المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيده من الذاكرة



ام ريان
19-10-2009, 02:10 AM
قصيده من ذاكره الزمن الجميل للشاعر ابو القاسم الشابي من ديوان (الجنة الضائعة)


كَمْ من عُهودٍ عذبةٍ في عَدْوة الوادي النضير
فِضِّيّـةِ الأسحار مُذْهَبَةِ الأصائل والبكورْ
كانت أرقّ من الزهور, ومن أغاريد الطيور
وألذّ من سحر الصِّبا في بَسمة الطفل الغرير
قضيّتُها ومعي الحبيبةُ لا رقيب ولا نذيرْ
إلاّ الطفولة حولنا تلهو مع الحُبِّ الصغيرْ
أيـام كانت للحياة حلاوة الروض المطيرْ
وطهارةُ الموج الجميل, وسِحر شاطئه المنير
ووداعة العصفور, بين جداول الماء النميرْ
أيامَ لم نَعرف من الدُّنيا سوى مَرَحِ السُّرور
وتَتَبُّعِ النَّحْل الأنيق وقَطْفِ تيجان الزهورْ
وتسلُّقِ الجبلِ المكلّل بالصّنَوْبَر والصخورْ
وبناءِ أكواخِ الطفولة تحت أعشاش الطيورْ
مسقوفةً بالورد, والأعشاب والورق النضير
نبني, فتهدمها الرياحُ, فلا نضجُّ ولا نثورْ

ونعودُ نضحكُ للمروج, وللزنابقِ, والغديرْ
ونخاطبُ الأصداءَ, وهي تَرِفُّ في الوادي المنير
ونعيد أغنية السواقي, وهي تلغو بالخريرْ
ونَظَلُّ نركض خلف أسراب الفراش المستطير
ونمرُّ ما بين المروج الخضر , في سكر الشعور
نشدو, ونرقصُ - كالبلابلِ - للحياة , وللحبور
ونظل ننثرُ للفضاء الرّحْبِ, والنهرِ الكبيرْ
ما في فؤادَيْنا من الأحلام, أو حُلْوِ الغرورْ
ونَشِيدُ في الأُفق المخضّب من أمانينا قصور
أزهـى من الشفَقِ الجميل, وروْنق المرج الخضير
وأجلَّ من هذا الوجودِ, وكلِّ أمجادِ الدهورْ
أبـدًا, تُدلِّلُهـا الحياةُ بكلِّ أنواعِ السرورْ
وتبـثُّ فينا من مراحِ الكون ما يغوي الوقور
فنسيرُ, نَنْشُد لهوَنا المبعود - في كل الأمور
ونظل نعبث بالجليل من الوجود, وبالحقيرْ:
بالسائل الأعمى وبالمعتوه, والشيخِ الكبيرْ
بالقطة البيضاءِ, بالشاة الوديعة, بالحميرْ
بالعشب, بالفنن المنوِّر, بالسنابل, بالسَّفيرْ
بالرَّمْلِ, بالصخر المحطَّم, بالجداول , بالغدير
واللهْو, والعبَثُ البريءُ, الحلو , مطمحنا الأخير
ونظل نقفز, أو نُثَرْثِرُ أو نغنِّي, أو ندورْ
لا نسأم اللهوَ الجميلَ, وليس يدركنا الفتورْ
فكأنّنـا نحيا بأعصابٍ من المَرحِ المُثِيرْ
وكأننـا نمشـي بـأقدامٍ مجنَّحـةٍ, تطيرْ
أيـام كنـا لُبَّ هذا الكون, والباقي قشورْ
أيـام تفرشُ سُبْلنا الدنيا بأوراق الزهورْ
وتمـرُّ أيـامُ الحياة بنا, كأسراب الطُّيورْ
بيضـاء لاعبـةً, مُغـرِّدةً مجنَّحةً بنورْ
وتُرَفْرف الأفراحُ فوق رؤوسنا أنَّى نسيرْ
آهٍ! توارى فَجْرِيَ القدُسيُّ في ليل الدهورْ
وفنَى, كما يفنَى النشيدُ الحلو في صمت الأثير
أوّاهُ, قد ضاعت عليَّ سعادةُ القلب الغريرْ
وبقيت في وادي الزمان الجهم أدأب في المسير
وأدوسُ أشواك الحياة بقلبيَ الدّامي الكسيرْ
وأرى الأباطيل الكثيرةَ, والمآثم, والشرورْ
وتصادُمَ الأهواء بالأهواء في كل الأمورْ
ومَذَلّةَ الحقِّ الضعيفِ, وعزّةَ الظلم القديرْ!
وأرى ابنَ آدَمَ سائرًا في رحْلَةِ العُمُرِ القصيرْ
ما بينَ أهوال الوجودِ, وتَحت أعباء الضمير
متسلِّقًا جَبَلَ الحياةِ الوعْرَ, كالشَّيْخِ الضّريرْ
دامي الأكفِّ, مُمَزّقَ الأقْدَامِ, مُغْبَرَّ الشعورْ
مُترنِّحَ الخطواتِ ما بين المزالق والصُّخورْ
هالتْهُ أشْباحُ الظلامِ, وراعهُ صوتُ القبورْ
ودويُّ إعْصار الأسى, والموت, في تلك الوُعورْ
ماذا جنيتُ من الحياة ومن تجاريب الدُّهورْ
غـيرَ الندامةِ والأسى واليأس والدمع الغزير؟
هـذا حَصادي من حقول العالَم الرحب الخطير
هذا حَصادي كلُّه, في يقظة العَهْدِ الأخيرْ
قـد كنتُ في زمن الطفولةِ, و السذاجة و الطهور
أحيا كما تحيا البلابلُ, والجداولُ, والزُّهورْ
لا نحفل, الدنيا تدور بأهلها, أو لا تدورْ
واليومَ أحيا مُرْهَقَ الأعْصاب , مشبوب الشعور
مُتأجِّجَ الإحساسِ, أحفلُ بالعظيم, وبالحقيرْ
تمشـي على قلبي الحياةُ, ويزحف الكون الكبير
هذا مصيري, يا بني, فما أشقى المصيرْ!
مع خالص احترامي
دمتم

محمد عبد الله عبدالقادر
19-10-2009, 03:26 AM
ام ريان سلامات
يا سلام عليك والله رجعتينا للذمن الجميل

والى كثير مما افتقدناه في معركه الحياة اليومية
ونسينا معها الكثير من حلاوة الروح

ابو صفاء
19-10-2009, 10:57 PM
ام ريان سلامات
يا سلام عليك والله رجعتينا للذمن الجميل

والى كثير مما افتقدناه في معركه الحياة اليومية
ونسينا معها الكثير من حلاوة الروح
نعم انه الزمن الجميل

moh_alnour
20-10-2009, 04:40 AM
إذا عادت بنا الأيام للماضي
كتبت علي ثواني العمر شعراً لا يدانيه
غناء الطير وهمس الماء وشوشة الضياء فيه
ركبت زوارقي أبحرت في شعر لها مجدول
جعلت مشاعري جندول
إذا عادت بنا الايام يوماً أيها الأحباب
ولو في زورق يمضي
علي الصحراء عبر سراب
أنا ملاحة الفرحان
يطرق مغلق الأبواب
أدق ليس يعنيني
لأني قادم من حاضر اللحظات
للماضي ولي شوقٌ
سيشعل صمت هذا الزورق
الهادي فيدفعه الي الوادي
الي أفق أنيق النجم
صدَّاح البساتين
و أشدو حين تاتيني
فتاة لثقة العصفور
أنفاس الرياحين بكفيها
ولي في عمق هدبيها
حكايات و أشعار
ولي في شعرها المعطار أخبار
إذا سالت علي وديانها
الخضراء أمطار
إذا عادت بنا الأيام للماضي

التينة أو النخلة الحمقاء
الشاعر اللبناني : إيليا أبو ماضي

و تينة غضة الأفنان باسقة قالت لأترابها و الصيف يحتضر
بئس القضاء الذي في الأرض اوجدني عندي الجمال وغيري عنده النظر
لأحبسن على نفسي عوارفها فلا يبين لها في غيرها أثر
كم ذا أكلف نفسي فوق طاقتها وليس لي بل لغيري الفيء والثمر
لذي الجناح وذي الأظفار بي وطر وليس في العيش لي فيما أرى وطر
أني مفصلة ظلي على جسدي فلا يكون به طول ولا قصر
ولست مثمرة إلا على ثقة أن ليس يطرقني طير ولا بشر
عاد الربيع الى الدنيا بموكبه فأزينت وأكتست بالسندس الشجر
وظلت التينة الحمقاء عارية كأنها وتد في الأرض أو حجر
ولم يطق صاحب البستان رؤيتها فأجتثها فهوت في النار تستعر
( من ليس يسخو بما تسخو الحياة به فأنه أحمق بالحرص ينتحر )

فلسفة الحياة أو كُن جميلا ترى الوجود جميلا
للشاعر إيليا ابو ماضي

أيها الشاكي و مابك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
إن شر الجناة في الأرض نفس تتوقى قبل الرحيل الرحيلا
وترى الشوك فوق الورود وتعمى أن ترى فوقها الندى أكليلا
هو عبء على الحياة ثقيل من يظن الحياة عبئا ثقيلا
والذي نفسه بغير جمال لايرى في الوجود شيئا جميلا
ليس أشقى ممن يرى العيش مرا ويظن اللذات فيه فضولا
أحكم الناس في الحياة أناس عللوها فأحسنوا التعليلا
فتمتع بالصبح مادمت فيه لا تخف أن يزول حتى يزولا
وإذا ما أظل رأسك هم قصر البحث فيه كي لا يطولا
أدركت كنهها طيور الروابي فمن العار أن تظل جهولا
ما تراها والحقل ملك سواها أتخذت فيه مسرحا ومقيلا
تتغنى والصقر قد ملك الجو عليها والصائدون السبيلا
تتغنى وقد رأيت بعضها يؤخذ حيا والبعض يقضى قتيلا
تتغنى وعمرها بعض عام أفتبكي وقد تعيش طويلا
فهي فوق الغصون في الفجر تتلو سور الوجد والهوى ترتيلا
وهي طورا على الثرى واقعات تلقط الحب أو تجر الذيولا
كلما أمسك الغصون سكون صفقت للغصون حتى تميلا
فإذا ذهب الأصيل للروابي وقفت فوقها تناجي الأصيلا
فأطلب اللهو مثلما تطلب الأطيار عند الهجير ظلا ظليلا
وتعلم حب الطليعة منها وأترك القال للورى والقيلا
فالذي يتقى العواذل يلقى كل حين في كل شخص عذولا
أنت للأرض أولا وأخير كنت ملكا أو عبدا ذليلا
لا خلود تحت السماء لحي فلماذا تراود المستحيلا
كل نجم إلى الأفول ولكن آفة النجم أن يخاف الأفولا
غاية الورد في الرياض ذبول كن حكيما وأسبق إليه الذبولا
وإذا ما وجدت في الأرض ظلا فتفيأ به إلى أن يحولا
وتوقع إذا السماء اكفهرت مطرا في السهولا
قل لقوم يستنزفون المأقي هل شفيتم من البكاء غليلا
ما أتينا إلى الدنيا لنشقى فأريحوا أهل العقول العقولا
كل من يجمع الهموم عليه أخذته الهموم أخذا وبيلا
كن هزارا في عشه يتغني ومع الكبل لا يبالي الكبولا
لا غرابا يطارد الدود في الأرض ويوما في الليل يبكي الطلولا
كن غديرا يسير في الأرض رقراقا فيسقي من جانبيه الحقولا
تستحم النجوم فيه ويلقى كل شخص وكل شيء مثيلا
لا وعاء يقيد الماء حتى تستحل المياه فيه وحولا
كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار شما وتارة تقبيلا
لا سموما من السوافي اللواتي تملأ الأرض في الظلام عويلا
ومع الليل كوكبا يؤنس الغابات والنهر والروبى والسهولا
لا دجى يكره العوالم والناس فيلقي على الجميع سدولا
أيها الشاكي وما بك داء كن جميلا ترى الوجود جميل