المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعه على خد ناسكة



عصمت الصادق حماد
11-01-2010, 12:23 AM
حينما التقطت الحاجة نفيسة حصى الجمار سرحت بمخيلتها في الأفق البعيد ورجعت بذاكرة الأيام إلى عقدين ونصف من الزمان.. حينما تحرك في أحشائها ابنها الثامن.. وقتها ضاقت بها الدنيا بما رحبت.. هطلت عليها غمامة من الحزن.. وظل يرن في أذنها حديث والدتها منبهة أيها بالحد من الولادة.. معتقدة بأن ذلك يؤدي إلى قصر أجلها.. وهي في تلك الدوامة من التفكير نسجت خيوط حديث صاحبتها محاسن وهي تنصحتها باستعمال حبوب تنظيم الأسرة.
أصبحت الحاجة نفيسة تتقلب في حيرة من أمرها.. أتبلغ زوجها بهذا الزائر غير المرغوب فيه.. أما أنها تكتمه عنه خاصة وأنها ذاقت الأمرين في آخر مولود لها حين أُوجلت عقيقته إلى أسبوع آخر حين أوصدت الأبواب في وجه زوجها.. ليأتي الفرج على يد شقيقها الذي أرسل (قروش السماية)، بعد أن أشبعها مواعظ وحكم.
لم يزل الشيطان يتربص بالحاجة نفيسة حتى اهتدت إلى التخلص من هذا الجنين.. فتناولت فنجان من (الزهره) وذلك على خلفية مشهد درامي رأته في إحدى المسلسلات اليومية .
بعد ليلة باكية مشحونة بالعواصف، على أثر فعلتها أضحت جسمًا بلا روح ، بدت ذابلةَ، شاحبة الوجه، مصفرة اللون، متخَدِّدَة الوجه، مكتئبةً، برزت محاجر عينيها .. وكادت تقرر بعدها مغادرة البيت..! وعند الصباح توكأت عصى النسيان.. وذهبت لحلب اللبن من شاتها.. وجاء صبيتها كعادتهم يمرحون ويتشاجرون وهم يحتسون أكواب الشاي .. ولكنها كانت في عالم آخر.. تتحرك مثقلة الخطى..كأنما حط على عليها هموم الدنيا.
في صعيد مزدلفة أفرغت الحاجة نفيسة حصاها في (قارورة) بعد أن تأكدت من تمام العدد وتوجهت مسرعة الخطى لترمي جمرة العقبة..عندما رمت أولى تلك الحصيات رجعت القهقري إلى ذلك اليوم الذي خدعها الشيطان فيه ونفذت مشورته.. وما أن رمت الجمرة السابعة حتى جاشت بالبكاء وسالت على خدها دمعة حاره.. وبشوق شديد ضمت إلى صدرها ابنها «حسن» .. وقال في سرها الحمد لله الذي نجاك يا بني من حماقتي.

تغريد
12-01-2010, 10:18 PM
الله عليك يا عصمت

قصة جميلة وممتعة واسلوب سهل ممتنع

اعجبتني القصة بشدة

تسلم ان شاء الله تقبل مروري

صلاح ودالطاهر
12-01-2010, 10:28 PM
عصمت باخي انت راجل فنان لك التحية وانت لم تبخل يوماً بابداعاتك المتفرده ويكفينا فخرنا كتابكم همس الريف كان عبر هذا المنتدي لك التحية اخي

عصمت الصادق حماد
14-01-2010, 12:10 AM
الله عليك يا عصمت

قصة جميلة وممتعة واسلوب سهل ممتنع

اعجبتني القصة بشدة

تسلم ان شاء الله تقبل مروري


كم تكون سعادتنا ونحن قلادة شرف أن كنا في دائرة اهتمام أديبتنا تغريد.. فهذا ينبؤ بإننا يوماً سوف تغرد عصافير كلامتنا.. وتشدوا بنغم شجي

عصمت باخي انت راجل فنان لك التحية وانت لم تبخل يوماً بابداعاتك المتفرده ويكفينا فخرنا كتابكم همس الريف كان عبر هذا المنتدي لك التحية اخي


نقي الدواخل أستاذنا ود الطاهر.. مرأة قلبك النقية دوماً تعكس ما هو جميل.. ليتنا كنا نقطة في بحركم..
تجدي أفاخر بأنني نلت الرضا والاستحسان منكم.. وبإمكاني أن أجاهر بهمسي بعد اليوم.

امال مالك
26-01-2010, 07:55 AM
اخى عصمت
لك التحيه
قصة رائعه كروعة قلمك
جعلتنى اعيد قراتها اكثر من مره من غير ما اشعر
سلمته وسلم قلمك

Almostshar
26-01-2010, 11:34 AM
سلمت يداك التي صاغت الحروف التي ارسلها إليه ذلم العقل المتقد بعنفوان قريحته العذبة

قصة قصيرة تحمل من المعاني الكثير الكثير

واسلوب راقي يرقى إلى من كتب به وهو الراقي

كنت كمن سبقني اعيد قرائتها وانظر في حكمة صياغتها والطرح فيها والشد


جميلة مرتكزة على كرسي البهاء ...


مشكور على القصة الرائعة ونهفوا إلى التالي من ذلك الابداع


تحياتي

المستشار