الفخيييم
18-05-2010, 11:19 PM
نذكرك سيدتي الوزيرة بيوم الحساب الذي تذكرناه ونحن نواري جثمان سكرتير النائب الأول للرئيس الأسبق نميري الثرى بمقابر حلة حمد ظهر الأمس. بعد أنْ داهمه السحائي وقتله إهمال إدارة الضو حجوج لرعاية المسنين والعجزة .
المقدم إبراهيم زين العابدين سكرتير أبو القاسم محمد إبراهيم كان نزيلاً بالدار بعد أنْ تقطعت به السُبل وتنكر له الأهل والمعارف، وضاقت به الأمكنة وهو عزيز القوم الذي أذاقته الدنيا مر الذل وهي تجبره السكن بدار لرعاية العجزة.
نذكرك ونحن نشاهد تردي الأحوال بدار الضو حجوج وسوء الوضع. فالعناية الطبية غير كافية والوحدة الطبية تغلق أبوابها عند الرابعة عصراً ولا يوجد إشراف ليلي «طبي أو غير طبي» ولا توجد عربة اسعاف، حتي السيارة التي تبرع بها فاعل خير فهي تقضي لياليها في بيوت الموظفين، والدار وقاطنيه أحوج ما يكونون للعناية الطبية والاسعاف والأكل الصحي فهم كبار في السن وكلهم أمراض. (والسكري والضغط) يسكنان الدار مع النزلاء . وملاح البطاطس اليومي هذا «حتي الجمع والعطلات الرسمية» قد لايناسبهم. أما عرش الغرف المصنوع من «الزنك» فهو شواية في حد ذاته والتهوية والمراوح التي يظنها الزائر من النزلاء - لعجزها عن الدوران.
مات إبراهيم زين العابدين بعدما عانى من الألم فنادى على جاره النزيل المقعد «جيمس» الذي تحرك بكرسيه إلى الغفير المعاق فذهبا سوياً الساعة الواحدة صباحاً إلى «شارع المعونة» لإيجار عربة ينقلون بها زميلهم إلى المستشفى. أتوا بالعربة التي لا يملكون لها ايجاراً وحملوه إلى المستشفى ، وجزاه الله خيراً صاحب الأمجاد إذ أنه لم يكن موظفاً في الدار فلم يطالبهم بأجر، ولكم أنْ تتخيلوا مريض بالسحائي مصاب أصلاً بالربو يرافقه شخصان معاقان ينتقلان به في ردهات حوادث مستشفى الخرطوم بحثاً عن طبيب. ولأن الأخير لم يجد الوقت ليقدم المساعدة توفى الرجل.
وصباحاً يأتي موظفو الدار. وكعادة الزوار يداومون كل إثنين لإحياء قهوة الإثنين والجلوس مع النزلاء فيسمعون بالخبر ويطالبون مديرة الدار بالمساعدة فترد أنها أخلت مسئوليتها بتسليمه للشرطة التي ستقوم بواجبها في دفنه (حتي ولو بعد أسبوعين..) والزوار يحتجون والعم إبراهيم الكل يحبه كما يبادلهم هو، وترفض المديرة المساعدة فيخفون إلى المشرحة ويستخرجون أذن دفن دون أنْ تحرك إدارة الدار ساكناً ..
وسائق عربة اسعاف لمنظمة أم المؤمنين الخيرية يدعى مبارك يصادف الحدث. فيتبرع بنقل الجثمان إلى الدار ليلقي عليه أصدقائه النظرة الأخيرة ومنها إلى المقابر.. والمتطوعون.. وفاعلو الخير.. وشباب منظمة سلوان.. وأصدقاء الدور الإيوائية .. وغيرهم يسارعون بمواراة الجثمان الثرى.
وشكراً منظمة أم المؤمنين وموظفيك يقومون بالواجب وأكثر .. شكراً صاحب الأمجاد ود البلد .. وشكراً شباب المنظمات وأنتم تبادرون.. وعفواً السيدة مديرة دار الضو حجوج وأنت تخلين ذمتك أمام الشرطة «والله في » . وعفواً سيدتي وزيرة الرعاية الإجتماعية وموظفيك في الدور الإيوائية يواصلون العمل بإهمال.
تخريمة:منقوووول للفرجة..
المقدم إبراهيم زين العابدين سكرتير أبو القاسم محمد إبراهيم كان نزيلاً بالدار بعد أنْ تقطعت به السُبل وتنكر له الأهل والمعارف، وضاقت به الأمكنة وهو عزيز القوم الذي أذاقته الدنيا مر الذل وهي تجبره السكن بدار لرعاية العجزة.
نذكرك ونحن نشاهد تردي الأحوال بدار الضو حجوج وسوء الوضع. فالعناية الطبية غير كافية والوحدة الطبية تغلق أبوابها عند الرابعة عصراً ولا يوجد إشراف ليلي «طبي أو غير طبي» ولا توجد عربة اسعاف، حتي السيارة التي تبرع بها فاعل خير فهي تقضي لياليها في بيوت الموظفين، والدار وقاطنيه أحوج ما يكونون للعناية الطبية والاسعاف والأكل الصحي فهم كبار في السن وكلهم أمراض. (والسكري والضغط) يسكنان الدار مع النزلاء . وملاح البطاطس اليومي هذا «حتي الجمع والعطلات الرسمية» قد لايناسبهم. أما عرش الغرف المصنوع من «الزنك» فهو شواية في حد ذاته والتهوية والمراوح التي يظنها الزائر من النزلاء - لعجزها عن الدوران.
مات إبراهيم زين العابدين بعدما عانى من الألم فنادى على جاره النزيل المقعد «جيمس» الذي تحرك بكرسيه إلى الغفير المعاق فذهبا سوياً الساعة الواحدة صباحاً إلى «شارع المعونة» لإيجار عربة ينقلون بها زميلهم إلى المستشفى. أتوا بالعربة التي لا يملكون لها ايجاراً وحملوه إلى المستشفى ، وجزاه الله خيراً صاحب الأمجاد إذ أنه لم يكن موظفاً في الدار فلم يطالبهم بأجر، ولكم أنْ تتخيلوا مريض بالسحائي مصاب أصلاً بالربو يرافقه شخصان معاقان ينتقلان به في ردهات حوادث مستشفى الخرطوم بحثاً عن طبيب. ولأن الأخير لم يجد الوقت ليقدم المساعدة توفى الرجل.
وصباحاً يأتي موظفو الدار. وكعادة الزوار يداومون كل إثنين لإحياء قهوة الإثنين والجلوس مع النزلاء فيسمعون بالخبر ويطالبون مديرة الدار بالمساعدة فترد أنها أخلت مسئوليتها بتسليمه للشرطة التي ستقوم بواجبها في دفنه (حتي ولو بعد أسبوعين..) والزوار يحتجون والعم إبراهيم الكل يحبه كما يبادلهم هو، وترفض المديرة المساعدة فيخفون إلى المشرحة ويستخرجون أذن دفن دون أنْ تحرك إدارة الدار ساكناً ..
وسائق عربة اسعاف لمنظمة أم المؤمنين الخيرية يدعى مبارك يصادف الحدث. فيتبرع بنقل الجثمان إلى الدار ليلقي عليه أصدقائه النظرة الأخيرة ومنها إلى المقابر.. والمتطوعون.. وفاعلو الخير.. وشباب منظمة سلوان.. وأصدقاء الدور الإيوائية .. وغيرهم يسارعون بمواراة الجثمان الثرى.
وشكراً منظمة أم المؤمنين وموظفيك يقومون بالواجب وأكثر .. شكراً صاحب الأمجاد ود البلد .. وشكراً شباب المنظمات وأنتم تبادرون.. وعفواً السيدة مديرة دار الضو حجوج وأنت تخلين ذمتك أمام الشرطة «والله في » . وعفواً سيدتي وزيرة الرعاية الإجتماعية وموظفيك في الدور الإيوائية يواصلون العمل بإهمال.
تخريمة:منقوووول للفرجة..