المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفراعنة يفرضون الفاصلة على المحاربين



نجيب عبدالرحيم
16-11-2009, 01:24 AM
الفراعنة يفرضون الفاصلة على المحاربين

تلقى لاعبو المنتخب الجزائري صدمة كبيرة بعد أن كانوا على بعد دقيقتين من خطف بطاقة التأهل للمونديال العالمي، في المباراة التي جمعتهما مساء السبت بملعب القاهرة الدولي ضمن منافسات المجموعة الثالثة للتصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم وكأس أمم أفريقيا اللتين تقامان في جنوب أفريقيا وأنغولا على التوالي عام 2010.
في الوقت الذي كانوا يستعدون فيه للاحتفال بالتأهل فاجأهم البديل عماد متعب بضربة راسية محكمة معلناً الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع رغم تعدد الفرص التي سنحت للفراعنة خلال الحصة الأخيرة في منطقة العمليات الجزائرية فإن اللاعبين أهدروها كما سنحت للجزائريين عدة فرص لم يتعاملوا معها كما يجب وأخرى تصد لها الحضري بكل بسالة لتنتهي المباراة بهدفين نظيفين وتجمد رصيد منتخب الجزائر عند 13 نقطة وتساوى في كل شيء مع نظيره المصري وليحتكما بالتالي إلى مباراة فاصلة الأربعاء المقبل في الخرطوم على إستاد المريخ لتحديد البطل والممثل الخامس للقارة السمراء الذي سوف ينطلق للمونديال عبر بوابة عبدالقيوم.
الفترة الزمنية التي تفصل اللقاء السابق بين المنتخبين لم تكن كافية لكي تستطيع الأجهزة الفنية والإدارية تغطية الجانب المعنوي والنفسي لدى اللاعبين وهو العامل المهم والحساس في مثل هذه المباراة أما النواحي الفنية والتكتيكية فلن تختلف تفاصيلها عن المباراة الأخيرة التي خاضها الفريقين من حيث القوة والتماسك في بعض الخطوط .
المنتخب الجزائري كان أكثر من منافس شرس وعنيد للغاية وكله إصرار علي المحافظة علي فرصته في التأهل للنهائيات طوال المباراة‏,‏ وأعتمد على تضييق المساحات وخنق الملعب عن طريق الرقابة اللصيقة واللجوء إلي مصيدة التسلل والتي نجح فيها واستطاع أن يسيطر علي منتصف الملعب أغلب فترات الحصة الأولى وأهدر لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل كانت أخطرها من الكرات الثابتة التي شكلت صداعاً دائماً للدفاع المصري وحارسه عصام الحضري الذي أبدع في إنقاذ الفريق من هدف محقق كان كاد أن يخلع قلوب وأنفاس الفراعنة
المنتخب المصري لعب بانضباط وتكتيك عالٍ وكان مصمماً منذ بداية المباراة على المبادرة الهجومية وتحرك بعقلانية في كل المناطق وكان حريصاً أن لا يلج مرماه هدف قد يصعب مهمته ويريح أعصاب الضيوف، وقد نجحت كتيبة المعلم شحاتة في إنجاز المهمة الأولى بنجاح بعد ماراثون طويل وشاق بدأ من الجزائر مروراً بأرض الكنانة، إستطاعت أن تعود بالمعركة إلى فاصلة في العاصمة السودانية.
قدم الفريقان من خلال المنافسة أفضل العروض وأقوى المباريات منذ البداية يلاحظ مدى الندية والتقارب والتشابه لأوضاعهما من حيث النتائج والمستوى الفني والظروف الصعبة التي واكبت الفريقين في المنافسة من إرهاق وتوقف ذلك فإن الجمهور الرياضي العربي بشكل عام والجمهور المصري والجزائري بشكل خاص على موعد مع مباراة التكافؤ وتساوي الفرص وتشابه الظروف ومن الصعب جداً أن نجد أي ميزة أو عامل يرجح كفة فريق على الآخر ما عدا حراسة المرمى في المنتخب المصري التي تعد أكثر المراكز تألقاً وثباتاً وأماناً بوجود الحضري أفضل حارس في القارة السمراء.
من هنا تبدأ المرحلة الصعبة والحسابات المعقدة وخاصة أن اللقاء يحتاج إلى قراءة الأفكار وكثرة التوقعات ووضع البدائل وتجهيز الحلول لفك، الشفرات الدفاعية وفي إعتقادي لم يلجأ أياً من الفريقين إلى الأسلوب الدفاعي والحقيقة أن أهم شيء يجب أن يكون عليه اللقاء هو النهج الهجومي، لأن المباراة لا تقبل أنصاف الحلول، فإن أكثر ما يشغل تفكير مدرب الجزائر سعدان قوة الأداء وتماسك خط الدفاع وتفاعل خط الوسط في سرعة الارتداد وتبادل الأدوار في المساندة والبحث عن حلول بديلة للتسجيل والحذر من الإفراط بالثقة أو التذبذب في اتخاذ القرار فالتعامل مع مثل هذه المباراة يحتاج إلى ذكاء وتقسيم من ناحية الوقت والمجهود واستدراج وتفريغ لكل الحماس والاندفاع الذي سوف يبدأ به المنتخب المصري المباراة بعد الفوز الذي حققه على أرضه وبين جماهيره أدى إلى رفع معنوياته.
اعتقد أن المعلم شحاتة بحاجة لإعادة ترتيب أوراقه فريقه في خروج الكرة من الخلف لبداية الطلعات الهجومية والتي من شأنها تحقيق التوازن وتخفيف الضغط وترابط الخطوط التي سوف تساعده في التحضير والتسجيل، وخاصة أنه يلعب أمام فريق قوي وشرس وعنيد خارج أرضه التي كانت خير معين له في اللقاء السابق، الطموح والرغبة والتصميم على تحقيق الحلم موجود لدى الفريقين والكل يتمنى أن يفوز ببطاقة التأهل المونديالية لأهم وأقوى المنافسات العالمية
أعتقد أن المباراة سوف تكون ترجمة حقيقية للمستوى الفني للمنافسة ولن تتوقف عند تكتيك جيد أو إعداد إداري أو تألق نجم أو مساندة إعلامية وجماهيرية، التي لن تكون ذات فاعلية لأن الفريقان يلعبان خارج أرضهما فالمسألة في مثل هذه المباراة تحتاج إلى كل أدوات الحسم فقط .
كلمة أخيرة أناشد الجماهير الرياضية السودانية التي سوف تحضر إلى أرض الملعب لمشاهدة المباراة أن تشجع المنتخبين الشقيقين بعدالة دون المساس بالعلاقات الأخوية والتاريخية المتواصلة بين الشعب السوداني والشعبين الجزائري والمصري.