العروابي
18-02-2010, 12:18 AM
إن التصوف الإسلامي قد نشأ في بيئة الإسلام الأول نفسها ، وأخذ أصوله وقواعده من الكتاب والسنة مباشرة ، وهذه أعمال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله وسنة الراشدين من بعده ، ثم آثار السلف الصالح ، كل هذه كانت وما زالت هي منبع التصوف الحق ومصبه أولا وأخيرا ، فإذا كان الإسلام أخذ شيئا من غيره ، فيجب أن ينقل الكلام إلى الإسلام نفسه لا إلى الصوفية المسلمين .
ثم إذا كان في الصوفيين من خالف الإسلام ، فليحاسب المسلم المخالف ، لا التصوف الإسلامي ، هذا هو العلم والعدل . ففي القرآن تأكيد الحث الصريح على العبادات والآداب ، والتصوف ما هو إلا عبادة وأدب يبتدىء من التوبة وينتهي بالمعرفة والعبادة والأدب وحدة طبيعية ، يتم بعضها بعضا ، ولا ينهض بعضها إلا ببعض ، وقد تُسمى روحانية أو ربانية .
وفي فلك هذه الوحدة الطبيعية من العبادة والأدب تدور جميع الأحكام الدينية ، خاصة او عامة، فإذا قال قائل : إن التصوف وافد على الإسلام ، فقد قال : إن الإسلام قد خلا من أصول العبادة والأدب ، أي خلا من قواعد نظام الحياة الرفيعة ، أي من الروحيات والربانيات التي هي أساس الإسلام ، وهذا ما لم يقل به أحد من قبل ، ولن يجرؤ أحد على القول به من بعد ، فالتصوف كمبادىء دينية ، إنما هو قديم بقدم الإسلام نفسه ، أما المستحدث فيه ، فهو ترتيبه وتبويبه ووضع قواعده وتسجيل شروطه ، وحدوده وثمراته ،وهذه المستحدثات إنما هي عامة في جميع العلوم الدينية كالفقه والتوحيد والأصول والحديث وغيرها ، فمن حيث هي مبادىء إسلامية فهي قديمة ، ومن حيث الترتيب والتقعيد والتسجيل ، فهي مستحدثة شأنها شان التصوف سواء بسواء.
أما أن لفظ التصوف قد ورد أو لم يرد في الإسلام ، ثم هل هو مشتق أو منقول أو معرف أو موضوع أو كذا وكذا ، فهذا لف سفسطائي حول القشور والسطوح ، فليس يهمنا ان يكون التزام هذه المذاهب يُسمى تصوفا أو ربانية أو محمدية أو تبتلا أو إحسانا أو تعبدا ، كما لا يهمنا أن يكون اسم التصوف عربيا أو معربا ، فالمعرب موجود في صلب القرآن ، بل قل ما شئت ، فالألفاظ لا تغير الحقائق .
ثم إذا كان في الصوفيين من خالف الإسلام ، فليحاسب المسلم المخالف ، لا التصوف الإسلامي ، هذا هو العلم والعدل . ففي القرآن تأكيد الحث الصريح على العبادات والآداب ، والتصوف ما هو إلا عبادة وأدب يبتدىء من التوبة وينتهي بالمعرفة والعبادة والأدب وحدة طبيعية ، يتم بعضها بعضا ، ولا ينهض بعضها إلا ببعض ، وقد تُسمى روحانية أو ربانية .
وفي فلك هذه الوحدة الطبيعية من العبادة والأدب تدور جميع الأحكام الدينية ، خاصة او عامة، فإذا قال قائل : إن التصوف وافد على الإسلام ، فقد قال : إن الإسلام قد خلا من أصول العبادة والأدب ، أي خلا من قواعد نظام الحياة الرفيعة ، أي من الروحيات والربانيات التي هي أساس الإسلام ، وهذا ما لم يقل به أحد من قبل ، ولن يجرؤ أحد على القول به من بعد ، فالتصوف كمبادىء دينية ، إنما هو قديم بقدم الإسلام نفسه ، أما المستحدث فيه ، فهو ترتيبه وتبويبه ووضع قواعده وتسجيل شروطه ، وحدوده وثمراته ،وهذه المستحدثات إنما هي عامة في جميع العلوم الدينية كالفقه والتوحيد والأصول والحديث وغيرها ، فمن حيث هي مبادىء إسلامية فهي قديمة ، ومن حيث الترتيب والتقعيد والتسجيل ، فهي مستحدثة شأنها شان التصوف سواء بسواء.
أما أن لفظ التصوف قد ورد أو لم يرد في الإسلام ، ثم هل هو مشتق أو منقول أو معرف أو موضوع أو كذا وكذا ، فهذا لف سفسطائي حول القشور والسطوح ، فليس يهمنا ان يكون التزام هذه المذاهب يُسمى تصوفا أو ربانية أو محمدية أو تبتلا أو إحسانا أو تعبدا ، كما لا يهمنا أن يكون اسم التصوف عربيا أو معربا ، فالمعرب موجود في صلب القرآن ، بل قل ما شئت ، فالألفاظ لا تغير الحقائق .