عبد المنعم فتحي
15-05-2010, 02:17 AM
الطريق إلى حمَّامِ مِنْجَابِ
يُروى أن رجلا كان واقفا بإزاء داره، وكان بابها يشبه باب هذا الحمام فمرت به جارية حسناء لها منظر ، فقالت: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال: هذا حمام منجاب وأشار إلى داره ، فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا ( تعني الشَّراب والطعام واللاذي منو )، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين، وخرج وذهبت ولم تخنه في شيء من متاع البيت فهام الرجل وأكثر الذكر لها، وجعل يمشي في الطرق والأزقة ويقول:
يا رب قائلة يومًا، وقد تعبت
كيف الطريق إلى حمام منجاب؟!
فبينما هو يومًا يقول ذلك وإذا بجارية أجابته من طاق:
هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها
حرزا على الدار أو قفلا على الباب؟!
فازداد هيمانه واشتد، ولم يزل على ذلك، حتى كان هذا البيت آخر كلامه من الدنيا.
ولقد بكى سفيان الثوري، ليلة إلى الصباح، فلما أصبح قيل له: كل هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ تبنة من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذا، وإنما أبكي من خوف سوء الخاتمة.
يُروى أن رجلا كان واقفا بإزاء داره، وكان بابها يشبه باب هذا الحمام فمرت به جارية حسناء لها منظر ، فقالت: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال: هذا حمام منجاب وأشار إلى داره ، فدخلت الدار ودخل وراءها، فلما رأت نفسها في داره وعلمت أنه قد خدعها أظهرت له البشرى والفرح باجتماعها معه، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا وتقر به عيوننا ( تعني الشَّراب والطعام واللاذي منو )، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين وتشتهين، وخرج وذهبت ولم تخنه في شيء من متاع البيت فهام الرجل وأكثر الذكر لها، وجعل يمشي في الطرق والأزقة ويقول:
يا رب قائلة يومًا، وقد تعبت
كيف الطريق إلى حمام منجاب؟!
فبينما هو يومًا يقول ذلك وإذا بجارية أجابته من طاق:
هلا جعلت سريعًا إذ ظفرت بها
حرزا على الدار أو قفلا على الباب؟!
فازداد هيمانه واشتد، ولم يزل على ذلك، حتى كان هذا البيت آخر كلامه من الدنيا.
ولقد بكى سفيان الثوري، ليلة إلى الصباح، فلما أصبح قيل له: كل هذا خوفًا من الذنوب؟ فأخذ تبنة من الأرض، وقال: الذنوب أهون من هذا، وإنما أبكي من خوف سوء الخاتمة.