفين..عاين ليو صاحبك وقال ليهو "الشى ماننوم"..
قس على ذلك المغترب والارض وكلو اجازة يتم سعر الارض بالسنة الماضية ويلاقيها غلت ويرجع الى الغربة مع حسرتو..الارض والجدادة والصابونة والقفة وووووو بقو زى الجزرة وبقينا الاحصنة..مربوطة قدامنا ونحنا جارين وراها..شايفنها وماقادرين نصل ليها لانو مسافة البعد محفوظة زى حقوق الطبع سابقا..ودى محسوبة لذكاء حكومات العالم البعد التالت بهنااااك والا الناس كلها كانت امتهن معاهم السياسة..هو كدا الحال ونص البلد سياسين كيف كان يكون الحال لو بنقدر نشترى بالرخيص او المعقول؟؟؟..
عافى منو ود اهلى البلا شوقو..ولتحيا جدادات الريف المستورات حيات وميتات لأنهن للبيض ماللأكل الا يموتن بقضى الله فطيس وليس على السراويس..
كن بخير و دام ابداعك ..

درديري كباشي
17-09-2009, 11:01 AM
ربما يعشق الأنسان دجاجة او اقل من ذلك ...
هو الحرمان لعدد مهول من مواطني أرض المليون ميل مربع..

تأثرت لهذه القصة الواقعية ... ولطفل اجبرته الحاجة ان يبيع الماء في الشمس الهجير وارتضت الحكومة ان تنتهك الطفولة الي هذا الحد ،حكومة يمكن ان ترضي لنفسها ان تأخذ منه ضريبة دخل!!

السد السد .... الرد الرد

طفل حلمه قضمة من لحم او جناح دجاجة!!!
طفل اشتري لوالدته دواءا بكل ما ادخره لكنه سرق دجاجة!!!
نموذج للخير والشر في آن واحد .

حيث رفعت الحكومة يدها عن دعم التعليم وشردت اطفالا في ساحات الأسواق يسعون مبكرا وراء الرزق !!! حيث كان يجب ان يكون مكانهم الطبيعي المدارس التي اغلقت في وجوههم.

لماذا سرق الطفل؟

انه الحرمان.

تعرف يا استاذ حاتم انا عندما قلت قصة واقعية لم اقصد لانها تشبه الواقع فقط .. بل لانها حدثت فعلا .. وانا سمعتها من صاحب المطعم نفسه هنا في الرياض .. انا لا انكر ربما اضفت لها ابعادا للاشياء حتى تصبح متماسكة ومتسلسلة .. وحزفت منها جزء اعتقدت انه غير مهم طالما وصلت الرسالة .. بل عدة رسائل ..

ولكن الجزء المبتور كما اكمله صاحب المطعم قال ..

بعد ما دفع الرجل الثري ثمن الدجاجة .. قال له الجرسون :نحن لو كان قال لينا ما عندو قروش ما كان اديناها ليه مجان ..
وقال انا خذته معنا الى المطعم واعطيناه صحن حتى يضع فيه باقي الدجاجه ويتم اكلها على مهل .. وقلت للجرسون اعطيه قاموس ( ادام) وقال الجرسون اعطاه صحن فول وخبز .. وقال لكن هو لم يضع الدجاجه من يده قط حتى قضى عليها كلها ولم يلمس الفول والرغيف .. لكن بعد ما غسل يده ... قال جا عندنا .ز وقال : انتو يا اصحاب المطاعم كلكم منافقين وكذابين .. انا كنت اجي كل يوم هنا ومعاي ثمن الجداده ناقص وانتو رافضين تبيعوها لي هسع لمن شفتو الراجل دفع ثمنها تقولوا كان ممكن نديها مجانا . وابسط حاجة انت لامن عاوز تجيب لي قاموس جبت فووووول .

غلباوى
17-09-2009, 12:22 PM
كالعاده ياابو محمد
مغزول ومعسول
لايعلي عليه يديك العافيه
تعرف اهل الريف يبعو دجاجهم ويشترو ويكه!!!
شفت المعادله دي كيف!!

hassan_7
17-09-2009, 01:32 PM
اجواء العاصمة ولا 1% من اجواء الريف (هداوة الريف) العاجب الناس في العاصمة شنو ؟؟؟

عبدالرحمن مدثر
18-09-2009, 03:28 AM
لن نتعب كثيرا فى رحلة البحث

عن المتعة .. السهل الممتنع ونحن بمعية

ابو الدرر

واقع حال توقفنا فيه عند محطاتك

ماعارف اتذكرت الهجرة الاجنبية الجديدة للعاصمة

مابين فطائر الشواااام .. وكشرى المصريين

وغيرها من الجوطة المصاحبة

والليلة الناس كلها بغنوا

رصو الهديمات

ركبوا اللوارى وقبلوا

فى رحلة عكسية للعودة فى مواسم الاعياااااااااد

تسلم ياحبيبنا

على القطعة الجميلة الواقعية

التى توقفنا عندها فى محطااااات مختلفة

درديري كباشي
18-09-2009, 03:02 PM
لن نتعب كثيرا فى رحلة البحث

عن المتعة .. السهل الممتنع ونحن بمعية

ابو الدرر

واقع حال توقفنا فيه عند محطاتك

ماعارف اتذكرت الهجرة الاجنبية الجديدة للعاصمة

مابين فطائر الشواااام .. وكشرى المصريين

وغيرها من الجوطة المصاحبة

والليلة الناس كلها بغنوا

رصو الهديمات

ركبوا اللوارى وقبلوا

فى رحلة عكسية للعودة فى مواسم الاعياااااااااد

تسلم ياحبيبنا

على القطعة الجميلة الواقعية

التى توقفنا عندها فى محطااااات مختلفة

قطعا طلتك لها عبق خاص ايها الاديب الرائع ود مدثر

وحصر كتابتك كشكل عمود في نصف الصفحة بيذكرني بشئ .. قد يراها الشخص ان ليس له علاقة ولكن انت ستعرف ان له علاقة قوية ..

وهي في نهر القاش بكسلا بعد ان اعتاد ان يفيض كل عام ويدمر المدينة اقترح احد المهندسين بان تبنى جدران داخل مجرى القاش في شكل عراضات لها فتحات في المنتصف تجبر القاش ان يجري في الوسط ويحفر بنفسه ويعمق مجراه .. فكتابتك المحصورة في نصف الصفحه فهي ايضا تحفر في نفوسنا وتحفر مجراها بنفسها .

درديري كباشي
18-09-2009, 03:07 PM
كالعاده ياابو محمد
مغزول ومعسول
لايعلي عليه يديك العافيه
تعرف اهل الريف يبعو دجاجهم ويشترو ويكه!!!
شفت المعادله دي كيف!!


سلام يا الغلباوي يا الطال غيابك

شهر مبارك وعيد مبارك

لكن اهل الريف لو اكلوا الدجاج كل يوم سينقرض منهم الدجاج لكن ثمن دجاجه واحده ممكن ياكلهم ويكة لمدة شهر

غلباوى
20-09-2009, 06:45 AM
سلام يا الغلباوي يا الطال غيابك

شهر مبارك وعيد مبارك

لكن اهل الريف لو اكلوا الدجاج كل يوم سينقرض منهم الدجاج لكن ثمن دجاجه واحده ممكن ياكلهم ويكة لمدة شهر


ينعاد عليكم بكل الخير والبركات ابو الدر

اهل الريف 90% منهم ما بياكلو دجاجهم !!!!! اسأل وانت تعرف!!!
وامكن البيض زاتو ما يصلو الا كان تفريخ !!!!