Mubarak
20-02-2010, 09:25 PM
لاعب المريخ السابق عمر سلطان " الساحر "
مدرسة الهوارة كانت تناطح الهلال والمريخ أيام كنا طلابها...
كنت اللاعب الأساسي في وظيفتي وكمال عبد الغني إحتياطي إذا جرى لي أي شي أثناء أي مباراة .
لا أنسى مباراتنا بدبي مع النصر الأماراتي...
بابكر سانتو أسطورة لن تتكرر .... ولا أنسى هذا الهدف ..
هذا الفريق الأفريقي أعجبني بدرجة كبيرة ...
رحلتنا معكم يبدو أنها طويلة في حوارات النجوم التي سطعت ولمعت وبرقت وبرزت في ملاعب كرة القدم السودانية وقد رأينا أن التوثيق لهم غاية في الأهمية بالرغم من أن هنالك حوارات قد أجريت معهم أيام عصورهم المزدهرة لكنها لم تأت بالشكل الذي درجنا عليه في مجلتكم ( بانوراما الجزيرة ) فقد اختلف أمرهم ما بين اللعب زمان وما بين الخبرات التي اكتسبوها خلال مسيرة كروية كانت أشكل من رائعة ( أشكل دي حلوة ! مش ) ؟....
*عموماً نحن نهدف للتوثيق وللفائدة التي نأخذها منهم ليستفيد منها جيل اليوم من لاعبي كرة القدم في الوطن كله ... ولولا أننا نرى أن ذلك مهماً لما أتعبنا أنفسنا بمطاردتهم المستمرة ... وعزة الله وجلاله لو يعرف القارئ حجم الإرهاق الذي يبدو علينا كصحفيين ونحن نجري مثل هذه الحوارات في الأسواق تارة وفي المقاهي والبيوت أوقات الراحة ، وبعد ذلك نعود بأكوام مبعثرة من الورق لنعيد ترتيبها وصياغة الكلام ننظمه بعناية فائقة أشكل من قدراتنا كل هذا من أجل الحفاظ على قوة مواد المجلة وهندامها ومن أجلكم أنتم الذين نفكر فيكم دائماً وأهم شيء عندنا في ( بانوراما الجزيرة ) هو أن لا نستخف بعقول قرائنا حتى أذا أدى ذلك لأن نسهر الليالي لتجويد العمل بصورة ترضي أولاً وأخيراً حبايب ( بانوراما الجزيرة ) وإذا إشتهرت ( بانوراما الجزيرة ) على أنها لارنجة المجلات السودانية فأنتم معها في شجرة واحدة تعالوا نقطفها كلنا ولكن بفهم .
مثل هذا ( الساحر عمر سلطان ) الذي لعب للمريخ في السبعينيات فأبدع وكان الأروع لدرجة أنه اختير ضمن تشكيلة منتخب السودان آنذاك .
عمر سلطان ( الساحر ) ... كان نجماً من نجوم مدرسة الهوارة الثانوية بمدني أيام الدورة المدرسة القوية والتي كان التنافس فيها ما بين الهوارة الثانوية وبيت الأمانة وبحري الشعبية والأمير الثانوية بمدني ومدرسة نيالا التي صالت وجالت وصفق لها كل السودان .
عمر سلطان الشهير ( بالساحر ) لعب في مدرسة الهوارة الثانوية بودمدني مع سامي عز الدين والطاهر هواري والعمدة وحمودي ونخبة مميزة ... وكان يلعب لنادي التضامن بودمدني وقد لمع نجمه هناك بالهوارة المدرسة .
إلتقيناه في مدني داخل ( عمارة الخواض ) والتي كانت فندقاً معروفاً ... كان وسط مجموعة من أهله فأجرينا معه هذا الحوار الذي نتمنى أن ينال رضاكم كلكم .
فهيا كلنا لمتابعة ما قاله هذا النجم :
*كيف كانت بداية شهرتك مع عالم كرة القدم أخي عمر الساحر ؟
-الحقيقة البداية كانت بمدرسة الهوارة الثانوية التي كانت تناطح أكبر الأندية ومعظم لاعبيها لعبوا للهلال والمريخ أمثال المرحوم سامي عز الدين / حمودي /عماد عبد العزيز كرار /الطاهر هواري /وشخصي المتواضع ونجوم كانوا يشكلون منتخباً قومياً .
*مجلس إدارة المريخ أعجبك وقتذاك ولا زال عالقاً بذهنك ؟
-والله .. وللحقيقة والتوثيق والتاريخ والأمانة إن المجلس الذي أعجبني ولا زال عالقاً بذهني هو مجلس عمالقة حقيقيين فكان ضمنه المرحوم عبد العزيز شدو ، والمرحوم حسن أبو العائلة ، والمرحوم شاخور فكانوا يديرون أمور المريخ بحنكة ومعرفة عرفوا جميعهم بها عليهم شبايب الرحمة والمغفرة .. وهذا في زمن لعبنا بالمريخ .
*مباراة لا ينساها الدولي عمر سلطان ؟
هي بالتأكيد مباراة كانت بيننا وبين نادي النصر الأماراتي أقيمت بدبي وأنتصرنا فيها على نادي النصر 3/1 وكنت نجماً لامعاً وبارزاً في تلك المباراة وقد شهد الجميع بنجوميتي لتلك المباراة .
*علاقات ( الساحر ) بلاعبي الكرة زمان في السبعينيات ؟
-كانت تربطني بزملائي اللاعبين علائق حميمة وجميلة وكنا لا نفترق أبداً ... حتى علاقتنا مع لاعبي الهلال كانت كبيرة جداً ولا زلت أحتفظ ببعض من هذه العلاقات رغم تغير الأزمان وتغير الإنسان .
*ما هي الفوارق التي يراها (عمر سلطان ) بين كرة زمان وكرة القدم هذه الأيام ؟
-الفرق بيًن وواضح .. كنا زمان نعشق اللعبة في حد ذاتها نلعب من أجل الكرة ونخلص للشعار ولا نتأخر عن أداء واجب مريخي أو سوداني ... وكان هذا حال كل اللاعبين تغضبهم الهزيمة بشدة ويفرحهم الإنتصار .. عكس كرة القدم اليوم والتي تلعب فيها المادة الدور الرئيسي بلا ولاء وبلا علاقات حتى الجماهير الكروية اختلفت من جماهير الكرة زمان ورغماً عن كل هذا نتابع ولا زال المريخ يتغلغل فينا ولا نرضى هزيمته والفوارق بين كرتنا زمان والآن كبيرة وليست هناك أوجه شبه نخضعها للمقارنة للزمنين سابقاً وحالياً .. وكرة القدم تعلق ونحن متعلقين بها لكننا نستغرب لمستوى اللاعب والمبالغ الخرافية التي تدفع لهم ! فهما ضدان اجتمعا .
*يا كابتن عمر كيف كانت رحلتك الكروية مع نادي التضامن بمدني ومدرسة الهوارة ثم المريخ الأمدرماني ؟
-في الحقيقة رحلة غريبة لأنني لعبت لمدرسة الهوارة أكثر من نادي التضامن وإنتقالي لنادي المريخ العظيم كان من خلال الدورات المدرسية التي برزت فيها مدرسة الهوارة بشكل لفت أنظار السودان .. ولا أبالغ إن قلت لكم أن مدرسة الهوارة التي كانت تضم كوكبة كروية لامعة في مقدمتهم سامي عز الدين – الطاهر هواري – حمودي – قمر والأزهريان اللذان تألقا ووقف الهجوم أمامهم محتاراً .. وهما أزهري ثقة وأزهري حمدين ... لا أبالغ إن قلت لكم أن الهوارة كانت تناطح الهلال والمريخ أيام كنا طلابها .
*هل مثلت الفريق القومي السوداني في تلك الفترة ؟
-للأسف الشديد لم أتشرف بتمثيل الفريق القومي السوداني في فترة لعبي ليس لمستواي دخل في ذلك ... لكن خلال الموسمين لم يكن هناك نشاط خارجي لذا لم ألعب للفريق القومي رغم أنه شرف ما بعده شرف ولو كان هناك نشاط خارجي لكنت أول من يلعب للمنتخب وكل زملائي القدامى يعرفون مستوى الساحر واسألوهم واحد واحد .
*إذاً يا عمر ندلف لمسألة تطور الكرة السودانية .. ما هي رؤيتك الفنية في هذا الأمر الهام جداً ؟
-السؤال تكرر كثيراً وكذلك الإجابات التي طالعناها وتابعناها عبر الصحف الرياضية وغيرها ... لكنني أكتفي بأن أقول أن تطور الكرة في السودان يعتمد في الأساس على الناشئين وفتح مدارس للأعمار السنية والاهتمام بهذه المدارس والاهتمام بالناشئ وتهيئة المناخ الملائم له مادياً ومعنوياً حتى يبدع ومن خلال هذه المدارس يتربى الناشئ وطنياً وتنغرس فيه روح الحماس ثم نجني بعد ذلك نتيجة الفكرة والمجهودات .. أما غير ذلك فسنبقى على هذا الحال ولا هناك داع لتكرار السؤال إذا وقفنا نتفرج ونختلف في كل صغيرة وكبيرة فيما يختص بالاهتمام بصغار السن الناشئة .
*هل هناك فريق كروي لفت نظرك أيام زمان يا ساحر ؟
-نعم ..لفت نظري فريق ( الأشانتي كوتوكو ) الغاني حيث كان هذا الفريق يضم في صفوفه عمالقة كرة القدم الغانية وكان فريقاً قوياً فنياً وشرساً ويملك لاعبوه بنية جسمانية قوية وسرعة فائقة بلياقة بدنية عالية وذهنية فاهمة وكان يهدد كل الأندية الإفريقية والعربية فقد كنت معجباً به لدرجة كبيرة .
*كم تقاضيت من المبالغ المالية نظير تسجيلك لنادي المريخ ؟
-الحقيقة إنني وقعت في كشوفات المريخ نظير مبلغ وقدره (أربع ألف جنيه ) وكان مبلغاً محترماً جداً صاحبته ضجة كبيرة وكان وقتها يقضي غرضاً وكنت سعيداً جداً حيث كنت طالباً بالثانوي .
*مدرب كان له دور في مسيرتك الرياضية وتطوير مستواك ؟
-لا أنسى أبداً الدور الذي لعبه معي المدرب القدير حكيم علي مرجان لاعب نادي النيل مدني السابق والمدرب المعروف والذي تحترمه مدني كلها لفهمه الواسع في مجال كرة القدم ولنهجه الذي ينتهجه مع كل اللاعبين الذين تدربوا على طريقته فله مني ألف تحية عبر هذا الحوار .
*إداري أعجبتك طريقته في مدينة مدني إبان فترة لعبك هناك ؟
-الأخ العزيز عبد الله سر الختم الرجل المخلص والإداري العارف بأمور الكرة ... بالإضافة إلى الهمة التي كان عليها هذا الرجل فقد أفنى عمره كله للكرة ولنادي التضامن وأخيراً النادي الأهلي مدني ... وأنا لا يفوتني إلا أن أحييه من خلال هذه المجلة وعبر هذا الحوار .
*ما هي قصة الساحر مع كمال عبد الغني لاعب المريخ الدولي ؟
-ليست هناك قصة كما يشاع فكمال عبد الغني زميلي بالمريخ وأنا كنت اللاعب الأساسي في المركز لفترة موسمين وهو يلعب في نفس مركزي وبعد أن أصبت إصابة بالغة تركت الكرة بعدها صار كابتن كمال عبد الغني من بعدي أبرز اللاعبين وأجاد إجادة تامة ولفترة زمنية كبيرة .
*لكن هناك إشاعة كبيرة آنذاك تقول أن بالأمر ( أنطون ) كما يسميه جمهور زمان وأنت كنت مستهدف من هذا اللاعب بواسطة الأنطون ؟
-هذه خزعبلات لا تقنعني ولا أؤمن بها وكابتن كمال عبد الغني صديقي وما يشاع كله كلام فارغ لا أدري مصدره ، فكل الرواية تكمن في أنني أصبت إصابة شديدة منعتني من اللعب وجاء دور كابتن كمال .
*لاعبين لفتوا نظرك من مدني ؟
-مهدي عابدين والحاج الأمين من الإتحاد وطارق جوني وعباس ركس من الأهلي وحقيقة لو حاولت أن أعدد من لفتوا نظري فالقائمة طويلة فقط أكتفي بالذين ذكرتهم كنماذج لكرة القدم في مدني .
*طيب أين بابكر سانتو من الذين اتخذتهم كنماذج ؟
-الحقيقة بابكر سانتو أسطورة لن يجود بها الزمان وتكراره في الملاعب يصعب جداً وهو الذي كان حديث السودان كله .
*هل حدثت لك مخاطر أثناء مسيرتك الكروية سواء في طائرة أو أتوبيس أو غير ذلك ؟
-الحمد لله طيلة فترتي لم يحث أن تعرضت لمخاطر وهذا ما أشكر عليه رب العزة والجلالة .
*فريق عربي ولاعب عربي أو فريق أفريقي أعجبك غير فريق الأشانتي كوتوكو ؟
-بالتأكيد هو النادي الأهلي القاهري فقد كانت له مكانة كبيرة وسط تلك الأندية واللاعب هو ( محمود الخطيب ) فقد كان لاعباً كبيراً ومميزاً وموهوباً يؤدي الكرة بسهولة وكان معبود الجماهير العربية .
*هدف لا ينساه الساحر في حياته ؟
-كنا نلاعب نادي ود نوباوي في الدوري العاصمي وكانت مباراة حامية جداً فأرسلت قذيفة من خارج 18 سكنت في سقف المرمى ... هذا الهدف لا أنساه أبداً أبداً .
*صدقات مميزة مع لاعبي المريخ أو الهلال زمان ؟
-كانت مع المهندس عادل أمين وكمال عبد الغني وحامد بريمة ولا زالوا في ذاكرتي .
*هل في رأيك بالسودان مدربون أكفاء ؟
-نعم هناك مدربون قديرون ويمكنهم قيادة الكرة السودانية بكل إقتدار إذا إلتزم الإتحاد العام بتكثيف الكورسات المتطورة ... ومثل ما قادوا كرة القدم السودانية في المحافل الدولية بشرف أيضاً يمكنهم أن يقودونها في التدريب بنفس الشرف إذا أتيحت لهم الفرص .
*سمعنا يا ساحر أنه تم إختيارك للفريق القومي لدورة التحدي سنة 1980م ودخلت المعسكر ببركات وأنت تقول لم تلعب قومياً كيف هذا ؟
-نعم تم إختياري للفريق القومي ودخلت للمعسكر بضاحية بركات لكن في آخر لحظة فوجئت بأن تم إبعادي ؟
*لماذا ؟
-لا أدري .
*ماذا أعطتك الكرة وماذا أخذت منك ؟
-أعطتني حب الناس والشهرة وهذه نعمة من عند الله أحمده عليها ولم تأخذ مني لأنني كنت أحبها جداً وأخلص لها في أداء التمارين والمباريات و لا أتغيب أبداً .
*ماذا تريد أن تقول للجماهير الرياضية في نهاية هذا الحوار ؟
-أتمنى لجماهير الرياضة عامة وكرة القدم خاصة مزيداً من الإنتصارات القارية ولجماهير المريخ تحية ملؤها الحب والود وهم في خيالاتي .. وحبهم للمريخ كان يزيدنا حماساً فلهم مني ألف تحية .
*كان هذا حوارنا مع نجم المريخ في السبعينيات المبدع والظهير الأيسر المهاجم الموهوب عمر سلطان ( الساحر ) الذي أجرينا معه هذا الحوار على عجل لذا جاء بهذا الحجم لكنه وعدنا بحوار بعد أن يعيد شريط ذكرياته ويتحفنا بأشياء في الذاكرة ... وقال الطرائف كانت كثيرة جداً لكنني لا أستحضرها بهذه العجالة فقطع وعده معنا على أن نعاوده مرة ثانية في الأيام القادمة .
شكراً لك يا عمر الساحر فالذين يعرفونك تماماً سيتحدثون عن سيرتك للآخرين ، ونحن نعرف أنك كنت أحد مواهب الكرة السودانية الفذة ، فلك كل الحب والود .
*هذا الحوار منقول من مجلة ( بانوراما الجزيرة ) ونشر في صفحتي 50-51 العدد التاسع – أغسطس 2009م – أجرى الحوار الصحفي المميز ياسر ود النعمة .
مدرسة الهوارة كانت تناطح الهلال والمريخ أيام كنا طلابها...
كنت اللاعب الأساسي في وظيفتي وكمال عبد الغني إحتياطي إذا جرى لي أي شي أثناء أي مباراة .
لا أنسى مباراتنا بدبي مع النصر الأماراتي...
بابكر سانتو أسطورة لن تتكرر .... ولا أنسى هذا الهدف ..
هذا الفريق الأفريقي أعجبني بدرجة كبيرة ...
رحلتنا معكم يبدو أنها طويلة في حوارات النجوم التي سطعت ولمعت وبرقت وبرزت في ملاعب كرة القدم السودانية وقد رأينا أن التوثيق لهم غاية في الأهمية بالرغم من أن هنالك حوارات قد أجريت معهم أيام عصورهم المزدهرة لكنها لم تأت بالشكل الذي درجنا عليه في مجلتكم ( بانوراما الجزيرة ) فقد اختلف أمرهم ما بين اللعب زمان وما بين الخبرات التي اكتسبوها خلال مسيرة كروية كانت أشكل من رائعة ( أشكل دي حلوة ! مش ) ؟....
*عموماً نحن نهدف للتوثيق وللفائدة التي نأخذها منهم ليستفيد منها جيل اليوم من لاعبي كرة القدم في الوطن كله ... ولولا أننا نرى أن ذلك مهماً لما أتعبنا أنفسنا بمطاردتهم المستمرة ... وعزة الله وجلاله لو يعرف القارئ حجم الإرهاق الذي يبدو علينا كصحفيين ونحن نجري مثل هذه الحوارات في الأسواق تارة وفي المقاهي والبيوت أوقات الراحة ، وبعد ذلك نعود بأكوام مبعثرة من الورق لنعيد ترتيبها وصياغة الكلام ننظمه بعناية فائقة أشكل من قدراتنا كل هذا من أجل الحفاظ على قوة مواد المجلة وهندامها ومن أجلكم أنتم الذين نفكر فيكم دائماً وأهم شيء عندنا في ( بانوراما الجزيرة ) هو أن لا نستخف بعقول قرائنا حتى أذا أدى ذلك لأن نسهر الليالي لتجويد العمل بصورة ترضي أولاً وأخيراً حبايب ( بانوراما الجزيرة ) وإذا إشتهرت ( بانوراما الجزيرة ) على أنها لارنجة المجلات السودانية فأنتم معها في شجرة واحدة تعالوا نقطفها كلنا ولكن بفهم .
مثل هذا ( الساحر عمر سلطان ) الذي لعب للمريخ في السبعينيات فأبدع وكان الأروع لدرجة أنه اختير ضمن تشكيلة منتخب السودان آنذاك .
عمر سلطان ( الساحر ) ... كان نجماً من نجوم مدرسة الهوارة الثانوية بمدني أيام الدورة المدرسة القوية والتي كان التنافس فيها ما بين الهوارة الثانوية وبيت الأمانة وبحري الشعبية والأمير الثانوية بمدني ومدرسة نيالا التي صالت وجالت وصفق لها كل السودان .
عمر سلطان الشهير ( بالساحر ) لعب في مدرسة الهوارة الثانوية بودمدني مع سامي عز الدين والطاهر هواري والعمدة وحمودي ونخبة مميزة ... وكان يلعب لنادي التضامن بودمدني وقد لمع نجمه هناك بالهوارة المدرسة .
إلتقيناه في مدني داخل ( عمارة الخواض ) والتي كانت فندقاً معروفاً ... كان وسط مجموعة من أهله فأجرينا معه هذا الحوار الذي نتمنى أن ينال رضاكم كلكم .
فهيا كلنا لمتابعة ما قاله هذا النجم :
*كيف كانت بداية شهرتك مع عالم كرة القدم أخي عمر الساحر ؟
-الحقيقة البداية كانت بمدرسة الهوارة الثانوية التي كانت تناطح أكبر الأندية ومعظم لاعبيها لعبوا للهلال والمريخ أمثال المرحوم سامي عز الدين / حمودي /عماد عبد العزيز كرار /الطاهر هواري /وشخصي المتواضع ونجوم كانوا يشكلون منتخباً قومياً .
*مجلس إدارة المريخ أعجبك وقتذاك ولا زال عالقاً بذهنك ؟
-والله .. وللحقيقة والتوثيق والتاريخ والأمانة إن المجلس الذي أعجبني ولا زال عالقاً بذهني هو مجلس عمالقة حقيقيين فكان ضمنه المرحوم عبد العزيز شدو ، والمرحوم حسن أبو العائلة ، والمرحوم شاخور فكانوا يديرون أمور المريخ بحنكة ومعرفة عرفوا جميعهم بها عليهم شبايب الرحمة والمغفرة .. وهذا في زمن لعبنا بالمريخ .
*مباراة لا ينساها الدولي عمر سلطان ؟
هي بالتأكيد مباراة كانت بيننا وبين نادي النصر الأماراتي أقيمت بدبي وأنتصرنا فيها على نادي النصر 3/1 وكنت نجماً لامعاً وبارزاً في تلك المباراة وقد شهد الجميع بنجوميتي لتلك المباراة .
*علاقات ( الساحر ) بلاعبي الكرة زمان في السبعينيات ؟
-كانت تربطني بزملائي اللاعبين علائق حميمة وجميلة وكنا لا نفترق أبداً ... حتى علاقتنا مع لاعبي الهلال كانت كبيرة جداً ولا زلت أحتفظ ببعض من هذه العلاقات رغم تغير الأزمان وتغير الإنسان .
*ما هي الفوارق التي يراها (عمر سلطان ) بين كرة زمان وكرة القدم هذه الأيام ؟
-الفرق بيًن وواضح .. كنا زمان نعشق اللعبة في حد ذاتها نلعب من أجل الكرة ونخلص للشعار ولا نتأخر عن أداء واجب مريخي أو سوداني ... وكان هذا حال كل اللاعبين تغضبهم الهزيمة بشدة ويفرحهم الإنتصار .. عكس كرة القدم اليوم والتي تلعب فيها المادة الدور الرئيسي بلا ولاء وبلا علاقات حتى الجماهير الكروية اختلفت من جماهير الكرة زمان ورغماً عن كل هذا نتابع ولا زال المريخ يتغلغل فينا ولا نرضى هزيمته والفوارق بين كرتنا زمان والآن كبيرة وليست هناك أوجه شبه نخضعها للمقارنة للزمنين سابقاً وحالياً .. وكرة القدم تعلق ونحن متعلقين بها لكننا نستغرب لمستوى اللاعب والمبالغ الخرافية التي تدفع لهم ! فهما ضدان اجتمعا .
*يا كابتن عمر كيف كانت رحلتك الكروية مع نادي التضامن بمدني ومدرسة الهوارة ثم المريخ الأمدرماني ؟
-في الحقيقة رحلة غريبة لأنني لعبت لمدرسة الهوارة أكثر من نادي التضامن وإنتقالي لنادي المريخ العظيم كان من خلال الدورات المدرسية التي برزت فيها مدرسة الهوارة بشكل لفت أنظار السودان .. ولا أبالغ إن قلت لكم أن مدرسة الهوارة التي كانت تضم كوكبة كروية لامعة في مقدمتهم سامي عز الدين – الطاهر هواري – حمودي – قمر والأزهريان اللذان تألقا ووقف الهجوم أمامهم محتاراً .. وهما أزهري ثقة وأزهري حمدين ... لا أبالغ إن قلت لكم أن الهوارة كانت تناطح الهلال والمريخ أيام كنا طلابها .
*هل مثلت الفريق القومي السوداني في تلك الفترة ؟
-للأسف الشديد لم أتشرف بتمثيل الفريق القومي السوداني في فترة لعبي ليس لمستواي دخل في ذلك ... لكن خلال الموسمين لم يكن هناك نشاط خارجي لذا لم ألعب للفريق القومي رغم أنه شرف ما بعده شرف ولو كان هناك نشاط خارجي لكنت أول من يلعب للمنتخب وكل زملائي القدامى يعرفون مستوى الساحر واسألوهم واحد واحد .
*إذاً يا عمر ندلف لمسألة تطور الكرة السودانية .. ما هي رؤيتك الفنية في هذا الأمر الهام جداً ؟
-السؤال تكرر كثيراً وكذلك الإجابات التي طالعناها وتابعناها عبر الصحف الرياضية وغيرها ... لكنني أكتفي بأن أقول أن تطور الكرة في السودان يعتمد في الأساس على الناشئين وفتح مدارس للأعمار السنية والاهتمام بهذه المدارس والاهتمام بالناشئ وتهيئة المناخ الملائم له مادياً ومعنوياً حتى يبدع ومن خلال هذه المدارس يتربى الناشئ وطنياً وتنغرس فيه روح الحماس ثم نجني بعد ذلك نتيجة الفكرة والمجهودات .. أما غير ذلك فسنبقى على هذا الحال ولا هناك داع لتكرار السؤال إذا وقفنا نتفرج ونختلف في كل صغيرة وكبيرة فيما يختص بالاهتمام بصغار السن الناشئة .
*هل هناك فريق كروي لفت نظرك أيام زمان يا ساحر ؟
-نعم ..لفت نظري فريق ( الأشانتي كوتوكو ) الغاني حيث كان هذا الفريق يضم في صفوفه عمالقة كرة القدم الغانية وكان فريقاً قوياً فنياً وشرساً ويملك لاعبوه بنية جسمانية قوية وسرعة فائقة بلياقة بدنية عالية وذهنية فاهمة وكان يهدد كل الأندية الإفريقية والعربية فقد كنت معجباً به لدرجة كبيرة .
*كم تقاضيت من المبالغ المالية نظير تسجيلك لنادي المريخ ؟
-الحقيقة إنني وقعت في كشوفات المريخ نظير مبلغ وقدره (أربع ألف جنيه ) وكان مبلغاً محترماً جداً صاحبته ضجة كبيرة وكان وقتها يقضي غرضاً وكنت سعيداً جداً حيث كنت طالباً بالثانوي .
*مدرب كان له دور في مسيرتك الرياضية وتطوير مستواك ؟
-لا أنسى أبداً الدور الذي لعبه معي المدرب القدير حكيم علي مرجان لاعب نادي النيل مدني السابق والمدرب المعروف والذي تحترمه مدني كلها لفهمه الواسع في مجال كرة القدم ولنهجه الذي ينتهجه مع كل اللاعبين الذين تدربوا على طريقته فله مني ألف تحية عبر هذا الحوار .
*إداري أعجبتك طريقته في مدينة مدني إبان فترة لعبك هناك ؟
-الأخ العزيز عبد الله سر الختم الرجل المخلص والإداري العارف بأمور الكرة ... بالإضافة إلى الهمة التي كان عليها هذا الرجل فقد أفنى عمره كله للكرة ولنادي التضامن وأخيراً النادي الأهلي مدني ... وأنا لا يفوتني إلا أن أحييه من خلال هذه المجلة وعبر هذا الحوار .
*ما هي قصة الساحر مع كمال عبد الغني لاعب المريخ الدولي ؟
-ليست هناك قصة كما يشاع فكمال عبد الغني زميلي بالمريخ وأنا كنت اللاعب الأساسي في المركز لفترة موسمين وهو يلعب في نفس مركزي وبعد أن أصبت إصابة بالغة تركت الكرة بعدها صار كابتن كمال عبد الغني من بعدي أبرز اللاعبين وأجاد إجادة تامة ولفترة زمنية كبيرة .
*لكن هناك إشاعة كبيرة آنذاك تقول أن بالأمر ( أنطون ) كما يسميه جمهور زمان وأنت كنت مستهدف من هذا اللاعب بواسطة الأنطون ؟
-هذه خزعبلات لا تقنعني ولا أؤمن بها وكابتن كمال عبد الغني صديقي وما يشاع كله كلام فارغ لا أدري مصدره ، فكل الرواية تكمن في أنني أصبت إصابة شديدة منعتني من اللعب وجاء دور كابتن كمال .
*لاعبين لفتوا نظرك من مدني ؟
-مهدي عابدين والحاج الأمين من الإتحاد وطارق جوني وعباس ركس من الأهلي وحقيقة لو حاولت أن أعدد من لفتوا نظري فالقائمة طويلة فقط أكتفي بالذين ذكرتهم كنماذج لكرة القدم في مدني .
*طيب أين بابكر سانتو من الذين اتخذتهم كنماذج ؟
-الحقيقة بابكر سانتو أسطورة لن يجود بها الزمان وتكراره في الملاعب يصعب جداً وهو الذي كان حديث السودان كله .
*هل حدثت لك مخاطر أثناء مسيرتك الكروية سواء في طائرة أو أتوبيس أو غير ذلك ؟
-الحمد لله طيلة فترتي لم يحث أن تعرضت لمخاطر وهذا ما أشكر عليه رب العزة والجلالة .
*فريق عربي ولاعب عربي أو فريق أفريقي أعجبك غير فريق الأشانتي كوتوكو ؟
-بالتأكيد هو النادي الأهلي القاهري فقد كانت له مكانة كبيرة وسط تلك الأندية واللاعب هو ( محمود الخطيب ) فقد كان لاعباً كبيراً ومميزاً وموهوباً يؤدي الكرة بسهولة وكان معبود الجماهير العربية .
*هدف لا ينساه الساحر في حياته ؟
-كنا نلاعب نادي ود نوباوي في الدوري العاصمي وكانت مباراة حامية جداً فأرسلت قذيفة من خارج 18 سكنت في سقف المرمى ... هذا الهدف لا أنساه أبداً أبداً .
*صدقات مميزة مع لاعبي المريخ أو الهلال زمان ؟
-كانت مع المهندس عادل أمين وكمال عبد الغني وحامد بريمة ولا زالوا في ذاكرتي .
*هل في رأيك بالسودان مدربون أكفاء ؟
-نعم هناك مدربون قديرون ويمكنهم قيادة الكرة السودانية بكل إقتدار إذا إلتزم الإتحاد العام بتكثيف الكورسات المتطورة ... ومثل ما قادوا كرة القدم السودانية في المحافل الدولية بشرف أيضاً يمكنهم أن يقودونها في التدريب بنفس الشرف إذا أتيحت لهم الفرص .
*سمعنا يا ساحر أنه تم إختيارك للفريق القومي لدورة التحدي سنة 1980م ودخلت المعسكر ببركات وأنت تقول لم تلعب قومياً كيف هذا ؟
-نعم تم إختياري للفريق القومي ودخلت للمعسكر بضاحية بركات لكن في آخر لحظة فوجئت بأن تم إبعادي ؟
*لماذا ؟
-لا أدري .
*ماذا أعطتك الكرة وماذا أخذت منك ؟
-أعطتني حب الناس والشهرة وهذه نعمة من عند الله أحمده عليها ولم تأخذ مني لأنني كنت أحبها جداً وأخلص لها في أداء التمارين والمباريات و لا أتغيب أبداً .
*ماذا تريد أن تقول للجماهير الرياضية في نهاية هذا الحوار ؟
-أتمنى لجماهير الرياضة عامة وكرة القدم خاصة مزيداً من الإنتصارات القارية ولجماهير المريخ تحية ملؤها الحب والود وهم في خيالاتي .. وحبهم للمريخ كان يزيدنا حماساً فلهم مني ألف تحية .
*كان هذا حوارنا مع نجم المريخ في السبعينيات المبدع والظهير الأيسر المهاجم الموهوب عمر سلطان ( الساحر ) الذي أجرينا معه هذا الحوار على عجل لذا جاء بهذا الحجم لكنه وعدنا بحوار بعد أن يعيد شريط ذكرياته ويتحفنا بأشياء في الذاكرة ... وقال الطرائف كانت كثيرة جداً لكنني لا أستحضرها بهذه العجالة فقطع وعده معنا على أن نعاوده مرة ثانية في الأيام القادمة .
شكراً لك يا عمر الساحر فالذين يعرفونك تماماً سيتحدثون عن سيرتك للآخرين ، ونحن نعرف أنك كنت أحد مواهب الكرة السودانية الفذة ، فلك كل الحب والود .
*هذا الحوار منقول من مجلة ( بانوراما الجزيرة ) ونشر في صفحتي 50-51 العدد التاسع – أغسطس 2009م – أجرى الحوار الصحفي المميز ياسر ود النعمة .