المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنا.. وأزواجي الأربعة”.



أبونبيل
27-12-2009, 10:42 AM
جدل شعبي وغضب فقهي ودعاوى قضائية ضد داعية "تعدد الأزواج"


القاهرة - “الخليج”:


“ائذنوا لي أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة.. أو تسعة إن أمكن. فلتأذنوا لي بمحاكاتكم”..


هكذا خاطبت الكاتبة السعودية نادين البدير معشر الرجال في مقال لها بجريدة “المصري اليوم” قبل نحو أسبوعين عنونته ب “أنا.. وأزواجي الأربعة”.


ولم يكن من الطبيعي أن يمر ما كتبته الإعلامية السعودية مرور الكرام، رغم أنها سرعان ما تراجعت في الأسبوع التالي لتقول في مقال تالٍ نشرته الصحيفة نفسها، إنها كانت تثير غضب الرجال فحسب، فحديثها أثار حالة من الغضب الشعبي والفقهي وجدد الجدل حول قضية محسومة دينياً، فيما يثيرها البعض بين الحين والآخر لأهداف يبدو أن هناك إجماعا حول أنها لا تخرج عن كونها “سعي إلى شهرة لم تتحقق” كما هو الحال بالنسبة للبدير، أو زيادة في شهرة متحققة بالفعل كما هو الحال بالنسبة للكاتبة المصرية الدكتورة نوال السعداوي.


لم يتوقف رد الفعل حول ما كتبته البدير عند التعاطي معه بالكتابة، إما بالرفض القاطع أو الدعوة لقراءة ما وراء دعوتها فيما يتعلق بقضية إساءة معاملة المرأة من قبل الرجل في المجتمعات الشرقية، وإنما امتد الجدل إلى رفع دعاوى قضائية ضد الكاتبة وضد صحيفة “المصري اليوم” التي احتضنت مقالها، وقد تجاوز هذا الجدل الحدود المصرية ليمتد إلى الكويت عبر مقال للكاتب الصحافي فؤاد الهاشم، لم يخل من سخرية لاذعة، وتضمن عرضا ل “الزميلة العزيزة وهي بالمناسبة صغيرة وجميلة وذات وزن مثالي، ماذا لو تزوجتها أنا مع الزميل وليد الجاسم والزميل أحمد الفهد والشيخ صالح النهام.. مثلا”؟!.


الهاشمي الذي اختتم مقاله الساخر بتحذير ل “البدير” من أن فكرتها هذه لو تحققت وتزوجت من مجموعة رجال دفعة واحدة فسوف ينتهي تاريخ صلاحيتها خلال ستة أشهر فقط ولا تعود “صالحة للاستهلاك الآدمي”، كان أهدأ نسبيًا في التعاطي مع هذا المقال الصادم، إذ لم تمر سوى بضعة أيام على نشره حتى فاجأ المحامي المصري خالد فؤاد الكاتبة والصحيفة على حد سواء ببلاغ للنائب العام يتهم فيه الاثنتين “بالترويج للفحشاء والتشجيع على الفجور”.


المحامي المصري الذي يشغل منصب نائب رئيس حزب الشعب الديموقراطي اتهم في بلاغه الكاتبة السعودية بالدعوة لازدراء الأديان وهدمها.


علماء الأزهر بدورهم أدانوا الترويج لتعدد الأزواج في العالم الإسلامي عن طريق بعض وسائل الإعلام العربية ومن خلال كاتبات لا يدركن حقائق الدين الإسلامي وثوابته ومقاصد الشريعة الإسلامية من إباحة التعدد للرجال وحظره على النساء.


وقال الداعية والفقيه الدكتور نصر فريد واصل، أستاذ الشريعة الإسلامية وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر ومفتي مصر الأسبق، إن المقال نوع من أنواع العبث، فالإسلام أباح للرجل أن يجمع بين أكثر من زوجة في ظروف معينة، ووجود دوافع حقيقية لذلك، ووضع الضوابط والقواعد التي تضمن حقوق الزوجات وتحقق العدالة بينهن دون جور على حق واحدة لصالح الأخرى، وفي تعدد الزوجات مصلحة حقيقية للمجتمع وللمرأة قبل أن يكون في ذلك مصلحة للرجل.


وأضاف: المنافع والفوائد والمقاصد التي شرع من أجلها تعدد الزوجات كثيرة ومتنوعة، فالزوجة قد تكون عقيمة أو مريضة أو غير قادرة على الوفاء بواجباتها الزوجية تجاه زوجها وهنا يكون من مصلحتها أن يتزوج زوجها من أخرى مع الإبقاء عليها لتظل في رعاية وحماية زوج بدلا من الطلاق ومواجهة مصاعب الحياة بمفردها.


أيضا في إباحة تعدد الزوجات مصلحة مجتمعية في ظل ارتفاع معدلات العنوسة في بلادنا العربية وزيادة عدد الإناث على عدد الذكور.


في مقابل ذلك يؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ السنة النبوية ورئيس اللجنة الدينية بالبرلمان المصري، أن تعدد الأزواج الذي تطالب به الكاتبة السعودية يحتوي على كل أشكال الفساد والانحراف الأخلاقي ويؤدي إلى اختلاط الأنساب، فالمرأة هي وعاء الرجل، والوعاء الذي يلتقي عليه عدد من الرجال يكون مصدرا لكل الأوبئة والأمراض الخطيرة، وكرامة المرأة المسلمة تفرض عليها أن تكون وعاءً لرجل واحد.


أما الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الشريعة الإسلامية والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية العربية للبنات بالأزهر، فتقول: ما طالبت به الكاتبة في مقالها الغريب والشاذ لم يطالب به أحد من خصوم الإسلام، وغير معترف به في أي ديانة من الأديان السماوية أو غير السماوية، وهو أمر مرفوض من كل البشر حتى كثير من الحيوانات، ولذلك لا ينبغي أن نشغل أنفسنا بالرد على هذه التفاهات.


وقالت: أي مساواة هذه التي تطالب بها الكاتبة السعودية؟ وكيف تقبل وهي أنثى أن يلتقي عليها أكثر من رجل؟








الداعيه

أبونبيل
04-01-2010, 08:35 AM
أنا وأزواجى الأربعة

بقلم نادين البدير ١١/ ١٢/ ٢٠٠٩

ائذنوا لى أن أزف إلى أربعة.. بل إلى خمسة. أو تسعة إن أمكن.

فلتأذنوا لى بمحاكاتكم.

ائذنوا لى أن أختارهم كما يطيب لجموح خيالى الاختيار.

أختارهم مختلفى الأشكال والأحجام. أحدهم ذو لون أشقر وآخر ذو سمرة. بقامة طويلة أو ربما قصيرة. أختارهم متعددى الملل والديانات والأعراق والأوطان. وأعاهدكم أن يسود الوئام.

لن تشتعل حرب أهلية ذكورية، فالموحد امرأة.

اخلقوا لى قانوناً وضعياً أو فسروا آخر سماوياً واصنعوا بنداً جديداً ضمن بنود الفتاوى والنزوات. تلك التى تجمعون عليها فجأة ودون مقدمات.

فكما اقتادونى دون مبررات لمتعة وعرفى وفريندز ومصياف ومسيار وأنواع مشوشة من الزيجات، فلتأذنوا لى أن أقتاد بدورى أربعة.

هكذا رحت أطالب مرة بحقى فى تعدد الأزواج أسوة بحقه فى تعدد الزوجات. استنكروها، النساء قبل الرجال. والنساء اللواتى تزوج عليهن أزواجهن أكثر من المعلقات بأحادى الزوجة. والنساء المتزوجات أكثر من العازبات. كتب رجال الدين الشىء الكبير من المقالات والسؤالات حول عمق تعريفى للزواج وعمق تدينى وكتب القراء كثير من الرسائل أطرفها من يريد الاصطفاف فى طابور أزواجى المأمولين.

أصل الموضوع كان تعنتى وإصرارى على أحادية العلاقات. أصله رغبة جامحة باستفزاز الرجل عبر طلب محاكاته بالشعور بذاك الإحساس الذى ينتابه (وأحسده عليه) وسط أربعة أحضان.. ألم يمتدحه الرجال؟ ألا يتمنونه بالسر وبالعلن؟ لطالما طرحت السؤال حول علة الاحتكار الذكورى لهذا الحق. لكن أحداً لم يتمكن من إقناعى لم: أنا محرومة من تعدد الأزواج؟

كرروا على مسامعى ذات أسطوانة الأسئلة وقدموا ذات الحجج التى يعتقدونها حججاً.

قالوا إنك لن تتمكنى كامرأة من الجمع جسدياً بين عدة رجال، قلت لهم الزوجة التى تخون وبائعة الهوى تفعلان أكثر، بلى أستطيع. قالوا المرأة لا تملك نفساً تؤهلها لأن تعدد. قلت: المرأة تملك شيئاً كبيراً من العاطفة، حرام أن يهدر، تملك قلباً، حرام اقتصاره على واحد. إن كان الرجل لا يكتفى جنسياً بواحدة فالمرأة لا تكتفى عاطفياً برجل.. أما عن النسب فتحليل الحمض النووى dna سيحل المسألة. بعد فترة لم يعد تفكيرى منحصراً فى تقليد الرجل أو منعه من التعدد، صار تفكيراً حقيقياً فى التعددية، التى نخجل نحن النساء من التصريح عن رأينا الداخلى بها.

التعددية التى انتشرت بدايات البشرية وزمن المجتمع الأموى والمرأة الزعيمة. التعددية التى اختفت مع تنظيم الأسرة وظهور المجتمع الأبوى وبدايات نظام الاقتصاد والرغبة فى حصر الإرث وحمايته.. لأجل تلك الأسباب كان اختراع البشرية للزواج. وجاءت الأديان لتدعم أنه مؤسسة مودة ورحمة وأداة تناسل وحماية من فوضى الغرائز.

كل الفوائد المجتمعية مكفولة به. وكثير من المصالح الدينية مضبوطة به. عدا شىء واحد. لم يحك عنه المنظمون. وهو دوام التمتع بالجنس.. ودوام الانجذاب داخل زواج خلق لتنظيم الجنس..

جاءت حماية الأمور المادية للمجتمع من اقتصاد وأخلاق على حساب الشغف الطبيعى بين الأنثى والذكر. ونسى المنظمون أن الزواج يستحيل عليه تنظيم المشاعر التى ترافق الجنس. لأن لا قانون لها ولا نظام. الجنس داخل مؤسسة الزواج واجب روتينى.. أحد طقوس الزواج اليومية. وسيلة إنجاب، إثبات رجولة، كل شىء عدا أنه متعة جسدية ونفسية.

يقول الرجال: يصيبنا الملل، تغدو كأختى، لا أميل لها جنسياً مثل بداية زواجنا صار بيتى كالمؤسسة، اختفى الحب.

ـ الملل.. أهو قدر طبيعى لمعظم الزيجات؟

فتبدأ ما نسميها (خيانة)، ويبدأ التعدد لا لأن الرجل لا أخلاقيات له لكن لأن الملل أصابه حتى المرض، والتقاليد وأهل الدين يشرعون له الشفاء.

أما المرأة فتحجم عن الخيانة، لا لأن الملل لم يقربها، بل على العكس فى الغالب هى لم تشعر بأى لذة منذ الليلة الأولى فى هذا الزواج التقليدى المنظم. لكن لأن التقاليد وأهل الدين يأمرونها بأن تلزم بيتها و(تخرس). هل كل المتزوجات فى مجتمعاتنا الشرقية مكتفيات جنسياً؟ بالطبع لا.

تخجل المرأة من التصريح بأنها لا تنتشى (أو لم تعد تنتشى)، وأن ملمس زوجها لم يعد يحرك بها شيئاً.. وتستمر بممارسة أمر تعده واجباً دينياً قد يسهم بدخولها الجنة خوفاً من أن تبوح برفضها فيلعنها زوجها وتلعنها الملائكة. سيمون دى بوفوار بقيت على علاقة حب بسارتر حتى مماتها لم يتزوجا ورغم مغامراتهما المنفردة بقيا على ذات الشعور الجارف بالحب تجاه بعضهما.

هل الأحادية فى أصلها الإنسانى خطأ؟ هل الحياة داخل منزل واحد والالتصاق الشديد هو سبب الملل؟ اختفاء عنصر التشويق.

هل صحيح أن الأجساد كلما ابتعدت يرسخ الانجذاب، وكلما اقتربت الأجساد حد التوحد اليومى ابتعدت الأرواح؟ هل من الغلط انتقالهما للحياة فى منزل مشترك؟ لماذا يدوم كثير من العلاقات خارج إطار الزواج لسنوات طويلة وحين يتم الزواج ينتهى كل ما جمعهما؟ حتى يقال (انتهت علاقتهما بالزواج) وكأنها فنيت.

هل هناك خطأ فى الزواج نفسه؟ هل يكون عقد النكاح المكتوب هو السبب.. تحويل المشاعر لأوراق تصادق عليها المحكمة والشهود لإبرام تحالف المفترض أن يكون روحياً؟ أهو اختلاط الحب والانجذاب بالالتزام القانونى والرسميات.. أم أن تدخل الأهل واشتراط موافقة جمع هائل من المجتمع والنظام ومختلف المعابد قد يفرغ المشاعر من روحها..

التعدد فى اعتقاد كثيرين هو حل لمشكلة الملل والسأم وتلبية لمشاعر الرجل، لكن فى احتكار الرجال للتعدد دون النساء تمييز وخرق لكل معاهدات سيداو. إذ كيف تلبى مشاعر المرأة؟

إما التعدد لنا أجمعين أو محاولة البدء برسم خارطة جديدة للزواج.. تحل أزمة الملل وحجة الرجل الأبدية. وحتى ذلك الوقت يبقى سؤالى مطروحاً: ما الحل إن أصابنى الملل من جسده أو شعرت أنه أخى؟