ودتابر
09-12-2009, 07:21 AM
زائرتي .. ... وليل الغربة المقلوب
عيون الليل تثقب ذاتي .. ونتانة الغرفة تملأ خياشيمي المحمومة .. ورطوبة الجو تخمد ذكرياتي في قاعي الأجوف .. فتتجمد أوصالي ويعتصرني الألم الثائر في دواخلي والمنتصب كأقواس النصر في مدن الضباب .. .. وتتجهم الجدران في وجهي .. وتكاد تلفظني أركان فراشي المثقوب .. ... ولكن فجأة تنبثق صورتها كومض البرق في ليلة مطر صيفية .. ورغم الضوء الصاخب تتشبث مقلتاي بها .. .. إنها !! .. إنها هي !!! .. إنها أمي .. إنها أمي .. ... إنها هي بلحمها ودمها ... أمي التي وهبتني الحياة وانزوت ذات يوم أسود منبوذ مودعة إلي لقاء ربها .. ... بهية الطلعة ... .. مضيئة الجبين ... بملابسها البيضاء تتجلى كأجنحة الحمائم في يوم السلام الأكبر .. .. وبسمتها المعهودة كوضح الفجر تشرق على ثغرها الميمون .. ... إنها هي أمي كنز المودة .. وأسطورة الحنان .. ونهر الفضيلة .. وإمبراطورة الأمومة .. .. هي بعفويتها اللماحة واتزانها الوقور .. ... فجثوت عند قدميها ورفعت يديّ إليها أسألها العفو والسماح .. ... واغرورقت عيناي بالدموع ولكنها انحبست في الجفون .. ... وأتاني صوتها المنغم تؤنبني .. .. لم البكاء يا ولدي ؟ .. لتكن دعواتك خير سلوى لك .. .. اقرأ سورة الإخلاص . وتناهى إلي سمعي صوتها وهي ترتل سورة الإخلاص .. ... فأغمضت عينايّ ورفعت يدايّ إلي السماء وظللت أردد معها مرة .. ومرتان ... وثلاثة ... إلي أن سكن صوتها .. وفتحت عينايّ .. فبدأ الضوء يخفت .. وبدأت تتلاشى من أمامي رويداً رويداً .. ... وأنا أقفز نحوها .. .. ولكن عبثاً وهراءً أن يجد الظمآن في سراب البيداء ماء.
وعاد الليل يلف أطرافي والظلام يكبلني ويدثرني بثوبه المخيف .. وأغرقتني السكينة المبتورة .. وعادت الكآبة تسكن أعماقي .. والدجى يحملق في وجهي وينفث سمومه في جسدي المكدود .. .. ومع إرهاصات الألم الأحمر في ليل الغربة المقلوب ونشوة الثواني الماضية المأخوذة من أفواه النساك ودعوات المصلين وترنيمات الأطفال في طرقات البراءة .. عدت إلي صراعي مع النوم الهارب في سبيل الألم المسكوب في بوابات الغربة المصلوبة على أشرعة المعاناة والضياع .
عصام عبدالرحيم
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر
عيون الليل تثقب ذاتي .. ونتانة الغرفة تملأ خياشيمي المحمومة .. ورطوبة الجو تخمد ذكرياتي في قاعي الأجوف .. فتتجمد أوصالي ويعتصرني الألم الثائر في دواخلي والمنتصب كأقواس النصر في مدن الضباب .. .. وتتجهم الجدران في وجهي .. وتكاد تلفظني أركان فراشي المثقوب .. ... ولكن فجأة تنبثق صورتها كومض البرق في ليلة مطر صيفية .. ورغم الضوء الصاخب تتشبث مقلتاي بها .. .. إنها !! .. إنها هي !!! .. إنها أمي .. إنها أمي .. ... إنها هي بلحمها ودمها ... أمي التي وهبتني الحياة وانزوت ذات يوم أسود منبوذ مودعة إلي لقاء ربها .. ... بهية الطلعة ... .. مضيئة الجبين ... بملابسها البيضاء تتجلى كأجنحة الحمائم في يوم السلام الأكبر .. .. وبسمتها المعهودة كوضح الفجر تشرق على ثغرها الميمون .. ... إنها هي أمي كنز المودة .. وأسطورة الحنان .. ونهر الفضيلة .. وإمبراطورة الأمومة .. .. هي بعفويتها اللماحة واتزانها الوقور .. ... فجثوت عند قدميها ورفعت يديّ إليها أسألها العفو والسماح .. ... واغرورقت عيناي بالدموع ولكنها انحبست في الجفون .. ... وأتاني صوتها المنغم تؤنبني .. .. لم البكاء يا ولدي ؟ .. لتكن دعواتك خير سلوى لك .. .. اقرأ سورة الإخلاص . وتناهى إلي سمعي صوتها وهي ترتل سورة الإخلاص .. ... فأغمضت عينايّ ورفعت يدايّ إلي السماء وظللت أردد معها مرة .. ومرتان ... وثلاثة ... إلي أن سكن صوتها .. وفتحت عينايّ .. فبدأ الضوء يخفت .. وبدأت تتلاشى من أمامي رويداً رويداً .. ... وأنا أقفز نحوها .. .. ولكن عبثاً وهراءً أن يجد الظمآن في سراب البيداء ماء.
وعاد الليل يلف أطرافي والظلام يكبلني ويدثرني بثوبه المخيف .. وأغرقتني السكينة المبتورة .. وعادت الكآبة تسكن أعماقي .. والدجى يحملق في وجهي وينفث سمومه في جسدي المكدود .. .. ومع إرهاصات الألم الأحمر في ليل الغربة المقلوب ونشوة الثواني الماضية المأخوذة من أفواه النساك ودعوات المصلين وترنيمات الأطفال في طرقات البراءة .. عدت إلي صراعي مع النوم الهارب في سبيل الألم المسكوب في بوابات الغربة المصلوبة على أشرعة المعاناة والضياع .
عصام عبدالرحيم
عصام الدين أحمد عبدالرحيم تابر