المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محاسبة النفس ونقاءوها



تغريدا
21-04-2010, 02:45 AM
قال الله تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ )
[الحشر:18،19].

<<======..... ======>>

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).



<<======..... ======>>



أبو بكرالصديق رضي الله عنه: كان يبكي كثيراً، ويقول: ابكوا، فإن لم تبكروا فتباكوا، وقال: والله لوددت أني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعضد.


<<======..... ======>>



عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قرأ سورة الطور حتى بلغ قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ) [الطور:7]. فبكى واشتد في بكاؤه حتى مرض وعادوه. وكان يمر بالآية في ورده بالليل فتخيفه، فيبقى في البيت أياماً يعاد، يحسبونه مريضاً، وكان في وجهه خطأن أسودان من البكاء!!.
وقال له ابن عباس رضي الله عنهما: مصر الله بك الأمصار، وفتح بك الفتوح وفعل، فقال عمر: وددت أني أنجو لا أجر ولا وزر!!.


<<======..... ======>>


عثمان بن عفان ـ ذو النورين ـ رضي الله عنه: كان إذا وقف على القبر بكى حتى تبلل لحيته، وقال: لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي، لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير!!.


<<======..... ======>>


علي بن أبي طالب رضي الله عنها: كان كثير البكاء والخوف، والمحاسبة لنفسه. وكان يشتد خوفه من اثنتين: طول الأمل واتباع الهوى. قال: فأما طول الأمل فينسى الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق.



<<======..... ======>>



عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال: ما من عبد إلا وله عينان في وجهه يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر بهما أمر الآخرة، فإذا أراد الله بعبد خيراً، فتح عينيه اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعد الله بالغيب، وإذا أراد به غير ذلك، تركه على ما فيه ثم قرأ: ( أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) [محمد:24].


<<======..... ======>>


كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة.



<<======..... ======>>


وقال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟ والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه.



<<======..... ======>>


وقال قتادة في قوله تعالى: (وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) [الكهف:28] أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه.



<<======..... ======>>


وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته.



<<======..... ======>>


وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان، إن لم تحاسبه ذهب بمالك.




<<======..... ======>>



وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب.



<<======..... ======>>



كان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟



<<======..... ======>>


قال الحسن: المؤمن قوام على نفسه، يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة.



<<======..... ======>>


قال مالك بن دينار: رحمه الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً.



<<======..... ======>>


قال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!



<<======..... ======>>


قال الإمام ابن الجوزي: أعجب العجاب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم، والمبهرج آمن!! هذا الصديق يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد، وهذا عمر يقول: يا حذيفة هل أنا منهم ـ يعني من المنافقين ـ والمخلط على بساط الأمن!!


<<======..... ======>>

قال الفضيل لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة. قال له: أنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تصل!!

<<======..... ======>>

قال أبو الدرداء : إنما أنت أيام، كلما مضى منك يوم مضى بعضك.
<<======..... ======>>

قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التقصير، بل التفريط والأمن).
هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا؟!



<<======..... ======>>


إنا لنفرح بالأيام نقطـــعها *** وكل يوم مضى يدني من الأجـــــل
فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً *** فإنما الربح والخسران في العمل



<<======..... ======>>


ولا حول ولا قوة إلا بالله





نقاء السريرة.. طريقك الى الجنه

كثيراً ما يصادف المرء في معترك الحياة الكثير من المصادمات أو اضطراب جسر وصاله مع من يحب أو يصاحب ، وكثيرة هي سقطات النفوس أثناء تلك المصادمات الحياتية سواء في إطار العمل أو إطار الحياة المعيشية بشكل عام.

أذكر كثيراً من الأشخاص الذين يتململون من الضجر كلما وقعوا في مناقشات شبه حادة، أو أرغموا نفوسهم في خوض معركة كلامية غير متزنة، وهم بالتالي يعيشون حياة مضطربة هائجة بأحوالها، ذلك أن نفوسهم جبلت على الخوض في مثل هذه الممارسات المغلوطة، وهم بالتالي يرغمون قلوبهم على التأثر بهذه الممارسات الحياتية، فيعصفون بها، ويردونها حبيسة إلى ظلمات بعضها فوق بعض، مع أن هذه الممارسات عادية جداً، ولا تعدو كونها نقطة فوق "نون"!

إن القلب مضغة إن صلحت صلح الجسد كله، وإن فسدت فسد الجسد كله، فإن استطعت أن تجعل قلبك نقياً طاهراً كطهارة ماء الغمام فافعل، فإن ذلك عون لك على صلاح أمرك، وتعاضد علاقاتك مع الآخرين، فبطهارة القلب تسمو النفس، وتتطهر من الأدران، وتمد بصرها إلى الأمام ناشدة معالي الأمور والهمم.

نم يا أخي الليل وأنت لا تحمل في نفسك وفي قلبك أي شيء على الآخرين، وقل قبل أن تنام: "اللهم إني تصدقتُ بعرضي على الناس، وعفوتُ عمن ظلمني"، وتذكر دائماً قصة ذلك الصحابي الأنصاري الذي خرج على صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال لهم رسول الله نقاء السريرة.. طريقك الجنـة : "يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنة"، فخرج ذلك الأنصاري، ولحيته يقطر منها قطرات الوضوء، وفعل ذلك ثلاثة أيام، فقام أحد الصحابة ليرى صنيع هذا الصحابي الذي دفعه ليكون من أهل الجنة فبات عنده الليل، فلم يجده كثير صلاة، ولا صيام، فسأله عن سبب وصف النبينقاء السريرة.. طريقك الجنـة له بأنه من أهل الجنة، فأجابه بأنه ينام الليل، ولا يحمل في قلبه أي شيء على الناس.

أخي الكريم : من حق أخيك ـ في قلبك ـ أن تتغاضى عن هفواته، وزلاته، وتصفح عنه متى ما أخطأ في حقك، وبدر منه أي تصرفات غير مستساغة، فحينها قف بجانبه، وانصحه، وأحسن به الظن، ولا تحمل في قلبك عليه فإن الدنيا زائلة، ولن تأخذ منها إلا طيبة القلب، نعم القلب الطيب الذي سيظل الناس يذكرونك به عقب موتك.. القلب الصافي الذي يحب الناس، ويحترمهم، ويتغاضى عن زلاتهم، ويستر عيوبهم.. ولا يفوتك ـ أخي الحبيب ـ أن تعفو عن سقطاته وزلاته فلا تحملها في قلبك، بل أفصح له عن الخطأ، وسامحه في قرارة نفسك، فليس هناك أي إنسان معصوم من الخطأ.
نقاء السريرة.. طريقك الجنـة : {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}.[الشورى: 40].

أما إن بدر منك الخطأ تجاهه فسارع إلى التسامح منه، والتغافر معه، فما يدريك فلعله أخذ بخاطره عليك، وحمل في قلبه هذا الخطأ، فلا تتأخر في ذلك حتى إذا فارقت الحياة فارقتها والجميع يذكرك بخير، لا يحملون في قلوبهم مثقال ذرة من جفاء، أو سلب للحقوق الأخوّية القلبية.. ضع ـ نصب عينيك ـ ما قاله أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: "إذا تغير أخوك، وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك، فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم أخرى".. هو أمر مدعاة للمحافظة على الوفاق الأخوي، وصفاء القلوب، وتعانقها.

أخي الحبيب : قد نخطئ وتجري الوساوس الشيطانية في دمائنا، وقد نختلف في وجهات النظر، فلا يكون ذلك مدعاة لصبغ القلوب بصبغة سوداء مظلمة تجعلها تنفر من أحبابها، وتعكر صفو الإخاء، والمحبة في الله تعالى.. فلا يفوتك أن تكون سليم القلب، مُعافى من وساوس الشيطان المريبة، وألق ما يصادفك من ملمات، وأخطاء من اخوانك وأحبابك وراء ظهرك، وسر في طريق الحياة لا تضيرك مثل هذه التوافه التي لا طائل من ورائها إلا خسران العلاقات الأخوّية، وتأخير ركب الحياة في طريق دعوة الناس إلى دين الله القويم.
أخي ـ مرة أخرى ـ كن نقي القلب تفز بجنة الله، ورضاه، ومحبة البشر.. إن شاء الله..

صابرحسين
21-04-2010, 08:51 AM
"اللهم إني تصدقتُ بعرضي على الناس، وعفوتُ عمن ظلمني"

بارك الله فيك وجعله الله في ميزان حسناتك