المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المغتربين ما شافوها



عصمت الصادق حماد
05-01-2010, 09:01 AM
بينما كان أسامه يحزم حقائبه لإحدى البلاد الأوروبية، كانت هذه مناسبة طيبة ليجتمع الأهل والأحباب حوله.. والكل يسجي له النصائح بينما دعاء الأم له بالتوفيق في رحلته الدراسية، كانت سامية ترمقه من على البعد.. تحاول إخفاء ما تفضحه العيون.. وسرحت بظلال عينها في أفق بعيد تحاول من خلاله الفكاك من هذه اللحظات العصيبة التي لم يدور بخلجاتها أن تكون هذه المسافات البعيدة بينها وبين من تعشق.. ولكنها اعتصر ذلك كله في حنايا القلب وظلت في صمت رهيب.
ترجَّل إلي شرفته ووجهه يطل لعمق السماء...عيناه ترقبان نجمة بعينها، مستقرة في الأفق ...أطل بعيدًا لم يرَ شيئًا ..، تهمس في أذنه أغنية قديمة ...كلمات بعينها ترقي إلى ذاته الحائرة، تحرِّك ذاكرته..، تطرح أفكارًا تشبه الدوائر الحلزونية لدوامة تأخذه بعيدًا، تغوص به إلى ماضٍ سحيق.. تعود به خطوطًا منفصلة، متصلة إلى حيث كان...!
عندما هم أسامه بأخذ بعض أوراقه دس في طياتها ظرف حكومي به رسائل معطرة ومنديل كتب عليه بالحروف اللاتينية (s. A) وتوجه قبالة الدار ليلقي عليها نظرة كأنما لسان حاله يقوم سأعود إليك يوماً لأخضب بنانك ولأرسم على محياك أغنية الفرح الكبير.. حاول حينها أن يسرع الخطى نحوها ولكن.. سمع صوت ينادي من خارج الدار.. العربية جاهزه.
عندما وصل أسامه إلى مقر الدراسة استقبله صديقه القديم هاني الذي أدخل عليه فكرة الدراسة والالتحاق بكلية الهندسة، ومع عجلة الأيام ومقررات الدراسة والمجتمع الجديد الذي اعتصره انقطعت الصلة بينه وبين الأهل والأحباب.
مرت السنون متلاحقة .. وعاد أسامه يحمل الشهادة التي ظل يكدح ويتعب في الحصول عليها.. حينها استقبله أهله استقبال الأبطال ..وفي المساء اجتمع حوله أخوته وبدأ السمر في السؤال عن القرية وأحوالها وتحولت دفة الحديث عن بنات القرية .. فكلما سأل عن إحداهن قيل له أنها تزوجت وذهبت إلى دولة من دول الخليج أو أنها خطبت لفلان الذي يجهز لها في الأوراق حتى جاء السؤال...عنها... حينها وبصوت واحد قيل له .. أنها منتظراك..
وقتها ألجمته المفاجأة وقال في سره .. دي المغتربين ما شافوها؟!!

تغريد
05-01-2010, 03:34 PM
شكرا لجميل المشاركة يا عصمت و وقد توقعت ان تنتهي القصة بأن يجد المغترب حبيبنه وقد تزوجت مثلا

او يعود هو وقد نزوج بأخري ولكن هذه الخاتمة الفكاهية هي حقيقة ما لم اتوقعه

المغتربين ديل قاصدنه عديييييل كدا

شكرا عصمت ودمت بود

مدناوية
05-01-2010, 10:13 PM
قوية يا عصمت ...

ضحكتني من الأعماق ..


صحي كدي النسألك .. المغتربين كيف ما شافوها؟؟؟

:cool::cool:

عصمت الصادق حماد
05-01-2010, 10:57 PM
صحي كدي النسألك .. المغتربين كيف ما شافوها؟؟؟

:cool::cool:


لأننا في كثير من الأوقات .. نفصل أنفسنا.. ونظل نحبسها في جلباب.. ونسقط من حسابتنا العوامل المحيطة بنا من اتساع وضيق وعوامل تعرية..
قد ندرك الوجه الآخر من الأشياء لكن.... بعد فوات الأوان..
لذا لزاماً علينا أن لا تكون نظرتنا في اتجاه واحد.

ABUZAID
05-01-2010, 10:59 PM
بين ما كان أسامه يحزم حقائبه لإحدى البلاد الأوروبية، كانت هذه مناسبة طيبة ليجتمع الأهل والأحباب حوله.. والكل يسجي له النصائح بينما دعاء الأم له بالتوفيق في رحلته الدراسية، كانت سامية ترمقه من على البعد.. تحاول إخفاء ما تفضحه العيون.. وسرحت بظلال عينها في أفق بعيد تحاول من خلاله الفكاك من هذه اللحظات العصيبة التي لم يدور بخلجاتها أن تكون هذه المسافات البعيدة بينها وبين من تعشق.. ولكنها اعتصر ذلك كله في حنايا القلب وظلت في صمت رهيب.
ترجَّل إلي شرفته ووجهه يطل لعمق السماء...عيناه ترقبان نجمة بعينها، مستقرة في الأفق ...أطل بعيدًا لم يرَ شيئًا ..، تهمس في أذنه أغنية قديمة ...كلمات بعينها ترقي إلى ذاته الحائرة، تحرِّك ذاكرته..، تطرح أفكارًا تشبه الدوائر الحلزونية لدوامة تأخذه بعيدًا، تغوص به إلى ماضٍ سحيق.. تعود به خطوطًا منفصلة، متصلة إلى حيث كان...!
عندما هم أسامه بأخذ بعض أوراقه دس في طياتها ظرف حكومي به رسائل معطرة ومنديل كتب عليه بالحروف اللاتينية (s. A) وتوجه قبالة الدار ليلقي عليها نظرة كأنما لسان حاله يقوم سأعود إليك يوماً لأخضب بنانك ولأرسم على محياك أغنية الفرح الكبير.. حاول حينها أن يسرع الخطى نحوها ولكن.. سمع صوت ينادي من خارج الدار.. العربية جاهزه.
عندما وصل أسامه إلى مقر الدراسة استقبله صديقه القديم هاني الذي أدخل عليه فكرة الدراسة والالتحاق بكلية الهندسة، ومع عجلة الأيام ومقررات الدراسة والمجتمع الجديد الذي اعتصره انقطعت الصلة بينه وبين الأهل والأحباب.
مرت السنون متلاحقة .. وعاد أسامه يحمل الشهادة التي ظل يكدح ويتعب في الحصول عليها.. حينها استقبله أهله استقبال الأبطال ..وفي المساء اجتمع حوله أخوته وبدأ السمر في السؤال عن القرية وأحوالها وتحولت دفة الحديث عن بنات القرية .. فكلما سأل عن إحداهن قيل له أنها تزوجت وذهبت إلى دولة من دول الخليج أو أنها خطبت لفلان الذي يجهز لها في الأوراق حتى جاء السؤال...عنها... حينها وبصوت واحد قيل له .. أنها منتظراك..
وقتها ألجمته المفاجأة وقال في سره .. دي المغتربين ما شافوها؟!!




الاخ العزيز الاستاذ - عصمت الصادق حماد

اشواقي القلبية الحارة

وبدون مقدمات

من اجمل ما قرأت من كلمات

تحاول إخفاء ما تفضحه العيون

المتأمل لهذه العبارة, والغائص في اعماق تفكيره وخياله, يروي لنفسة ابعادا غير مرئية, واهات غير مروية, ولهفة مالها نهاية, وحنينا بلا قاع ولا حد ليعبر
اتحفتنا بها

الجمت السنتنا, وفتحت لمخيلتنا افاق اوسع ليمضي كل منا في تصوير الموقف حسب مراده ومزاجه

وللغربة حقيقة العديد من الضرائب وليس ضريبة واحدة
ومنها :

فعلام انكرت الغرام
علام انكرت الحنين

ورحلت عن دنياي
تبغين الحلى تتعطفين

وابتعت الغرام بحفنة
بدراهم بصدى الرنين

وبنيت فوق مدامعي
امجاد صاحبك الرعين


حقيقة ( دي المغتربين ما لقوها )

تحياتي

محمد النويري-الفقراء
06-01-2010, 12:04 AM
سلامات يا غالي بديت مع القصة ولما عرفتو مغترب اتوقعت ( ميتة وخراب ديار ) القى حبيبتو عرسوها وعندها اولاد لكن لما لقيتها منتظرة جد دي ما اتوقعتها باين عليها بتريدو شديد ..
مشاققة : اكون عمليها سحر وكتفها عند مايسة ولا اكون قابل ود النويري لتكتيف النسيبة وبناتها .. هههههههههههه بيني وبينك دي الحب ولا بلاااااش

عصمت الصادق حماد
06-01-2010, 09:19 AM
من اجمل ما قرأت من كلمات


المتأمل لهذه العبارة, والغائص في اعماق تفكيره وخياله, يروي لنفسة ابعادا غير مرئية, واهات غير مروية, ولهفة مالها نهاية, وحنينا بلا قاع ولا حد ليعبر
اتحفتنا بها



الغالي أبا زيد لعل للحكاية الآن ألق وجمال .. كيف لا وهذه الرؤى والأبعاد التي اكتستها من عباراتكم الرقيقة.. ودفعكم المعنوي .... حتى لأننا نحاكي كما الطاؤوس خيال.. والأطفال مرحاً وحبورا.. وأنتم تزينون دواخلنا بأن لامسنا أوتار فخر منتدانا.
فعلام انكرت الغرام[/]



حقيقة ( دي المغتربين ما لقوها )




لعل البرق الخلب يخدع الكثيرين.. والسراب الذي يحسبه ماء ... يجعلنا دوماً في حالة ظماء وفي بحث دائم عن مرافئ آمنة نحاول أن تسري عليها مراكبنا بعد أن ضلننا الطريق..

عصمت الصادق حماد
06-01-2010, 09:28 AM
سلامات يا غالي بديت مع القصة ولما عرفتو مغترب اتوقعت ( ميتة وخراب ديار ) القى حبيبتو عرسوها وعندها اولاد لكن لما لقيتها منتظرة جد دي ما اتوقعتها باين عليها بتريدو شديد ..
مشاققة : اكون عمليها سحر وكتفها عند مايسة ولا اكون قابل ود النويري لتكتيف النسيبة وبناتها .. هههههههههههه بيني وبينك دي الحب ولا بلاااااش


عندما تزل أقدامنا بإمكاننا إن نجبر ما انكسر.. بينما يكون من الصعب علينا جبر خواطرنا وأحاسيسنا النبيلة..

عصمت الصادق حماد
06-01-2010, 09:32 AM
ولكن هذه الخاتمة الفكاهية هي حقيقة ما لم اتوقعه



لأن شر البلية ما يضحك..

محمد الجزولى
08-01-2010, 09:54 PM
اخى عصمت
لغه رصينه وانعكاس لواقع اصبح مقلوبا
زمان كان الرجل يتعب ويتغرب ويهيم فى كل بقاع الارض لكى يجمع ما يكفى للاقتران بمن حددها رفيقه دربه
وعند رجوعه يجد ان فتاة احلامه قد خطفها فارس اخر بحصان ابيض لانه استطاع ان يجمع النقود قبله
اما الان فالفتاه تضرب اروع المثل فى الوفاء والاخلاص لتجد جزاءها الاهمال
ولكن هذا قد يقودنا الى سؤال : هل البعيد عن العين بعيد عن القلب؟؟؟؟
لك التحايا اخى عصمت فقد رحلت بنا فى رحله ممتعه

أبو جودي
09-01-2010, 04:37 AM
أخونا عصمت عليك الله هو المغتربين بقى عندهم شوف
ما خلاص عيونم طششت من الحاصل ليهم

عصمت الصادق حماد
10-01-2010, 12:01 AM
اما الان فالفتاه تضرب اروع المثل فى الوفاء والاخلاص لتجد جزاءها الاهمال


لعلك تتفق مع أخي محمد الجزولي بأن الحياة قد انقلب حالها (180) درجة وأصبحت المرأة بعد التوسع في التعليم وهجرت الرجال هي من تقود الخدمة المدنية هذا الوضع جعل الكثير من بناتنا في انتظار قطار الزواج.. وكم شاهدنا أكثر من حالة زواج تمت كانت من الألف إلى الياء من صنع المرأة.
ولكن هذا قد يقودنا الى سؤال : هل البعيد عن العين بعيد عن القلب؟؟؟؟



يغيب عن الهوى إذا ما لقيتها*** ويحيى إذا ما فارقتها فيعود

لعل شاعرنا كان يسكن في أطراف الحي أما الهجرة في هذه السنين.. تنسي الواحد منا حتى اسمه!!!

عصمت الصادق حماد
10-01-2010, 12:02 AM
أخونا عصمت عليك الله هو المغتربين بقى عندهم شوف
ما خلاص عيونم طششت من الحاصل ليهم



والله يا أبا جودي العليهم ما شوي

عاشق الأثير
12-01-2010, 02:37 AM
لك الشكر وكل التقدير أبو محمد على هذه الحروف والكلمات التي تاتي من واقع الحياة
تحياتي حبي تقديري

عصمت الصادق حماد
18-01-2010, 01:31 AM
لك الشكر وكل التقدير أبو محمد على هذه الحروف والكلمات التي تاتي من واقع الحياة
تحياتي حبي تقديري


حمداً لله على سلامتك..
كنا نتوقعك عبر أسير نسايم ساهور
لعل المانع خير..
عوداً حميداً

ودسمير
18-01-2010, 02:37 AM
محظوظ اسامه جاب الشهادة ووجد ساميه صامدة وجامدة وهكذا الحب فى زمن اصيب بداء المادة من ملايين وعربات فارهة . ولكن على اسامه ان يبدأ برحلة المتاعب والبحث عن عمل فى بلد يتسول ملايين الخريجين للوظيفة ! وانا على يقين بان ساميه ستتوشح ببردة الصبر وتنتظر مرة اخرى