Amreky
21-12-2010, 12:29 AM
إسحق المجنون
( خذوا الحكمة من أفواه المجانين )
في ليلة شتوية غارسة البرد..
خرجت مع صديق لي نطلق عليه لقب (المخضرم)..نبحث عن ست شاي فقد كان لدي صديقى المخضرم رغبة في إحتساء كوب شاى يعدل المزاج..كما يقول ..!!
خرجت معة لا انوي تناول شئ..ولكن من با ب المجاملة فقط
بحثنا مطولا انا وصديقي عن بائعة شاي دون جدوي..فالفصل شتاء والكل يخرج من بيته بعد طلوع شمس الشتاء الدافئة.
بعد مجهود خرافي من البحث المضنى عبر ازقة الحى الضيقة والرواكيب المنتشرة بصورة عشوائية وجدنا (عشة) بايعة الشاي ( تعرفت علي اسمها من صديقي ).. كانت تنشر في معينات عملها بكسل شديد..قد يكون ذلك لوجودها المتفرد في هذا الوقت بالذات..او نسبة لبرودة الطقس في هذا الوقت المبكر..
طلب صديقي من عشة بايعة الشاي بنابر للجلوس.. ردت علية بان يشيل بنابر.
من هذا الرد ايقنت بان عشة تستغل وضعها... بانها الوحيدة في هذا التوقيت التي تمارس المهنة فلا بد لها ان تحسسنا باهميتها..وهي تعرف تماما انه لا يمكن لنا ان نذهب الي مكان اخر!!
طلبت انا من صديقي بان نذهب وناتي في وقت اخر..شخصيا لا يعجبني إستقلال الاوضاع وممارسة قانون الاضهاد التفردي علي الاخرين.
لكن صديقي اقنعنى بالجلوس بعبارة (اذا كان عندك شئ عند الكلب قل له يا سيدي..) جلست ناقشتة في هذة العبارة مطولا..ففى وجهة نظري انها عبارة تحكى عن الاذلال وعدم إحترام لل أنا...وفي اثناء حديثي مع صديقى ومناقشتي له لفت إنتباهي رجل جاء يمشي علي اطراف قدمه..كان متسخ لدرجة انك لا تستطيع ان تميزه هلي يرتدى ملابس ام لا؟؟!! لونه ترابى داكن وملابسه كذلك ترابية داكنة.. جلس بإنزواة مميزة علي أطراف قدمية في ركن قصي من منطقة (عشة) بايعة الشاي..
قطعت حديثي فجاة وسالت صديقي عن هذا الشخص..رد علي صديقي بعجلة.. لاواصل الحديث لانه دائما يستمع إلي جيدا عندما أناقشة او اتحدث معة في موضوع او يحاورني كثيرا ليتعرف علي وجهة نظري (أظنه يعتقد في شخصي شخصية الانسان المثقف..).
عموما اجابني بإستعجال : دا إسحق المجنون
وإستطرد قايلا : ها.. واصل
واصلت حديثي..
كنت بين الحين والاخر انظر اليه..اراه يخربش علي الارض ويصنع اشكالا من مخيلتة..نظرت الي الاشكال لم استطعت ان افهم تلكم الاشكال..تمنيت في تلك اللحظة ان ابحر داخل مخيلة هذا الشخص واري ما لا يمكن روئته بالنظرة السطحية.
قطع تفكيري وحديثي مع صديقي صوت عشة بائعة الشاي : دايرين شنو يا المخضرم؟
رد صديقي دايرين واحد شاي بلبن وواحد قهوة بلبن.
سالت عشة مرة اخري : سكرك كيف يا شاب (كان السؤال موجها لي هذة المرة) ؟
كان ردي مختصرا : خفيف
ثم إستطردت : يا أخت شوفي معاك إسحق دا داير شنو؟
رد إسحق بسرعة : شاي شاي
سالته : سادة ولا لبن يا إسحق
رد إسحق مرة اخري بسرعة : شاي شاي
قامت عشة بصنع الشاي والقهوة وقدمت لنا الكبابى في صينية مصنوعة من الطلس عليها رسومات ومكتوب عليها عبارة اذكرها جيدا..
مكتوب عليها ..(المعايش جبارة).
حقيقة... المعايش جبارة...
قدمت لنا الشاي وقدمت لإسحاق الشاي..
كنت بين الحين والاخر انظر له.. رايته يرتشف الشاي بسرعة رهيبة رغم ان الشاي ساخن جدا..في ثوانى رايت الكباية فارغة ورايته ينهض و يضع الكباية بكل تهذيب امام عشة بايعة الشاي وهم بالمغادرة..
وقبل ان يغادر ناديت علية :- إسحق
تجاهلني رغم وضوح صوتى
ناديت عليه مرة اخري :- يا إسحق
التفت الي وغفل راجعا..وتوقف أمامي مباشرة..
ادخلت يدي في جيبي واخرجت مبلغ من المال ومددت يدي له بالمبلغ
رد علي بكل ادب..وبسوال لم استطع الاجابة علية!!
رد علي قايلا :- ماذا سافعل بهذه القروش
صمت فلم استطع الاجابة..ربما لاني ابحرت في بركة تفكير عميقة!!
استطرد إسحق المجنون قايلا :- كنت أحتاج إلي كباية شاي..وشربت الشاي
رددت عليه :- شكرا يا إسحق
إبتسم إبتسامة لم أستطع فهمها!!!
لكني شكرته لانه علمني حكمة أعمل بها الي يومي هذا..ولكم ان تتخيلو إذا عمل بها كل الناس في بلدي..؟؟!!
...علمنى أن أخذ كفايتى من الشئ الذي أحتاجه..واترك المتبقي لغيري...وكفي
حقيقة... (خذوا الحكمة من أفواه المجانين).
Amreky
( خذوا الحكمة من أفواه المجانين )
في ليلة شتوية غارسة البرد..
خرجت مع صديق لي نطلق عليه لقب (المخضرم)..نبحث عن ست شاي فقد كان لدي صديقى المخضرم رغبة في إحتساء كوب شاى يعدل المزاج..كما يقول ..!!
خرجت معة لا انوي تناول شئ..ولكن من با ب المجاملة فقط
بحثنا مطولا انا وصديقي عن بائعة شاي دون جدوي..فالفصل شتاء والكل يخرج من بيته بعد طلوع شمس الشتاء الدافئة.
بعد مجهود خرافي من البحث المضنى عبر ازقة الحى الضيقة والرواكيب المنتشرة بصورة عشوائية وجدنا (عشة) بايعة الشاي ( تعرفت علي اسمها من صديقي ).. كانت تنشر في معينات عملها بكسل شديد..قد يكون ذلك لوجودها المتفرد في هذا الوقت بالذات..او نسبة لبرودة الطقس في هذا الوقت المبكر..
طلب صديقي من عشة بايعة الشاي بنابر للجلوس.. ردت علية بان يشيل بنابر.
من هذا الرد ايقنت بان عشة تستغل وضعها... بانها الوحيدة في هذا التوقيت التي تمارس المهنة فلا بد لها ان تحسسنا باهميتها..وهي تعرف تماما انه لا يمكن لنا ان نذهب الي مكان اخر!!
طلبت انا من صديقي بان نذهب وناتي في وقت اخر..شخصيا لا يعجبني إستقلال الاوضاع وممارسة قانون الاضهاد التفردي علي الاخرين.
لكن صديقي اقنعنى بالجلوس بعبارة (اذا كان عندك شئ عند الكلب قل له يا سيدي..) جلست ناقشتة في هذة العبارة مطولا..ففى وجهة نظري انها عبارة تحكى عن الاذلال وعدم إحترام لل أنا...وفي اثناء حديثي مع صديقى ومناقشتي له لفت إنتباهي رجل جاء يمشي علي اطراف قدمه..كان متسخ لدرجة انك لا تستطيع ان تميزه هلي يرتدى ملابس ام لا؟؟!! لونه ترابى داكن وملابسه كذلك ترابية داكنة.. جلس بإنزواة مميزة علي أطراف قدمية في ركن قصي من منطقة (عشة) بايعة الشاي..
قطعت حديثي فجاة وسالت صديقي عن هذا الشخص..رد علي صديقي بعجلة.. لاواصل الحديث لانه دائما يستمع إلي جيدا عندما أناقشة او اتحدث معة في موضوع او يحاورني كثيرا ليتعرف علي وجهة نظري (أظنه يعتقد في شخصي شخصية الانسان المثقف..).
عموما اجابني بإستعجال : دا إسحق المجنون
وإستطرد قايلا : ها.. واصل
واصلت حديثي..
كنت بين الحين والاخر انظر اليه..اراه يخربش علي الارض ويصنع اشكالا من مخيلتة..نظرت الي الاشكال لم استطعت ان افهم تلكم الاشكال..تمنيت في تلك اللحظة ان ابحر داخل مخيلة هذا الشخص واري ما لا يمكن روئته بالنظرة السطحية.
قطع تفكيري وحديثي مع صديقي صوت عشة بائعة الشاي : دايرين شنو يا المخضرم؟
رد صديقي دايرين واحد شاي بلبن وواحد قهوة بلبن.
سالت عشة مرة اخري : سكرك كيف يا شاب (كان السؤال موجها لي هذة المرة) ؟
كان ردي مختصرا : خفيف
ثم إستطردت : يا أخت شوفي معاك إسحق دا داير شنو؟
رد إسحق بسرعة : شاي شاي
سالته : سادة ولا لبن يا إسحق
رد إسحق مرة اخري بسرعة : شاي شاي
قامت عشة بصنع الشاي والقهوة وقدمت لنا الكبابى في صينية مصنوعة من الطلس عليها رسومات ومكتوب عليها عبارة اذكرها جيدا..
مكتوب عليها ..(المعايش جبارة).
حقيقة... المعايش جبارة...
قدمت لنا الشاي وقدمت لإسحاق الشاي..
كنت بين الحين والاخر انظر له.. رايته يرتشف الشاي بسرعة رهيبة رغم ان الشاي ساخن جدا..في ثوانى رايت الكباية فارغة ورايته ينهض و يضع الكباية بكل تهذيب امام عشة بايعة الشاي وهم بالمغادرة..
وقبل ان يغادر ناديت علية :- إسحق
تجاهلني رغم وضوح صوتى
ناديت عليه مرة اخري :- يا إسحق
التفت الي وغفل راجعا..وتوقف أمامي مباشرة..
ادخلت يدي في جيبي واخرجت مبلغ من المال ومددت يدي له بالمبلغ
رد علي بكل ادب..وبسوال لم استطع الاجابة علية!!
رد علي قايلا :- ماذا سافعل بهذه القروش
صمت فلم استطع الاجابة..ربما لاني ابحرت في بركة تفكير عميقة!!
استطرد إسحق المجنون قايلا :- كنت أحتاج إلي كباية شاي..وشربت الشاي
رددت عليه :- شكرا يا إسحق
إبتسم إبتسامة لم أستطع فهمها!!!
لكني شكرته لانه علمني حكمة أعمل بها الي يومي هذا..ولكم ان تتخيلو إذا عمل بها كل الناس في بلدي..؟؟!!
...علمنى أن أخذ كفايتى من الشئ الذي أحتاجه..واترك المتبقي لغيري...وكفي
حقيقة... (خذوا الحكمة من أفواه المجانين).
Amreky