المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا صوت يعلو فوق الوطن



نجيب عبدالرحيم
16-10-2010, 08:47 PM
لا صوت يعلو فوق الوطن

لا شك أن التعصب البغيض والولاء المطلق للأندية التي نعشقها يغرز العصبية ويدعو للفرقة والشتات في وقت تشهد فيه البلاد منعطف خطير يحتاج إلى وقفة من الجميع.
بعد نهاية مباراة منتخبنا في كوماسي مع غانا التي انتهت تعادلية ظهر تلون الآراء من بعض الإعلاميين الذين طغت عليهم ألوانهم من خلال كتاباتهم عن الأداء الجيد الذي قدمه المنتخب أمام المنتخب الغاني تحقق بفضل لاعبي فريقهم المفضل الذين يعشقونه وإذا أخفق المنتخب يعللون ذلك لعدم مشاركة لاعبي فريقهم المفضل ضمن التشكيلة الأساسية فهذا في حد ذاته طعن في وطنية شبابنا وهم على أتم الاستعداد النفسي والبدني والروحي التضحية في كل المحافل الدولية من أجل هذا الوطن الذي يسعى الجميع من أجل توحيده.
للأسف الشديد إعلامنا الرياضي تحول إلى معركة بين المعسكرين المتنافسين بأسلوب بعيد عن المهنية وساهم في نشر العنصرية المقيتة والتعصب الأعمى وطمس الحقائق والضحك على العقول، ببيع الوهم الذي أصبح مصدر رزق لبعض الصحف وكتابها الذين يهاجمون كل من يختلف معهم بالقذف وتوزيع التهم وعندما نطالع كل الصحف والمنتديات ووسائل الأعلام المسموعة والمرئية لم تخرج من ثناياها، سوى الحزن والألم الذي نعيشه مع بعض الأقلام التي صدئت وجف حبرها ولم تجد موضوعاً غير التعادل الذي تحقق مع غانا وتعاملت معه كأنه حدث تاريخي لن يتكرر.
يجب على إعلامنا الرياضة في هذه المرحلة أن يقدم كل المعينات للمنتخب وان يركز على المفيد والاستفادة الفنية من تلك المباراة وما صاحبها من أخطاء وطريقة اللعب التي انحصرت في الثلث الأوسط من الملعب وتراجع منتخبنا كثيراً إلى الثلث الأخير من ملعبة وأكاد أجزم بأن المستوى المتدني الذي كان عليه المنتخب الغاني فاجأ جماهيرنا ومدربنا الذي لم يكن يتوقع أن النجوم السوداء كانت خارج الشبكة الأشانتية.
لا مانع أن يكون لكل منا رأيه الخاص عن الاتحاد العام لكرة القدم واللاعبين والجهاز الفني والإداري والأداء العام للمنتخب الذي يعد ملك الجميع، كما يجب أن نتفق على أن الحب الذي يجمعنا هو حب السودان الوطن الواحد الذي يجمعنا هو في الأول والأخير ولا صوت يعلو فوق الوطن.
كلمة أخيرة أتمنى من إعلامنا الرياضي أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز الوحدة والسلام أسوة بالهيئات الطوعية في المهجر وتحديداً الهيئة القومية التي كونت في المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض رغم بعدها الجغرافي إلا أن تواصلها الوجداني خلق جسراً من التواصل مع الآخرين في ربوع الوطن ما بين الواقع والمتوقع في نشر ثقافة الوحدة في البلد المضيف من أجل الحفاظ على وحدة وأمن وسلامة الوطن ولا ننسى أيضاً حملة الطوائف الدينية الأخرى في ربوع الوطن التي ضمت مسلمين ومسيحيين وسودانيين من أجل تعزيز الوحدة والسلام والأمن في بلادنا الحبيبة فلهم منا التحية والتقدير.