المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العودة الى الوطن و الى مدنى ]



الزمن المريح
28-12-2004, 11:49 PM
كان ياعتقد ان قلبه قد تحجر وان دمعه قد نضب و ان احاسيسه تجاه بلاده قد تغيرت و انه لم يعد يحبها كما كان من قبل كل هذا بعد ان فارق الوطن لمدة 13 سنة لم يعد خللها الى السودان و لا حتى فى اجازاته و كل ذلك دون حول و لاقوة منه و هكذا اراد الله ان يبتعد عن الوطن كل هذه الفترة ، و ان كان اتابع اخبارها بشغف و تلهف وامنبات بالعودة يوما ما و فى الاونة الاخيرة يتحدث ،، الاتون بان البلد تسير فى خط جيدة الى الاحسن و ان هناك تغير ملموس قد طراء على كل شى فى البلاد و ان السلام اتى و ان .............الخ

كدت ان اصدق ما يقال خصوصا بعد ان تخاصم اللصان ،، فـــعل من فى السلطة قد وعو الدرس و ان كنت اخالها فى بدايت الامر لعبة لتشغل الناس و تحبط منال المعارضين،، و قد وقع فى فخها من وقع من محبى السلطة و كراسى الحكم و لكن التاريخ لا يرحم بل هم الى مزبلة التاريخ بعد ان غدرو بهذا الشعب الكريم
ففى ظل هذا النظام الذى امدت اياده الاخطبوطية الى كل جميل فدمرته بشكل زلزالى و بهزات بسيطة تخلف خلفها اثار عميقة يصعب ترميمها و لكن لا يستحيل و تفرد مدنى الثقافى و الكروى احد هذه الاشياء الجميلة و حسب ما مخاوف و مبادى نظام الحكم كان لابد ان يطالها فيدمرها و يسعى الى ان يدكها، فهى تمثل له حجر عثرة فى طريق تشبثه بالسلطة و التوجه الحضارى ،،،

بعد ان رفضت احد الدول دخوله لها و اصرو على رجوعه الى السودان و حتى رفضوا ان يرجع الى الدولة التى اتى منها و رفضت كل محاولات الوساطة او محاولات الافراج عنه و اصبح الامر و اقعا عودة مجبرة الى السودان.

جاتنى رغبة عارمة و انا فى احدى غرف المطار بالعودة الى السودان و اتصلت باهلى فى مدنى و اخبرتهم بانى سوف اعود الى السودان فى غضون الايام القليلة القادمة و ذلك حتى تنتهى اجارات الترحيل و عموما مر الامر بسلام و رًحل كمسافر عادى الى السودان ،
كنت احس اننى امثل تمثيليه انفلت نصها و ضاع السينارو و سط زخم من الروائيين و لم تتضخ الرؤية الى اىَ نهاية تسوقها الاقدار اليه و حتى المحطة الاولى من الرحلة لم احس بأدنى شعور جياش فى دواخلى بالعودة الى الوطن و فى المحطة الثانية نفس الشعور من غير ادنى زيادات.

و مأن لامست اطارت الطائرة احدى المطارات العربية محطتى الثالثة و التى بعدها سوف تبداء رحلتى الى السودان بدات افكر فى سنين الغربة و حتى تلك اللحظة لم ينتابنى شعور بالعودة الى الوطن الحبيب بل كنت افكر فى مأسى الغربة و انا جالس فى صالة الانتظار و يمر امامى كم هائل من الاسر السودانية و يلقون التحية و نتبادل بعد المجملات المعهودة بابناء البلد الطيبين،،
دق جرس الزهاب الى البوبات الخاصة بالطائرة المتجهة الى الخرطوم و هنا خفق قلبى ،، لم تكن خفقات خوف بل كانت خفقات حنين و شعور جياش عنيف بشوق غريب و هيجان مشاعر وبدون ترتيب و حلم لقأت عدة بالاهل و الاصدقاء و الاحبة و فوق كل ذلك لقاء مع الارض و الاب و الام لم يكن والدى الاب و الام هنا بل كان الاب السودان بامياله المليون و الام مدنى بحنانها الدفاق و تزكرت قول الشاعر :



اه لو كنت اجيد الشعر لنظمته ورودا اكلل بها جبينك
و كنت نسجت خيوط الليل رداً لك
و كنت عزفت امواج البحر لحنا لك
و كنت النت القوافى فخرا بك
و كنت رسمت خيال السامر مجدا لك
و كنت و كنت ،،،
و لن اوفيكى حقك ،، فانتِ الثريا و انتِ المحال (مدنى)


هذه بعض ابيات قصيدة كنت قد نظمتها فى حب مدنى و لا تسعفى ذاكرتى بها الان و لنتابع القصة


و صعدنا الى الناقلة و ما ان حلقة فى الفضاء الا و جهشت بالبكاء بحرقة و عنفوان و طوال الرحلة التى امتدت الى ساعتين و نصف الم اسكت بل كان المعدل يزداد رويدا رويدا و ما ان اعلن الكابتن باننا نحلق فوق الخرطوم الا وزاد النحيب ، و كانت تجلس الى جوارى امراة فى عقدها الرابع مع اطفالها و كلت من بكائى فحادثتنى مواسية يأخى لا تعذبهم فى قبرهم و ربنا يرحم ميتك و يلزمك الصبر و كان كلامها كإطفاء النار بالوقود ذاد نحيبى و بكائى ،،

و ما ان لامست عجلات الطائرة المدرجات الا و بدات اشعر بالارتياح و هدات نفسى رويدا رويدا و دخل الصالة و خرجت مع احد اقربائى فى الذين كانو فى استقبالى فى المطار و توجهة بنا السيارة الى السوق الشعبى لاننى كنت مصر ان اذهب الى مدنى فى نفس الليلة و مع اصرارى لم يجد بدا من أن يلبى لى رغبتى و حقيقة لم اجد او احس شياء مما كان يقال من تطور و جمال و شوارع و دوارات (صوانى) و تعامل راقى و اشياء كانت تنقل بشى من العفوية الممزوجة بالغباء بل احسست ان كل شى بداء امامى مدمر او يحمل لوحة حزن على الرغم من اننى كنت متفائلا باننى سوف احس بالتغير و المسه فى شتى جوانب الحياة. ولكنى لم اكن اتوقعه الى هذا الحد من السوء و لمحت لمست الحزن العميق فى عيون الناس و الكآبة المرسومة على وجوههم و بعدها رايت المفارقات و كيف ان اناس كانو بالامس القريب عمالقة الاجرام و اصبحو اليوم نبلاء كرام ، غصة فى الحلق طعم مر صمت رهيب سكون بهيم و وعد صادق لك الله يا سودان قصرنا فى حقك ،،،،،،،
و طال انتظارك و قد نسكت ان اهنت ابانا و لكن كيف السكوت و قد اهنت الفؤاد اهنت كبد الاكباد اهنت اميرة البلاط اهنت عملاقة كان تزدان بالمداد و الوتر الرصين و قدم الُــُّريــاض ...
مدنى

أبوبكرحامد
29-12-2004, 04:16 AM
أيها الزمن المريح..................

يانائح الطلح أشباهٌ عوادينا ........
نشجى لواديك أم نأسى لوادينا .......
ود الماذون

ابو المهتــدي
29-12-2004, 09:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم لقد وقع اختيار عودتك في مكانة بقوة قرار العودة تكون قوة قرار البداية 0 رقم المصيبة التي الحقت بالديار 0الهوية وحب المنشاء تكون بداية الصاح ولك التحية بقدر تلك الدموع وذاك الحب

ضياء الدين احمد
29-12-2004, 01:47 PM
يازول حمدالله علي السلامه واهو غايتو لو الحال كويس ولا مايل ماعندنا خيار
وانا غايتو شخصيا ما اظني مطول في الغربه يعني الواحد اتحرم من بلدو واهلو بدون فايده تذكر

امير عبدالباقي
29-12-2004, 08:43 PM
الغريب عن مدني مهما طال غيابه مصيرو يرجع لمدني وصحابه

أبوبكرحامد
29-12-2004, 10:36 PM
الأعزاء أبو المهتدى، ضياء ، أمير ............
" الفضيحة والستر متباريات " مثل صينى.
الغربة لم تكن يوماً خياراً عقلانياً ، وكذلك العودة الإنفعالية .
نسأل الله أن يردنا لأهلنا كيفما اتفق ، أما غانمين وسالمين دى مسألة نسبية يتحكم فيها الجشع بقدر كبير ، بالمناسبة سالمين لاعب بحرينى محترف بالدورى القطرى.
يعنى لو باريتو الكورة كان غربتكم تسوى الملايين وبعقود سنوية " الكلام على الأخلاق"
ود الماذون

الزمن المريح
30-12-2004, 07:07 AM
الشكر للاخوة الاعزاء ابو بكر حامد ، و ابو المهتدى ، و ضياء الدين ، و امير عبد الباقى على مرورهم و تعليقاتهم

صراحة الموضوع كتبته فى شكل قصة قصيرة و حاولت ان اتقمص شخصية بطله وربطه بشكل مايحدث فى مدنى و استعنت بكتابة الاخ ضياء الدين (مدنى مدينة مزيفة) و هنا استميحه العزر ،، و الموضوع لم اعش الا جز صغير لا ياد يذكر منه
و حفظنا الله و اياكم و لكم جميا مودتى و لكل ابناء مدنى

ابو المهتــدي
30-12-2004, 11:22 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم 0 قرار العودة حقيقة يعايشة الكل ان كان حقيقة او من نسج الخيال
فهو امر لابد منه 0 ان نسجتة الان خيالا صدقني ياتي يوما نعيشة او تعيشة واقعا حقا 0بخاطر او بدون خاطر 0وليس هناك احد يعيش الغربة 0الا وهو يعيش معها امر الرجوع 0 ونتمني ان يكون الرجوع بكامل العافية وفية تلك الامنية تحقيق ما اغترب من اجلة 0 وامنية للكل بان نتلاقي باحطان الشوق المعرفة في تلك الربوع بحقيقة معاشة لا خيال ينسج 0والتحية للجميع لكم حبي وتقديري

أبوبكرحامد
02-01-2005, 12:23 AM
للدكتور محمد عبد الله الريح " حساس محمد حساس " رأى فى مسألة الغربة وسعى الناس لتشييد بيوت قد تعجل المنية دون سكناها إذ يقول :
" ونحن فى الغربة نحرص على تشييد منازل قد لاننعم بسكناها وتصلح فقط لتشييع الجثمان منها " .
وقد حسم الدكتور خياراته وعاد للسودان حرصاً على تنشئة صغاره على قيم وأخلاقيات أهل السودان .

ود الماذون

ضياء الدين احمد
02-01-2005, 01:36 PM
والله كلام الدكتور محمد عبدالله الريح في محلو يا ابوبكر
والتحيه للدكتور الذي امتعنا في الثمانينات بكتابه الرائع ( سلامات )

أبوبكرحامد
03-01-2005, 04:36 AM
أعتقد أن الدكتور متواصل مع القراء عبر إحدى الصحف المحلية ، وليته يجمع هذه المقالات فى كتيب بمثل روعة كتابه " سلامات " .

ود الماذون