المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التجنيس .. أزمة الكرة السودانية



نجيب عبدالرحيم
10-07-2010, 07:01 AM
التجنيس .. أزمة الكرة السودانية

ظاهرة تجنيس اللاعبين غير السودانيين ظاهرة خطيرة وساهمت بشكل كبير في تخلف الكرة السودانية كثيراً رغم إختلافنا مع شداد في سوء إدارته للعبة إلا نتفق معه حول رفضه ملف تجنيس اللاعبين الأجانب الذي تتبناه الأندية الكبيرة.
الاتحاد الجديد الذي سيتولى قيادة الكرة السودانية وحتى الآن لم تعرف ملامحه لأن الجو ما زال ملبد بالغيوم وتصريحات الوزير يشوبها كثير من الغموض وتنتظره كثير من التحديات وجملة من القرارات الحاسمة والحازمة، والتي من شأنها أن تحفظ للكرة السودانية قوتها ومكانتها. وأبرزها معالجة الثغرة المخيفة في لائحة الاحتراف والتجنيس والتي تجيز لأي نادٍ تجنيس لاعبين غير سودانيين وشداد كان أكثر المعارضين لتجنيس اللاعبين الأجانب بحجة أنهم يحجبون الفرص عن اللاعبين الوطنيين الذين يحتاج المنتخب الوطني لخدماتهم في المنافسات الخارجية.
ولكن للأسف إجراءات التجنيس وحصول اللاعب الأجنبي على الجنسية السودانية يتم خلال 24 ساعة لأنه يصدر بقرار سيادي للدولة لا يعلو عليه أي قرار وقد جاء هذا القرار متوافقاً ومنسجماً مع الآراء المطروحة في إعلام الأندية الذي ظل لأكثر من موسم وهو ينادي بضرورة تجنيس أكبر عدد للاعبين الأجانب من أجل الأندية الكبيرة لتجميع وتكديس اللاعبين سواء كان ذلك لحاجة أم لغير حاجة، وإنما بهدف حرمان الأندية الأخرى من أولئك اللاعبين، أو من أجل زعزعة فرق معينة.
وكان ذلك واضحاً وجليّاً للجميع، وقد وصل الأمر إلى مفاوضة لاعبين أجانب في الخفاء وعرض عليهم منحهم الجنسية السودانية التي لم تعني شيء للاعب عند إنتهاء عقده مع النادي ولم يصل إلى أتفاق حول تجديد العقد سيستغل أقرب رحلة للعودة إلى بلاده وسيرمي بالجنسية السودانية في قارعة الطريق كما فعل داريو كان والنونو وغيرهم لا شك إن القرار السيادي للدولة يحترمه الجميع ونتمنى أن تمنح الجنسية السودانية إلى شخص عالم تستفيد منه الدولة أو لاعب يمتلك موهبة خارقة تستفيد منه الكرة السودانية بدلاً من اللاعبين الأجانب المغمورين العاطلين فنياً الذين قلصوا الفرص أمام ظهور اللاعبين الوطنيين.
للأسف الشديد لم يعر الإعلام هذه السلوك المشين والممارسات غير الشريفة في التنافس الرياضي ومدى استغلال البعض للأنظمة واللوائح بشكل مدمر للكرة السودانية بعدما شاهد الجميع النجوم الوطنية وهي تتساقط وتذبل وينتهي بها المشوار إما على دكة البدلاء أو في غياهب الكشوفات لقد كانت الممارسة الاستغلالية للقرارات السيادية تمثل استنزافاً لمقدرات الكرة السودانية من النجوم والعناصر المميزة.
هذه القرارات لم تحافظ على نجوم الوطن وعلى عناصر المنتخب وأعمدته، وكذلك شرف المنافسة بين الأندية التي لا يعنيها بعض أثرياء المال من الذين اقتحموا الوسط الرياضي ويعتقدون أنّ التنافس بين الأندية هو تنافس مالي وليس تنافساً رياضياً، وهذا ما جعلهم غير مدركين لحدود وأطر وأبعاد ومعاني التنافس الشريف وقد كنت من أول من أشار إلى ذلك الاستنزاف وإلى ذلك التدمير للكرة السودانية في كثير من المقالات التي كتبتها في الصحف والمواقع الإلكترونية عن ممارسه أصحاب الأموال وبشراهة مخيفة مدعومين من المتعصبين والأبواق الذين لم يكن يعنيهم من أمر كرة الوطن سوى فريقهم المفضل ورئيسهم الذي يقدر الظروف بالمظروف.
يجب أن يعي الجميع مفهوم التنافس الشريف ويعملون في إطاره وحدوده وعدم مفاوضة أي ناد لاعباً من نادٍ منافس ويضمه دون الحاجة له وأن يبدأ التعاون بين كل الأندية وتضع مصلحة الوطن في مقدمة أولوياتها من أجل الارتقاء بالكرة السودانية في المرحلة المقبلة.