ابو عبد الرحمن
21-09-2009, 12:42 AM
هل يعيش المسلمون أزمة قيادة
في الوقت الذي تحظى فيه النصرانية - الكاثوليكية على الأقل- بقيادة موحدة من خلال الفاتيكان فإن القيادة العالمية الموحدة للمسلمين التي عرفوا بها على مر التاريخ قد تم إسقاطها، وصارت مستجداتهم الحياتية لا تجد المعالجات المناسبة وقضاياهم لا تحظى بالاهتمام والتعاطف اللائق. ومن ثم جزئت القيادة الموحدة لتصبح دويلات صغيرة تدبر كل دولة شأنها بنفسها. وبعد غياب الصوت العالمي الناطق باسم الإسلام والمسلمين قامت كل دولة – إلا النذر اليسير - باختزال الإسلام وتحنيطه في وزارات بيروقراطية للشئون الدينية، ينحصر دور كثير منها في الاهتمام بالشكليات والقشور وإحياء المناسبات الدينية والاحتفالات الموسمية.
ورغم تعدد القيادة الإسلامية و تشرزمها إلا أن أزمتها ما تزال ماثلة في الشعوب المسلمة. فحتى على مستوى الدويلات التي اجتزأت وبنيت على قوميات مختلفة من دولة الخلافة الإسلامية المنهارة، فقد لازم الفشل قيادات المسلمين حيث عجزوا حتى عن تطبيق معايير العيش الكريم والحقوق التي وفرها غير المسلمين لشعوبهم، فضلا عن إنزال النموذج الإلهي في القيادة الراشدة التي تحقق العدل والمساواة وتأتمر بدينها.
إن زعماء المسلمين في كثير من الدول لا يهمهم سوى السلطة، ولا يعيرون الأوضاع الاجتماعية والإنسانية لرعاياهم الاهتمام الواجب. فالخدمات التعليمية والصحية للمسلمين عامة من أدنى المستويات العالمية، وتزداد عندهم نسبة الشباب العاطلين عن العمل، ويعيش معظم سكان البلدان الإسلامية تحت خط الفقر.
ولعل هذا الواقع قد دفع بالغيورين على الإسلام إلى انشاء جماعات الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقيام بواجب الدعوة والتوعية والإصلاح وللإطلاع بمهام ما كانت لتقوم بها في وجود قيادة ومؤسسات إسلامية قوية.
وكان لغياب القيادة الموحدة للمسلمين أثره البالغ على واقعهم ومستقبلهم. فبالرغم من أن المسلمين اليوم قوة بشربة هائلة لكنهم رقم لا تذكر من ناحية تأثيرهم على مجريات الأحداث العالمية. فبدلا من أن تكون لهم اليد الطولى واليد العليا في مجريات الأحداث العالمية أصبحوا متلقين ورعية في ركاب الأمم الأخرى.
ونسبة لغياب القوة المركزية الضابطة للأمة فقد انزلقت دول العالم الإسلامي من أزمة إلى أزمة و من اشتعال من منطقة إلى أخرى دونما توقف - بدءا بفلسطين والعراق وأفغانستان، ومرورا بالسودان ولبنان والصومال، وغيرها. كل ذلك لا يدلل على المؤامرة على المسلمين فحسب، بل يعمق الشعور بأن العالم مليء بالعنف والكراهية تجاه الإسلام ولا يريد للمسلمين أن يخرجوا من دائرة الأزمات والصراعات الداخلية.
وتتبدى أزمة القيادة كذلك في عجز المجتمع الإسلامي في مجابهة ما يطرح عالميا من سياسات ونظم تسعى لتحريك الأمم والشعوب في اتجاهات عالمية جديدة لا تقيم وزنا للدين و لا الأخلاق. فإلى اليوم يقف المسلمون عاجزون في مجابهة طوفان العولمة، وكثير منهم غير عابئين بما يخطط لهم، بينما آخرون ينساقون بحماس منبهرين بالشعار المرفوع خلف من ينعقون ويبشرون بالعولمة.
وفي ظل غياب القيادة العالمية الفاعلة للمسلمين هبت عاصفة "الحرب على الإرهاب" التي وجهت في مجملها لإجتثاث حركة البعث والتجديد التي عمت العالم الإسلامي. فكان أن استغلت أحداث سبتمبر 2001 الشهيرة لخلق ظروف ملائمة للتدخل في الشأن الإسلامي، فكانت بمثابة فرصة ذهبية لتحجيم المد الإسلامي في العالم الذي كان ينمو بقوة كبير على حساب النصرانية التي هجرت وأغلقت كنائسها. وبما أن المتهمين في تلك الأحداث من المسلمين فقد تم وضع الإسلام وجميع منسوبيه في قفص الاتهام، واستغل الإعلام النصراني الوضع لقيادة حملة عدائية دولية منظمة ضد الإسلام لا زالت تتوالى فصولها حتى اليوم. ثم اتجهت الحرب بمكر وخبث لتحطيم جدار العقيدة من خلال الهجوم على جملة من القواعد الشرعية المتمثلة في أحكام الكفر والكافرين والجهاد والحجاب وشعائر الدين ومظاهره. وبلغت بهم الجرأة - وبلغ بنا الضعف - أن أملوا علينا جملة من المطالب والأوامر والوصفات لتغيير طريقة تعلمنا للدين ولتطوير مناهجنا الدراسية الدينية التي تشجع على العنف بزعمهم!.
إن أزمة القيادة هذه قد جعلت أعداءنا يصفوننا بأننا لا نحسن حكم أنفسنا، وأننا بحاجة إليهم، وهم مضطرون أن يفرضوا علينا قسرا النهج الديمقراطي الذي ينتهجونه لنصبغ به حياتنا لتمكيننا من تحقيق العيش الكريم والسعادة لأنفسنا!. وهكذا بفضل سوء الإدارة والظلم والفساد وعدم تطبيق شرع الله تعالى أضحينا أضحوكة ولعبة بين الأمم، وصرنا في نظرهم جهلاء لا نحسن إدارة أنفسنا ولا نعرف إصلاح شأننا إلا بوصفات إصلاحية منهم.
وخلاصة القول، إن المسلمين اليوم يجابهون تحديات داخلية وخارجية عظيمة، وهم بحاجة إلى قيادة مسلمة صادقة ورشيدة، وفي ذات الوقت هم أشد ما يحتاجون إلى تمسكهم بعقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبهم صلى الله عليه وسلم. إن حجم المؤامرة المفضوحة كبير ومعالم المخطط ظاهرة للعيان. ولن يعذر المولى عز وجل أحد من القادة أو العامة إن فرط في هذا الدين خوفا على مصالحه وسلطانه، أو تنازل عن شيء من هذا المنهج الرباني خوفا من الوصم بـ "الإرهاب" أو رهبة من بأس الأعداء وآلتهم العسكرية.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} – سورة الحج: 40، 41
منقول ,,,,,,,,,,,,,,,,, جزاء الله كاتبه خير الجزاء
في الوقت الذي تحظى فيه النصرانية - الكاثوليكية على الأقل- بقيادة موحدة من خلال الفاتيكان فإن القيادة العالمية الموحدة للمسلمين التي عرفوا بها على مر التاريخ قد تم إسقاطها، وصارت مستجداتهم الحياتية لا تجد المعالجات المناسبة وقضاياهم لا تحظى بالاهتمام والتعاطف اللائق. ومن ثم جزئت القيادة الموحدة لتصبح دويلات صغيرة تدبر كل دولة شأنها بنفسها. وبعد غياب الصوت العالمي الناطق باسم الإسلام والمسلمين قامت كل دولة – إلا النذر اليسير - باختزال الإسلام وتحنيطه في وزارات بيروقراطية للشئون الدينية، ينحصر دور كثير منها في الاهتمام بالشكليات والقشور وإحياء المناسبات الدينية والاحتفالات الموسمية.
ورغم تعدد القيادة الإسلامية و تشرزمها إلا أن أزمتها ما تزال ماثلة في الشعوب المسلمة. فحتى على مستوى الدويلات التي اجتزأت وبنيت على قوميات مختلفة من دولة الخلافة الإسلامية المنهارة، فقد لازم الفشل قيادات المسلمين حيث عجزوا حتى عن تطبيق معايير العيش الكريم والحقوق التي وفرها غير المسلمين لشعوبهم، فضلا عن إنزال النموذج الإلهي في القيادة الراشدة التي تحقق العدل والمساواة وتأتمر بدينها.
إن زعماء المسلمين في كثير من الدول لا يهمهم سوى السلطة، ولا يعيرون الأوضاع الاجتماعية والإنسانية لرعاياهم الاهتمام الواجب. فالخدمات التعليمية والصحية للمسلمين عامة من أدنى المستويات العالمية، وتزداد عندهم نسبة الشباب العاطلين عن العمل، ويعيش معظم سكان البلدان الإسلامية تحت خط الفقر.
ولعل هذا الواقع قد دفع بالغيورين على الإسلام إلى انشاء جماعات الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للقيام بواجب الدعوة والتوعية والإصلاح وللإطلاع بمهام ما كانت لتقوم بها في وجود قيادة ومؤسسات إسلامية قوية.
وكان لغياب القيادة الموحدة للمسلمين أثره البالغ على واقعهم ومستقبلهم. فبالرغم من أن المسلمين اليوم قوة بشربة هائلة لكنهم رقم لا تذكر من ناحية تأثيرهم على مجريات الأحداث العالمية. فبدلا من أن تكون لهم اليد الطولى واليد العليا في مجريات الأحداث العالمية أصبحوا متلقين ورعية في ركاب الأمم الأخرى.
ونسبة لغياب القوة المركزية الضابطة للأمة فقد انزلقت دول العالم الإسلامي من أزمة إلى أزمة و من اشتعال من منطقة إلى أخرى دونما توقف - بدءا بفلسطين والعراق وأفغانستان، ومرورا بالسودان ولبنان والصومال، وغيرها. كل ذلك لا يدلل على المؤامرة على المسلمين فحسب، بل يعمق الشعور بأن العالم مليء بالعنف والكراهية تجاه الإسلام ولا يريد للمسلمين أن يخرجوا من دائرة الأزمات والصراعات الداخلية.
وتتبدى أزمة القيادة كذلك في عجز المجتمع الإسلامي في مجابهة ما يطرح عالميا من سياسات ونظم تسعى لتحريك الأمم والشعوب في اتجاهات عالمية جديدة لا تقيم وزنا للدين و لا الأخلاق. فإلى اليوم يقف المسلمون عاجزون في مجابهة طوفان العولمة، وكثير منهم غير عابئين بما يخطط لهم، بينما آخرون ينساقون بحماس منبهرين بالشعار المرفوع خلف من ينعقون ويبشرون بالعولمة.
وفي ظل غياب القيادة العالمية الفاعلة للمسلمين هبت عاصفة "الحرب على الإرهاب" التي وجهت في مجملها لإجتثاث حركة البعث والتجديد التي عمت العالم الإسلامي. فكان أن استغلت أحداث سبتمبر 2001 الشهيرة لخلق ظروف ملائمة للتدخل في الشأن الإسلامي، فكانت بمثابة فرصة ذهبية لتحجيم المد الإسلامي في العالم الذي كان ينمو بقوة كبير على حساب النصرانية التي هجرت وأغلقت كنائسها. وبما أن المتهمين في تلك الأحداث من المسلمين فقد تم وضع الإسلام وجميع منسوبيه في قفص الاتهام، واستغل الإعلام النصراني الوضع لقيادة حملة عدائية دولية منظمة ضد الإسلام لا زالت تتوالى فصولها حتى اليوم. ثم اتجهت الحرب بمكر وخبث لتحطيم جدار العقيدة من خلال الهجوم على جملة من القواعد الشرعية المتمثلة في أحكام الكفر والكافرين والجهاد والحجاب وشعائر الدين ومظاهره. وبلغت بهم الجرأة - وبلغ بنا الضعف - أن أملوا علينا جملة من المطالب والأوامر والوصفات لتغيير طريقة تعلمنا للدين ولتطوير مناهجنا الدراسية الدينية التي تشجع على العنف بزعمهم!.
إن أزمة القيادة هذه قد جعلت أعداءنا يصفوننا بأننا لا نحسن حكم أنفسنا، وأننا بحاجة إليهم، وهم مضطرون أن يفرضوا علينا قسرا النهج الديمقراطي الذي ينتهجونه لنصبغ به حياتنا لتمكيننا من تحقيق العيش الكريم والسعادة لأنفسنا!. وهكذا بفضل سوء الإدارة والظلم والفساد وعدم تطبيق شرع الله تعالى أضحينا أضحوكة ولعبة بين الأمم، وصرنا في نظرهم جهلاء لا نحسن إدارة أنفسنا ولا نعرف إصلاح شأننا إلا بوصفات إصلاحية منهم.
وخلاصة القول، إن المسلمين اليوم يجابهون تحديات داخلية وخارجية عظيمة، وهم بحاجة إلى قيادة مسلمة صادقة ورشيدة، وفي ذات الوقت هم أشد ما يحتاجون إلى تمسكهم بعقيدتهم وكتاب ربهم وسنة نبهم صلى الله عليه وسلم. إن حجم المؤامرة المفضوحة كبير ومعالم المخطط ظاهرة للعيان. ولن يعذر المولى عز وجل أحد من القادة أو العامة إن فرط في هذا الدين خوفا على مصالحه وسلطانه، أو تنازل عن شيء من هذا المنهج الرباني خوفا من الوصم بـ "الإرهاب" أو رهبة من بأس الأعداء وآلتهم العسكرية.
{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} – سورة الحج: 40، 41
منقول ,,,,,,,,,,,,,,,,, جزاء الله كاتبه خير الجزاء