نجيب عبدالرحيم
19-11-2009, 01:09 AM
محاربو الصحراء إلى المونديال عبر بوابة عبدالقيوم
يوم الأربعاء الثامن عشر من نوفمير الحرب وضعت أوزارها كما صورها إعلام البلدين، وكسب محاربين الصحراء المعركة في الأراضي السودانية على مسرح المريخ بأم درمان، وخطف بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب افريقيا2010 عقب فوزهم علي المنتخب المصري الفراعنة بهدف دون رد أحرزه المدافع عنتر يحيي في الدقيقة الـ39 وهي المرة الثالثة التي يتأهل فيها المنتخب الجزائري الشقيق للنهائيات بعد عامي1982 و1986 ليحرم الفراعنة من التأهل الثالث لهم.
مجمل التفاصيل الفنية التي حدثت في المباراة الفاصلة التي خسرها الفراعنة من المحاربين، المعلم شحاتة لعب بطريقة 3 - 5 -2 بينما لعب سعدان لعب بطريقة 4-5- 1 هي شبيهة للكتناشيو الإيطالية.
الأجواء المتوترة والمشحونة والضغط الجماهيري على الفريقين جعل دقائق الحصة الأولى معظمها خشونة متعمدة من لاعبي الجزائر منذ الدقيقة الأولي عندما أطلق الحكم السيشلي أيدي مابيه صافرته معلنا بدء المباراة وأشهر البطاقة الصفراء لأكثر من لاعب في الفرقتين لكنه كان متردداً في إشهار البطاقة الحمراء التي كان يستحقها بعض اللاعبين من الفريقين وخاصة الجزائري.
المنتخب الجزائري بعد تسجيله الهدف أعتمد على تضييق المساحات وخنق الملعب عن طريق الرقابة اللصيقة وعدم اللجوء إلي مصيدة التسلل التي طبقها في اللقاء السابق واستطاع أن يسيطر علي منتصف الملعب أغلب فترات الحصة الأولى بعد إحرازه الهدف الأول وأهدر لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل، كانت أخطرها من الكرات الثابتة التي كان ينفذها الظهير الأيسر نذير بلحاج لاعب بورتسموث الإنجليز يإتقان شكلت صداعاً دائماً على الدفاع المصري وحارسه عصام الحضري الذي أبدع في إنقاذ الفريق من عدة أهداف، أما الحارس الجزائري البديل فوزي شاوشي كان أكثر من رائع وتصدى لكل الكرات الخطيرة وكان مصدر الإطمئنان لزملائه.
الأساليب الدفاعية البحتة والتعليمات الصارمة والتواجد الخلفي الشبيه بطريقة الدفاع الأيطالية (الكتناشيو) الدفاع المظلم أو المطرقة الحديدية التي نجح المنتخب الجزائري في تطبيقها بقيادة المدافع الفولاذي رفيق حليش، ومجيد بوقرة، ولم يغامر بالهجوم وأكتفي بالمرتدات.
الوسط الجزائري بقيادة اللاعب الفنان كريم الزياني المحترف في فريق مرسيليا الفرنسي ومراد مغني لاعب لاتسيو الإيطالي ويزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي لعبوا بروح عالية وكانوا أكثر قتالية في وسط الميدان واستفادوا من تباعد المسافات بين لاعبي الوسط المصري الذين لم تسعفهم لياقتهم على مجاراة شباب الجزائر الذين إستطاعوا بفضل تحركات المهاجم الخطير رفيق صايفي لاعب مرسيليا الفرنسي ومساندة حسن يبدا لاعب بورتسموث من تثيبت المدافعين المصريين في مناطقهم الدفاعية الأطراف التي كانت في اللقاء السابق أهم مفاتيح اللعب، مما أضطر أبو تريكة للمساندة الدفاعية أكثر من الهجومية لرجوع أحمد حسن وأحمد فتحي للثلث الأخير مما جعل خط الهجوم بلا هوية وذلك بسب تفكك الخطوط وصعوبة خروج الكرة من الخلف لبداية الهجمة لتحقيق التوازن وتخفيف الضغط المتواصل الذي فرضه الوسط الأخضر.
المنتخب الجزائري نجح في اللعب بانضباط وتكتيك عالٍ ومختلف عن السابق وكان مصمماً منذ بداية المباراة على المبادرة الهجومية وتحرك بعقلانية في كل المناطق وكان حريصاً على تأمين خطوطه الخلفية تحسباً لأي هفوة قد تحدث أثناء سير المباراة، ولذا لعب أفراده بجدية وقوة وحماس وتمركز جيد وانتشار سليم، الخلاصة أن المباراة بشكل عام جيدة والمنتخب الجزائري بشكل خاص يستحق نجومه ومدربه السعدان كل الاحترام لتعاملهم مع اللقاء بواقعية وتجنبوا كل الأخطاء التي وقعت في اللقاء السابق.
المعلم شحاتة لم يكن في يومه، سوى لعب زيدان أو عبده ربه من الحصة الأولى أو الثانية، فالكتيبة أفتقدت لقوة الأداء القوي والروح القتالية التي تميزت بها في كل المنافسات، بالإضافة إلى عدم تماسك خط الدفاع وخط الوسط الذي كان بلا فعالية وتفاعل في سرعة الارتداد وتبادل الأدوار والمساندة وإفتقاد الحلول البديلة للتسجيل، رغم السوانح التي تهيأت أمام المرمى كان من الممكن أن تحسم اللقاء لصالحهم، لولا رعونة التهديف والعصبية الزائدة واستعجال الفوز، وعنوان المباراة لا يحتمل إلا الفوز فقط، ولكنهم لم يتعاملوا المباراة بأنها فاصلة ولا تقبل أنصاف الحلول وتعني التأهل لأكبر تظاهرة عالمية كروية، وتحتاج إلى الاستنفار الكامل لكل الطاقات والاستعدادات النفسية واللياقية والذهنية وكل أدوات الحسم.
الإعلام المصري من صحافة وإذاعة وتلفزيون كان من الأسباب الرئيسة وراء خروج المنتخب، بعد مباراة القاهرة التي انتهت لصالحه بهدف، ونسى أن هناك مباراة فاصلة وفي أرض محايدة لتحديد الفريق المتأهل للمونديال، وبدأ يمدح في اللاعبين المصريين وتقزيم اللاعبين الجزائريين، والحديث عن المشاكل بين الطرفين ولم يحسب أن المنتخب الجزائري منافس قوي وعنيد وله لاعبين محترفين ويحترم خصومه، ولم يتطرق إلى الحديث عن مصادر ونقاط القوه والضعف للمنتخب الجزائري ولا ننسى أيضاً أن الإعلام الجزائري المحدود نسبياً كان يسير على نفس النهج المصري لكن تأثيره على اللاعبين لم يكن قوياً مقارنةً بقوة الإعلام المصري.
وأخيراً نهنئ السودان حكومة وشعباً ونادي المريخ بالنجاح الكبير في تنظيم الحدث الكبير الذي حاز على اهتمام إعلامي كبير في جميع وسائل الإعلام حول العالم ومبروك لمنتحب الجزائر الشقيق بطاقة المونديال وحظاً أوفر للمنتخب المصري الذي لم يحالفه في هذه المرة.
يوم الأربعاء الثامن عشر من نوفمير الحرب وضعت أوزارها كما صورها إعلام البلدين، وكسب محاربين الصحراء المعركة في الأراضي السودانية على مسرح المريخ بأم درمان، وخطف بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة بجنوب افريقيا2010 عقب فوزهم علي المنتخب المصري الفراعنة بهدف دون رد أحرزه المدافع عنتر يحيي في الدقيقة الـ39 وهي المرة الثالثة التي يتأهل فيها المنتخب الجزائري الشقيق للنهائيات بعد عامي1982 و1986 ليحرم الفراعنة من التأهل الثالث لهم.
مجمل التفاصيل الفنية التي حدثت في المباراة الفاصلة التي خسرها الفراعنة من المحاربين، المعلم شحاتة لعب بطريقة 3 - 5 -2 بينما لعب سعدان لعب بطريقة 4-5- 1 هي شبيهة للكتناشيو الإيطالية.
الأجواء المتوترة والمشحونة والضغط الجماهيري على الفريقين جعل دقائق الحصة الأولى معظمها خشونة متعمدة من لاعبي الجزائر منذ الدقيقة الأولي عندما أطلق الحكم السيشلي أيدي مابيه صافرته معلنا بدء المباراة وأشهر البطاقة الصفراء لأكثر من لاعب في الفرقتين لكنه كان متردداً في إشهار البطاقة الحمراء التي كان يستحقها بعض اللاعبين من الفريقين وخاصة الجزائري.
المنتخب الجزائري بعد تسجيله الهدف أعتمد على تضييق المساحات وخنق الملعب عن طريق الرقابة اللصيقة وعدم اللجوء إلي مصيدة التسلل التي طبقها في اللقاء السابق واستطاع أن يسيطر علي منتصف الملعب أغلب فترات الحصة الأولى بعد إحرازه الهدف الأول وأهدر لاعبوه أكثر من فرصة للتسجيل، كانت أخطرها من الكرات الثابتة التي كان ينفذها الظهير الأيسر نذير بلحاج لاعب بورتسموث الإنجليز يإتقان شكلت صداعاً دائماً على الدفاع المصري وحارسه عصام الحضري الذي أبدع في إنقاذ الفريق من عدة أهداف، أما الحارس الجزائري البديل فوزي شاوشي كان أكثر من رائع وتصدى لكل الكرات الخطيرة وكان مصدر الإطمئنان لزملائه.
الأساليب الدفاعية البحتة والتعليمات الصارمة والتواجد الخلفي الشبيه بطريقة الدفاع الأيطالية (الكتناشيو) الدفاع المظلم أو المطرقة الحديدية التي نجح المنتخب الجزائري في تطبيقها بقيادة المدافع الفولاذي رفيق حليش، ومجيد بوقرة، ولم يغامر بالهجوم وأكتفي بالمرتدات.
الوسط الجزائري بقيادة اللاعب الفنان كريم الزياني المحترف في فريق مرسيليا الفرنسي ومراد مغني لاعب لاتسيو الإيطالي ويزيد منصوري لاعب لوريان الفرنسي لعبوا بروح عالية وكانوا أكثر قتالية في وسط الميدان واستفادوا من تباعد المسافات بين لاعبي الوسط المصري الذين لم تسعفهم لياقتهم على مجاراة شباب الجزائر الذين إستطاعوا بفضل تحركات المهاجم الخطير رفيق صايفي لاعب مرسيليا الفرنسي ومساندة حسن يبدا لاعب بورتسموث من تثيبت المدافعين المصريين في مناطقهم الدفاعية الأطراف التي كانت في اللقاء السابق أهم مفاتيح اللعب، مما أضطر أبو تريكة للمساندة الدفاعية أكثر من الهجومية لرجوع أحمد حسن وأحمد فتحي للثلث الأخير مما جعل خط الهجوم بلا هوية وذلك بسب تفكك الخطوط وصعوبة خروج الكرة من الخلف لبداية الهجمة لتحقيق التوازن وتخفيف الضغط المتواصل الذي فرضه الوسط الأخضر.
المنتخب الجزائري نجح في اللعب بانضباط وتكتيك عالٍ ومختلف عن السابق وكان مصمماً منذ بداية المباراة على المبادرة الهجومية وتحرك بعقلانية في كل المناطق وكان حريصاً على تأمين خطوطه الخلفية تحسباً لأي هفوة قد تحدث أثناء سير المباراة، ولذا لعب أفراده بجدية وقوة وحماس وتمركز جيد وانتشار سليم، الخلاصة أن المباراة بشكل عام جيدة والمنتخب الجزائري بشكل خاص يستحق نجومه ومدربه السعدان كل الاحترام لتعاملهم مع اللقاء بواقعية وتجنبوا كل الأخطاء التي وقعت في اللقاء السابق.
المعلم شحاتة لم يكن في يومه، سوى لعب زيدان أو عبده ربه من الحصة الأولى أو الثانية، فالكتيبة أفتقدت لقوة الأداء القوي والروح القتالية التي تميزت بها في كل المنافسات، بالإضافة إلى عدم تماسك خط الدفاع وخط الوسط الذي كان بلا فعالية وتفاعل في سرعة الارتداد وتبادل الأدوار والمساندة وإفتقاد الحلول البديلة للتسجيل، رغم السوانح التي تهيأت أمام المرمى كان من الممكن أن تحسم اللقاء لصالحهم، لولا رعونة التهديف والعصبية الزائدة واستعجال الفوز، وعنوان المباراة لا يحتمل إلا الفوز فقط، ولكنهم لم يتعاملوا المباراة بأنها فاصلة ولا تقبل أنصاف الحلول وتعني التأهل لأكبر تظاهرة عالمية كروية، وتحتاج إلى الاستنفار الكامل لكل الطاقات والاستعدادات النفسية واللياقية والذهنية وكل أدوات الحسم.
الإعلام المصري من صحافة وإذاعة وتلفزيون كان من الأسباب الرئيسة وراء خروج المنتخب، بعد مباراة القاهرة التي انتهت لصالحه بهدف، ونسى أن هناك مباراة فاصلة وفي أرض محايدة لتحديد الفريق المتأهل للمونديال، وبدأ يمدح في اللاعبين المصريين وتقزيم اللاعبين الجزائريين، والحديث عن المشاكل بين الطرفين ولم يحسب أن المنتخب الجزائري منافس قوي وعنيد وله لاعبين محترفين ويحترم خصومه، ولم يتطرق إلى الحديث عن مصادر ونقاط القوه والضعف للمنتخب الجزائري ولا ننسى أيضاً أن الإعلام الجزائري المحدود نسبياً كان يسير على نفس النهج المصري لكن تأثيره على اللاعبين لم يكن قوياً مقارنةً بقوة الإعلام المصري.
وأخيراً نهنئ السودان حكومة وشعباً ونادي المريخ بالنجاح الكبير في تنظيم الحدث الكبير الذي حاز على اهتمام إعلامي كبير في جميع وسائل الإعلام حول العالم ومبروك لمنتحب الجزائر الشقيق بطاقة المونديال وحظاً أوفر للمنتخب المصري الذي لم يحالفه في هذه المرة.