المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد غانا ؟



نجيب عبدالرحيم
12-10-2010, 11:25 AM
ماذا بعد غانا ؟

نجح منتخبنا في خطف نقطة ثمينة بتعادله مع منتخب غانا الكبير على أرضه وبين جمهوره في المباراة التي جرت بينهما في غانا ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات الأمم الإفريقية 2012 بغينيا الاستوائية والجابون على أمل أن يخطف إحدى البطاقات المؤهلة للنهائيات.
التفاصيل الفنية والتكتيكية:
الحصة الأولى افتقد لاعبونا التركيز ووقع الثنائي مهند الطاهر وكاريكا في مصيدة التسلل أكثر من مرة وكان واضحاً التركيز كثيراً على الناحية الدفاعية برجوع معظم اللاعبين إلى الثلث الأخير من ملعبنا وعدم المساندة الهجومية للمهاجمين والاعتماد على المرتدات في الوقت الذي اعتمد فيه لاعبو المنتخب الغاني علي التمريرات السريعة واللعب من لمسة والضغط على حامل الكرة وكانوا أكثر تنظيماً في التحضير وشكلوا خطورة بعض الشيء على منتخبنا واللعب واحدة مستغلين عاملي الأرض والجمهور لصالحهم وظهرت العشوائية وعدم الدقة في إنهائهم للهجمة.
الحصة الثانية تحسن أداء المنتخب بدخول بشة ومصعب عمر الذي أعاد التوازن للجهة اليسرى وشكلت خطورة على المنتخب الغاني السوداء وأستطاع فرض الجدية على النجوم السوداء وخرج من المباراة بعدة فوائد وملاحظات سوف يقوم بتعديلها الجهاز الفني والعمل على تصحيحها قبل المباريات القادمة ولن أبالغ أو أتحدث بشكل كبير عن المباراة أو عما حدث من أمور فنية كانت بعضها في صالح منتخبنا خصوصا في الحصة الثانية رغم اكتمال صفوف المنتخب الغاني ومع الحماس والرغبة على كسب المباراة وتحقيق الفوز الذي لم يأت.
المنتخب السوداني استطاع أن يرفع من جدية المباراة واستطاع كسر الحاجز أو الخوف الذي يصاحب أي لاعب خصوصا عندما يقابل نجوم بحجم وقيمة أفضل واعرق منتخبات القارة السمراء وأكثرها شهرة, ومن الثابت لدى من يعرف في الأمور الفنية أن أي لاعب يملك حاسة خاصة يتعامل بها مع نفسه ومع كل من يتنافس معهم في الحصول على فوز أواثبات الوجود في الملعب وفي كرة القدم تتحول هذه الحاسة إلى شعور جماعي يظهر على شكل أداء رائع ومتناغم ومتجانس وغير مهزوز وهذا ما انعكس على مستوى المباراة وعلى ملكات وإمكانات المنتخب الغاني المستفز وغير المتوقع لمستوى أفراد منتخبنا الذين لعبوا برجولة وفدائية كبيرة ولكن يجب أن لا ننسى أن المنتخب الغاني لم يكن في يومه ورغم ذلك كان أكثر تنظيماً وشكل خطورة على مرمانا وكان أقرب إلى الفوز حيث لم يستفد من أخطاء المدافعين والأخطاء الكبيرة التي أرتكبها حارس المرمى المعز رغم أنه لعب بفدائية كبيرة ولكن يعيبه خروجه غير الموقوت كالعادة كاد أن يكلف المنتخب الكثير.
لذا يجب على الجهاز الفني واللاعبين العمل على تصحيح ومعالجة الأخطاء التي حدثت خلال اللقاء فالمسؤولية لا تتجزأ وشاملة لكل المراحل فلن نتمكن من استعادة هيبة ومكانة أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية إلا بمواصلة المجهود واستغلال كل الفرص القادمة بكل ثقة واقتدار من أجل الوصول للنهائيات.
وختاما مبروك لمنتخبنا الأداء الممتاز الذي قدمه في غانا وأتمنى من أعلامنا الرياضي أن يحاول قدر الإمكان وضع الأمور في ميزانها الصحيح وألا نسرف كثيراً في المدح والثناء في مونديال 1982 فاز منتخب الكميرون على الأرجنتين حاملة اللقب بهدف اومام بيك رغم مشاركة أسطورة كرة القدم العالمية مارداونا وأيضاً منتخب السنغال فاز على منتخب فرنسا حاملة اللقب في افتتاح كأس العالم الذي أقيم في كوريا واليابان 2002 بهدف بوبا ديوب رغم هذين الانتصارين الكبير لم تبالغ الأجهزة الإعلامية في كلا البلدين الإسراف في الثناء المديح للاعبين فالتعامل مع هذه المسائل يجب أن نتحاور فيها وأن نتدارسها ونتناصح بها حتى نفيد ونستفيد فلا نبالغ في الثناء والمديح ناسين أو متناسين مشاركاتنا القادمة الصعبة وما يشوبها من نقص أو يعيبها من خلل ولنحترم عقولنا وخصومنا في مباراة لم نفز فيها لا لو سوء الطالع الذي لازم مهاجمي المنتخب الغاني الضارب كنا خسرنا بأكثر من هدف ولكن ربنا قدر ولطف وخرجنا بتعادل لم نكن نحلم به فالحذر ثم الحذر والقادم أصعب.