الامين
26-05-2010, 08:56 PM
لم تكن كترمايا وحدها التي فجعت من هول الكارثة الانسانية التي راحت ضحيتها البراءة والطفولة ، فقد استشرى سرطان القهر والخوف والانحلال بني الانسان بعد زوال الروح في عالم ابسط مايمكن ان يقال عنه انه عالم ٌ طالته قوانين الغاب فسادت واستشرت فصارت قوى الاستبداد هي اللغة السائدة واستغنى كل من على ظهر هذا الكوكب المخيف عن عقله ليضع بين ناظريه طغيان الشهوة وسطوة المجد وصولجان الاستعباد، هذا الكوكب الذي طفح فيه كيل الصبر وال فيه الحال الا مالايحمد عقباه .
العالم المريض الذي أفرز مجرم كترمايا " المستذئب" أياً كانت جنسيته بعد ان ضرب بالبشرية عرض الحائط مطلقاً العنان لوحش شرس في ارض قفر يتضور جوعاً لم يجد الا ان ينقض على " طفلتين وعجوزين " غارساً انياب الموت لينهش من لحمهم ويلوث انيابه القذرة بدماء طاهرة بريئة لاذنب لها الا انها كانت ضحية جديدة لانهيار البشرية واضمحلالها وزوالها الحقيقي .
حوادث كترمايا لم تكن الا ترجمة حقيقية لزوال الفطرة السليمة لبني الانسان وتمكن الشر في " اشد حالاته " من النفوس البشرية ، انتحار مدوٍ للانسانية وابتكار جديد لوسائل التنفيس عن مكنون الغضب رفع شعاره اهل كترمايا وغيرهم من عشاق " الانتقام" والادهى والامر صمت الاخر وقبوله لهذه البشاعات في حالة اقل ماتوصف بانها فاجعة وماساة ، لم تكن كترمايا ضحية حرب ضروس ولم تكن تخوض غمار دفاع عن جيوش المعتدين اولئك الذين عرفتهم البشرية بالاشرار الذين لوثوا صفحات التاريخ الانساني بدماء الابرياء .
كترمايا نفسها كانت مستذئبة بجنون اللاوعي واللاقانون .
عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث بريدة رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية؛ أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً... الحديث") [أخرجه مسلم في صحيحه]. وانني على قلة معرفتي بشرائع وديانات بني الانسان وعلى قلة درايتي باعراف المجتمعات البشرية الا انني لم اجد ديناً او ملةً أو عرفاً أو تقليداً أو فطرةً تشابه ماحدث في كترمايا.
لست مصريا لادافع عن المواطن المصري كما انني لست لبنانياً لاقول ان المستذئب المصري المصلوب استحق ماحدث له لكن هل تستغربون لو قلت لكم " انني انسان " لم اطق المنظر البشع المفزع والذي تقشعر له الابدان والارواح .
مشهد الطفلة التي نامت بين احضان الموت بعد ان سرق مستذئب كترمايا منها اعز ماتملكه من براء وطفولة لم تعش كثيراً لتسعد بها وعجل المستذئب المجرم بقتل عجوزين مامن قوة فيهم ترد شراسته وجبروته المختل . ومنظر الاخر الذي ذبح كما تذبح البعير وعلق في ساحة القرية كالشاة المذبوحة والتي تنتظر سلخ الجلد وتقطيع الاوصال . وكل ذلك وسط " تصفيق وتهليل وزغاريد " الكثيرين من اهل كترمايا.
المنظر برمته اشبه مايكون بظلام دامس في ليلة ظلماء شديدة السواد ، مليئة هذه الظلمة بافاعي وعقارب وتماسيح تحيط بجريح يمشي في وسط مستنقع قذر من الوحل وتحيط به اصوات الزئير والفحيح وهو لايكاد يرى من شدة العتمة ويحبس انفاسه من شدة الرعب والفزع تارة وتنهش من لحمه هذه الوحوش الضارية تارة اخرى فتسيل دمائه وترتعد اوصاله حد الموت .
هذه هي بالضبط الدنيا في صورة اكثر وضوحاً من الالوان المزيفة التي نراها في ظاهرها الخداع .
صدقوني ماعاد في الدنيا من جمال بعد هذا وماعادت الصورة الا كماهي سوداء قاتمة حالكة السواد .
انشغلت البشرية بصراعات في الدين والعرف والاعتقاد والمذهب وصار كل منا له قانونه ...... وله طريقته الخاصة في الرد ولم نعد نحتكم الا أي قانون .
البشرية في فوضى
والقادم اعظم .!!!!!!
اعذروني ان اطلقت العنان لهذا الحزن والذي جاهدت ان اكتمه سراً فلم اقدر الا ان ابوح به علني اجد في هذا شيئاً من التخفيف .
وحسبنا الله ونعم الوكيل
العالم المريض الذي أفرز مجرم كترمايا " المستذئب" أياً كانت جنسيته بعد ان ضرب بالبشرية عرض الحائط مطلقاً العنان لوحش شرس في ارض قفر يتضور جوعاً لم يجد الا ان ينقض على " طفلتين وعجوزين " غارساً انياب الموت لينهش من لحمهم ويلوث انيابه القذرة بدماء طاهرة بريئة لاذنب لها الا انها كانت ضحية جديدة لانهيار البشرية واضمحلالها وزوالها الحقيقي .
حوادث كترمايا لم تكن الا ترجمة حقيقية لزوال الفطرة السليمة لبني الانسان وتمكن الشر في " اشد حالاته " من النفوس البشرية ، انتحار مدوٍ للانسانية وابتكار جديد لوسائل التنفيس عن مكنون الغضب رفع شعاره اهل كترمايا وغيرهم من عشاق " الانتقام" والادهى والامر صمت الاخر وقبوله لهذه البشاعات في حالة اقل ماتوصف بانها فاجعة وماساة ، لم تكن كترمايا ضحية حرب ضروس ولم تكن تخوض غمار دفاع عن جيوش المعتدين اولئك الذين عرفتهم البشرية بالاشرار الذين لوثوا صفحات التاريخ الانساني بدماء الابرياء .
كترمايا نفسها كانت مستذئبة بجنون اللاوعي واللاقانون .
عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في حديث بريدة رضي الله عنه، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمَّر أميراً على جيش أو سرية؛ أوصاه في خاصته بتقوى الله، وبمن معه من المسلمين خيراً، ثم قال: "اغزوا باسم الله، وفي سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله، اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليداً... الحديث") [أخرجه مسلم في صحيحه]. وانني على قلة معرفتي بشرائع وديانات بني الانسان وعلى قلة درايتي باعراف المجتمعات البشرية الا انني لم اجد ديناً او ملةً أو عرفاً أو تقليداً أو فطرةً تشابه ماحدث في كترمايا.
لست مصريا لادافع عن المواطن المصري كما انني لست لبنانياً لاقول ان المستذئب المصري المصلوب استحق ماحدث له لكن هل تستغربون لو قلت لكم " انني انسان " لم اطق المنظر البشع المفزع والذي تقشعر له الابدان والارواح .
مشهد الطفلة التي نامت بين احضان الموت بعد ان سرق مستذئب كترمايا منها اعز ماتملكه من براء وطفولة لم تعش كثيراً لتسعد بها وعجل المستذئب المجرم بقتل عجوزين مامن قوة فيهم ترد شراسته وجبروته المختل . ومنظر الاخر الذي ذبح كما تذبح البعير وعلق في ساحة القرية كالشاة المذبوحة والتي تنتظر سلخ الجلد وتقطيع الاوصال . وكل ذلك وسط " تصفيق وتهليل وزغاريد " الكثيرين من اهل كترمايا.
المنظر برمته اشبه مايكون بظلام دامس في ليلة ظلماء شديدة السواد ، مليئة هذه الظلمة بافاعي وعقارب وتماسيح تحيط بجريح يمشي في وسط مستنقع قذر من الوحل وتحيط به اصوات الزئير والفحيح وهو لايكاد يرى من شدة العتمة ويحبس انفاسه من شدة الرعب والفزع تارة وتنهش من لحمه هذه الوحوش الضارية تارة اخرى فتسيل دمائه وترتعد اوصاله حد الموت .
هذه هي بالضبط الدنيا في صورة اكثر وضوحاً من الالوان المزيفة التي نراها في ظاهرها الخداع .
صدقوني ماعاد في الدنيا من جمال بعد هذا وماعادت الصورة الا كماهي سوداء قاتمة حالكة السواد .
انشغلت البشرية بصراعات في الدين والعرف والاعتقاد والمذهب وصار كل منا له قانونه ...... وله طريقته الخاصة في الرد ولم نعد نحتكم الا أي قانون .
البشرية في فوضى
والقادم اعظم .!!!!!!
اعذروني ان اطلقت العنان لهذا الحزن والذي جاهدت ان اكتمه سراً فلم اقدر الا ان ابوح به علني اجد في هذا شيئاً من التخفيف .
وحسبنا الله ونعم الوكيل