الدكتور
19-01-2005, 04:11 AM
حكي أن حاتما الأصم ، كان تلميذا لشقيق البلخي رحمهما الله تعالى ، فسأل
شقيق حاتما :
منذ كم صحبتني ؟
قال حاتم : منذ ثلاث وثلاثين سنه ..
قال : فما تعلمت مني في هذه المده ؟
قال : ثمان مسائل !
قال شقيق : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ذهب عمري معك ، ولم تتعلم إلا ثمان
مسائل ! فما هي ؟ قال :
الأولى : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل واحد يحب شيئا ، فلا يزال محبوبه معه ، فإذا ذهب إلى قبره ، فارقه محبوبه ! فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت قبري ، دخل محبوبي معي ..
قال : أحسنت ، فما الثانيه ؟
قال : الثانيه : نظرت في قول الله تعالى (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )) ، فعلمت أن قوله تعالى حق ، فأجهدت نفسي في دفع الهوى ، حتى استقرت على طاعة الله تعالى ..
الثالثه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل من معه شيء له قيمه ، وله عنده مقدار يحفظه ، ثم نظرت في قول الله عز وجل : (( ماعندكم ينفد ، وما عند الله باق )) فكلما وقع لي شيء له قيمه ومقدار ، وجهته إلى الله تعالى ، ليبقى لي عنده ..
الرابعه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال والحسب ، والشرف والنسب .. فنظرت فإذا هي لا شيء ، ثم نظرت إلى قوله تعالى : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) فعمدت إلى التقوى حتى أكون عند الله كريما ..
الخامسه : نظرت إلى هذا الخلق ، فوجدت بعضهم يطعن في بعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، فعلمت أن أصل ذلك كله الحسد ، فنظرت إلى قوله تعالى (( نحن قسّمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )) فتركت الحسد ، وعداوة الخلق وعلمت أن الذي قُسّم لي كائن لا بد منه ..
السادسه : نظرت إلى الخلق يبغي بعضهم على بعض ! ويعادي بعضهم بعضا ! فنظرت إلى عدوي في الحقيقه ، فإذا هو الشيطان ، وقد قال الله تعالى (( إن الشيطان لكم عدوٌّ فاتخذوه عدوا )) فعاديته وأحببت الناس أجمعين ..
السابعه : نظرت إلى الخلق فوجدتهم يطلبون الكثره ، ويذلون أنفسهم بسببها ! ثم نظرت إلى قوله تعالى :(( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) فعلمت أني من جملة المرزوقين ، فاشتغلت بالله عز وجل ، وتركت ماسواه ..
الثامنه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيتهم يتوكل بعضهم على بعض ! فيتوكل هذا على تجارته ، وهذا على صنعته ، وهذا على صحته ! وكل مخلوق يتوكل على مخلوق ، فرجعت إلى قوله تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) فتوكلت على الله تعالى ..
فقال شقيق : وفقك الله ياحاتم ! فلقد جمعت الأمور كلها ..
شقيق حاتما :
منذ كم صحبتني ؟
قال حاتم : منذ ثلاث وثلاثين سنه ..
قال : فما تعلمت مني في هذه المده ؟
قال : ثمان مسائل !
قال شقيق : إنا لله وإنا إليه راجعون .. ذهب عمري معك ، ولم تتعلم إلا ثمان
مسائل ! فما هي ؟ قال :
الأولى : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل واحد يحب شيئا ، فلا يزال محبوبه معه ، فإذا ذهب إلى قبره ، فارقه محبوبه ! فجعلت الحسنات محبوبي فإذا دخلت قبري ، دخل محبوبي معي ..
قال : أحسنت ، فما الثانيه ؟
قال : الثانيه : نظرت في قول الله تعالى (( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ، فإن الجنة هي المأوى )) ، فعلمت أن قوله تعالى حق ، فأجهدت نفسي في دفع الهوى ، حتى استقرت على طاعة الله تعالى ..
الثالثه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل من معه شيء له قيمه ، وله عنده مقدار يحفظه ، ثم نظرت في قول الله عز وجل : (( ماعندكم ينفد ، وما عند الله باق )) فكلما وقع لي شيء له قيمه ومقدار ، وجهته إلى الله تعالى ، ليبقى لي عنده ..
الرابعه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيت كل واحد منهم يرجع إلى المال والحسب ، والشرف والنسب .. فنظرت فإذا هي لا شيء ، ثم نظرت إلى قوله تعالى : (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )) فعمدت إلى التقوى حتى أكون عند الله كريما ..
الخامسه : نظرت إلى هذا الخلق ، فوجدت بعضهم يطعن في بعض ، ويلعن بعضهم بعضا ، فعلمت أن أصل ذلك كله الحسد ، فنظرت إلى قوله تعالى (( نحن قسّمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا )) فتركت الحسد ، وعداوة الخلق وعلمت أن الذي قُسّم لي كائن لا بد منه ..
السادسه : نظرت إلى الخلق يبغي بعضهم على بعض ! ويعادي بعضهم بعضا ! فنظرت إلى عدوي في الحقيقه ، فإذا هو الشيطان ، وقد قال الله تعالى (( إن الشيطان لكم عدوٌّ فاتخذوه عدوا )) فعاديته وأحببت الناس أجمعين ..
السابعه : نظرت إلى الخلق فوجدتهم يطلبون الكثره ، ويذلون أنفسهم بسببها ! ثم نظرت إلى قوله تعالى :(( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها )) فعلمت أني من جملة المرزوقين ، فاشتغلت بالله عز وجل ، وتركت ماسواه ..
الثامنه : نظرت إلى هذا الخلق ، فرأيتهم يتوكل بعضهم على بعض ! فيتوكل هذا على تجارته ، وهذا على صنعته ، وهذا على صحته ! وكل مخلوق يتوكل على مخلوق ، فرجعت إلى قوله تعالى : (( ومن يتوكل على الله فهو حسبه )) فتوكلت على الله تعالى ..
فقال شقيق : وفقك الله ياحاتم ! فلقد جمعت الأمور كلها ..