المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عم صابر



شيخ الدين
25-10-2009, 10:58 AM
كابتن صابر

الفاتح جبرا

تزداد يوماً بعد يوم أعداد الخريجين من حملة الشهادات الجامعية والعليا بعد ما عرف بثورة التعليم العالى وما صاحبها من توسع أفقى فى الجامعات أصبح (يفرخ) آلافاً مؤلفة كل عام من الطلاب يتخرجون سنوياً فى مختلف التخصصات ثم لا يجدون وظائف تستوعبهم يعوضون بها تعب التحصيل وما صرف عليهم من أموال ، ماذا يا ترى سوف يحدث إذا ظل هذا الوضع هكذا حتى 20 عاماً قادمة فى ظل عدم وجود أى جهود لتلافى هذا الخلل المريع ؟ دعونا نعرف ذلك من خلال هذه القصة التالية:

اصبحنا وأصبح الملك لله .. قالها عم بدوى وهو ينهض من سريره متثاقلاً ويفرك عينيه متجها نحو باب الشارع بعد سماعه لطرقات عليه ، فتح عم بدوى الباب وهو ينهر (كلبته) الذى دفعها حب الإستطلاع لمعرفة الطارق وما أن فتح عم بدوى الباب حتى وجد أمامه شاباً يحمل على كتفه شنطه جلدية سوداء:

- السلام عليكم يا حاج

- وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

- معليش يا حاج بس عاوزين قروش النفايات

أدخل عم بدوى يده داخل (العراقى البلدى) الذى كان يرتديه وأخرج عدداً من الجنيهات سلمها للشاب والذى قبل أن يقوم بتسليم الإيصال نظر إلى (كلبت) عم بدوى ملياً ثم نظر إليه وقال:

- يا حاج (الكلبه) بتاعتكم دى باين عليها عندها مبادئ سعر...

- (مندهشاً): سعر شنو؟ الكلبه دى من البيت ما بتطلع..

- كل الدلائل يا حاج بتقول إنها مصابه بفيروس السعر الإسمو Virus Lyssa

- يا ولدى الكلبه دى أنا متاكد إنها سليمة...

- يا حاج ده شغلنا!!

ذهل عم بدوى بعد أن إستمع للعبارة الأخيرة التى أطلقها الشاب (أيه صلة النفايات بالسعر) إلا أن ذهوله قد تلاشى تماما بعد أن أخبره الشاب بانه (فى الأصل) طبيب بيطرى إلا أنه لم يجد وظيفه فى مجال تخصصه فإشتغل (محصلاً) فى شركة النفايات.

وهو يقوم بقفل الباب عائداً إلى داخل المنزل كان عم بدوى يردد عبارة - لا حول ولا قوة إلا بالله- الشئ الذى جعل زوجته الحاجه (محاسن) أن تسأله عن سر ترديده لتلك العبارة وعندما أخبرها رددت عليه قائلة :

- ويعنى شنو؟ هسه (هاشم) ود نفيسه أختى ده ما عندو (دكتوراه فى القانون) وشغال طباخ مناسبات !

إرتدى عم بدوى ملابسه وخرج من المنزل قاصداً محطة المواصلات إذ كان عليه أن يذهب لإستلام معاشة الشهرى وعند وصوله إلى المحطة لم يجد حافلة واحده ذاهبة إلى الخرطوم ففكر أن يقوم بشراء صحيفة من كشك الجرائد ويشرب (فنجان قهوة) عند إحدى بائعات الشاى ريثما تأتى إحدى الحافلات وما أن جلس على بنبر البلاستيك أمام احدى ستات الشاى حتى وجدها تدير معركة (كلامية) حامية الوطيس مع إحدى زميلاتها متهمة أياها بتصيد الزبائن :

- أمشى كده يا بكالريوس محاسبه ، هو ذاتو الدنيا لو ما بت كلب أنا وأنتى نقعد فى حته واحده!

- بكالريوس المحاسبه مالو؟ عاجبنى ماجستيرك بتاع (التكاليف) ده ! (ثم تنظر إلى الأسطى عبدو) بتاع الأورنيش متوجهه له بالحديث :

- عليك الله يا (باشمهندس) عوضيه دى ما حقارة؟ من الصباح تشيل فى زباينى وأنا ساكته ليها !

- (يجيبها وهو منهمكاً يمسح فى حذاء أحد الزبائن): والله الأيام دى عوضيه دى بقى لسانا طويل بالحيل أمبارح القريبه دى عامله ليها (شمطيبه) مع دكتور (عثمان) الببيع الأكياس، قالت ليهو عامل لينا زحمة أمشى بيع بعيد من الحته دى!? مواصلاً- هو ذاتو دكتور عثمان يستاهل عشان ما بسمع الكلام قلنا ليهو إختار ليك شغلانية قريبه من (الجراحه) تخصصك يعنى بيع ليكا (أم فتفت .. كوارع) حاجه ذى دى ، قال أيه : الأكياس بتدخل ليهو كويس ! - مواصلاً- ماهو نحنا هسه عشان (مهندسين) إشتغلنا (هندسة أحذيه) !

فى هذه اللحظة دخلت أحدى الحافلات إلى الموقف فقام عم بدوى بطى الجريده ووضعها فى جيب الجلابيه وناول ست الشاى (حق القهوة) متوجها إلى الحافلة التى كانت تقف بينما الركاب يتوافدون إليها تباعاً ، جلس عم بدوى على أحد الكراسى الأماميه إلى جانب السائق الذى ما أن دخل إلى الراكبه آخر راكب حتى قام بقفل الأبواب ثم أمسك بمايكرفون معلق على الطابلون :

- السادة الركاب مرحباً بكم على متن (الفرده) رقم 13 المتجهة إلى الخرطوم ، هذا سائق الحافلة (كابتن صابر) يحييكم ويتمنى لكم رحلة سعيدة ، سوف نسير بسرعة 60 كيلو فى الساعة ، تبلغ درجة الحرارة الخارجيّة الآن حوالي الأربعين درجة مئوية بينما تبلغ الداخلية خمس وأربعين ومن المتوقع وصولنا إلى (الإستاد) بعد نصف ساعة من الآن إن لم تواجهنا أى مطبات مرورية !!

قبل أن يقوم (السائق) بالإقلاع إلتفت إلى عم بدوى الذى إمتلأت قسمات وجهه بعلامات الدهشة والإستغراب وخاطبه قائلاً :

- ما تندهش يا حاج أن أصلو طيار أيربص (A330) لكن قلنا بدل الواحد ما يقعد عاطل أحسن يمشى أمورو!!
(بقلم عبد الله الطاهر)

moh_alnour
25-10-2009, 03:03 PM
ما تندهش يا حاج أن أصلو طيار أيربص (A330) لكن قلنا بدل الواحد ما يقعد عاطل أحسن يمشى أمورو

في زمن تبدلت فيه الأشياء شكلا ً و معنا ً لا تستبعد أن يصل بنا الحال إلى هذه المرحلة
هذا إن لم يكن قد وصلناها بعد :eek: و الساقية لسه مدورة

ابو صفاء
25-10-2009, 07:18 PM
قصة رائعة اخي شيخ الدين تعبر عن الحال وهي حقيقة نعايشها اركب الركشات حاور سائقيها منهم الطبيب الذي ينتظر التعيين ومنهم المهندس ومنهم ومنهم
مصر اليوم تعتبر الدولة العربية الاولى في تصدير العمالة المؤهلة جامعيا
وبالتالي هي ظاهره حميده وليست سيئة

ابوخالد
25-10-2009, 08:10 PM
إذا المرء لم يُدنس من اللؤم عرضه فكل رداءٌ يرتديه جميل

أخى

شيخ الدين

لك التحية والإمتنان وأنت تعكس

واقعآ رسمته أيادى القدر على صفحات حياتنا

لتنأ بنا بعيدآ عن ركب الحضارة والتميز ........

فها هى الصور الغاتمة تُلوح لمستقبلٍ

قد لايسرنا ....

ولا يُنير طريقآ لأجيال المستقبل

طرحك أخى رمزآ من رموز الواقعية

وشاهدآ على ما آل إليه حال الكثيرين من الخريجين

ممن عقدت عليهم الاُمم

آمالها ورجاءاتها ...

طرحت معضلة شائكة المعالم ...

وأقترح :

أن يقوم حملة شهادات التخصص الواحد

بحصر أنفسهم والتجمع للبحث عن حلول تُعيدهم

إلى ممارسة مهنهم بطريقة سليمة

لفائدة أنفسهم والمجتمع ...

وهذا يحتاج إلى بعض التضحيات بالوقت وبعض المال منهم ...

ويمكنهم الإتصال على الجهات ذات العلاقة

وبعض الجمعيات للمساعدة بالمُستطاع فى سبيل

إثبات وجودهم ...

ودومآ نقول

أن فى الإتحاد والتكاتف .... قوة ...

تنتصر دائمآ ... بإذن الله ...


قصة رائعة وتسلسل بديع ... وما بين السطور

يحمل الكثير من المعانى الثرة ...

فلك الشكر أخى

شيخ الدين

وكن بخيرٍ والأهل

عباس الدسيس
25-10-2009, 08:32 PM
والله يا شيخ الدين فعلا المسأله دي ما بقت خياليه او تتناولها الكتابات القصصيه الساخره عندنا صاحبنا خريج حقوق بعد ما ضاقت بيهوا الواطه في السودان حمل الحقائب بغرض الغربة حاليا شغال في شركة فورمان (( مراقب عمال)) المسألة دي ليها سنين طويله في الشغلانه دي ده كان رجع السودان بقدر اقيف في محكمة تاني وأهو بغطأ الاغتراب مافي واحد عارفوا الجماعه هناك لما تضيق بيهم الواطه ولا توجد له واسطه ولا اكون منظم مع الجماعه المصير بكون كده عشان لقمت العيش وامثله كثيره بعد موجة الصالح العام وفائض العماله زملاء لنا كانوا معنا في البنك موظفين سائقين رقشات علي الاقل ديل بعد التخرج ضاقوا الوظيفه شويه الكلام الناس الواحد الختا شهادتوا في البرواز ودقش الاعمال الهامشيه .... حظ الجنس التاني بقت الواحده بعد التخرج تفكر في العرس او خلال الدراسه مسألة اكمال الدراسه بقت مرحله من مراحل العمر بدون طموحات.... موضوع رائع

شيخ الدين
28-10-2009, 08:07 AM
شكرا الحبيب محمد نور علي المرور والساقية لسه مدورة

شيخ الدين
28-10-2009, 08:09 AM
ابو صفاء الرجل الرائع الله ليك وحشه لازم نركب ركشه عشان نشوفك

شيخ الدين
28-10-2009, 08:12 AM
لك الشكر الحبيب ابو خالد واقتراحك بنثنيه بس بين بينك اذا بتاعين الركشات تحركوا شوية بعملوا تغيير
شكرا علي المرور

شيخ الدين
28-10-2009, 08:15 AM
الحبيب الغالي شقيق الصديق الغالي صفوت الشريف تحياتي الي ال الشريف

التيمان
28-10-2009, 08:19 AM
والله البركه فى الرقشات دى ..

عوض الكريم الخواض
29-10-2009, 01:12 AM
أخى شيخ الدين ...
واقع معاش ...


وأصبح أصحاب المهن الحرة لا يلتفتون الى مؤهلاتهم ...
محل ما تلقى ترسى ...

وقد تعرفت الى أحد السماسرة فى دلالة الصحافة ...
وشكله لا يوحى بما يحمله فى عقله ...

فأذا به يستقبل احدى المكالمات ...
ويبدأ فى الرطانة باللغة الفرنسية وبطلاقة ...

بعد الانتهاء من المكالمة ...
قلت له يا زول دا شنو :confused::confused:
قال لى أنه خريج آدأب ( جامعة الخرطوم ) تخصص لغة فرنسية ...
قلت له متسآئلاً هل أنت راض عن عملك هذا ...
قال لى ( شغلى دا أخير لي من يبقونى وزير ) ...
وهذا الشخص من أبناء ودمدنى وهو مشهور فى دلالة الصحافة .

ابوالنور
29-10-2009, 01:55 AM
يا سلااااااااااااام يا شيخ الدين ويل كام باك

شيخ الدين
29-10-2009, 02:10 AM
التيمان الحلوين حبابكم عشرة عن جد انتو مشروع فلم درامي