بابكر
06-12-2010, 08:09 AM
http://www.alrakoba.net/newsm/10971.jpg
وفي السودان غشيت القيم المجتمعية الكثير من المظاهر الاجتماعية السالبة، فهل كان السودان بعيدا عن تلك الاسباب التي قضت على الموروث المصري بالضربة القاضية؟
لم يعد السودانيون كما عرفهم التاريخ واهل العالم اصحاب نخوة وجمال شيل .. لم نعد نسمع بعشا البايتات ولا مقنع الكاشفات، تبدل حالهم، واصبحوا يقفون متفرجين دون التفاعل مع ما يحدث حولهم، فلا احد يقف بجانب أخيه .. ولم تعد الاسرة الممتدة ولم يعد الاخ يشد من أزر اخيه ولا يستمع الى آهاته، فالكل مشغول بنفسه
خريطة رأس المال تغيرت تماما .. صعد اثرياء جدد لم يكونوا يحلمون ان ينالوا شرف الانضمام للمجتمع المخملي .. وكانت الهزة الاجتماعية عنيفة على المجتمع عندما صار الرجرجة اثرياء، واذا كان اصحاب رأس المال الوطني في السابق يتسابقون نحو توفير الخدمات ابتغاء وجه الله، فإن الاثرياء الجدد ظلوا مشغولين بنهش قيم المجتمع ومثله العليا، بل أن بعضهم يفاخر كثيرا بانقلابه على الموروث الاجتماعي، وبات المال يصرف في غير اوجهه، ولم يعد اثرياء الرجرجة يبالون بآهات المرضى ومآسي الفقراء حتى عندما يناشدونهم بالاسم، فماذا اصاب السودانيين..؟!
وقد اختفت المعالم التي تميز الشعب السوداني، اذن هي المادة وظهور مجموعة من الاثرياء الذين لا يهتمون الا ببناء الفلل وإقامة الحفلات على مستوى بذخي، ولا يكلفون أنفسهم بالوقوف على معاناة البعض من الذين يقفون أمام ابوب فللهم وعماراتهم، بل ان بعضهم اتخذ له حرسا خاصا يمنع البعض اذا حاول الوصول اليهم.
عندما تدرس طالبة في احدى المدارس ويطلب منها ان تحضر رسوم الامتحان وتقول انها لا تملك المبلغ، وبعد جدل طويل دار بينها وادارة المدرسة، قالت انها ستذهب لتعمل وتحضر الرسوم، سألتها مشرفة المدرسة ماذا تعملين؟ اجابت الطالبة بمرارة شديدة وصوت خافض «انا ببيع عرقي يا استاذة»، وحينها غطت الدهشة وجه المعلمة ولم تدر ماذا تفعل حينها، اعادت الاستاذة السؤال مردفة: «الم تحاولي ان تطرقي ابواب الخيرين بدلا من هذا العمل الذي قد ينتهي بك في زوايا السجن»، اجابت انها فعلت ذلك ولكن لم تجد من يستمع اليها. وخرجت الطالبة منصرفة، دون أن ينتبه من حولها الى ان هذه الطفلة في سن حرجة فقد تضيع ولا يستطيع احد ارجاعها مرة اخرى، علما بأنها ستجلس لامتحان شهادة الاساس هذا العام.. وستواجه هذه الطالبة مصيرا مجهولا، فإدارة المدرسة اصبحت تخشى من تأثيرها على طالبات المدرسة، ومن ناحية اخرى لم ينتبه احد الى هذه الفتاة التي ضاعت وهي في بداية عمرها، حتى وصلت الى بيع هذه السموم لتتمكن من مواصلة تعليمها.
عندما يطلق أحدهم نداءً ويناشد اهل الخير ويسميهم حتى يتمكن من الحصول على العلاج، ولا أحد يستجيب، ليترك وهو يصارع ويغالب آلامه واسرته عاجزة عن فعل شيء.. ألا يؤكد ذلك الانقلاب على القيم؟
منقول
وفي السودان غشيت القيم المجتمعية الكثير من المظاهر الاجتماعية السالبة، فهل كان السودان بعيدا عن تلك الاسباب التي قضت على الموروث المصري بالضربة القاضية؟
لم يعد السودانيون كما عرفهم التاريخ واهل العالم اصحاب نخوة وجمال شيل .. لم نعد نسمع بعشا البايتات ولا مقنع الكاشفات، تبدل حالهم، واصبحوا يقفون متفرجين دون التفاعل مع ما يحدث حولهم، فلا احد يقف بجانب أخيه .. ولم تعد الاسرة الممتدة ولم يعد الاخ يشد من أزر اخيه ولا يستمع الى آهاته، فالكل مشغول بنفسه
خريطة رأس المال تغيرت تماما .. صعد اثرياء جدد لم يكونوا يحلمون ان ينالوا شرف الانضمام للمجتمع المخملي .. وكانت الهزة الاجتماعية عنيفة على المجتمع عندما صار الرجرجة اثرياء، واذا كان اصحاب رأس المال الوطني في السابق يتسابقون نحو توفير الخدمات ابتغاء وجه الله، فإن الاثرياء الجدد ظلوا مشغولين بنهش قيم المجتمع ومثله العليا، بل أن بعضهم يفاخر كثيرا بانقلابه على الموروث الاجتماعي، وبات المال يصرف في غير اوجهه، ولم يعد اثرياء الرجرجة يبالون بآهات المرضى ومآسي الفقراء حتى عندما يناشدونهم بالاسم، فماذا اصاب السودانيين..؟!
وقد اختفت المعالم التي تميز الشعب السوداني، اذن هي المادة وظهور مجموعة من الاثرياء الذين لا يهتمون الا ببناء الفلل وإقامة الحفلات على مستوى بذخي، ولا يكلفون أنفسهم بالوقوف على معاناة البعض من الذين يقفون أمام ابوب فللهم وعماراتهم، بل ان بعضهم اتخذ له حرسا خاصا يمنع البعض اذا حاول الوصول اليهم.
عندما تدرس طالبة في احدى المدارس ويطلب منها ان تحضر رسوم الامتحان وتقول انها لا تملك المبلغ، وبعد جدل طويل دار بينها وادارة المدرسة، قالت انها ستذهب لتعمل وتحضر الرسوم، سألتها مشرفة المدرسة ماذا تعملين؟ اجابت الطالبة بمرارة شديدة وصوت خافض «انا ببيع عرقي يا استاذة»، وحينها غطت الدهشة وجه المعلمة ولم تدر ماذا تفعل حينها، اعادت الاستاذة السؤال مردفة: «الم تحاولي ان تطرقي ابواب الخيرين بدلا من هذا العمل الذي قد ينتهي بك في زوايا السجن»، اجابت انها فعلت ذلك ولكن لم تجد من يستمع اليها. وخرجت الطالبة منصرفة، دون أن ينتبه من حولها الى ان هذه الطفلة في سن حرجة فقد تضيع ولا يستطيع احد ارجاعها مرة اخرى، علما بأنها ستجلس لامتحان شهادة الاساس هذا العام.. وستواجه هذه الطالبة مصيرا مجهولا، فإدارة المدرسة اصبحت تخشى من تأثيرها على طالبات المدرسة، ومن ناحية اخرى لم ينتبه احد الى هذه الفتاة التي ضاعت وهي في بداية عمرها، حتى وصلت الى بيع هذه السموم لتتمكن من مواصلة تعليمها.
عندما يطلق أحدهم نداءً ويناشد اهل الخير ويسميهم حتى يتمكن من الحصول على العلاج، ولا أحد يستجيب، ليترك وهو يصارع ويغالب آلامه واسرته عاجزة عن فعل شيء.. ألا يؤكد ذلك الانقلاب على القيم؟
منقول