المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحقيقه كامله



الوليد علي
02-03-2010, 07:58 AM
العام 1989كان عاما رمادا على السودان (نسبة الى رماده) فقد جاءت الديموقراطية بشخص جديد قفز على السلطة ونصب نفسه دون اذن من احد وصي على السودان .. واعتبر هو ومن معه من عسكريين متحمسين ان الله جاء بهم في الوقت المناسب لينقذوا الوطن من ورود المهالك فسميت الثورة بدل الانقلاب وسميت الانقاذ الوطني بدل الخراب الوطني ...

هكذا لاح لهم وهم ينقضون على النظام النيابي الشرعي القائم في البلاد -بغض النظر عن علاته- انهم ينقذون السودان من الهلاك والفناء وانهم سينشرون الامن والامان ويقضون على المجاعة ويجعلوا السودان سلة غذاء العالم كما كانت احلام (النميري) ,,, فقد اذاعو البيان الاول في صباح يوم الجمعة في الثلاثين من شهر يونيو في العام 1989 وكانوا قدانقضوا على السلطة في ليل هذي الليلة الحالكة , النظام الديموقراطي الذي كان قائما انذاك كان يترنح من فرط الالم والجراح مع انه لا زال يحبو في طور الطفولة لكن الصراعات والتشاكسات الحزبية انكهته وصرفت الحكومة الموجودة في ذلك الوقت عن الهم الاساسي وهو خدمة الناس ... فمذكرة الجيش التي رفعها قائد الحيش للرئيس الوزراء (الصادق المهدي) يومئذ كانت وجها بائن الملامح لبؤس البلد والذي تمثل في بؤس جيشها وضعف تمويله وعدم قدرته على حماية نفسه ناهيك عن حماية الناس ....

المعارضة التي قادتها الجبهة القومية الاسلامية في البرلمان قببل الانقلاب كانت قوية فلم تالو الجبهة جهدا في سبيل ازاحة الائئتلاف الحكومي القائم انذاك فتفرغت لتاليب النقابات ومنظمات المجتمع المدني على الاضرابات والمظاهرات والمطالبات التي كانت في اغلبها موضوعية لكنها كانت (افعال حق اريد بها باطل)... هذه التنظيمات القوية دائما ما لا يشتد عودها الا في الانظمة الديموقراطية فاستغلتها الجبهة لتنفيذ اغراضها السياسية احسن استغلال .. هذه العقلية السياسية الانتهازية الفذة انقضت على الديموقراطية باضعافها اولا من الداخل ثم الانقضاض عليها وهي لا تقوى على رفع اصبعها ناهيك عن راسها ... وكذلك حتى لا يتحسر الشعب على فقدها وهي التي اذاقته صنوف العذاب والفاقة الجوع والعطش وكأن العيب ليس في من ينفذ الديموقراطية وانما فيها هي نفسها...

انكر العقيد عمر البشير بعد الانقلاب مباشرة صلته باي تنظيم سياسي فكان يسوق نفسه هو ومن معه في مجلس قيادة الثورة على انهم عسكريين اذاهم ما راوه في السودان فسعوا للسلطة لينقذوا الناس من الام التحزب وشطط الفرقة والطائفية التي كانت السبب الرئيسي لتخلف السودان كما قالوا ورفعوا شعارات كثيرة وكبيرة تثبيتا لهذا المبدا فالرب عندهم واحد والحزب عندهم واحد كما قال عرابهم الترابي بعد اذ اعترف ان الانقلاب من تصميمهم وصناعتهم .. عمل مجلس قيادة الثورة في بداياته على منع العمل السياسي وتعليق نشاطات الاحزاب حتى الجبهة الاسلامية التي ينتمي اليها وكذلك على فرض حظر التجوال وقانون الطوارئ ومراقبة الصحف ومنع التظاهرات السلمية واغلاق دور الاحزاب السياسية ... وشرع في اعتقال رؤساء لاحزاب السياسية وزجهم في السجن حتى د\حسن الترابي فكان هذا تكتيكا سياسيا من تخطيط الرجل نفسه فمن جهة كان ايحاءا بان الانقلاب ليس من فعل حزب سياسي ومن جهة اخرى لكي يعرف ماذا ينوي رجالات الاحزاب ان يفعلوا بعد ذلك .... وفعلا تعاهد المعتقلون من جديد على العمل على ارجاع الديموقراطية ووقعوا عهدا وميثاقا شرفيا بذلك ...

وبدا الجري وراء الحافلة من جديد !!!!!

بعد ان استتبت الامور للنظام الجديد اطلق سراح المعتقلين وكان منهم د\ الترابي العقل المدبر للانقلاب .. واستمر مجلس قيادة الثورة في انكار علاقته بالاسلاميين حتى بدات ايادي الجبهة تتغلغل في النظام شيئا فشيئا وبدوا في تنزيل برامجهم السياسية الاسلامية على الناس فرفعوا شعاراتهم الاسلامية وبدوا سياسات (التمكين ) كما اسموها ثم ما يسمى بدولة المشروع الحضاري والذي يحوي ما يحوي من البرامج الغريبة فكان اساسه تعبئة الشعب بالفكر الاسلامي الثوري الذي يغزو العالم ويصنع الدولة الاسلامية الكبرى بقيادة السودان الذي سينشر دين الله في الارض وينشر العدالة والقيم الاسلامية في العالم اجمع .... بدا هؤلاء غير عابئيين بما يعاني السودان من جراحات والام بتنزيل برامجهم الواهمة تلك على ارض الوطن السقيمة فبداو بالتعليم وتغيير مناهجة وتغيير السلم التعليمي الذي كان قائما واسلمة التعليم وتعريب المناهج في الجامعات وثورة التعليم العالي حيث التوسع الافقي للجامعات وبناء كم منها على نهج مقولة (ابني وليس يطلع كويس) فليس لتك الجامعات من اسس علمية سليمة قامت عليها وانما هي من اجل التنفيذ الحرفي للبرنامج .... المضحك ان حتى اسامي المدارس لم تسلم من ذلك فقد طالتها يد التغيير ... فاضحى الواحد لا يعرف المدرسة التي تعلم فيها الا عندما يرى مكانها ولكن هذا كان تحت مشروع تغيير الاسامي كما اراد النظام

في نفس الوقت بدا النظام الاسلامي في تجييش الناس صغيرهم وكبيرهم فلا رافة بصغير ولا احتراما لسن كبير ففتحت معسكرات التدريب على مصراعيها فبداو بمعسكرات الدفاع الشعبي الشرطة الشعبية ومشاريع بسط الامن الشامل وتدريب خريجي الثانويات في معسكرات الزامية قبل دخول الجامعة (معسكرات الدفاع الشعبي) والتي تحتوي على برامج فكرية كثيفة تتمثل في المحاضرات الاسلامية والندوات الجهادية والليالي الجهادية .. التي اجتهد النظام ان يملا بها الارض واحتهد في ذلك شعراءه وملحنيه ومنشديه حتى بحثوا عن اغاني الحقيقبة والاغاني التراثية ليحرفوها تماشيا مع دولة المشروع الحضاري كان نظام الجبهة الاسلامية هو البوق الوحيد الذي يتحدث ويفعل في تلك المعسكرات فحتى الطلاب من جماعة انصار السنة الجماعات الدعوية الاسلامية الاخرى لم تستطع ان تخرج صوتا او ان تنطق حرفا... فمنعت من الحديث حتى لو تحدثت عن القران والسنة فلا منبر لاي احد سوى الحركة الاسلامية ...

حملات التجييش هذه استمرت على كل نطاق فبدا النظام في حملات الخدمة الالزامية التي تعتقل الناس من الشوارع .. وبدون اي مقدمات ولا احترام لكرامة الانسان ... فما ان تخرج من بيتك صباحا وانت لا تحمل بطاقتك الشخصية حتى يتلقفك (دفار) الخدمة الالزامية لتجد نفسك فجاة في معسكر نائي بعيد لا زوع فيه ولا ضرع غير ماسوف عليك ولا محزون ... فكم من اسرة انهكها البحث عن ابناءها الذين اختطفهم حكومة الجبهة تحت مسمى الخدمة الوطنية ثم قذفت بهم في احراش الجنوب في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.. هكذا غاص النظام حتى ذؤابة راسه في محاولات تغيير وجه المجتمع السوداني من مجتمع مسلم مسيحي مسالم متسامح الى مجتمع مسلم متطرف ... الاسلام عنده بندقية وحرب وفتوحات ... من مجتمع يقبل المسلم والمسيحي والاديني الى مجتمع يتشدد مع غير اصحاب ديانة الاسلام .. من مجتمع يبحث عن لقمة العيش والطمانينة والامن الى مجتمع ينشر الارهاب في محيطه الاقليمي والعالمي .. هذا السعي الدائم من النظام لتثبيت اقدامه جعله ينظر الى كل من لا يرفعه اصبعه عاليا لاهجا بالتكبير والتهليل عند زيارة رئيس او مسؤول هو طابور خامس وعميل يستحق التصفية والاعتقال وكل من يجأر بالاعتراض على سياسة ما هو الا شيوعي احمر يجب ان يقتلع من المجتمع حتى لا يفسد اخلاقه ... هذه الطهرانية الزائفة التي لازمت خطاب الحركة الاسلامية في بدايات التسعينات انطلت على الكثير من الناس الذين ما ان يداعب خيالهم احد بالتبشير بقدوم الاسلام حتى يقلبوا له ظهر المجن وينساقوا وراءه حتى يكتشفوا اخيرا زوره وبهتانه ...

هذا القول له من الشواهد التاريخية ما يسنده حتى من الطبقة المثقفة والسياسية التي كان حريا بها ان تتابع الافعال لا الاقوال وان تتخلى عن انتهازيتها السياسية حتى تفرق بين الحق والباطل فمعى تكتلات الاحزاب التقليدية يوما ما مع جبهة الميثاق في الديموقراطية الثانية وسعيها لتنزبل الدستور الاسلامي من البرلمان الى القوانين التي ساقته الجبهة انذاك الا قصورا في معرفة المراد من ذلك او تغافلا مقصودا حتى تستتب لها الامور
حيث لم يدر بخلدها يومذاك ان يخرج ذلك المارد من قمقمه ويسحقها دون ان يطرف له جفن .. وها هو يخرج ويستفرد بالامر كله غير عابئ باحد

لك الله يا وطني

كتكته
04-03-2010, 09:33 AM
موضوعك شيق وممتع يالوليد
لاكن بدور اقول ليك حاجه
بالعربى البسيط
الناس ديل لمن اتو للسلطه
دايرين يكسبو المواطن بااى تمن
قالو نخفض الاسعار
وماعندنا شغله بى ناس السوق
وتم تخفيض الاسعار بدون درايه وعلم بس رجاله كده
تصور يااخى العزيز
حتى اسعار البطيخ تم خفضها
اضحل انا ولا ابكى عاد