المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة فنية لمباراة ليلة خميس



نجيب عبدالرحيم
10-06-2010, 12:48 AM
قراءة فنية لمباراة ليلة خميس

قراءة التحضير للمباريات المهمة، وخاصة لقاءات التنافس، كما هو الحال بالنسبة للقاء القمة بين المريخ والهلال في الكلاسيكو، تتعدد عوامل الفوز والخسارة لدى كل مدرب لأن الفريقين يملكان الكم الكبير من النجوم المتألقين والقادرين على إمتاع الجماهير وحسم المواجهة في أي لحظة وهذا ما يميز مباريات المريخ والهلال حيث يبدأ الصراع قبل المباراة بأسبوع على الأقل، وتحديدا بعد أن يفرغ كلاهما من اللقاء السابق ، حيث يبقى الصراع إعلامياً من خلال طرحه على الجمهور إعلاميا فقط، ويمارسه الجمهور فعليا في الشارع الرياضي والمكاتب والمدراس والجامعات والمؤسسات الحكومية والخاصة والشوارع وبعض المواقع الالكترونية بعد ان أصبحت المباريات تشاهد وتقام على شاشات الحاسب الآلي، حيث كل من الفريقين يقدم خطته محاولاً كسب الآخر في عدد الموضوعات، وطريقتها، وقوة الهجوم على الآخر، والتحذير، أو التخدير، أو التبرير، خاصة وأن المواقع الألكترونية جعلت الجميع منظرين ومدربين، ومحللين، ولاعبين، ورؤساء، كل يقدم الخطة الإدارية التي تسير النادي بأقل قدر من الأخطاء ليرتفع إلى القدر الذي يجعله يحصد جميع البطولات، والخطة الفنية التي لن يفوز الفريق إلا بها بعبارات تبدأ الفوز لنا ولا بديل إلى الفوز وقادرون على إنزال اول هزيمة بالمتصدر.
ومن لا يملك قوة فنية يعوضها بقوة إعلامية، بالتصريحات النارية عبر القنوات الفضائيات والصحف والمواقع الألكترونية والاستعانة بالتاريخ، للتذكير باخر لقاء جمع بين الفريقين إذا كان الفريق فائزاً في اللقاء وذلك لمحاولة طمس توهج الفريق في الوقت الحالي والتقليل من امكاناته الفنية من خلال التأكيد على أن المباراة اقل من عادية وليست ذات أهمية، لكن الموعد بعد الفوز إن حدث، أقل مظاهر الاحتفال إشعال الجوالات برسائل التندر على الآخر، في المواقع وهي فرصة لإظهار المواهب الفكرية مع كثرة القنوات، ودقة التقنية وإعادة اللقطات، واستطاعت الفرد التأكد من صحة المعلومة من خلال موقع (يوتيوب) رغم ذلك نسمع بعد المباراة، الادعاء بأن للفريق ثلاثة ضربات جزاء لم تحتسب، رغم التقدم التقني الذي فرضته التكنولوجيا يظل الاستناد على الكذب لتهدئة الجمهور، كما أن الجمهور ذاته لم يعد يقتنع بالأحاديث والأكاذيب التي لا تقيم للعقل وزنا. في لقاء اليوم بين المريخ والهلال.
الواقع يؤكد أن المريخ الأكثر قدرة على الفوز، والهلاليون سيعتبرون النقص الذي يعاني منه الفريق بسبب الإصابات العذر الذي يتكئون عليه إذا خسر الفريق للهروب من غضب الجماهير التي لا تريد الخسارة وتحديداً من الغريم.
فمخجل أن يخسر فريق المريخ في قمة تكامل صفوفه من منافسه الذي يقل عنه مستوى حاليا، فاللقاءات الدورية تختلف عن لقاءات الكؤوس المفصلية الحاسمة لأن كل الفرق تلعب على الضربة القاضية التي تعد اللغة المعتمدة في مباريات الكؤوس، لكن في الدوري مسموح بالتعادل وفي أحيان بسيطة تكون النتيجة غير مؤثرة حتي ولو كانت هزيمة.
ولذا ستكون مباراة الدربي في ليلة الخميس بين المريخ والهلال في ختام الدورة الأولى التي يتصدرها المريخ الذي لعب 12 مباراة كسبها جميعاً حيث لم يخسر أو يتعادل في أي مباراة، إذ له 34 هدف وعليه تسعة أهداف وله من النقاط 36 بينما الهلال لعب 12 مباراة كسب منها 10 وخسر اثنين، ولم يتعادل، بينما له من الأهداف 24 هدف وعليه 9 أهداف، وله من النقاط30 نقطة.
يدخل الفريق الأحمر اللقاء برغبة الاحتفاظ بصدارة المجموعة بعد ان انهى كل مبارياته بنجاح وتبقت له مباراة الغريم ويرد الفوز بها ولنيل العلامة الكاملة حيث شجعت مباريات هذه المسابقة مدرب المريخ الاعتماد على هذا الفريق في المنافسات مع تعديل بسيط يكمن في إضافة عنصر او أثنين فيما يسعى مدرب الهلال إلى دعم فريقه من بعض العناضر العائدة من معسكر المنتخب الوطني الحالي ومما لاشك فيه ان الانتصارات الماضية للفريق ستلعب دورها في التهيئة المعنوية للاعبين لخوض المباراة حيث يعطي الفوز الفريق فرصة كبيرة للحصول على اللقب.
الطريقة التي يلعب بها الفريقان ومن خلال الأداء في المباريات السابقة فإنهما يلعبان بطريقة واحدة 4،4،2 حيث سيهاجم المدرب الهلالي بالثنائي سادومبا وامبيلييى ومن خلفهم كاريكا في الوسط هيثم مصطفى علا الدين يوسف عمر بخيت ، أما الهجوم فليس امام مدربي الفريقين الكثير من الأوراق للمناورة بها في المباراة خصوصا مدرب الهلال الذي ستكون المباراة عليه صعبة جداً
حراسة المرمى في الفريقين جيدة محمد كمال قدم مستويات جيدة خلال المنافسة والمعز حارس دولي وله خبرة طويلة ولكن في المباريات الأخيرة شهد مستواه الفني إنحدار.
رباعي دفاع المريخ يحاج إلى معاونة من ثنائي الإرتكاز للتصدي بشكل جيد للمحاولات الهجومية من سادومبا وأمبيلي وكاريكا بالضغط علي حامل الكرة من الخصم لاستخلاص الكرة منه، و لكن لابد أن يكون هذا الثنائي في التحام مع الدفاع والوسط والهجوم ليدافع أو يهاجم ككتلة واحدة.
دفاع الهلال يعاني من عدم الأستقرار وعدم الثبات على تشكيلة ثابتة أدت إلى فقدان شخصية الفريق وكانت من أسباب خسارته لبعض المباريات
وختاماً نتمني أن تخرج المباراة بصورة مشرفة تليق بقمة الكرة السودانية وبحجم النادييْن، كما نتمني ألا تحدث تجاوزات من هنا أو هناك، وأتمني أن يعي جمهور الفريقين أنها مباراة في كرة القدم، لا بد فيها من فائز واحد، والكل سيقاتل ولن يبخل بقطرة عرق في سبيل إسعاد جماهيره التي حضرت لمؤازرته فالنرفع القبعة تحية للاعبي الفريقين وللأجهزة الفنية بعد إنتهاء اللقاء، فهذه هي الروح الرياضية التي لابد أن يتمتع بها كل الرياضيين لأن كرة القدم فوز وخسارة