عوض صقير
13-07-2010, 11:35 PM
يقولون أن بداية إصلاح الخطأ هو الإعتراف به .. لكننا أكثر شعوب الأرض إخفاءاً لعيوبنا وعدم إعترافاً بها خاصة (العيوب الأخلاقية) فلا زلنا وسوف نظل أحسن شعوب الأرض قاطبة وأفضلها أخلاقاً وسلوكاً ، (عايشين) على ذكرى أيام مضت كنا فيها بالفعل مثالاً للفضيلة ولمكارم الأخلاق قبل أن يتبدل الحال لنعانى من هذا التدهور الأخلاقى المريع الذى نسمع به ونقرأه يوميا على صفحات الصحف والذى إعترى مجتمعنا كنتاج طبيعى لما شهدناه فى العقود الأخيرة من تحولات إجتماعية وأزمات (إقتصادية) لم يصمد أمامها إلا من رحم ربى .
عندما كنا صغارا (مافى زول يقول ليا متين) كانت كلمة (ده عيب) كافية لأن تجعلك تقلع تماماً عما أنت بصدد فعله أما الآن (فالحرام) ذاااتو خليك من (العيب) أصبح (حاجه عادية) حيث تراجعت الأخلاق ومات الضمير .
أذكر أننا حينما كنا (صبية) إنتشرت موضة (البنطلون الشارلستون) وهو نوع من (البناطيل) موافق لكل (المواصفات القياسية) غير أن له فتحة رجل (واسعة شوية) يعنى بوصة بوصتين .. أعجبنى (الشارلستون) فقمت بتوفير ثمن القماش من (مصروفى) وعلى (الترزى) طوااالى لكننى عند إستلامه (غلبنى أوديهو وين) حتى طرأت لى فكرة وهى أن أضعه عند الجيران حتى إذا ما أردت إرتدائه لمشوار (وخاصة السينما) ذهبت وأخذته من هنالك ..
قد يسأل قائل : والتعب ده كلو ليه ؟ هو أصلو (بنقو) ؟
والإجابة هى (أخير البنقو) .. فقد إرتبطت التقليعات الشبابية والموضة فى (زمننا) عند الأسر المحافظة بالميوعة (حتى لو كانت زيادة بوصتين) وقد كان أخى الأكبر (محافظاً شرساً) لا أدرى ماذا كان سيحدث لى لو رآنى أرتدى هذا (الشارلستون) ... فتأمل عزيزى القارئ (كنا وين وبقينا وين) !!
الآن وبفضل (الضائقة الإقتصادية) فقد إنتفت الرقابة (فى البيت) ليست للأبناء ولكن حتى للبنات
تلبس زى ما عاوزة .. تطلع زى ما عاوزه .. تجى زى ما عاوزة وممكن تكون جايبه معاها ما لذ وطاب من بيرقر وفطائر وخلافه وبدلاً عن سؤالها : (كنتى وين)؟ يكون السؤال (الشطة وين) ؟
نعم إن من يقول بأن أخلاق الأمم لا تتأثر بالعوامل (الإقتصادية) فهو (غلتان ثم غلتان) فتدهور حالة المواطن المعيشية وإضطرار البعض للحصول على المال باى وسيلة كانت قد أصبح غاية لا يهم الوسيلة التى تأتى بها و(بقت المسألة عااادى) ! وإختفت حكاية (الحاجه دى عيب) كما إختفت حتى حكاية (الحاجة دى حرام) .. وأصبحنا مجتمع ينطلق بدون (كوابح) أو فرامل ... لا يدرى إلى أين يسير (أخلاقياً) !!
ما دعانى إلى كتابة هذا المقال هو خبر قرأته بإحدى الصحف العربية يفيد القبض على تشكيل عصابى بتلك الدولة مكون من نساء (سودانيات) وقد جاء الخبر مدعماً بصورتهن وأمامهن جزء من حصيلة المسروقات (يعنى بالثابتة) !
ربما ينبرى قارئ ممن يروجون لمقولة أننا شعب (منزه عن الأخطاء) فيقول أن هؤلاء النسوة لسن بسودانيات ومثل هذا القارئ هو أحد العوامل التى تزيد (الطين بله) وتجعل مسألة الإصلاح مستحيلة لأن الإعتراف بالمشكلة هو أول بدايات الحلول كما ذكرت فى بداية المقال .
وإذا تركنا مسألة بعض مؤشرات إنحراف الأخلاق والقيم (فى الداخل) فقصة هؤلاء النسوة تجعلنا ننبه إلى خطورة إنهيارها (فى الخارج) حيث بدأت فى الظهور مثل هذه الحالات (المزعحة) التى يجب على الدولة تتبعها والعمل على إستئصالها حفاظاً على سمعتنا .
تقول الحكاية أن عدداً من رعايا أحدى الدول الذين يقيمون فى إحدى بلاد البترول والذين لا يمتلكون مهنة أو مؤهل قد وجدوا أن أسهل طريقة (لتمشية) الأمور هى بيع (القيم والأخلاق) ويتندر المقيمون فى تلك الدولة على ذلك بطرفة تقول أن أحد الشباب عند دخوله لأحد مراكز التسوق لفتت إنتباهه حسناء فارعة الطول .. سميكة القوام .. حوراء العينين (بإختصار فل أوبشن) Full-Options ..ما لبثت أن (جرت فيهو نور طويل) وبدأت فى إستعراض (أسلحة الدمار الشامل) لديها ولم تمض دقائق حتى شوهد صاحبنا وهى تسير معه نحو العربة بعد أن قام بشراء لوازم العشاء من (سمك وكبده وسجق وخلافه) لتقوم بتجهيزها له حيث أخبرته بأن الشقة فاضية وكده .
حينما وصلا أدارت مفتاح الشقة حيث إتجهت هى إلى المطبخ لوضع الأغراض واشارت عليه بالجلوس فى فى الصالون ريثما تقوم بتغيير ملابسها وبعد دقائق قليلة كانت تجلس معه وقد إرتدت ملابس (السهرة) وفجأتن .. وجد صاحبنا أمامه رجل ضخم يمسك بسكين (كبيرة) تقطر دماً .. صعق صاحبنا من المفاجأة نظر إلى أقرب نافذة ليهرب منها لولا أن (الرجل) نظر إليهما قائلا :
- الكبده دى عاوزنها (نيه) وإلا بالطوة !!
كسرة :
أنا بفتكر إنو بالطوة أحسن !!
عندما كنا صغارا (مافى زول يقول ليا متين) كانت كلمة (ده عيب) كافية لأن تجعلك تقلع تماماً عما أنت بصدد فعله أما الآن (فالحرام) ذاااتو خليك من (العيب) أصبح (حاجه عادية) حيث تراجعت الأخلاق ومات الضمير .
أذكر أننا حينما كنا (صبية) إنتشرت موضة (البنطلون الشارلستون) وهو نوع من (البناطيل) موافق لكل (المواصفات القياسية) غير أن له فتحة رجل (واسعة شوية) يعنى بوصة بوصتين .. أعجبنى (الشارلستون) فقمت بتوفير ثمن القماش من (مصروفى) وعلى (الترزى) طوااالى لكننى عند إستلامه (غلبنى أوديهو وين) حتى طرأت لى فكرة وهى أن أضعه عند الجيران حتى إذا ما أردت إرتدائه لمشوار (وخاصة السينما) ذهبت وأخذته من هنالك ..
قد يسأل قائل : والتعب ده كلو ليه ؟ هو أصلو (بنقو) ؟
والإجابة هى (أخير البنقو) .. فقد إرتبطت التقليعات الشبابية والموضة فى (زمننا) عند الأسر المحافظة بالميوعة (حتى لو كانت زيادة بوصتين) وقد كان أخى الأكبر (محافظاً شرساً) لا أدرى ماذا كان سيحدث لى لو رآنى أرتدى هذا (الشارلستون) ... فتأمل عزيزى القارئ (كنا وين وبقينا وين) !!
الآن وبفضل (الضائقة الإقتصادية) فقد إنتفت الرقابة (فى البيت) ليست للأبناء ولكن حتى للبنات
تلبس زى ما عاوزة .. تطلع زى ما عاوزه .. تجى زى ما عاوزة وممكن تكون جايبه معاها ما لذ وطاب من بيرقر وفطائر وخلافه وبدلاً عن سؤالها : (كنتى وين)؟ يكون السؤال (الشطة وين) ؟
نعم إن من يقول بأن أخلاق الأمم لا تتأثر بالعوامل (الإقتصادية) فهو (غلتان ثم غلتان) فتدهور حالة المواطن المعيشية وإضطرار البعض للحصول على المال باى وسيلة كانت قد أصبح غاية لا يهم الوسيلة التى تأتى بها و(بقت المسألة عااادى) ! وإختفت حكاية (الحاجه دى عيب) كما إختفت حتى حكاية (الحاجة دى حرام) .. وأصبحنا مجتمع ينطلق بدون (كوابح) أو فرامل ... لا يدرى إلى أين يسير (أخلاقياً) !!
ما دعانى إلى كتابة هذا المقال هو خبر قرأته بإحدى الصحف العربية يفيد القبض على تشكيل عصابى بتلك الدولة مكون من نساء (سودانيات) وقد جاء الخبر مدعماً بصورتهن وأمامهن جزء من حصيلة المسروقات (يعنى بالثابتة) !
ربما ينبرى قارئ ممن يروجون لمقولة أننا شعب (منزه عن الأخطاء) فيقول أن هؤلاء النسوة لسن بسودانيات ومثل هذا القارئ هو أحد العوامل التى تزيد (الطين بله) وتجعل مسألة الإصلاح مستحيلة لأن الإعتراف بالمشكلة هو أول بدايات الحلول كما ذكرت فى بداية المقال .
وإذا تركنا مسألة بعض مؤشرات إنحراف الأخلاق والقيم (فى الداخل) فقصة هؤلاء النسوة تجعلنا ننبه إلى خطورة إنهيارها (فى الخارج) حيث بدأت فى الظهور مثل هذه الحالات (المزعحة) التى يجب على الدولة تتبعها والعمل على إستئصالها حفاظاً على سمعتنا .
تقول الحكاية أن عدداً من رعايا أحدى الدول الذين يقيمون فى إحدى بلاد البترول والذين لا يمتلكون مهنة أو مؤهل قد وجدوا أن أسهل طريقة (لتمشية) الأمور هى بيع (القيم والأخلاق) ويتندر المقيمون فى تلك الدولة على ذلك بطرفة تقول أن أحد الشباب عند دخوله لأحد مراكز التسوق لفتت إنتباهه حسناء فارعة الطول .. سميكة القوام .. حوراء العينين (بإختصار فل أوبشن) Full-Options ..ما لبثت أن (جرت فيهو نور طويل) وبدأت فى إستعراض (أسلحة الدمار الشامل) لديها ولم تمض دقائق حتى شوهد صاحبنا وهى تسير معه نحو العربة بعد أن قام بشراء لوازم العشاء من (سمك وكبده وسجق وخلافه) لتقوم بتجهيزها له حيث أخبرته بأن الشقة فاضية وكده .
حينما وصلا أدارت مفتاح الشقة حيث إتجهت هى إلى المطبخ لوضع الأغراض واشارت عليه بالجلوس فى فى الصالون ريثما تقوم بتغيير ملابسها وبعد دقائق قليلة كانت تجلس معه وقد إرتدت ملابس (السهرة) وفجأتن .. وجد صاحبنا أمامه رجل ضخم يمسك بسكين (كبيرة) تقطر دماً .. صعق صاحبنا من المفاجأة نظر إلى أقرب نافذة ليهرب منها لولا أن (الرجل) نظر إليهما قائلا :
- الكبده دى عاوزنها (نيه) وإلا بالطوة !!
كسرة :
أنا بفتكر إنو بالطوة أحسن !!