المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عاجزون .. التنظيم على الورق !



نجيب عبدالرحيم
16-01-2011, 07:18 PM
عاجزون .. التنظيم على الورق !

التنافس على تنظيم البطولات الرياضية أصبح هدفا وطموحا لجميع الدول، بما يحمله هذا التنظيم من دعاية ومكاسب كبيرة للدول وينقسم التنافس على التنظيم بين دورات كبيرة كالألعاب الأوليمبية والقارية وبين بطولات عالمية للرياضات المحددة كبطولات كأس العالم لكرة القدم أو كرة اليد والسلة والطائرة السباحة وغيرها من الألعاب الفردية والجماعية ولها شروط وملفات للدول المتنافسة مع زيارات تفقدية تقوم بها لجان خاصة بالإتحادات الدولية التي تختار الدولة المنظمة باقتراع سري داخل مكتبها التنفيذي ودخلت دول عربية المنافسة لتنظيم بعض البطولات مثل بطولات العالم لكرة اليد والطائرة وبطولة كأس العالم للناشئين والشباب ودورة الألعاب الإفريقية ودورة الألعاب الأسيوية في أكثر من دولة عربية، حيث نظمت الأمارات كاس الأمم الأسيوية عام 1996 وكأس العالم للأندية لكرة القدم عام 2010م وتونس نظمت أول بطولة كاس عالم للشباب لكرة القدم عام 1977 ومصر نظمت كاس العالم السابعة عشر للشباب 2009 م والسعودية نظمت أول بطولة للنسخة الأولى لبطولة القارات عام 1992 والنسخة الثالثة 1995 وبطولة كأس العالم السابعة للشباب عام 1989 وأخير قطر تدخل التاريخ و تفوز بتنظيم أكبر حدث رياضي على مستوى العالم باستضافة المونديال العالمي 2022م الذي سيكون الصوت الداوي في أعماق التاريخ الرياضي.
السباق في تنظيم البطولات العالمية والقارية أصبح هدف لكل الدول رغم تكاليفها المرتفعة لكنها تحقق من ورائها مكاسب كبيرة للدولة وتحدث نهضة شاملة في منشآتها الرياضية الأمر الذي سيعود بالتالي بالإيجاب على تطوير وارتفاع مستوى كرة القدم بوجه عام في هذه الدول.
السودان مقبل على تنظيم بطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين التي تعد بطولة صغيرة مقارنة مع البطولات الأخرى وحتى الآن الملاعب غير جاهزة والعمل يسير ببطء شديد والجماهير الرياضية تتساءل ما هو سبب التأخير في تجهيز الملاعب هل هذا التأخير هو عجز في الأجهزة الإدارية أو المالية؟ هذه تساؤلات من حق الجميع أن يعرفها ولكن ليس هناك إجابة صريحة من المسؤولين.
نحن نعاني من غياب العمل المؤسسي المتخصص في كل مؤسساتنا الرياضية لمواكبة عالم الرياضة التي أصبحت صناعة واقتصاد جديد ونحتاج إلى تأسيس في البنية الفكرية والمعلوماتية والبنية التحتية الرياضية في كرة القدم حتى المرافق الحيوية في الدولة تعاني من تصدع في البنية التحتية.
لا شك أن تنظيم الدورة سيحقق السودان منها مكاسب كثيرة ولكن في بعض الأحيان تتشابك السبل والطرق والاتجاهات، مما ينجم عنه التوقف لغياب الأرضية القوية التي يمكن السير عليها باطمئنان وثبات، وأنت ترسم طموحك وتسعى من أجل الوصول إلى هدفك في ظل المعطيات الشحيحة مع إمكانات العناصر التي لم تقدم أية رغبة لتحقيق منجز حضاري ولذلك تعصف بكل الطموحات لأن الواقع والمعوقات والصعوبات والمشاكل والأزمات التي تعيشها الكرة السودانية مستمرة فالإتحاد العام الذي يقود اللعبة له معارك مستمرة مع الشرعية والتحكيمية والعدلية سبق أن أعيدت جمعيته العمومية بقرار من الإتحاد الدولي الفيفا بسبب حرمان رئيس الاتحاد السابق الدكتور كمال شدادا من الترشح لمنصب الرئيس ولا زالت المعارك مستمرة حتى حيث بدأت الآن معركة جديدة بالقرار الذي أصدرته اللجنة التحكيمية ببطلان إجراءات انتخاب أعضاء الاتحاد العام بناءً على الطعن المقدم من صلاح احمد إدريس رئيس نادي الهلال السابق بصفته مرشحاً لمنصب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم في الجمعية العمومية الطارئة التي عقدت في أغسطس الماضي 2010 وبهذا القرار الذي أصدرته لجنة التحكيم الشبابية يصبح اتحاد الكرة فاقداً للشرعية إلا أن وزير الشباب والرياضة الحاج سوار ألغى القرار من خلال مؤتمر صحفي ويؤكد شرعية الإتحاد مستندا على بالمادة 73 من دستور السودان والمادة 7 / 4 من قانون هيئات الشباب والرياضة الاتحادية لسنة 2003 والتي تنص على أن قرارات الوزير تعتبر نهائية ولا رجعة فيها ولا يجوز التدخل ولجنة التحكيم الشبابية حسب القانون لا يحق لها بمراجعة قرارات الوزير ولا تستأنف لها أصلا قراراته.
وهنا نقول للوزير قرار لجنة التحكيم نافذ باعتبارها جهة قضائية، وقراراتها تستأنف لمحكمة الطعون الإدارية بحكم القانون ويعتبر الإتحاد العام فاقداً للشرعية ويحق له أن يقدم طعن لمحكمة الطعون الإدارية لأنها هي الجهة المعنية بهذا الأمر سبق أن أصدر وزير الثقافة والشباب والرياضة السابق محمد يوسف قرارا وزاريا رقم (44) لسنة 2008 بإيقاف منافسات الدوري الممتاز وحرمان الإتحاد العام لكرة القدم من الدعم الحكومي لمدة ثلاثة أشهر وحظر سفر رئيس الإتحاد كمال شداد من السفر خارج البلاد لمدة عام إلا أن مولانا محمد علي خليفة القاضي بمحكمة الطعون الإدارية أصدر قراراً قضائياً بوقف تنفيذ البند الثالث من القرار.
للأسف الشديد أعضاء الاتحاد العام حتى هذه اللحظة لم يقدموا استئناف للجنة الطعون الإدارية خاصة أن قرار لجنة التحكيم يستأنف خلال أسبوعين فقط ولم يتبقى على قيام الدورة سوى شهر واحد والإتحاد الذي يدير اللعبة يفتقد إلى الشرعية والملاعب لم تجهز بعد وصلاح إدريس يهدد بتصعيد الأمر للفيفا ومن هنا تبدأ المعارك من جديد وكل المؤشرات تقول نحن عاجزون عن التنظيم الحقيقي على ارض الواقع وناجحون في التنظيم على الورق (وليالي العيد تبان عصاريها)