مشاهدة النسخة كاملة : هل يوجد دليل على ان الله سبحانه وتعالى اذن لبعض الناس أن يتصرفوا في ملكه؟؟
zahid
14-03-2010, 10:29 PM
هناك بعض اللصوص الذين اعتادوا أن يأكلوا اموال الناس بالباطل يزعمون لهم أن الله تعالى اذن لهم بالتصرف في ملكه ؟؟؟!!! فهل من دليل؟؟؟ .
سؤالي أوجهه لاصحاب العقول الضعيفة الذين لم يعرف التوحيد الى قلبهم طريق والذين يصدقون مثل هذا الكلام
zahid
14-03-2010, 10:40 PM
الله
هو الموصوف، بصفات الملك. وهي صفات العظمة والكبرياء، والقهر والتدبير، الذي له التصرف المطلق، في الخلق، والأمر، والجزاء.
وله جميع العالم، العلوي والسفلي، كلهم عبيد ومماليك، ومضطرون إليه. فهو الرب الحق، الملك الحق، الإله الحق، خلقهم بربوبيته، وقهرهم بملكه، واستعبدهم بإلاهيته فتأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام، وأحسن سياق. رب الناس ملك الناس إله الناس وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان وتضمنت معاني أسمائه الحسنى أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى فإن (الرب) هو القادر، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، العليم، السميع، البصير، المحسن، المنعم، الجواد، المعطي، المانع، الضار، النافع، المقدم، المؤخر، الذي يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى.
وأما الملك فهو الآمر، الناهي، المعز، المذل، الذي يصرف أمور عباده كما يحب، ويقلبهم كما يشاء، وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز، الجبار، المتكبر، الحكم، العدل، الخافض، الرافع، المعز، المذل، العظيم، الجليل، الكبير، الحسيب، المجيد، الولي، [[الله]]، مالك الملك، المقسط، الجامع، إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك.
وأما الإله : فهو الجامع لجميع صفات الكمال ونعوت الجلال فيدخل في هذا الاسم جميع الأسماء الحسنى ولهذا كان القول الصحيح إن الله أصله الإله كما هو قول سيبويه وجمهور أصحابه إلا من شذ منهم وإن اسم الله هو الجامع لجميع معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى فقد تضمنت هذه الأسماء الثلاثة جميع معاني أسمائه الحسنى فكان المستعيذ بها جديراً بأن يعاذ، ويحفظ، ويمنع من الوسواس الخناس ولا يسلط عليه.
وإذا كان وحده هو ربنا، وملكنا، وإلهنا فلا مفزع لنا في الشدائد سواه، ولا ملجأ لنا منه إلا إليه، ولا معبود لنا غيره فلا ينبغي أن يدعى، ولا يخاف، ولا يرجى، ولا يحب سواه، ولا يذل لغيره، ولا يخضع لسواه، ولا يتوكل إلا عليه لأن من ترجوه، وتخافه، وتدعوه، وتتوكل عليه إما أن يكون مربيك والقيم بأمورك ومتولي شأنك وهو ربك فلا رب سواه، أو تكون مملوكه وعبده الحق فهو ملك الناس حقاً وكلهم عبيده ومماليكه، أو يكون معبودك وإلاهك الذي لا تستغني عنه طرفة عين بل حاجتك إليه أعظم من حاجتك إلى حياتك، وروحك، وهو الإله الحق إله الناس الذي لا إله لهم سواه فمن كان ربهم، وملكهم، وإلههم فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره، ولا يستنصروا بسواه، ولا يلجؤا إلى غير حماه فهو كافيهم، وحسبهم، وناصرهم، ووليهم، ومتولي أمورهم جميعاً بربوبيته، وملكه، وإلاهيته لهم. فكيف لا يلتجئ العبد عند النوازل ونزول عدوه به إلى ربه، ومالكه، وإلهه.
عبد المنعم فتحي
15-03-2010, 01:11 AM
قال تعالى : ( وَٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ )
قال تعالى : {قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَىٰ عِبَادِهِ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَىٰ ءَآللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَآئِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ ٱلأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلاَلَهَآ أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ ٱلْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱلله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * أَمَّن يُجِيبُ ٱلْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَيَجْعَلُكُمْ حُلَفَآءَ ٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ * أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ ٱلرِّيَاحَ بُشْرًى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ تَعَالَى ٱللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَمَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وٱلأَرْضِ أَإِلَـٰهٌ مَّعَ ٱللَّهِ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
العروابي
15-03-2010, 11:51 PM
هناك بعض اللصوص الذين اعتادوا أن يأكلوا اموال الناس بالباطل يزعمون لهم أن الله تعالى اذن لهم بالتصرف في ملكه ؟؟؟!!!
الذين يدعون بان الله اذن لهم بالتصرف في ملكه ,فهو حسيبهم ورقيبهم وشاهد علي دعواهم0
فهل من دليل؟؟؟ .
اذا كنت تريد دليلا علي صدق هؤلاء الذين سميتهم لصوص فالله مطلع عليهم
اما ان كنت تريد دليلا عاما من كتاب الله , ولكن قبل الدليل هنالك نقطة رئيسية لابد من الايمان بها وهي ان الملك كله لله فلا احد كائن من كان له التصرف في ملك الله الا باذنه
والقرآن الكريم اثبتها لأصحاب سيدنا سليمان وحاشيته ، فها هو أحد حاشيته يضمن له ( عليه السَّلام ) احضار عرش ملكة سبأ قبل أن يقوم من مقامه ، وقبل أن ينفض مجلسه ، إذ قال سبحانه : ( قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ).
بل ويضمن له آخر من حواشيه أن يحضر العرش المذكور في أقل من طرفة عين ، إذ قال : ( قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي )
ويصرح القرآن كذلك بسلطة خارقة لسليمان ( عليه السَّلام ) في سور مختلفة :
1. انّه كان لسليمان سلطة على الجن والطير حتى أصبحت من جنوده : ( وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الّجِنِّ وَالأِنسِ وَالطَّيْرِ ... )
2. انّه وهب السلطة على عالم الحيوانات حتى أنّه كان يخاطبهم ويتهددهم ويطلب منهم تنفيذ أوامره : ( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَان مُبِين )
ومثله ما صدر عن عيسى المسيح ( عليه السَّلام ) من تصرّف يكشف عن وجود سلطة خارقة للعادة ، إذ كان يخلق من الطين كهيئة الطير ، وينفخ فيه فيكون طيراً يتحرك ويطير ، أو يعالج ما استعصي من الأمراض والعلل دونما آلة أو دواء ، كما يحدّثنا القرآن الكريم ، حيث يقول : ( أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ ).
سؤالي أوجهه لاصحاب العقول الضعيفة الذين لم يعرف التوحيد الى قلبهم طريق والذين يصدقون مثل هذا الكلام
فلتكحِّل الآن مقلتيكَ يا أخي زاهد بكلام ضعفاء العقول وتفضَّل:
يقول ابن تيمية الحراني الذي هو عند ( زاهد ) بضعيف العقل ، يقول ابن تيمية في ( مجموع الفتاوى ) ج11 ص 395 في طيِّ اجابتهِ على سؤالٍ وُِّجِّه إليه ما نصهُ:
(( وهاهنا " أصل آخر" وهو: أنه ليس كل عمل أورث كشوفاً أو تصرفاً في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفاً وتصرفاً فإن الكشف والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله وإلا كان من متاع الحياة الدنيا , وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين وأهل الكتاب ، وإن لم يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، وأولئك أصحاب النار )). انتهى كلام ابن تيمية
و قال ابن تيمية صاحب العقل الضعيف عن( زاهد ) أيضاً في ج10 ص 550:
(( إن التوكل عليه - بمنزلة الدعاء أيضا على أصح القولين !! – سبب لجلب المنافع ودفع المضار ، فإنه يفيد قوة العبد وتصريف الكون، ولهذا هو الغالب على ذوي الاحوال متشرعهم وغير متشرعهم !!!! ، وبه يتصرفون ويؤثِّرون تارة بما يوافق الأمر ، وتارة بما يخالفه)). انتهى
وسُئل ابن تيمية ضعيف العقل عند( زاهد ) في (( الفتاوى )) ( 4 / 379) :
(( وقد قالوا : إن علماء الادميين مع وجود المنافي والمضاد أحسن وأفضل ،ثم هم في الحياة الدنيا وفي الآخرة يلهمون التسبيح ، كما يلهمون النّفَس ، وأما النفع المتعدي والنفع للخلق وتدبير العالم ، فقد قالوا: هم تجري أرزاق العباد على أيديهم ، وينزلون بالعلوم والوحي ، ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة .
والجواب : إن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه )). انتهى كلامهُ
فهذا ابن تيمية يقول بأمورٍ تعتبر الكفر بعينه في ميزان الأخ ( زاهد ) وأهل منهجه ؛ فابن تيمية لم يقل إن أولياء المسلمين يتصرفون في الكون بإذن الله فحسب ، بل قال ابن تيمية إن علماء الآدميين يُدبرون العالم، وينفعون الخلق، وتجري على أيديهم أرزاق العباد، ويحفظون ويمسكون، بل وأكثر من ذلك، بل قال إن ذلك التصرُّف في الكون قد يحصل للكفَّار والمشركين من أهل الكتاب.
وقال الإمام الشوكاني ضعيف العقل عند الاخ {زاهد} في كتابه(( قَطْرُ الوليِّ عَلى حَديثِ الوَليِّ )) ص257-259تحقيق وتقديم الدكتور إبراهيم إبراهيم هِلال، ما نصه :
((جواز الكرامات:ومن وُهِب له هذه الموهوبات الجليلة وتُفضِّلَ عليه بهذه الصفات الجميلة فغير بعيد، ولا مستنكر أن تظهر على يده من الكرامات التي لا تنافي الشريعة والتصرفات في مخلوقات الله عز وجل الوسيعة ، لأنه إذا دعاه أجابه وإذا سأله أعطاه ، ولم يصب من جعل مايظهر من كثير من الأولياء من قطع للمسافات البعيدة، والمكاشفات المصيبة ، والأفعال التي تعجز عنها غالب القوى البشريَّة ، من الأفعال الشيطانية وَ التصرفات الإبليسية.
فأن هذا غلط واضح ، لأن من كان مجاب الدعوة لا يمتنع عليه أن يسأل الله أن يوصله إلى أبعد الأمكنة التي لا تقطع طريقها إلا في شهور في لحظة يسيرة، وهو القادر القوي الذي ما شاءه كان ، وما لم يشأه لم يكن ، وأي بُعد في أن يجيب الله دعوة من دعاه من أوليائه في مثل هذا المطلب وأشباهه )). انتهى
وقال ابن خلدون في مقدمته في( الفصل الثامن والعشرون – علوم السحر والطلسمات - ص555 ط/ دار الأرقم ،ما نصه: (وقد يوجدُ لبعض المتصوّفَةِ وأصحابِ الكرامات تأثيرٌ أيضا في أحوال العالم وليس ذلك معدودا من جنس السحر ، وإنما هو بالإمداد الإلهيّ لأنَّ طريقتَهُم ونِحْلَتَهُم من آثار النبوَّة وتوابعها . ولهم في المدد الإلهي حظٌّ عظيم على قدر حالهم وإيمانهم وتمسكهم بكلمة الله ). انتهى
وبالله التوفيق
zahid
16-03-2010, 12:36 AM
[QUOTE=العروابي;480231]
يقول ابن تيمية الحراني (( وهاهنا " أصل آخر" وهو: أنه ليس كل عمل أورث كشوفاً أو تصرفاً في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفاً وتصرفاً فإن الكشف والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله وإلا كان من متاع الحياة الدنيا , وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين وأهل الكتاب ، وإن لم يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، وأولئك أصحاب النار )). انتهى كلام ابن تيمية
[SIZE="6"][COLOR="blue"]صاحب العقل الضعيف هو انت واللصوص الذين خدعوك وخدعوا امثالك. ابن تيمية والوشكاني برآء من شيوخكم والدجل والشعوذة التي يمارسونها على الناس صباح مساء ..الشرك الذي أدخلتموه في بلدنا السودان وفي سائر بلاد المسلمين هو في رقابكم الى يوم الدين . انت ياضعيف العقل لن تستطيع ان تفهم كلام ابن تيمية يجب عليك أولا ان تتخلص من حالة التغييب العقلي التي تعيش فيها ......
ابن تيمية يقول ان الكشوفات يمكن ان تحدث للكفار والمشركين ونقول لك شيوخكم ايضاً مشركين والشرك هو ان تجعل الناس يطوفون بقبرك ويدعونك من دون الله ويلجاون اليك وينادونك عند الكرب والبلاء.
zahid
16-03-2010, 01:19 AM
البرعي يقول :
إن ناب خطب في البلاد نزيل******قل يا ولي الله إسماعيل
أما كان الاولى ان يقول مثلا :
إن ناب خطب في البلاد نزيل******قل يا الله الجليل
أم اسماعيل هذا من المتصرفين في الكون عندكم ؟؟؟؟؟ لذلك جعلتموه ندا لله وأشركتم به , أم أنتم جهال وعقولكم ضعيفة لا تعرفون ان دعاء غير الله شرك ؟؟!!
zahid
16-03-2010, 05:21 AM
أزاهير الرياض ص133
من كلام الشيخ أحمد الطيب : من حصل به هم فليقل : يا أحمد البدوي فلا يرى هماً بعدها
أما كان الاولى ان يقول :
من حصل به هماً فليقل : يا الله فلا يرى هما بعدها
أم ان أحمد البدوي من المتصرفين في ملك الله أيضا ؟ أم ان أحمد الطيب جاهل لا يعرف ان دعاء غير الله عز وجل شرك ؟؟!!
العروابي
16-03-2010, 06:48 AM
[QUOTE=العروابي;480231]
يقول ابن تيمية الحراني (( وهاهنا " أصل آخر" وهو: أنه ليس كل عمل أورث كشوفاً أو تصرفاً في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفاً وتصرفاً فإن الكشف والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله وإلا كان من متاع الحياة الدنيا , وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين وأهل الكتاب ، وإن لم يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، وأولئك أصحاب النار )). انتهى كلام ابن تيمية
[SIZE="6"][COLOR="blue"]صاحب العقل الضعيف هو انت واللصوص الذين خدعوك وخدعوا امثالك. ابن تيمية والوشكاني برآء من شيوخكم والدجل والشعوذة التي يمارسونها على الناس صباح مساء ..الشرك الذي أدخلتموه في بلدنا السودان وفي سائر بلاد المسلمين هو في رقابكم الى يوم الدين . انت ياضعيف العقل لن تستطيع ان تفهم كلام ابن تيمية يجب عليك أولا ان تتخلص من حالة التغييب العقلي التي تعيش فيها ......
ابن تيمية يقول ان الكشوفات يمكن ان تحدث للكفار والمشركين ونقول لك شيوخكم ايضاً مشركين والشرك هو ان تجعل الناس يطوفون بقبرك ويدعونك من دون الله ويلجاون اليك وينادونك عند الكرب والبلاء.
علي مهلك
انت سالت سؤالا محددا اليس كذلك!!!!!!!
واجبتك بما تيسر من كتابه العزيز , وبعض اقوال اهل العلم, فاما ان ترد بعلم او تترك غيرك ليجيب بدلا عنك 0
اثبت في لب الموضوع ودع عنك هذا اللف والدوران0
zahid
16-03-2010, 07:19 AM
بعض أقوال ابن تيمية من مناظرة مع أصحاب البدع والاهواء :
ثم قلت لهم: ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة، ولو طرتم في الهواء، ومشيتم على الماء، ولو فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك مايدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع، ولا على إبطال الشرع، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء: أمطري فتمطر، وللأرض: أنبتى فتنبت، وللخربة: أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له: قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون، لعنه الله، ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب.
وذكرت قول أبي يزيد البسطامي: لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي.
هاشم كارورى
16-03-2010, 08:17 PM
عهود التصريف الإلهي
عهد التصربف ( عهد التكوين ) يأخذه الحق على من حقق صلاحية الإستخلاف في الأرض لا بمعنى التمكين من السلطة الزمنية فحسب وإنما بمعنى السمو إلى مقام الإذن بالتصريف في الوجود بإذن الله تبارك وتعالى وهو ما يعرف عندنا في التصوف بإسم الإسناد المجازي التكويني في مجال الأقوال والأفعال على السواء ومن مظاهر التصريف ما هو مشهور عند الناس بالمعجزات في مقام الرسالة والنبوة ، وبالكرامات في مقام الولاية الخاصة ، وربما تسائل البعض ولا سيما العقلانيين على أصل ومرجعية هذا العهد في شريعة الإسلام ؟
فنقول وردت مظاهر عهد التصريف في شريعة الإسلام على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : مرتبة الملائكة :
يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله ( وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا ، فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا ، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا ، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ، قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا ) مريم 16- 22 . ويقول جل شأنه ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ) الشورى 49-50 . تقرر الآيتان من سورة الشورى أن الله وحده هو الذي يهب الولد ذكراً كان أو أنثى فرداً أو زوجاً ، وهو وحده الذي يجعل من يشاء عقيما ، وهذا مما لاريب فيه ولا جدال .
ولكننا نرى في سورة مريم جبريل روح القدس يقول للسيدة مريم وقد تمثل لها بشراً تام الخلق والتكوين وهي في عزلة مع الله تبارك وتعالى ، فحسبته بادي الرأي ممن دفعه سلطان الشهوة للفجور بها ، فاستعاذت بالرحمن منه مذكرة هذا البشر بعظمة الرحمن وعزته واطلاعه على كل خافية ، منبهة مشاعر الورع ، مثيرة لكوابح الغريزة إن كان في قلب هذا السوي شيء من التقى أو كان أواباً حفيظا يخشى الرحمن بالغيب ، قكان رده على فزعها منه وعياذها بالرحمن أن قال لها ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا )
وجبريل عليه السلام مخلوق ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعا وهو في هذا الموقف لا يعدوا إلا أن يكون مرسلاً من عند الله تبارك وتعالى لأن المخلوقات مهما سمت مكانتها لا تملك أن تسند أمر التكوين لنفسها ، لا سيما فيما يتعلق بالولد ، ولكن القرآن الكريم جاء على لسان جبريل وهو يسند هبة هذا الغلام لنفسه ( لأهب لك غلاماً زكيا ) ولسان الحقيقة يلزم هذا الرسول أن يقول للمرسل إليه متحدثاً بلسان المرسل ( ليهب لك غلاماً زكيا ) ولكن الخطاب القرآني يعدل من الحقيقة إلى المجاز فيسند ما ليس من فعل مخلوق كجبريل عليه السلام ، مما يشبر إلى أن الله تبارك وتعالى قد عهد إليه بالتصريف فكان ما فعل بأمر الله تبارك وتعالى ، وبذلك يقوم برهاناً على مشروعية عهد التصريف لذوي الأرواح الزكية الموصولة بربها ، هذا ولقد ذكر القرآن من أسماء الملائكة بجانب جبريل ، ميكال ، ومالكاً خازن النار ، وذكر غيرهم ببيان وظائفهم مثل ملك الموت ، والكرام الكاتبين ، والسفرة البررة ، والرقيب والعتيد . وهذا يعني أن الملائكة لا يخرجون في جوهر إرادتهم وتوجهاتهم عن أوامر الله تعالى ، وأن جوهر إرادتهم وأعمالهم وحركاتهم هو تنفيذ ما يؤمرون به ، قال تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) السجدة 11 . وقوله سبحانه ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) الأنعام 61 .
المرتية الثانية من عهود التصريف مرتية الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام :
يقول الله تبارك وتعالى ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم أجعل على كل جبل منهنن جزءاً ثم أدعهن يأتينك سعيا وأعلم أن الله عزيز حكيم ) البقرة 260 .
سأل سيدنا إبراهيم عليه السلام الله أن يريه كيف يحيي الموتى ولم يكن طلبه عن شك في قدرة الله تبارك وتعالى ، وإنما جاء الطلب ليحقق إطمنان القلب وسكون الفؤاد بمعرفته كيفية إحباء الموتى ، وليس برهاناً أكثر إقناعاً عمن يسأل عن الكيف في أمر تجريبي من أن تجعل هذا السائل عن الكيفية جزءاً من التجربة ، حتى ينتقل ما كان موضوعياً من المصاديق إلى مرتبة الذاتي ، ذلك لأن التجربة الذاتية هي أقصر الطرق للمعرفة واليقين ، إذ لم يدخل معه الحق تبارك وتعالى في تفاصيل النشأة والتكوين والتخليق والجمع ، وإنما أقام التجربة أمام ناظريه وبمشاركة منه عليه السلام .
وشاهدنا في الدليل على عهد التصريف قول الله تبارك وتعالى ( ثم أدعهن ) والدعوة أمر بالمجيء ، وسيدنا إبراهيم عليه السلام لا يدعو عاقلاً ليأتي ، ولا حياً فيستجيب كما يقضي بذلك العقل ، وإنما يأمر بالأتيان طيراً ميتاً إختلطت أجزاء بعضه ببعض مع تقسيمها ووضعها متباعدة عن بعضها البعض ، ومع كل هذا الإمعان في جعل الأمر يبدو وكأنه مستحيل يأتي أمر إبراهيم عليه السلام لهذه الأشلاء الممزعة الموزعة بعد موتها بالأتيان فتجتمع الأوصال المقطعة بعد تفرق فيتشكل الطير كما كان فتدب الحياة فيه كما كان وتأتي الطيور مستجيبة لأمر إبراهيم عليه السلام وهي تسعى ، وتقييد حالها بالسعي ومن شأن الطيور الطيران لأنها لو جاءت وهي طائرة ربما إختلطت بغيرها من الطيور وربما حسبها مما يراها طيوراً لا علاقة لها بالتجربة .
وعليه فإن ما يلزم إستيعابه في هذا الحدث عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام بالتصريف فيما لا يقدر عليه إلا الله تبارك وتعالى ، مما يقف برهاناً ساطعاً على أن الأمر بحياة هذه الطيور بعد موتها وتفرق أشلائها ومجيئها إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وهي تسعى قد جاء حقيقة من الله تبارك وتعالى ولكنه اسند مجازاً لإبراهيم عليه السلام .
وتتعدد عهود التصريف في دائرة النبوة فسيدنا موسى عليه السلام يضرب بعصاه البحر فينكشف البحر فرقين عن اليابسة كل فرق كالطود العظيم . وسيدنا عيسى عليه السلام يعجز أهل الإختصاص من الأطباء بإحياء الموتى ، ونفخ الروح فيما يصنع من الطين فيعود طيراً حقيقياً بإذن الله ، ثم جاء سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فعهد إليه من التصريف في الوجود المشاهد ما هو متكاثر فيما هو معروف بمعجزاته صلى الله عليه وسلم وكتاب دلائل النبوة للإمام البيهقي حافل بنماذج عهد التصريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
المرتبة الثالثة من مراتب عهود التصريف لأولياء الله تعالى ( الولاية الخاصة ) :
تتمثل في كرامات الأولياء : وهي الأثر الواقعي المعيش لعهد التصريف لأولياء الله ، وقد تنوعت الكرامات وتعددت في مضمار الولاية .
والكرامة بإتفاق أمر خارق للعادة يجريه الله تبارك وتعالى وهو المتصرف الحقيقي في الوجود على يد عبد صالح من المؤمنين بإذن منه وتمكين لا بحول من العبد الصالح وقوة منه لأن المؤمنين خاصتهم وعامتهم على علم تام بأنه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) بل الحق الثابت أن الله تبارك وتعالى هو الذي أذن فأجرى هذه الخوارق في الكون بهم . لأن الأولياء والصالحون لا يخرقون العوائد والنواميس بقدرتهم وإنما يقدرة الله فيهم ، وإن الإعتراف بذلك والإيمان به يدخل في صميم الدين ، فإذا إعترف الناس للأولياء بهذه الخوارق فإنما يعترفون بإكرام الله لأولياءه حينما إختارهم مجالاً لإظهار قدرته ومظاهر لآثار شؤونه التي يبديها حتى يستيقن الذين أوتوا العلم ويزداد الذين آمنوا إيمانا .
zahid
16-03-2010, 11:08 PM
قَالَ شَيخُ الإسْلام ابن تيمية :
في المسألة المشهورة بين الناس، في التفضيل بين الملائكة والناس قال: الكلام إما أن يكون في التفضيل بين الجنس: الملك، والبشر، أو بين صالحي الملك والبشر.
أما الأول، وهو أن يقال: أيما أفضل: الملائكة، والبشر؟ فهذه كلمة تحتمل أربعة أنواع:
النَّوعُ الأَول:
أن يقال: هل كل واحد من آحاد الناس أفضل من كل واحد من آحاد الملائكة؟ فهذا لا يقوله عاقل، فإن في الناس: الكفار، والفجار، والجاهلين، والمستكبرين، والمؤمنين، وفيهم من هو مثل البهائم والأنعام السائمة، بل الأنعام أحسن حالًا من هؤلاء، كما نطق بذلك القرآن في مواضع، مثل قوله تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ الله الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ} [1]، وقال تعالى: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ } [2]، وقال: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} [3]، والدواب جمع دابة، وهو كل ما دب في سماء وأرض من إنس وجن، وملك وبهيمة، ففي القرآن ما يدل على تفضيل البهائم على كثير من الناس في خمس آيات.
وقد وضع ابن المرزبان كتاب تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب وقد جاء في ذلك من المأثور ما لا نستطيع إحصاءه، مثل ما في مسند أحمد: «رب مركوبة أكثر ذكرًا من راكبها». وفضل البهائم عليهم من وجوه:
أحدها: أن البهيمة لا سبيل لها إلى كمال وصلاح أكثر مما تصنعه، والإنسان له سبيل لذلك، فإذا لم يبلغ صلاحه وكماله الذي خلق له، بان نقصه وخسرانه من هذا الوجه.
وثانيها: أن البهائم لها أهواء وشهوات، بحسب إحساسها وشعورها، ولم تؤت تمييزًا وفرقانا بين ما ينفعها ويضرها، والإنسان قد أوتى ذلك. وهذا الذي يقال: الملائكة لهم عقول بلا شهوات، والبهائم لها شهوات بلا عقول، والإنسان له شهوات وعقل. فمن غلب عقله شهوته، فهو أفضل من الملائكة، أو مثل الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فالبهائم خير منه.
وثالثها: أن هؤلاء لهم العقاب والنكال، والخزي على ما يأتونه من الأعمال الخبيثة، فهذا يقتل، وهذا يعاقب، وهذا يقطع، وهذا يعذب ويحبس، هذا في العقوبات المشروعة، وأما العقوبات المقدرة فقوم أغرقوا، وقوم أهلكوا بأنواع العذاب، وقوم ابتلوا بالملوك الجائرة؛ تحريقًا، وتغريقًا، وتمثيلًا، وخنقا، وعمى. والبهائم في أمان من ذلك.
ورابعها: أن لفسقة الجن والإنس في الآخرة من الأهوال والنار والعذاب والأغلال وغير ذلك مما أمنت منه البهائم، ما بين فضل البهائم على هؤلاء إذا أضيف إلى حال هؤلاء.
وخامسها: أن البهائم جميعها مؤمنة بالله ورسوله ، مُسَبِّحة بحمده قانتة له، وقد قال النبي : «إنه ليس على وجه الأرض شيء إلا وهو يعلم أني رسول الله، إلا فَسَقَة الجن والإنس».
zahid
16-03-2010, 11:10 PM
النَوعُ الثَّاني:
أنه يقال: مجموع الناس أفضل من مجموع الملائكة من غير توزيع الأفراد، وهذا على القول بتفضيل صالحي البشر على الملائكة فيه نظر، لا علم لي بحقيقته، فإنا نفضل مجموع القرن الثاني على القرن الثالث، مع علمنا أن كثيرًا من أهل القرن الثالث أفضل من كثير من أهل القرن الثاني.
النَّوعُ الثَّالِث:
أنا إذا قابلنا الفاضل بالفاضل، والذي يلي الفاضل بمن يليه من الجنس الآخر، فأي القبيلين أفضل؟ فهذا مع القول بتفضيل صالحي البشر يقال: لا شك أن المفضولين من الملائكة أفضل من كثير من البشر، وفاضل البشر أفضل من فاضليهم، لكن التفاوت الذي بين فاضل الطائفتين أكثر، والتفاوت بين مفضولهم هذا غير معلوم، والله أعلم بخلقه.
zahid
16-03-2010, 11:17 PM
[SIZE="4"][COLOR="blue"]النَّوعُ الرَّابع:
أن يقال: حقيقة الملك والطبيعة الملكية أفضل، أم حقيقة البشر والطبيعة البشرية؟ وهذا كما أنا نعلم أن حقيقة الحي إذ هو حي أفضل من الميت، وحقيقة القوة والعلم من حيث هي كذلك أفضل من حقيقة الضعف والجهل. وحقيقة الذكر أفضل من حقيقة الأنثى، وحقيقة الفرس أفضل من حقيقة الحمار، وكان في نوع المفضول ما هو خير من كثير من أعيان النوع الفاضل؛ كالحمار والفأرة والفرس الزمن، والمرأة الصالحة مع الرجل الفاجر، والقوى الفاجر مع الضعيف الزَّمِن.
والوجه في انحصار القسمة في هذه الأنواع فإن كثيرًا من الكلمات المهمة تقع الفتيا فيها مختلفة والرأي مشتبها، لفقد التمييز والتفضيل أن كل شيء إما أن نقيده من جهة الخصوص، أو العموم، أو الإطلاق. فإذا قلت: بشر وملك. وإما أن تريد هذا البشر الواحد فيكون خاصًا، أو جميع جنس البشر فيكون عامًا، أو تريد البشر مطلقًا مجردًا عن قيد العموم، والخصوص، وضبطه القليل والكثير، والنوع الأول في التفضيل عمومًا وخصوصًا، والثاني عمومًا، والثالث خصوصًا، والرابع في الحقيقة المطلقة المجردة.
فنقول حينئذ: المسألة على هذا الوجه لست أعلم فيها مقالة سابقة مفسرة، وربما ناظر بعض الناس على تفضيل الملك، وبعضهم على تفضيل البشر، وربما اشتبهت هذه المسألة بمسألة التفضيل بين الصالح وغيره.
لكن الذي سنح لي والله أعلم بالصواب أن حقيقة الملك أكمل وأرفع وحقيقة الإنسان أسهل وأجمع.
وتفسير ذلك: أنا إذا اعتبرنا الحقيقتين وصفاتهما النفسية، والتبعية اللازمة، الغالبة الحياة، والعلم، والقدرة: في اللذات والشهوات، وجدنا أولًا خلق الملك أعظم صورة، ومحله أرفع، وحياته أشد، وعلمه أكثر، وقواه أشد، وطهارته ونزاهته أتم، ونيل مطالبه أيسر وأتم، وهو عن المنافي والمضاد أبعد، لكن تجد هذه الصفات للإنسان بحسب حقيقته منها أوفر حظًا ونصيبًا من الحياة والخلق، والعلم والقدرة والطهارة، وغير ذلك.
وله أشياء ليست للملك من إدراكه دقيق الأشياء حسا، وعقلا وتمتعه بما يدركه ببدنه وقلبه، وهو يأكل ويشرب وينكح، ويتمنى، ويتغذى، ويتفكر، إلى غير ذلك من الأحوال التي لا يشاركه فيها الملك، لكن حظ الملك من القدر المشترك الذي بينهما أكثر، وما اشتركا فيه من الأمور أفضل بكثير مما اختص به الإنسان.
مثاله: مثل رجل معه مائة دينار، وآخر معه خمسون درهما، أو خمسون دينارًا، أو خمسون فلسًا، وإذا كان الأمر كذلك ففصل الجواب كما سبق.
وإن أردت الإطلاق، فالحقيقة الملكية بلوازمها أفضل من الحقيقة الإنسانية بلوازمها، هذا لا شك فيه، فإنما يلزم حقيقة الإنسان من حياة وحس، وعلم وعمل، ونيل لذة وإدراك شهوة، ليست بشيء. وإنما تعددت أصنافه إلى ما يشبه حقيقة الملك، كحال من علم من كل شيء طرفًا ليس بالكثير، إلى حال من أتقن العلم بالله وبأسمائه وآياته، ولا يشبه حال من معه درهم، إلى حال من معه درة، ولا يشبه حال من يسوس الناس كلهم، إلى حال من يسوس إنسانا وفرسا.
وقد دل على هذا دلالة بينة قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا} [4]، فدل على أنهم لم يفضلوا على الجميع، وقوله: {مِّنَ} للتبعيض. فإن قلت: هذا الاستدلال مفهوم للمخالف، وأنت مخالف لهذا، منازع فيه.
فيقال لك: تخصيص الكثير بالذكر لا يدل على مخالفة غيره بنفي، ولا إثبات، وأيضا فإن مفهومه: أنهم لم يفضلوا على ما سوى الكثير، فإذا لم يفضلوا فقد يساوون بهم، وقد يفضل أولئك عليهم، فإن الأحوال ثلاثة: إما أن يفضلوا على من بقى، أو يفضل أولئك عليهم، أو يساوون بهم.
قال: واختلاف الحقائق والذوات لا بد أنها تؤثر في اختلاف الأحكام والصفات، وإذا اختلفت حقيقة البشر والملك، فلا بد أن يكون أحد الحقيقتين أفضل، فإن كونهما متماثلتين متفاضلتين ممتنع.
وإذا ثبت أن أحدهما أفضل بهذه القضية المعقولة، وثبت عدم فضل البشر بتلك الكلمة الإلهية، ثبت فضل الملك، وهو المطلوب.
وقد ذكر جماعة من المنتسبين إلى السنة: أن الأنبياء وصالح البشر أفضل من الملائكة. وذهبت المعتزلة إلى تفضيل الملائكة على البشر، وأتباع الأشعري على قولين: منهم من يفضل الأنبياء والأولياء، ومنهم من يقف ولا يقطع فيهما بشيء.
وحكى عن بعض متأخريهم أنه مال إلى قول المعتزلة، وربما حكى ذلك عن بعض من يدعى السنة ويواليها.
وذكر لي عن بعض من تكلم في أعمال القلوب أنه قال: أما الملائكة المدبرون للسموات والأرض وما بينهما والموكلون ببني آدم، فهؤلاء أفضل من هؤلاء الملائكة. وأما الكَرُوبيُّون الذين يرتفعون عن ذلك فلا أحد أفضل منهم، وربما خص بعضهم نبينا . واستثناؤه من عموم البشر، إما تفضيلًا على جميع أعيان الملائكة، أو على المدبرين منهم أمر العالم.
هذا ما بلغني من كلمات الآخرين في هذه المسألة، وكنت أحسب أن القول فيها محدث حتى رأيتها أثرية سلفية صحابية، فانبعثت الهمة إلى تحقيق القول فيها، فقلنا حينئذ بما قاله السلف، فروى أبو يعلي الموصلي في كتاب التفسير المشهور له عن عبد الله ابن سلام وكان عالمًا بالكتاب الأول، والكتاب الثاني؛ إذ كان كتابيًا، وقد شهد له النبي بحسن الخاتمة، ووصية معاذ عند موته، وأنه أحد العلماء الأربعة الذين يبتغي العلم عندهم قال: ما خلق الله خلقًا أكرم عليه من محمد . الحديث عنه.
قلت: ولا جبرائيل، ولا ميكائيل؟ قال: يا بن أخي، أو تدري ما جبرائيل وميكائيل؟ إنما جبرائيل وميكائيل خلق مسخر، مثل: الشمس، والقمر، وما خلق الله تعالى خلقًا أكرم عليه من محمد .
وروى عبد الله في التفسير وغيره عن مَعْمَر، عن زيد بن أسلم؛ أنه قال: قالت الملائكة: يا ربنا، جعلت لبني آدم الدنيا، يأكلون فيها ويشربون، فاجعل لنا الآخرة. فقال: «وعزتي لا أجعل صالح ذرية من خلقتُ بيدي كَمَنْ قلت له كن فكان».
وكذلك قصة سجود الملائكة كلهم أجمعين لآدم، ولعن الممتنع عن السجود له، وهذا تشريف وتكريم له.
وقد قال بعض الأغبياء: إن السجود إنما كان لله وجعل آدم قبلة لهم، يسجدون إليه كما يسجد إلى الكعبة، وليس في هذا تفضيل له عليهم، كما أن السجود إلى الكعبة ليس فيه تفضيل للكعبة على المؤمن عند الله، بل حرمة المؤمن عند الله أفضل من حرمتها، وقالوا: السجود لغير الله محرم، بل كفر.
والجواب: أن السجود كان لآدم بأمر الله وفرضه بإجماع من يسمع قوله ويدل على ذلك وجوه:
أحدها: قوله: لآدم، ولم يقل: إلى آدم. وكل حرف له معنى، ومن التمييز في اللسان أن يقال: سجدت له، وسجدت إليه، كما قال تعالى: {لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لله الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [5] وقال {وَلله يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} [6].
وأجمع المسلمون على أن السجود لغير الله محرم، وأما الكعبة فقد كان النبي يصلي إلى بيت المقدس، ثم صلى إلى الكعبة، وكان يصلى إلى عنزَة [7]، ولا يقال: لعنزة، وإلى عمود وشجرة، ولا يقال: لعمود ولا لشجرة، والساجد للشيء يخضع له بقلبه، ويخشع له بفؤاده، وأما الساجد إليه فإنما يولي وجهه وبدنه إليه ظاهرًا، كما يولى وجهه إلى بعض النواحي إذا أمه، كما قال: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ} [8].
والثاني: أن آدم لو كان قبلة لم يمتنع إبليس من السجود، أو يزعم أنه خير منه؛ فإن القبلة قد تكون أحجارًا، وليس في ذلك تفضيل لها على المصلين إليها، وقد يصلي الرجل إلى عنزة وبعير، وإلى رجل، ولا يتوهم أنه مفضل بذلك، فمن أي شيء فر الشيطان؟ هذا هو العجب العجيب!
والثالث: أنه لو جعل آدم قبلة في سجدة واحدة لكانت القبلة وبيت المقدس أفضل منه بآلاف كثيرة؛ إذ جعلت قبلة دائمة في جميع أنواع الصلوات، فهذه القصة الطويلة التي قد جعلت علمًا له، ومن أفضل النعم عليه، وجاءت إلى العالم بأن الله رفعه بها، وامتن عليه، ليس فيها أكثر من أنه جعله كالكعبة في بعض الأوقات! مع أن بعض ما أوتيه من الإيمان والعلم، والقرب من الرحمن أفضل بكثير من الكعبة، والكعبة إنما وضعت له ولذريته، أفيجعل من جسيم النعم عليه أو يشبه به في شيء نزرًا قليلًا جدًا؟ هذا ما لا يقوله عاقل.
وأما قولهم: لا يجوز السجود لغير الله، فيقال لهم: إن قيلت هذه الكلمة على الجملة فهي كلمة عامة، تنفي بعمومها جواز السجود لآدم، وقد دل دليل خاص على أنهم سجدوا له، والعام لا يعارض ما قابله من الخاص.
وثانيها: أن السجود لغير الله حرام علينا وعلى الملائكة. أما الأول فلا دليل وأما الثاني فما الحجة فيه؟
وثالثها: أنه حرام أمر الله به، أو حرام لم يأمر به، والثاني حق ولا شفاء فيه، وأما الأول فكيف يمكن أن يحرم بعد أن أمر الله تعالى به؟
ورابعها: أبو يوسف وإخوته خروا له سجدًا، ويقال: كانت تحيتهم، فكيف يقال:
إن السجود حرام مطلقًا ؟ وقد كانت البهائم تسجد للنبي ، والبهائم لا تعبد الله. فكيف يقال: يلزم من السجود لشيء عبادته؟ وقد قال النبي : «ولو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعِظَمِ حقه عليها» ومعلوم أنه لم يقل: لو كنت آمرا أحدًا أن يعبد.
وسابعها: وفيه التفسير أن يقال: أما الخضوع والقنوت بالقلوب والاعتراف بالربوبية والعبودية، فهذا لا يكون على الإطلاق إلا لله سبحانه وتعالى وحده، وهو في غيره ممتنع باطل.
وأما السجود فشريعة من الشرائع؛ إذ أمرنا الله تعالى أن نسجد له، ولو أمرنا أن نسجد لأحد من خلقه غيره لسجدنا لذلك الغير طاعة لله عز وجل إذ أحب أن نعظم من سجدنا له، ولو لم يفرض علينا السجود لم يجب البتة فعله، فسجود الملائكة لآدم عبادة لله وطاعة له، وقربة يتقربون بها إليه، وهو لآدم تشريف وتكريم وتعظيم. وسجود أخوة يوسف له تحية وسلام، ألا ترى أن يوسف لو سجد لأبويه تحية لم يكره له.
ولم يأت أن آدم سجد للملائكة، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا لله رب العالمين، ولعل ذلك والله أعلم بحقائق الأمور لأنهم أشرف الأنواع، وهم صالحو بني آدم ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا لله رب العالمين، وهم أكفاء بعضهم لبعض، فليس لبعضهم مزية بقدر ما يصلح له السجود، ومن سواهم فقد سجد لهم من الملائكة للأب الأقوم، ومن البهائم للابن الأكرم.
وأما قولهم: لم يسبق لآدم ما يوجب الإكرام له بالسجود، فلغو من القول، هذى به بعض من اعتزل الجماعة، فإن نعم الله تعالى وأياديه وآلاءه على عباده ليست بسبب منهم، ولو كانت بسبب منهم فهو المنعم بذلك السبب، فهو المنعم به ويشكرهم على نعمه، وهو أيضا باطل على قاعدتهم، لا حاجة لنا إلى بيانه ههنا.
وقوله: {وَلَهُ يَسْجُدُونَ} [9] فإنه إن سلم أنه يفيد الحصر، فالقصد منه والله أعلم الفضل بينهم وبين البشر الذين يشركون بربهم ويعبدون غيره، فأخبرهم أن الملائكة لا تعبد غيره، ثم هذا عام وتلك الآية خاصة فيستثنى آدم، ثم يقال: السجود على ضربين: سجود عبادة محضة، وسجود تشريف. فأما الأول: فلا يكون إلا لله، وأما الثاني: فلم قلت: إنه كذلك؟ والآية محمولة على الأول توفيقًا بين الدلائل.
وأما السؤال الثاني، فروى عن بعض الأولين: أن الملائكة الذين سجدوا لآدم ملائكة في الأرض فقط، لا ملائكة السموات. ومنهم من يقول: ملائكة السموات دون الكَرُوبِيِّين، وانتحى ذلك بعض المتأخرين، واستنكر سجود الأعلين من الملائكة لآدم مع عدم التفاتهم إلى ما سوى الله، ورووا في ذلك: «إن مِن خَلْقِ الله خَلْقًا لا يدرون: أخُلِقَ آدم أم لا ؟».
ونزع بقوله: {أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ} [10] والعالون هم ملائكة السماء، وملائكة السماء لم يؤمروا بالسجود لآدم، فاعلم أن هذه المقالة أولا ليس معها ما يوجب قبولها، لا مسموع ولا معقول، إلا خواطر وسَوَانِح [11]، ووساوس مادتها من عرش إبليس، يستفزهم بصوته ليرد عنهم النعمة التي حرص على ردها عن أبيهم قديمًا، أو مقالة قد قالها من يقول الحق والباطل، لكن معنا ما يوجب ردها من وجوه:
أحدها: أنه خلاف ما عليه العامة من أهل العلم بالكتاب والسنة، وإذا كان لا بد من التقليد فتقليدهم أولى.
وثانيها: أنه خلاف ظاهر الكتاب العزيز، وخلاف نصه، فإن الاسم المجموع المعرف بالألف واللام يوجب استيعاب الجنس، قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ} [12]، فسجود الملائكة يقتضي جميع الملائكة، هذا مقتضى اللسان الذي نزل به القرآن، فالعدول عن موجب القول العام إلى الخصوص لا بد له من دليل يصلح له، وهو معدوم.
وثالثها: أنه قال: {فَسَجَدَ الْمَلآئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} ][13] فلو لم يكن الاسم الأول يقتضي الاستيعاب والاستغراق، لكان توكيده بصيغة كل موجبة لذلك ومقتضية له، ثم لو لم يفد تلك الإفادة، لكان قوله: {أَجْمَعُونَ} توكيدًا وتحقيقًا بعد توكيد وتحقيق، ومن نازع في موجب الأسماء العامة فإنه لا ينازع فيها بعد توكيدها بما يفيد العموم، بل إنما يجاء بصيغة التوكيد قطعًا لاحتمال الخصوص وأشباهه.
وقد بلغني عن بعض السلف أنه قال: ما ابتدع قوم بدعة إلا في القرآن ما يردها، ولكن لا يعلمون. فلعل قوله: {كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ} جىء به لزعم زاعم يقول: إنما سجد له بعض الملائكة لا كلهم، وكانت هذه الكلمة ردًا لمقالة هؤلاء. ومن اختلج في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيل فليعز نفسه في الاستدلال بالقرآن والفهم، فإنه لا يثق بشيء يؤخذ منه، ياليت شعري ! لو كانت الملائكة كلهم سجدوا وأراد الله أن يخبرنا بذلك، فأي كلمة أتم وأعم، أم يأتي قول يقال: أليس هذا من أبين البيان؟
ورابعها: أن هذه الكلمة تكررت في القرآن، وقال النبي في حديث الشفاعة وأسجد لك ملائكته، وكذلك في محاجة موسى وآدم، ومن الناس من يقول: إن القول العام إذا قرن به الخاص وجب أن يقرن به البيان، فلا يجوز تأخيره عنه، لئلا يقع السامع في اعتقاد الجهل؛ ولم يقترن بشيء من هذه الكلمات دليل تخصيص، فوجب القطع بالعموم.
وقال آخرون وهو الأصوب: يجوز تأخير البيان عن وقت الخطاب لكن بعد البحث عن دليل التخصيص، والله أعلم. فيجب القول بالعموم، وإذا كانت القصة قد تكررت وليس فيها ما يدل على الخصوص فليس دعوى الخصوص فيها من البهتان.
وأما إنكارهم لسجود الكَروبِيِّين فليس بشيء؛ لأنهم سجدوا طاعة وعبادة لربهم، وزاد قائل: ذلك أنهم أفضل من آدم إذا ثبت أنهم لم يسجدوا، والحكايات المرسلة لا تقيم حقًا ولا تهدم باطلًا. وتفسيرهم{العالين} بالكروبيين، قول في كتاب الله سبحانه وتعالى بلا علم، ولا يعرف ذلك عن إمام متبع، ولا في اللفظ دليل عليه، وقيل: {أَسْتَكْبَرْتَ} أطلبت أن تكون كبيرًا من هذا الوقت؟ أم كنت عاليًا قبل ذلك؟ ولا حاجة بنا إلى تفسير كلام الله بآرائنا، والله أعلم بتفسيره.
وههنا سؤال ثالث وهو: أن السجود له، قد يكون الساجدون سجدوا له مع فضلهم عليه، فإن الفاضل قد يخدم المفضول، فنقول:
اعلم أن منفعة الأعلى للأدنى غير مستنكرة، فإن سيد القوم خادمهم، فالنبي أفضل الناس، وأنفع الناس للناس، لكن منفعته في الحقيقة يعود إليه ثوابها، وتمام التقرب إلى الله يحصل بنفع خلقه، فهذا يصلح أن يورد على من احتج بتدبيرهم لنا، ففضلهم علينا لكثرة منفعتهم لنا، وأما نفس السجود فلا منفعة فيه للمسجود له إلا مجرد تعظيم وتشريف وتكريم، ولا يصلح البتة أن يكون من هو أفضل أسفل ممن دونه وتحته في الشرف، والمحقق، لا المتوهم، فافهم هذا فإن تحته سرا.
الدليل الثاني: قوله قصصًا عن إبليس: {أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [14] فإن هذا نص في تكريم آدم على إبليس؛ إذ أمر بالسجود له.
الدليل الثالث: أن الله تعالى خلق آدم بيده، كما ذكر ذلك في الكتاب والسنة، والملائكة لم يخلقهم بيده بل بكلمته، وهذا يقوله جميع من يدعى الإسلام سنيهم ومبتدعهم بل وعليه أهل الكتاب، فإن الناس في يدي الله على ثلاثة أقوال:
أما أهل السنة فيقولون: يدا الله صفتان من صفات ذاته، حكمها حكم جميع صفاته؛ من حياته وعلمه، وقدرته وإرادته، وكلامه. فيثبتون جميع صفاته التي وصف بها نفسه، ووصفه بها أنبياؤه، وإن شاركت أسماء صفاته أسماء صفات غيره. كما أن له أسماء قد يسمى بها غيره، مثل: رؤوف، رحيم، عليم سميع، بصير، حليم، صبور، شكور، قدير، مؤمن، علي، عظيم، كبير، مع نفي المشابهة في الحقيقة والمماثلة، كما في قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [15]، جمعت هذه الآية بين الإثبات والتنزيه، ونسبة صفاته إليه كنسبة خلقه إليه، والنسبة والإضافة تشابه النسبة والإضافة.
ومن هذا الوجه جاء الاشتراك في أسمائه وأسماء صفاته، كما شبهت الرؤية برؤية الشمس والقمر، تشبيها للرؤية لا للمرئى، كما ضرب مثله مع عباده المملوكين كمثل بعض خلقه مع مملوكيهم، وله المثل الأعلى في السموات، فتدبر هذا فإنه مَجْلاة شُبْهَة ومَصْفَاة كَدَر، فجميع ما نسمعه، وينسب إليه، ويضاف من الأسماء والصفات، هو كما يليق بالله، ويصلح لذاته.
والفريقان الآخران أهل التشبيه والتمثيل: منهم من يقول: يد كيدي تعالى الله عن ذلك وأهل النفي والتعطيل يقولون: اليدان هما: النعمتان والقدرتان، والله أكبر كبيرًا.
وبكل حال، اتفق هؤلاء كلهم على أن لآدم فضيلة ومزية ليست لغيره؛ إذ خلقه بيده.
الوجه الثالث: أن ذلك معدود في النعم التي أنعم الله بها على آدم حين قال له موسى: «خلقك الله بيده». وكذلك يقال له يوم القيامة، وإنما ذكروا ذلك له في النعم التي خصه الله بها من بين المخلوقين دون الذي شورك فيها. فهذا بيان واضح دليل على فضله على سائر الخلق، كما ذكر زيد بن أسلم أن الله تعالى قال للملائكة: «لا أجعل صالح ذرية من خَلَقْتُ بِيَديّ كمن قُلْتُ له كن فكان».
الدليل الرابع: ما احتج به بعض أصحابنا على تفضيل الأنبياء على الملائكة بقوله: {إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [16]،
وقوله: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [17] واسم {الْعَالَمِينَ} يتناول الملائكة والجن والإنس، وفيه نظر؛ لأن أصناف العالمين قد يراد به جميع أصناف الخلق كما في قوله تعالى: {الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ} [18]، وقد يراد به الآدميون فقط على اختلاف أصنافهم، كما في قوله تعالى: {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} [19]، {أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ} [20] وهم كانوا لا يأتون البهائم ولا الجن.
وقد يراد بالعالمين أهل زمن واحد، كما في قوله: {اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ{.
فقوله: {إِنَّ الله اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ} الآية، تحتمل جميع أصناف الخلق، ويحتمل أن المراد بنو آدم فقط. وللمحتج بها أن يقول: اسم {الْعَالَمِينَ} عام لجميع أصناف المخلوقات التي بها يعلم الله، وهي آيات له ودلالات عليه، لاسيما أولو العلم منهم، مثل الملائكة، فيجب إجراء الاسم على عمومه إلا إذا قام دليل يوجب الخصوص.
وقد احتج أيضا بقوله : {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ}الآية [21]. وهو دليل ضعيف بل هو بالضد كما قررناه.
الدليل الخامس: قوله: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [22]، وفيها دليل على تفضيل الخليفة من وجهين: أولهما: أن الخليفة يفضل على من هو خليفة عليه، وقد كان في الأرض ملائكة، وهذا غايته أن يفضل على من في الأرض من الملائكة. وثانيهما: أن الملائكة طلبت من الله تعالى أن يكون الاستخلاف فيهم، والخليفة منهم، حيث قالوا: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} الآية [23]. فلولا أن الخلافة درجة عالية أعلى من درجاتهم لما طلبوها وغبطوا صاحبها.
الدليل السابع: تفضيل بني آدم عليهم بالعلم حين سألهم الله عز وجل عن علم الأسماء فلم يجيبوه؛ واعترفوا أنهم لا يحسنونها فأنبأهم آدم بذلك، وقد قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [24].
والدليل الثامن: وهو أول الأحاديث ما رواه حماد بن سلمة عن أبي المِهْزَم، عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: «لَزَوَال الدنيا على الله أهون من قتل رجل مؤمن، والمؤمن أكرم على الله من الملائكة الذين عنده».
وهذا نص في أن المؤمنين أكرم على الله من الملائكة المقربين.
ثم ذكر ما رواه الخلال عن أبي هريرة: خطبنا رسول الله ، وذكر كلامًا قال في آخره: «ادْنُو، ووَسِّعوا لمن خلفكم». فدنا الناس وانضم بعضهم إلى بعض. فقال رجل: أنوسع للملائكة أو للناس؟ قال: «للملائكة، إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم، ولكن عن أيمانكم وشمائلكم». قالوا: ولم لا يكونون من بين أيدينا ومن خلفنا؟ أمن فضلنا عليهم أو من فضلهم علينا؟ قال: «نعم، أنتم أفضل من الملائكة».
رواه الخلال، وفيه القطع بفضل البشر على الملائكة، لكن لا يعرف حال إسناده، فهو موقوف على صحة إسناده.
وروى عبد الله بن أحمد في كتاب السنة عن عروة بن رُوَيْم قال: أخبرني الأنصاري عن النبي أن الملائكة قالوا: ربنا خلقتنا وخلقت بني آدم، فجعلتهم يأكلون ويشربون، ويلبسون ويأتون النساء، ويركبون الدواب، وينامون ويستريحون، ولم تجعل لنا شيئا من ذلك، فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة.
وذكر الحديث مرفوعًا كما تقدم موقوفًا عن زيد بن أسلم عن أبيه. وزيد بن أسلم زيد في علمه وفقهه وورعه، حتى إن كان علي بن الحسين ليدع مجالس قومه ويأتي مجلسه، فلامه الزهري في ذلك فقال: إنما يجلس حيث ينتفع، أو قال: يجد صلاح قلبه.
وقد كان يحضر مجلسه نحو أربعمائة طالب للعلم، أدنى خصلة فيهم الباذل ما في يده من الدنيا، ولا يستأثر بعضهم على بعض، فلا يقول مثل هذا القول إلا عن. . . [25] بين والكذب على الله عز وجل أعظم من الكذب على رسوله.
وأقل ما في هذه الآثار أن السلف الأولين كانوا يتناقلون بينهم: أن صالحي البشر أفضل من الملائكة من غير نكير منهم لذلك، ولم يخالف أحد منهم في ذلك، إنما ظهر الخلاف بعد تشتت الأهواء بأهلها، وتفرق الآراء، فقد كان ذلك كالمستقر عندهم.
الدليل الحادي عشر: أحاديث المباهاة مثل: أن الله تعالى ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا وعشية عرفة فيباهي ملائكته بالحاج، وكذلك يباهي بهم المصلين، يقول: « انظروا إلى عبادي، قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى »، وكلا الحديثين في صحيح مسلم، والمباهاة لا تكون إلا بالأفاضل.
فإن قيل : هذه الأخبار رواها آحاد غير مشهورين، ولا هي بتلك الشهرة، فلا توجب علمًا، والمسألة علمية.
قلنا: أولا: من قال: إن المطلق في هذه القضية اليقين الذي لا يمكن نقيضه، بل يكفي فيها الظن الغالب، وهو حاصل.
ثم ما المراد بقوله: علمية؟ أتريد أنه لا علم ؟ فهذا مسلم. ولكن كل عقل راجح يستند إلى دليل فإنه علم، وإن كان فرقة من الناس لا يسمون علمًا إلا ما كان يقينًا لا يقبل الانتقاض، وقد قال تعالى : {فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ} [26] وقد استوفي القول في ذلك في غير هذا الموضع، فإن أريد علمية؛ لأن المطلوب الاستيقان، فهذا لغو من القول لا دليل عليه، ولو كان حقًا لوجب الإمساك عن الكلام في كل أمر غير علمي إلا باليقين، وهو تهافت بين.
ثم نقول: هي بمجموعها وانضمام بعضها إلى بعض ومجيئها من طرق متباينة، قد توجب اليقين لأولى الخبرة بعلم الإسناد، وذوي البصيرة بمعرفة الحديث ورجاله، فإن هذا علم اختصوا به كما اختص كل قوم بعلم، وليس من لوازم حصول العلم لهم حصوله لغيرهم، إلا أن يعلموا ما علموا مما به يميزون بين صحيح الحديث وضعيفه.
والعلوم على اختلاف أصنافها وتباين صفاتها لا توجب اشتراك العقلاء فيها، لاسيما السمعيات الخبريات، وإن زعم فرقة من أولى الجدل أن الضروريات يجب الاشتراك فيها، فإن هذا حق في بعض الضروريات، لا في جميعها، مع تجويزنا عدم الاشتراك في شيء من الضروريات، لكن جرت سنة الاشتراك بوقوع الاشتراك في بعضها. فغلط أقوام فجعلوا وجوب الاشتراك في جميعها، فجحدوا كثيرًا من العلم الذي اختص به غيرهم.
ثم نقول: لو فرضنا أنها لا تفيد العلم وإنما تفيد ظنًا غالبًا، أو أن المطلوب هو الاستيقان، فنقول : المطلوب حاصل بغير هذه الأحاديث، وإنما هي مؤكدة مؤيدة لتجتمع أجناس الأدلة على هذه المقالة.
الدليل الثاني عشر: قد كان السلف يحدثون الأحاديث المتضمنة فضل صالحي البشر على الملائكة، وتروى على رؤوس الناس، ولو كان هذا منكرًا لأنكروه، فدل على اعتقادهم ذلك.
وهذا إن لم يفد اليقين القاطع، فإن بعض الظن لم يقصر عن القوى الغالب، وربما اختلف ذلك باختلاف الناس واختلاف أحوالهم.
zahid
16-03-2010, 11:18 PM
الدليل الثالث عشر: وهو البحث الكاشف عن حقيقة المسألة وهو أن نقول: التفضيل إذا وقع بين شيئين فلا بد من معرفة الفضيلة ما هي؟، ثم ينظر أيهما أولى بها ؟
وأيضا، فإنا إنما تكلمنا في تفضيل صالحي البشر إذا كملوا ووصلوا إلى غايتهم وأقصى نهايتهم، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة، ونالوا الزلفى، وسكنوا الدرجات العلى، وحياهم الرحمن وخصهم بمزيد قربه، وتجلى لهم، يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم، وقامت الملائكة في خدمتهم بإذن ربهم.
فلينظر الباحث في هذا الأمر، فإن أكثر الغالطين لما نظروا في الصنفين رأوا الملائكة بعين التمام والكمال، ونظروا الآدمي وهو في هذه الحياة الخسيسة الْكَدِرَة، التي لا تزن عند الله جناح بعوضة وليس هذا بالإنصاف.
فأقول: فضل أحد الذاتين على الأخرى إنما هو بقربها من الله تعالى ومن مزيد اصطفائه وفضل اجتبائه لنا، وإن كنا نحن لا ندرك حقيقة ذلك.
هذا على سبيل الإجمال، وعلى حسب الأمور التي هي في نفسها خبر محض، وكمال صرف، مثل: الحياة والعلم والقدرة، والزكاة والطهارة، والطيب والبراءة من النقائص والعيوب، فنتكلم على الفضلين:
أما الأول: فإن جنة عدن خلقها الله تعالى وغرسها بيده، ولم يطلع على ما فيها ملكًا مقربا، ولا نبيًا مرسلًا، وقال لها: تكلمي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [27]. جاء ذلك في أحاديث عديدة، وأنه ينظر إليها في كل سحر، وهي داره، فهذه كرامة الله تعالى لعباده المؤمنين، التي لم يطلع عليها أحد من الملائكة. ومعلوم أن الأعلين مطلعون على الأسفلين من غير عكس، ولا يقال: هذا في حق المرسلين، فإنها إنما بنيت لهم، لكن لم يبلغوا بعد إبان سكناها وإنما هي معدة لهم، فإنهم ذاهبون إلى كمال، ومنتقلون إلى علو وارتفاع، وهو جزاؤهم وثوابهم.
وأما الملائكة فإن حالهم اليوم شبيهة بحالهم بعد ذلك، فإن ثوابهم متصل وليست الجنة مخلوقة، وتصديق هذا قوله تعالى : {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [28].
فحقيقة ما أعده الله لأوليائه غيب عن الملائكة، وقد غيب عنهم أولًا حال آدم في النشأة الأولى وغيرها.
وفضل عباد الله الصالحين يبين فضل الواحد من نوعهم، فالواحد من نوعهم إذا ثبت فضلهم على جميع الأعيان والأشخاص، ثبت فضل نوعهم على جميع الأنواع؛ إذ من الممتنع ارتفاع شخص من أشخاص النوع المفضول إلى أن يفوق جميع الأشخاص والأنواع الفاضلة، فإن هذا تبديل الحقائق وقلب الأعيان عن صفاتها النفسية، لكن ربما فاق بعض أشخاص النوع الفاضل مع امتياز ذلك عليه بفضل نوعه وحقيقته، كما أن في بعض الخيل ما هو خير من بعض الخيل، ولا يكون خيرًا من جميع الخيل.
إذا تبين هذا، فقد حدَّثَ العلماء المرضيون وأولياؤه المقبولون: أن محمدًا رسول الله يجلسه ربه على العرش معه.
روى ذلك محمد بن فُضَيل، عن ليث، عن مجاهد، في تفسير: {عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [29] وذكر ذلك من وجوه أخرى مرفوعة وغير مرفوعة. قال ابن جرير: وهذا ليس مناقضًا لما استفاضت به الأحاديث من أن المقام المحمود هو الشفاعة، باتفاق الأئمة من جميع من ينتحل الإسلام ويدعيه، لا يقول: إن إجلاسه على العرش منكر وإنما أنكره بعض الجهمية ولا ذكره في تفسير الآية منكر، وإذا ثبت فضل فاضلنا على فاضلهم ثبت فضل النوع على النوع أعنى صالحنا عليهم.
وأما الذوات، فإن ذات آدم خلقها الله بيده، وخلقها الله على صورته ونفخ فيه من روحه، ولم يثبت هذا لشيء من الذوات، وهذا بحر يغرق فيه السابح، لا يخوضه إلا كل مؤيد بنور الهداية، وإلا وقع إما في تمثيل، أو في تعطيل. فليكن ذو اللب على بصيرة أن وراء علمه مرماة بعيدة، وفوق كل ذي علم عليم. وليوقن كل الإيقان بأن ما جاءت به الآثار النبوية حق ظاهرًا وباطنًا وإن قصر عنه عقله ولم يبلغه علمه {فَوَرَبِّ السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ} [30] فلا تلجَنَّ باب إنكار، ورد وإمساك وإغماض ردا لظاهره وتعجبًا من باطنه حفظًا لقواعدك التي كتبتها بقواك وضبطتها بأصولك التي عقلتك عن جَنَاب مولاك.
إياك مما يخالف المتقدمين من التنزيه وتَوَقّ التمثيل والتشبيه، ولعمري إن هذا هو الصراط المستقيم، الذي هو أَحَدَّ من السيف، وأدق من الشعر، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.
وأما الصفات التي تتفاضل، فمن ذلك الحياة السرمدية والبقاء الأبدي في الدار الآخرة وليس للملك أكثر من هذا، وإن كانت حياتنا هذه منغوصة بالموت فقد أسلفت أن التفضيل إنما يقع بعد كمال الحقيقتين، حتى لا يبقى إلا البقاء وغير ذلك من العلم الذي امتازت به الملائكة.
فنقول: غير منكر اختصاص كل قبيل من العلم بما ليس للآخر، فإن الوحي للرسل على أنحاء، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ الله إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء} [31]، فبين أن الكلام للبشر على ثلاثة أوجه: منها واحد يكون بتوسط الملك.
ووجهان آخران ليس للملك فيهما وحي، وأين الملك من ليلة المعراج، ويوم الطور، وتعليم الأسماء وأضعاف ذلك؟
ولو ثبت أن علم البشر في الدنيا لا يكون إلا على أيدى الملائكة وهو والله باطل فكيف يصنعون بيوم القيامة؟ وقد قال النبي : «فيفتح الله عليّ من محامده والثناء عليه بأشياء يلهمنيها، لم يفتحها على أحد قبلي».
وإذا تبين هذا، أن العلم مقسوم من الله، وليس كما زعم هذا الغبي بأنه لا يكون إلا بأيدي الملائكة على الإطلاق، وهو قول بلا علم، بل الذي يدل عليه القرآن أن الله تعالى اختص آدم بعلم لم يكن عند الملائكة، وهو علم الأسماء الذي هو أشرف العلوم، وحكم بفضله عليهم لمزيد العلم، فأين العدول عن هذا الموضع إلى بنيات الطريق؟ ومنها القدرة.
وزعم بعضهم أن الملك أقوى وأقدر، وذكر قصة جبرائيل بأنه شديد القوى، وأنه حمل قرية قوم لوط على ريشة من جناحه، فقد آتى الله بعض عباده أعظم من ذلك، فأغرق جميع أهل الأرض بدعوة نوح، وقال النبي : «إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبَرّهُ، ورُبَّ أشْعَثَ أغْبَرَ مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبَرَّهُ»! وهذا عام في كل الأشياء، وجاء تفسير ذلك في آثار: إن من عباد الله من لو أقسم على الله أن يزيل جبلًا، أو الجبال عن أماكنها لأزالها، وألا يقيم القيامة لما أقامها، وهذا مبالغة.
ولا يقال: إن ذلك يفضل بقوة خلقت فيه، وهذا بدعوة يدعوها؛ لأنهما في الحقيقة يؤولان إلى واحد، هو مقصود القدرة ومطلوب القوة، وما من أجله يفضل القوى على الضعيف، ثم هب أن هذا في الدنيا فكيف تصنعون في الآخرة ؟ وقد جاء في الأثر: «يا عبدي، أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني أجعلك تقول للشيء كن فيكون، يا عبدي، أنا الحي الذي لا يموت، أطعني أجعلك حيًا لا تموت»، وفي أثر: «أن المؤمن تأتيه التُّحَفُ من الله: من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت» فهذه غاية ليس وراءها مرمى، كيف لا، وهو بالله يسمع، وبه يبصر، وبه يبطش، وبه يمشى، فلا يقوم لقوته قوة؟
وأما الطهارة والنزاهة، والتقديس والبراءة عن النقائص والمعائب، والطاعة التامة الخاصة لله، التي ليس معها معصية ولا سهو ولا غفلة، وإنما أفعالهم وأقوالهم على وفق الأمر، فقد قال قائل: من أين للبشر هذه الصفات؟ وهذه الصفات على الحقيقة هي أسباب الفضل، كما قيل: لا أعدل بالسلامة شيئا. فالجواب من وجوه:
أحدها: أنا إذا نظرنا إلى هذه الأحوال في الآخرة، كانت في الآخرة للمؤمنين على أكمل حال وأتم وجه، وقد قدمنا أن الكلام ليس في تفضيلهم في هذه الحياة فقط، بل عند الكمال والتمام والاستقرار في دار الحيوان، وفيه وجه قاطع لكل ما كان من جنس هذا الكلام، فأين هم من أقوام تكون وجوههم مثل القمر ومثل الشمس، لا يبولون ولا يتمخطون، ولا يبصقون، ما فيهم ذرة من العيب ولا من النقص؟
الوجه الثاني: أن هذا بعينه هو الدليل على فضل الآدمي، والملائكة مخلوقون على طريقة واحدة، وصفة لازمة، لا سبيل إلى انفكاكهم عنها، والبشر بخلاف ذلك.
الوجه الثالث: أن ما يقع من صالحي البشر من الزلات والهفوات ترفع لهم به الدرجات، وتبدل لهم السيئات حسنات، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، ومنهم من يعمل سيئة تكون سبب دخول الجنة، ولو لم يكن العفو أحب إليه لما ابتلى بالذنب أكرم الخلق عليه، وكذلك فرحه بتوبة عبيده، وضحكه من علم العبد أنه لا يغفر الذنوب إلا الله، فافهم هذا فإنه من أسرار الربوبية، وبه ينكشف سبب مواقعة المقربين الذنوب.
الوجه الرابع: ما روى: «أن الملائكة لما استعظمت خطايا بني آدم ألقى الله تعالى على بعضهم الشهوة فواقعوا الخطيئة»، وهو احتجاج من الله تعالى على الملائكة، وأما العبادة فقد قالوا: إن الملائكة دائمو العبادة والتسبيح، ومنهم قيام لا يقعدون، وقعود لا يقومون، وركوع لا يسجدون، وسجود لا يركعون}يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونََ} [32]
والجواب: أن الفضل بنفس العمل وجودته، لا بقدره وكثرته، كما قال تعالى : {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا{[33]، وقال : {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [34]، ورب تسبيحة من إنسان أفضل من ملء الأرض من عمل غيره، وكان إدريس يرفع له في اليوم مثل عمل جميع أهل الأرض، وإن الرجلين ليكونان في الصف وأجر ما بين صلاتهما كما بين السماء والأرض.
وقد روى: «أن أنِينَ المذنبين أحب إليَّ من زَجَل المسبحين».
وقد قالوا: إن علماء الآدميين مع وجود المنافي والمضاد أحسن وأفضل، ثم هم في الحياة الدنيا وفي الآخرة يلهمون التسبيح، كما يلهمون النَّفَسَ، وأما النفع المتعدى، والنفع للخلق، وتدبير العالم، فقد قالوا : هم تجري أرزاق العباد على أيديهم، وينزلون بالعلوم والوحي، ويحفظون ويمسكون وغير ذلك من أفعال الملائكة.
والجواب: أن صالح البشر لهم مثل ذلك وأكثر منه، ويكفيك من ذلك شفاعة الشافع المشفع في المذنبين، وشفاعته في البشر كي يحاسبوا، وشفاعته في أهل الجنة حتى يدخلوا الجنة. ثم بعد ذلك تقع شفاعة الملائكة، وأين هم من قوله: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [35] ؟ وأين هم من الذين : {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} [36] ؟ وأين هم ممن يدعون إلى الهدى ودين الحق؛ ومن سَنَّ سُنَّة حسنة؟ وأين هم من قوله : «إن من أمتي من يشفع في أكثر من ربيعة ومُضَر» ؟ وأين هم من الأقطاب، والأوتاد، والأغواث، والأبدال، والنجباء؟.
فهذا هداك الله وجه التفضيل بالأسباب المعلومة، ذكرنا منه أنموذجًا نهجنا به السبيل، وفتحنا به الباب إلى درك فضائل الصالحين، من تدبر ذلك، وأوتى منه حظًا رأى وراءَ ذلك ما لا يحصيه إلا الله، وإنما عدل عن ذلك قوم لم يكن لهم من القول والعلم إلا ظاهره، ولا من الحقائق إلا رسومها، فوقعوا في بدع وشبهات، وتاهوا في مواقف ومجازات، وها نحن نذكر ما احتجوا به.
الحجة الأولى: قوله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدا لله وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [37]، والذي يريد إثبات ذل الأعاظم، وانقياد الأكابر، إنما يبدأ بالأدنى فالأدنى مترقيًا إلى الأعلى فالأعلى، ليرقى المخاطب في فهم عظمة من انقيد له، وأطيع درجة درجة، وإلا فلو فوجئ بانقياد الأعظم ابتداء، لما حصل تبين مراتب العظمة، ولوقع ذكر الأدنى بعد ذلك ضائعًا، بل يكون رجوعًا ونقصًا.
ولهذا جرت فطرة الخلق أن يقال: فلان لا يأتيني، وفلان يأتيني، أي كيف يستنكف عن الإتيان إلى؟ وفلان أكرم منه وأعظم، وهو يأتيني، ولا يقال : لا يأبي فلان أن يكرمك، ولا من هو فوقه. فالانتقال من المسيح إلى الملائكة دليل على فضلهم، كيف وقد نعتوا بالقرب الذي هو عين الفضائل؟
والجواب: زعم القاضي أن هذا ليس من عطف الأعلى على الأدنى، وإنما هو عطف ساذج. قال: وذلك أن قومًا عبدوا المسيح وزعموا أنه ابن الله سبحانه وقومًا عبدوا الملائكة وزعموا أنها بنات الله، كما حكى الله تعالى عن الفريقين فبين الله تعالى في هذه أن هؤلاء الذين عبدتموهم من دوني هم عبادي لن يستنكفوا عن عبادتي، وأنهما لو استنكفا عن عبادتي لعذبتهما عذابًا أليما، والمسيح هو الظاهر وهو من نوع البشر، وهذا الكلام فيه نظر، والله أعلم بحقيقته.
ثم نقول: إن كان هذا هو المراد فلا كلام، وإن أريد أن الانتقال من الأدنى إلى الأعلى، فاعلم نور الله قلبك وشرح صدرك للإسلام أن للملائكة خصائص ليست للبشر، لا سيما في الدنيا. هذا ما لا يستريب فيه لبيب، أنهم اليوم على مكان، وأقرب إلى الله، وأظهر جسومًا، وأعظم خلقًا، وأجمل صورًا، وأطول أعمارًا، وأيمن آثارًا، إلى غير ذلك من الخصال الحميدة، مما نعلمه ومما لا نعلمه.
وللبشر أيضا خصائص ومزايا، لكن الكلام في مجموع كل واحدة من المزيتين أيهما أفضل ؟ هذا طريق ممهد لهذه الآية وما بعدها. وهو وراء ذلك، فحيث جرى ما يوجب تفضيل الملك فلما تميزوا به، واختصوا به من الأمور التي لا تنبغي لمن دونهم فيها أن يتفضل عليهم فيما هو من أسبابها.
وذلك أن المسيح لو فرض استنكافه عن عبادة الله، فإنما هو لما أيده الله من الآيات، كما أبرأ الأكمه والأبرص وأحيا الموتى وغير ذلك؛ ولأنه خرج في خلقه عن بني آدم، وفي عزوفه عن الدنيا، وما فيها: أعطى الزهد. وما من صفة من هذه الصفات إلا والملائكة أظهر منه فيها، فإنهم كلهم خلقوا من غير أبوين ومن غير أم، وقد كان فرس جبريل يحيى به التراب الذي يمر عليه ؛وعلم ما يدخر العباد في بيوتهم على الملائكة سهل.
وفي حديث أبرص، وأقرع، وأعمى: «أن الملك مسح عليهم فبرؤوا » فهذه الأمور التي من أجلها عبد المسيح، وجعل ابن الله عز وجل للملائكة منها أوفر نصيب، وأعلى منها، وأعظم مما للمسيح، وهم لا يستنكفون عن عبادته، فهو أحق خلق ألا يستنكف، وأما القرب من الله والزلفى لديه فأمور وراء هذه الآيات. وأيضا، فأقصى ما فيها تفضيلهم على المسيح؛ إذ هو في هذه الحياة الدنيا، وأما إذا استقر في الآخرة وكان ما كان مما لست أذكر، فمن أين يقال: إنهم هناك أفضل منه؟
الحجة الثانية: قوله تعالى لنبيه : {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ الله وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [38] ومثله في هود، فالاحتجاج في هذا من وجوه:
أحدها: أنه قرن استقرار خزائنه، وعلم الغيب بنفي القول بأنه ملك، وسلبها عن نفسه في نسق واحد، فإذا كان حال من يعلم الغيب، ويقدر على الخزائن أفضل من حال من لا يكون كذلك، وجب أن يكون حال الملك أفضل من حال من ليس بملك، وإن كان نبيا كما في الآية.
وثانيها: أنه إنما نفى عن نفسه حالا أعظم من حاله الثابتة، ولم ينف حالًا دون حاله، لأن من اتصف بالأعلى فهو على ما دونه أقدر، فدل على أن حال الملك أفضل من حاله أن يكون ملكًا وهو المطلوب.
وثالثها: ما ذكر القاضي أنه لولا ما استقر في نفوس المخاطبين من أن الملك أعظم؛ لما حسن مواجهتهم بسلب شيء هو دون مرتبته، وهذا الاعتقاد الذي كان في نفوس المخاطبين أمر قرروا عليه، ولم ينكره عليهم، فثبت أنه حق.
والجواب من وجوه:
أحدها: أنه نفى أن يكون عالمًا بالغيب وعنده خزائن الله، ونفى أن يكون ملكًا لا يأكل ولا يشرب ولا يتمتع، وإذا نفى ذلك عن نفسه لم يجب أن يكون الملك أفضل منه، ألا ترى أنه لو قال: ولا أنا كاتب، ولا أنا قارئ، لم يدل على أن الكاتب والقارئ أفضل ممن ليس بكاتب ولا قارئ، فلم يكن في الآية حجة.
وأيضا، ما قال القاضي: إنهم طلبوا صفات الألوهية، وهي العلم والقدرة والغنى: وهي أن يكون عالمًا بكل شيء، قديرًا على كل شيء، غنيًا عن كل شيء، فسلب عن نفسه صفات الألوهية، ولهذا قالوا: {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ} [39]، وقال تعالى: محتجًا عنه: {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [40]، فكأنهم أرادوا منه صفة الملائكة أن يكون متلبسًا بها، فإن الملائكة صُمَّد لا يأكلون ولا يشربون، والبشر لهم أجواف يأكلون ويشربون؛ فكان الأمر إلى هذه الصفة، وهذا بين إن شاء الله.
وثانيها: أن الآخر أكمل في أمر من الأمور، فنفى عن نفسه حال الملك في ذلك، ولم يلزم أن يكون له فضيلة يمتاز بها، وقد تقدم مثل هذا فيما ذكر من حال الملك وعظمته، وأنه ليس للبشر من نوعه مثله، ولكن لِمَ لمْ تقل: من غير نوعه للبشر ما هو أفضل منه؟
ولهذا إذا سئل الإنسان عما يعجز عنه، قد يقول: لست بملك، وإن كان المؤمن أفضل من حال الجن، والملك من الملوك.
وثالثها: أن أقصى ما فيه تفضيل الملك في تلك الحال، ولو سلم ذلك لم ينف أن يكون فيما بعد أفضل من الملك؛ولهذا تزيد قدرته وعلمه وغناه في الآخرة، وهذا كما لو قال الصبي: لا أقول: إني شيخ، ولا أقول: إني عالم، ومن الممكن ترقيه إلى ذلك، وأكمل منه.
الحجة الثالثة: قول إبليس لآدم وحواء: {إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} [41] تقديره: كراهة أن تكونا أو لئلا تكونا، فلولا أن كونهما ملكين حالة هي أكمل من كونهما بشرين؛ لما أغراهما بها، ولما ظنا أنها هي الحالة العليا؛ ولهذا قرنها بالخلود، والخالد أفضل من الفاني، والملك أطول حياة من الآدمي، فيكون أعظم عبادة وأفضل من الآدمي.
والجواب من وجوه:
أحدها: ما ذكره القاضي أن قوله: {إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ} ظن أن الملائكة خير منهما، كما ظن أنه خير من آدم وكان مخطئا. وقوله : {أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ} ظنًا منه أنهما يؤثران الخلود، لما في ذلك من السلامة من الأمراض والأسقام والأوجاع، والآفات والموت؛ لأن الخالد في الجنة هذه حاله، ولم يخرج هذا مخرج التفضيل على الأنبياء. ألا ترى أن الحور والولدان المخلوقين في الجنة خالدون فيها وليسوا بأفضل من الأنبياء.
وثانيها: أن الملك أفضل من بعض الوجوه، وكذلك الخلود آثر عندهما فمالا إليه.
وثالثها: أن حالهما تلك كانت حال ابتداء لا حال انتهاء، فإنهما في الانتهاء قد صارا إلى الخلود الذي لا حظر فيه ولا معه، ولا يعقبه زوال، وكذلك يصيران في الانتهاء إلى حال هي أفضل وأكمل من حال الملك، الذي أراداها أولًا، وهذا بين.
الحجة الرابعة: قوله تعالى: {الله يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [42]، فبدأ بهم، والابتداء إنما يكون بالأفضل والأشرف، فالأفضل والأشرف، كما بدأ بذلك في قوله: {فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ الله عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ} [43]، فبدأ بالأكمل والأفضل.
والجواب: أن الابتداء قد يكون كثيرًا بغير الأفضل، بل يبتدأ بالشيء لأسباب متعددة، كما في قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ} [44]، ولم يدل ذلك على أن نوحًا أفضل من إبراهيم، والنبي أفضل؛ وكذلك قوله: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} [45]، لا يدل على أن المسلم أفضل من المؤمن، فلعله والله أعلم إنما بدأ بهم؛لأن الملائكة أسبق خلقًا ورسالة؛فإنهم أرسلوا إلى الجن والإنس، فذكر الأول، فالأول، في الخلق، والرسالة على ترتيبهم في الوجود.
وقد قال تعالى: {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ} [46]، والذكور أفضل من الإناث، وقال: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} [47]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} الآيات [48]، و{فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ} [49]، إلى غير ذلك، ولم يدل التقديم في شيء من هذه المواضع على فضل المبدوء به، فعلم أن التقديم ليس لازمًا للفضل.
الحجة الخامسة: قوله تعالى : {فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لله مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} [50]، فدل على أن الملك أفضل من البشر، وهن إنما أردن أن يتبين لهن حال هي أعظم من حال البشر.
وقد أجابوا عنه بجوابين:
أحدهما: أنهن لم يعتقدن أن الملائكة أحسن من جميع النبيين وإن لم يروهم لمخبر أخبرهم فسكن إلى خبره، فلما هالهن حسنه قلن: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} لأن هذا الحسن ليس بصفة بشر.
وثانيهما: أنهن اعتقدن أن الملائكة خير من النبيين، فكان هذا الاعتقاد خطأ منهن، ولا يقال إنه لما لم يقرن بالإنكار دل على أنه حق، فإن قولهن {مَا هَذَا بَشَرًا ً} خطأ. وقولهن: {إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} خطأ أيضا في غيبتهن عنه أنه بشر وإثباتهن أنه ملك، وإن لم يقرن بالإنكار، دل على أنه حق، وأن قولهن: {مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ} خطأ في نفيهن عنه البشرية وإثباتهن له الملائكية، وإن لم يقرن بالإنكار لغيبة عقولهن عند رؤيته، فلم يلمن في تلك الحال على ذلك.
وأقول أيضا : إن النسوة لم يكن يقصدن أنه نبي، بل ولا أنه من الصالحين إذ ذاك، ولم يشهدن له فضلًا على غيره من البشر في الصلاح والدين، وإنما شهدن بالفضل في الجمال والحسن، وسَبَاهُنّ جماله فَشَبَّهْنه بحال الملائكة، وليس هذا من التفضيل في شيء من الذي نريد.
ثم نقول: إذا كان التفضيل بالجمال حقًا، فقد ثبت أن أهل الجنة تدخل الزُّمْرَةُ الأولى ووجوههم كالشمس، والذين يَلُونهم كالقمر. . . الحديث، فهذه حال السعداء عند المنتهى، وإن كان في الجمال والملك تفضيل، فإنما هو في هذه الحياة الدنيا؛ لعلم علمه النساء وأكثر الناس.
وأما ما فضل الله عباده الصالحين، وما أعده الله من الكرامة، فأكثر الناس عنه بِمَعْزِل، ليس لهم نظر إليه، وكذلك ما آتاهم الله من العلم الذي غَبَطَتْهُم الملائكة به من أول ما خلقهم، وهو مما به يفضلون، فهذا الجواب وما قبله.
الحجة السادسة: قوله تعالى: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [51]، فهذه صفة جبرائيل.
ثم قال: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ} [52]، فوصف جبرائيل بالكرم والرسالة، والقوة والتمكين عنده، وأنه مطاع وأنه أمين، فوصفه بهذه الصفات الفاضلة ثم عطف عليه بقوله: {وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ}فأضاف الرسول البشرى إلينا وسلب عنه الجنون، وأثبت له رؤية جبرائيل، ونفى عنه البخل والتهمة، وفي هذا تفاوت عظيم بين البشر والملائكة، وبين الصفات والنِّعَم، وهذا قاله بعض المعتزلة، زَلَّ به عن سواء السبيل.
والجواب: أولا: أين هو من قوله: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} إلى آخرها [53]، وقوله: {وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [54]، وقوله: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} الآيات [55]، و{عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [56] ؟
وأين هو عن قصة المعراج التي تأخر فيها جبرائيل عن مقامه؟ ثم أين هو عن الخلَّة؟ وهو التقريب؛ فهذا نزاع من لم يُقَدِّر النبي قَدْرَه.
ثم نقول ثانيًا: لما كان جبرائيل هو الذي جاء بالرسالة، وهو صاحب الوحي وهو غيب عن الناس، لم يروه بأبصارهم، ولم يسمعوا كلامه بآذانهم، وزعم زاعمون أن الذي يأتيه شيطان يعلمه ما يقول، أو أنه إنما يعلمه إياه بعض الإنس.
أخبر الله العباد أن الرسول الذي جاء به، ونعته أحسن النعت، وبين حاله أحسن البيان، وذلك كله إنما هو تشريف لمحمد ، ونفي عنه ما زعموه، وتقرير للرسالة؛ إذ كان هو صاحبه الذي يأتيه بالوحي، فقال: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [57] أي: أن الرسول البشري لم ينطق به من عند نفسه، وإنما هو مبلغ يقول ما قيل له، فكان في اسم الرسول إشارة إلى محض التوسط والسعاية.
ثم وصفه بالصفات التي تنفي كل عيب، من القوة والمكنة، والأمانة والقرب من الله سبحانه فلما استقر حال الرسول الملكي، بين أنه من جهته وأنه لا يجيء إلا بالخير.
وكان الرسول البشري معلوم ظاهره عندهم، وهو الذي يبلغهم الرسالة، ولولا هؤلاء لما أطاقوا الأخذ عن الرسول الملكي، وإنما قال: {صاحبكم} إشارة إلى أنه قد صحبكم سنين قبل ذلك، ولا سابقة له بما تقولون فيه وترمونه، من الجنون والسحر وغير ذلك، وأنه لولا سابقته وصحبته إياكم لما استطعتم الأخذ عنه، ألا تسمعه يقول: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلا} [58] تمييزًا من المرسلين، ثم حقق رسالته بأنه رأى جبرائيل، وأنه مؤتمن على ما يأخذه عنه، فقام أمر الرسالة بهاتين الصفتين، وجاء على الوجه الأبلغ والأكمل والأصلح.
وقد احتجوا بآيات تقدم التنبيه على مقاصدها؛ من وصف الملائكة بالتسبيح، والطاعة، والعبادة وغير ذلك.
الحجة السابعة: الحديث المشهور الصحيح عن الله عز وجل أنه قال: «من ذَكَرَنِي في نَفْسِه ذكرته في نَفْسي، ومن ذكرني في مَلأ ذكرته في مَلأ خير منه».
والملأ الذي يذكر الله الذاكر فيه، هم: الملائكة وقد نطق الحديث بأنهم أفضل من الملأ الذين يذكر العبد فيهم ربه، وخير منهم، وقد قال بعضهم: وكم من ملأ ذكر الله فيه والرسول حاضر فيهم، بل وقع ذلك في مجالس الرسول كلهم، فأين العدول عن هذا الحديث الصحيح؟
الجواب: أن هذا الحديث صحيح، وهو أجود وأقوى ما احتجوا به، وقد أجابوا عنه بوجهين:
أحدهما: أضعف من الآخر، وهو أن الخبر يجوز أن يرجع إلى الذِّكْر، لا إلى المذكور فيهم، تقديره ذكرته ذكرًا خيرًا من ذكره؛ لأن ذكر الله كلامه، وهذا ليس بشيء، فإن الخبر مجرور صفة للملأ، وقد وصل بقوله: منهم، ولم يقل: منه، ولولا ذلك المعنى لقيل: ذكرته في ملأ خيرًا منه بالنصب، وصلة الضمير الذكر. وهذا من أوضح الكلام لمن له فقه بالعربية ونعوذ بالله من التنطع.
وثانيهما: أنه محمول على ملأ خير منه ليس فيهم نبي، فإن الحديث عام عمومًا مقصودًا شاملًا، كيف لا، والأنبياء والأولياء هم أهل الذكر، ومجالسهم مجالس الرحمة؟ فكيف يجيء استثناؤهم؟
لكن هنا أوجه متوجهة:
أحدها: أن الملأ الأعلى الذين يذكر الله من ذكره فيهم هم صفوة الملائكة وأفضلهم، والذاكر فيهم للعبد هو الله. يقال: ينبغي أن يفرض على موازنة أفضل بني آدم يجتمعون في مجلس نبيه ، وإن كان أفضل البشر، لكن الذين حوله ليس أفضل من بقى من البشر الفضلاء، فإن الرسل والأنبياء، أفضل منهم.
وثانيها: أن مجلس أهل الأرض إن كان فيه جماعة من الأنبياء يذكر العبد فيهم ربه، فالله تعالى يذكر العبد في جماعات من الملائكة أكثر من أولئك، فيقع الخير للكثرة التي لا يقوم لها شيء، فإن الجماعة كلما كثروا كانوا خيرًا من القليل.
وثالثها: أنه لعله في الملأ الأعلى جماعة من الأنبياء يذكر الله العبد فيهم؛ فإن أرواحهم هناك.
ورابعها: أن من الناس من فرق بين الخير والأفضل، فيقال: الخير للأنفع.
وخامسها: أنه لا يدل على أن الملأ الأعلى أفضل من هؤلاء الذاكرين إلا في هذه الدنيا، وفي هذه الحال؛ لأنهم لم يكملوا بعد، ولم يصلحوا أن يصيروا أفضل من الملأ الأعلى، فالملأ الأعلى خير منهم في هذه الحالة، كما يكون الشيخ العاقل خيرًا من عامة الصبيان؛ لأنه إذ ذاك فيه من الفضل ما ليس في الصبيان، ولعل في الصبيان في عاقبته أفضل منه بكثير، ونحن إنما نتكلم على عاقبة الأمر ومستقره.
فليتدبر هذا، فإنه جواب معتمد إن شاء الله، والله سبحانه أعلم بحقائق خلقه وأفاضلهم، وأحكم في تدبيرهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله. هذا ما تيسر تعليقه وأنا عَجْلان، في حين من الزمان، والله المستعان، وهو المسؤول أن يهدي قلوبنا ويسدد ألسنتنا وأيدينا، والحمد لله رب العالمين.[/color][/size]
zahid
17-03-2010, 12:02 AM
[quote=zahid;480241]
علي مهلك
انت سالت سؤالا محددا اليس كذلك!!!!!!!
واجبتك بما تيسر من كتابه العزيز , وبعض اقوال اهل العلم, فاما ان ترد بعلم او تترك غيرك ليجيب بدلا عنك 0
اثبت في لب الموضوع ودع عنك هذا اللف والدوران0
الاخ العروباي أوردت لك هنا رأي ابن تيمية كاملاً في مسألة التفضيل بين الملائكة وصالحي البشر وذلك في أربع مشاركات كاملة وذلك لطول ماقالة في هذا الامر وما أريد ان أقوله لك هنا أن تأخذ من الكلام ما يوافق هواك وتترك بقية التفصيل والشرح الذي شرحه شيخ الاسلام فهذا لعمري في القياس عجيب !!
اما اذا أردت يا أخي أن تعرف رأي شيخ الاسلام في كراماتكم المزعومة وماتفعلوه وتقولوه من بدع وضلالات فحيا هلا أنا جاهز يا اخي لتعرف انت ماقاله هو في شيوخكم واقطابكم وابدالكم
العروابي
17-03-2010, 12:03 AM
عهود التصريف الإلهي
عهد التصربف ( عهد التكوين ) يأخذه الحق على من حقق صلاحية الإستخلاف في الأرض لا بمعنى التمكين من السلطة الزمنية فحسب وإنما بمعنى السمو إلى مقام الإذن بالتصريف في الوجود بإذن الله تبارك وتعالى وهو ما يعرف عندنا في التصوف بإسم الإسناد المجازي التكويني في مجال الأقوال والأفعال على السواء ومن مظاهر التصريف ما هو مشهور عند الناس بالمعجزات في مقام الرسالة والنبوة ، وبالكرامات في مقام الولاية الخاصة ، وربما تسائل البعض ولا سيما العقلانيين على أصل ومرجعية هذا العهد في شريعة الإسلام ؟
فنقول وردت مظاهر عهد التصريف في شريعة الإسلام على ثلاث مراتب :
المرتبة الأولى : مرتبة الملائكة :
يقول الله تبارك وتعالى في محكم تنزيله ( وأذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقيا ، فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سويا ، قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا ، قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا ، قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا ، قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضيا ) مريم 16- 22 . ويقول جل شأنه ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور ، أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير ) الشورى 49-50 . تقرر الآيتان من سورة الشورى أن الله وحده هو الذي يهب الولد ذكراً كان أو أنثى فرداً أو زوجاً ، وهو وحده الذي يجعل من يشاء عقيما ، وهذا مما لاريب فيه ولا جدال .
ولكننا نرى في سورة مريم جبريل روح القدس يقول للسيدة مريم وقد تمثل لها بشراً تام الخلق والتكوين وهي في عزلة مع الله تبارك وتعالى ، فحسبته بادي الرأي ممن دفعه سلطان الشهوة للفجور بها ، فاستعاذت بالرحمن منه مذكرة هذا البشر بعظمة الرحمن وعزته واطلاعه على كل خافية ، منبهة مشاعر الورع ، مثيرة لكوابح الغريزة إن كان في قلب هذا السوي شيء من التقى أو كان أواباً حفيظا يخشى الرحمن بالغيب ، قكان رده على فزعها منه وعياذها بالرحمن أن قال لها ( إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا )
وجبريل عليه السلام مخلوق ولا يملك لنفسه ضراً ولا نفعا وهو في هذا الموقف لا يعدوا إلا أن يكون مرسلاً من عند الله تبارك وتعالى لأن المخلوقات مهما سمت مكانتها لا تملك أن تسند أمر التكوين لنفسها ، لا سيما فيما يتعلق بالولد ، ولكن القرآن الكريم جاء على لسان جبريل وهو يسند هبة هذا الغلام لنفسه ( لأهب لك غلاماً زكيا ) ولسان الحقيقة يلزم هذا الرسول أن يقول للمرسل إليه متحدثاً بلسان المرسل ( ليهب لك غلاماً زكيا ) ولكن الخطاب القرآني يعدل من الحقيقة إلى المجاز فيسند ما ليس من فعل مخلوق كجبريل عليه السلام ، مما يشبر إلى أن الله تبارك وتعالى قد عهد إليه بالتصريف فكان ما فعل بأمر الله تبارك وتعالى ، وبذلك يقوم برهاناً على مشروعية عهد التصريف لذوي الأرواح الزكية الموصولة بربها ، هذا ولقد ذكر القرآن من أسماء الملائكة بجانب جبريل ، ميكال ، ومالكاً خازن النار ، وذكر غيرهم ببيان وظائفهم مثل ملك الموت ، والكرام الكاتبين ، والسفرة البررة ، والرقيب والعتيد . وهذا يعني أن الملائكة لا يخرجون في جوهر إرادتهم وتوجهاتهم عن أوامر الله تعالى ، وأن جوهر إرادتهم وأعمالهم وحركاتهم هو تنفيذ ما يؤمرون به ، قال تعالى ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ) السجدة 11 . وقوله سبحانه ( حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ) الأنعام 61 .
المرتية الثانية من عهود التصريف مرتية الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام :
يقول الله تبارك وتعالى ( وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم أجعل على كل جبل منهنن جزءاً ثم أدعهن يأتينك سعيا وأعلم أن الله عزيز حكيم ) البقرة 260 .
سأل سيدنا إبراهيم عليه السلام الله أن يريه كيف يحيي الموتى ولم يكن طلبه عن شك في قدرة الله تبارك وتعالى ، وإنما جاء الطلب ليحقق إطمنان القلب وسكون الفؤاد بمعرفته كيفية إحباء الموتى ، وليس برهاناً أكثر إقناعاً عمن يسأل عن الكيف في أمر تجريبي من أن تجعل هذا السائل عن الكيفية جزءاً من التجربة ، حتى ينتقل ما كان موضوعياً من المصاديق إلى مرتبة الذاتي ، ذلك لأن التجربة الذاتية هي أقصر الطرق للمعرفة واليقين ، إذ لم يدخل معه الحق تبارك وتعالى في تفاصيل النشأة والتكوين والتخليق والجمع ، وإنما أقام التجربة أمام ناظريه وبمشاركة منه عليه السلام .
وشاهدنا في الدليل على عهد التصريف قول الله تبارك وتعالى ( ثم أدعهن ) والدعوة أمر بالمجيء ، وسيدنا إبراهيم عليه السلام لا يدعو عاقلاً ليأتي ، ولا حياً فيستجيب كما يقضي بذلك العقل ، وإنما يأمر بالأتيان طيراً ميتاً إختلطت أجزاء بعضه ببعض مع تقسيمها ووضعها متباعدة عن بعضها البعض ، ومع كل هذا الإمعان في جعل الأمر يبدو وكأنه مستحيل يأتي أمر إبراهيم عليه السلام لهذه الأشلاء الممزعة الموزعة بعد موتها بالأتيان فتجتمع الأوصال المقطعة بعد تفرق فيتشكل الطير كما كان فتدب الحياة فيه كما كان وتأتي الطيور مستجيبة لأمر إبراهيم عليه السلام وهي تسعى ، وتقييد حالها بالسعي ومن شأن الطيور الطيران لأنها لو جاءت وهي طائرة ربما إختلطت بغيرها من الطيور وربما حسبها مما يراها طيوراً لا علاقة لها بالتجربة .
وعليه فإن ما يلزم إستيعابه في هذا الحدث عهد سيدنا إبراهيم عليه السلام بالتصريف فيما لا يقدر عليه إلا الله تبارك وتعالى ، مما يقف برهاناً ساطعاً على أن الأمر بحياة هذه الطيور بعد موتها وتفرق أشلائها ومجيئها إلى سيدنا إبراهيم عليه السلام وهي تسعى قد جاء حقيقة من الله تبارك وتعالى ولكنه اسند مجازاً لإبراهيم عليه السلام .
وتتعدد عهود التصريف في دائرة النبوة فسيدنا موسى عليه السلام يضرب بعصاه البحر فينكشف البحر فرقين عن اليابسة كل فرق كالطود العظيم . وسيدنا عيسى عليه السلام يعجز أهل الإختصاص من الأطباء بإحياء الموتى ، ونفخ الروح فيما يصنع من الطين فيعود طيراً حقيقياً بإذن الله ، ثم جاء سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم فعهد إليه من التصريف في الوجود المشاهد ما هو متكاثر فيما هو معروف بمعجزاته صلى الله عليه وسلم وكتاب دلائل النبوة للإمام البيهقي حافل بنماذج عهد التصريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
المرتبة الثالثة من مراتب عهود التصريف لأولياء الله تعالى ( الولاية الخاصة ) :
تتمثل في كرامات الأولياء : وهي الأثر الواقعي المعيش لعهد التصريف لأولياء الله ، وقد تنوعت الكرامات وتعددت في مضمار الولاية .
والكرامة بإتفاق أمر خارق للعادة يجريه الله تبارك وتعالى وهو المتصرف الحقيقي في الوجود على يد عبد صالح من المؤمنين بإذن منه وتمكين لا بحول من العبد الصالح وقوة منه لأن المؤمنين خاصتهم وعامتهم على علم تام بأنه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) بل الحق الثابت أن الله تبارك وتعالى هو الذي أذن فأجرى هذه الخوارق في الكون بهم . لأن الأولياء والصالحون لا يخرقون العوائد والنواميس بقدرتهم وإنما يقدرة الله فيهم ، وإن الإعتراف بذلك والإيمان به يدخل في صميم الدين ، فإذا إعترف الناس للأولياء بهذه الخوارق فإنما يعترفون بإكرام الله لأولياءه حينما إختارهم مجالاً لإظهار قدرته ومظاهر لآثار شؤونه التي يبديها حتى يستيقن الذين أوتوا العلم ويزداد الذين آمنوا إيمانا .
مشاركة تكتب بماء الذهب
لو سبقت حروفك حروفي لاكتفيت بالمطالعة فقط
zahid
17-03-2010, 12:29 AM
قال شيخ الاسلام :-
وفي أصناف المشركين من مشركى العرب ومشركى الهند والترك واليونان وغيرهم من له اجتهاد في العلم والزهد والعبادة، ولكن ليس بمتبع للرسل ولا يؤمن بما جاؤوا به ولا يصدقهم بما أخبروا به ولا يطيعهم فيما أمروا، فهؤلاء ليسوا بمؤمنين ولا أولياء لله، وهؤلاء تقترن بهم الشياطين وتنزل عليهم فيكاشفون الناس ببعض الأمور، ولهم تصرفات خارقة من جنس السحر، وهم من جنس الكهان والسحرة الذين تنزل عليهم الشياطين، قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَن تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ} [الشعراء: 221 223].
وهؤلاء جميعهم ينتسبون إلى المكاشفات وخوارق العادات إذا لم يكونوا متبعين للرسل فلا بد أن يكذبوا، وتكذبهم شياطينهم. ولا بد أن يكون في أعمالهم ما هو إثم وفجور مثل نوع من الشرك أو الظلم أو الفواحش أو الغلو أو البدع في العبادة؛ ولهذا تنزلت عليهم الشياطين واقترنت بهم فصاروا من أولياء الشيطان لا من أولياء الر حمن. قال الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف:36]
صابر مدني
17-03-2010, 01:28 AM
[QUOTE=العروابي;480231]
يقول ابن تيمية الحراني (( وهاهنا " أصل آخر" وهو: أنه ليس كل عمل أورث كشوفاً أو تصرفاً في الكون يكون أفضل من العمل الذي لا يورث كشفاً وتصرفاً فإن الكشف والتصرف إن لم يكن مما يستعان به على دين الله وإلا كان من متاع الحياة الدنيا , وقد يحصل ذلك للكفار من المشركين وأهل الكتاب ، وإن لم يحصل لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، وأولئك أصحاب النار )). انتهى كلام ابن تيمية
[SIZE="6"][COLOR="blue"]صاحب العقل الضعيف هو انت واللصوص الذين خدعوك وخدعوا امثالك. ابن تيمية والوشكاني برآء من شيوخكم والدجل والشعوذة التي يمارسونها على الناس صباح مساء ..الشرك الذي أدخلتموه في بلدنا السودان وفي سائر بلاد المسلمين هو في رقابكم الى يوم الدين . انت ياضعيف العقل لن تستطيع ان تفهم كلام ابن تيمية يجب عليك أولا ان تتخلص من حالة التغييب العقلي التي تعيش فيها ......
ابن تيمية يقول ان الكشوفات يمكن ان تحدث للكفار والمشركين ونقول لك شيوخكم ايضاً مشركين والشرك هو ان تجعل الناس يطوفون بقبرك ويدعونك من دون الله ويلجاون اليك وينادونك عند الكرب والبلاء.
هل هذا معقول يااخ زاهد ؟ماهذا الافلاس وهل هذا نهج للحوار عموما ارجو من الاخ العروابي ان يكون اكبر من الرد عليك بهذا المستوي اللاديني
طبت اخي عروابي وطابت يداك فقد ابنت و لم تسيئ ولاكن هذا نهج الذي في طرف البحر ولا يقبل ان يرشق بالماء
والمسلم اخي زاهد من سلم المسلمون من لسانه ويده وارجو ان تكون حكيما واعظا لا فظا غليظا هداك الله
zahid
17-03-2010, 06:20 AM
شكرا على مرورك اخ صابر مدني وانا اعتذر لك وللاخ العروابي اذا كان في كلامي بعض الحدة .
سفروت
17-03-2010, 06:29 AM
بعض أقوال ابن تيمية من مناظرة مع أصحاب البدع والاهواء :
ثم قلت لهم: ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة، ولو طرتم في الهواء، ومشيتم على الماء، ولو فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك مايدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع، ولا على إبطال الشرع، فإن الدجال الأكبر يقول للسماء: أمطري فتمطر، وللأرض: أنبتى فتنبت، وللخربة: أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه، ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه، ثم يقول له: قم فيقوم، ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون، لعنه الله، ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب.
وذكرت قول أبي يزيد البسطامي: لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي.
المشكلة مع الوهابية، إنك قبل ما تحسم معاهم موضوع أو لمن بنزنقوا فيهو ينطو ليك في موضوع تاني والأستاذ زاهد أوقع نفسه في إشكالية حقيقية والحمد لله إنه أورد الكلام على لسانه عشان ما يطلع ضعيف ولا عندو ملاريا
يعني المسيح الدجال بنص كلامك يا سيد زاهد هو "متصرف" فهل سيدعي الألوهية ؟؟؟ الإجابة وبالخط العريض لآ، سيدعي بأنه المسيح عليه السلام، فمعنى ذلك أن الأنبياء متصرفون!! فهل هم آلهة وإذا كان التصر يعني الألوهية لكان النصارى محقين في عقيدة التثليث..
هل يأخذ سيدنا عزرائيل الروح رغما عن أمر الله أم بأمره؟ وهل يرزق سيدنا ميكيائيل الناس والمخلوقات بغير أمر الله؟ فهكذا الأولياء لا يفعلون شيئا إلا بأمر الله، وهم جميعا أقرب إليه منا حيث أنهم أولياءه ولذلك فهم يعرفون ما يريد، مثل قصة سيدنا الخضر ... وهم لا يفعلون ذلك لعجز فى قدرته سبحانه، ولكن هذه هى وظيفتهم، أى عملهم، أى ما كلفهم به الله.
وهكذا كما ترى فإن التصريف يشترك فيه أولياء الله وأولياء الشيطان كالسحرة والمردة، وإنما كونه خيرا أو شرا فيعتمد على العقيدة، ونعنى بها عقيدة صاحب التصريف، فإن كان معتقدا ومؤمنا بالله فإنه يكون له وليا وإلا كان للشيطان وليا، والمتأمل فى أحوال الشيطان يجده متصرف أيضا؛ أليس يجرى من الإنسان مجرى الدم، أليس يرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، أليس يوسوس فى صدور الناس جميعا فى كل وقت، وييسر للناس الشر والغواية ومن تبعه أغراه بالدنيا، كل هذا بينما لا نعتقد أن مسلما واحدا يشك فى كون الشيطان إله، وهل تعتقد أن الشيطان أتى بهذا التصرف رغما عن إرادة الله ؟؟؟ اسمع قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً﴾، بمعنى أن المدد حتى للضلالة من الله سبحانه وتعالى، فالله هو الذى جعله متصرف وهو من سمح لأولياء الشيطان بالتصرف، فلماذا ننكر ذلك على أولياءه؟
أخى الفاضل زاهد
يحسن بنا جميعا أن نشغل أنفسنا بما ينفعنا، ألا وهو تقوى الله وطاعته حيث يقول سبحانه: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، فإذا ما عبدنا الله وأخلصنا له العمل أسبغ علينا نعمه، كما يقول فى الحديث القدسى: {عبدى أطعنى تكن ربانيا تقول للشيئ كن فيكون}، فهل تظن أن الله يعنى بذلك إن العبد يتحول بالطاعة إلى إله جديد!!!... أم أنه يدخل فى جند الله (أولياءه) ويصبح من تابعيه وينفذ أوامره؟ هذا هو ما نعنى بالتصريف، مثل جنود الشرطة يملكون السلطة ولكنهم يعملون فى ظل القانون، هكذا الأولياء يملكون السلطة ولكنهم يلتزمون بأوامر الله وتعاليمه، فلا يفعلون ما يخرج على تعاليمه.
واقرأ معي هذا الحديث الشريف الصحيح..
ففي رواية البخاري
حدثنا حبان ابن موسى أخبرنا عبد الله عن يونس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين والله المعطى وأنا القاسم ولا تزال هذه الأمة ظاهرة على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون"
فما معنى كلمة قاسم!! ياترى
sanhoori
17-03-2010, 07:11 AM
( إن الله لم يأذن لأحد أن يتصرف في ملكة )
وبإختصـــار شديد نؤمن بكل ما جاءت به الأخبار عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مما أخبر به عن ماوقع لبعض عباد الله الصاحين بما فيهم ( الرسل والأنبياء )
وبعد إنقطاع الوحي بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لا شهاده لأحد بأنه ولي صاحب كرامات ولكن هناك قول المسلم لمن ظن أنه على خير (( أحسبه كذلك..... والله حسيــبه ))
ذهب السلف الصالح في القرون الثلاث الأولى وبقينا في خلف يزين بعضهم بعضا ليدفع ( معور عن معور )
لا صوفية ولا تجمعات حزبية والدليل في القرون الفاضلة التي شهد لها الرسول الكريم ودعكم من بنيات الطريق
وعبادة المقبورين منتشرة في السودان في أغلب قرى السودان يا فلان ويا علان والذبائح والنذور والزيارات بالهبات والقربات مشهورة كل ذلك شرك أكبر مخرج من ملة الاسلام بلا نزاع والدليل كما سبف وقلت هنااااك
قبل ألف ومائة عام !!!
ولا إرجاء ولا تكفير بغير مكفر شرعي وسر الأسرار ((( طلب العلم قال الله قال رسوله قال الخلفاء الراشدون )))
ويا غربة الاسلام يا أيها الأنام كم مدافع عن الاسلام ( جاب دقلا يكركب )
والسلام ختام
zahid
17-03-2010, 07:27 AM
[quote=سفروت;480715]وهكذا كما ترى فإن التصريف يشترك فيه أولياء الله وأولياء الشيطان كالسحرة والمردة، وإنما كونه خيرا أو شرا فيعتمد على العقيدة، ونعنى بها عقيدة صاحب التصريف،
أنا اتفق معك أخ سفروت في هذا الكلام ...وسؤالي لك :
هل من يجعل الناس يطوفون بالقبور ويدعونها من دون الله ويلجأون اليها ويطلبون منها النجاح والفلاح والشفاء من الامراض هل من يفعل هذا عقيدته صحيحة ؟؟
الشيخ أحمد الطيب البشير مؤسس الطريقة السمانية يقول للناس اذا اصابكم هم قولوا يا أحمد البدوي بدلا من أن يقول لهم قولوا ياالله , هل أحمد الطيب عقيدته سليمه ؟ هل أولياء الله يطلبون من الناس أن يدعوهم من دون الله ؟؟ الم يبعث الله محمد صلى الله عليه وسلم بالحق ليدعوهم لتوحيد الله وحده ودعاءه وحده ؟؟ الا تعلم ان مشركي قريش كان يعلمون ان الخالق والرازق هو الله ولكنهم كانوا يعبدون الاصنام ويدعونهم من دون الله ليقربوهم الى الله زلفى ؟ هل وافقهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ نحن اليوم ندعو أحمد الطيب والبرعي وسيدي الحسن واحمد البدوي وأبوشره ندعوهم من دون الله ليقضوا لنا حوائجنا ويفرجوا عنا همومنا يعني نحن ندعو رجالا من دون الله وهم كانو يدعون أصناما من دون الله وهذا شرك وذاك شرك .
zahid
17-03-2010, 07:48 AM
حديث "عبدي أطعني تكن ربانيا تقول للشىء كن فيكون " وهذا الحديث لايوجد إلا في كتب الشيعة ومن تبعهم من صوفية الشيعة لكي يدافعوا عن مذهبهم بهذه الحجج , فهو لا يجوز أن يسمى حديثاً بل نوع من الخرافات ابتدعها افاقين اصابهم الغلو بمذهبهم وائمتهم على حساب الدين الإسلامي . وقد تسرب هذه الإنحراف الرافضي إلى بعض الصوفيين .
أخي سفروت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا تكذِبوا عليّ، فإنه من كَذَبَ عليّ فَلْيَلِجِ النارَ) متفق عليه, أرجو منك ان تتثبت قبل ان تنشر مثل هذه الاحاديث ففيها كذب على رسول الله والحديث جاء فيه وعيد شديد من الكذب عليه صلى الله عليه وسلم
sanhoori
17-03-2010, 07:48 AM
دين النـــبي محمــد أخبــــــــار ( نــعـم المطية للفـتـــــى الآثـــــــــار ) عليكم بالأثــــر أخبـــــــاره مقبـــــــولة وكل الشواهد هنــــا منقولة ومقبولة والحمد لله أخبار الملائكة والرسل والأنبياء والصالحين
وحتـــــى أخبــار الدجالين التي أخبر بها صلى الله عليه وسلم حــق ( ولعلمك يا من تسميت بسفروت فإن الدجال يدعي الألوهية !! )
وكل إدعاءات الناس بالولاية والكرامة تبقى قيد النظر والعرض على الشرع المطهر والنظر في أحوال المدعي ( لنفسه ) بالولاية والمدعى ( له ) هل هو على طاعة لرسول الله أم على هوى
حاتم مرزوق
17-03-2010, 12:28 PM
قال تعالي (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)
وقال (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيرًا)
قال تعالي( وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا )
(يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّـهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۚ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ )
لعل السادة الصوفية يظنون ان الله تعب من إدارة شئون الكون وأوكله لشيوخهم ليساعدوه ! تعالي الله عن ذلك علواً كبيرا ..
لو سألنا شيوخ الصوفية عن بعض معلومات الكون فهل يستطيعون إحصائها ؟ لو سألناهم مثلاً عن عدد المجرات او النجوم أو أقل من ذلك فهل يجيبون؟ إن لم يجيبوا فهم غيرُ مؤهلين وعليهم أن يحسنوا إدارة زرائبهم ذلك أفضل لهم .. لأن الذي يستطيع التصرف في شئ هو العليم به ، فكيف يسند التصرف في الأشياء لمن لا علم لهم بها ؟
إن منازعة الصوفية لله في ملكه بلغت شأواً عظيماً وترفاً غير معقول ولا مقبول ، نسأل الله ان لا يجعله سبباً في هلاكنا :
وسنأخذ نماذج من هذا التعدي علي الله :
يقول شيخهم الدسوقي في تائيته:
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته أنا الواصف الموصوف بذاته
بذاتى تقوم الذات فى كل ذروة أجدد فيها حلة بعد حلةِ
أنا موجد الأشياء من غير حاجة بكره كان الكون من غير التى
نعم نشأتى فى الحب من قبل آدم وسرى فى الأكوان من قبل نشأتى
أنا كنت فى العليا ونور محمد وفى قاب قوسين اجتماع الأحبة
أنا كنت فى رؤيا الذبيح فداؤه بعين عنايات ولطف حقيقتى
أنا كنت مع إدريس لما رقا العلا وأسكن فى الفردوس أحسن بقعة
أنا كنت مع عيسى فى المهد ناطقاً وأعطى داود حلاوة نغمتى
أنا كنت مع نوح بما شهد الورى بحاراً وطوفانا على كف قدرتى
لذاكر المذكور ذكرى لذاكرى أنا الشاكرالمشكور شكرى لنعمتى
أنا الحامد المحمود حمدى حامد كذا العرش والكرسى والكون جلستى
أنا العاشق المعشوق فى كل مظهر أنا السامع المسموع فى كل نعمتى
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته أنا الواصف الموصوف بالعهدية
وقالوا فانت القطب قلت مشاهدا وتالى كتاب الله فى كل ساعة
وناظر ما فى اللوح من كل آية بما قد رأينا من شهود مقالة
وقالوا فأنت الفرد حقاً على العلا فقلت وكان السر منى ثابت
أنا القطب شيخ الوقت كل مهذب أنا السيد البرهان شيخ الحقيقة
نقل البحيري عمن ينسب إلى الأزهر قوله في شكواه التي قدمها لأحمد البدوي: (( فهذا التجاء واستنجاد برجل النبوة النجاد، والغوث الأوحد، سيدي وولي نعمتي السيد البدوي أحمد:
أيرضيك يا غوث الورى وإمامهم غبينة أهل الحق والحق ظاهر
فجئنا حماكم نرفع الأمر سيدي ونطلب دين الله والله ناصر.
قال البحيري: ( فأي شرك أصرح من هذا؟ يطلب من الشيخ دخوله في البقاء وهدايته، وصحة جسم الذي يحبهم، إلي آخر ما قال من أحد لا ينفع نفسه، ولا يدفع عنها مضرة) .
بل دعا الطرقية الناس لدعاء شيوخهم والاستغاثة بهم من دون الله تعالي، وكتبهم مليئة بهذا الهراء، كما قال أحد التيجانية في شيخهم:
فعليك بالجد الهمام المنتقى غوث الورى أعني أبا العباس
واهتف به مستعطفاً ومنادياً إني ببابك يا أبا العباس
ومن طريف أخبارهم أن الأكراد عظموا شريفاً صالحاً مر عليهم في سفره، ولحبهم فيه أرادوا قتله ليبنوا عليه قبة يتوسلون بها
!!!!
والله المستعان علي ما تصفون.
عبد المنعم فتحي
17-03-2010, 12:43 PM
لماذ يصر الصوفية على مشاركة الله في إدارة الكون ؟
وهل الأولياء حكراً على الصوفية فقط ؟
أزاهير الرياض ص 123 – 124 – 126
رجال الباطن : لهم التصرف في عالم الغيب والملكوت .
ورجال الظاهر : لهم التصرف في عالم الملك والشهادة .
ورجال الحد : لهم التصرف في عالم الأرواح النارية وعالم الجبروت والبرزخية .
ورجال المطلع : لهم التصرف في أسماء الله .
وبعد أن طرحنا( ملف تقسيم الثروة والسلطة )
نسأل السؤال التالي : لماذا لم يخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر إن كان حقا حتى لا تضل الأمة من بعده ؟
ما علمنا في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم من كان له التصرف في في عالم الغيب والملكوت وهم خير من الصوفية وما علمنا أن فيهم من أدّعى أنه من حملة العرش .
ومن هم الأقطاب في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم هل هم البدوي والدسوقي والجيلاني والرفاعي أيضاً
لماذا لم يطير الصحابة من المدينة إلى مكة كما يفعل الصوفية بدلاً من السير أياماً وليال ؟
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مُنع من دخول مكة وهو مُحرم بينما تذهب الكعبة لأولياء الصوفية وتطوف هي بهم ( خدمة توصيل الطلبات للمنازل )
من الذي كان يحمل العرش قبل أن يُخلق بن عربي ؟ وهل أصبح الآن خالياً بعد موت بن عربي ؟
قال تعالى : {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}
http://madaninet.com/vb/uploaded/130_01268852262.jpg
http://madaninet.com/vb/uploaded/130_11268852262.jpg
http://madaninet.com/vb/uploaded/130_21268852262.jpg
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir