mahagoub
22-01-2011, 11:01 PM
وضربه بالسوط وشتمه ، وصاح به مستغربا دهشا :
كيف يجرؤ جروك الصغير على شتم حفيدي
الطاهر الشريف يا بهيم !!!
وغمز رجاله فتقدم اليه بعض رجاله الذين انتقاهم من الشبان
غلاظ القلوب لا يعرفون الرحمة .
زبانية الشيخ وانهالوا على المسكين لطما وصفعا
حتى سقط وتكور جسده
على الارض ، يتلقى الضربات .
ولم يسمع منه غير همهمة وانين متواصل ! ثم صاح بهم الشيخ
اتركوه وليرحل عن بلدنا الى جهنم !!!
قام المسكين بعد جهد كبير متثاقلا ، وجمع بعضه على بعض ، ونكس راسه ، واستطاع ان يمسح
ما تبقى من اثر البصاق في وجهه .
ومشى الرجل الى بيته يجر ذيول الخزى والعار لكنه يحمل في صدره
الالم والحزن والقلق والثورة المكبوتة التي ما يفكر بها الا ويشعر انه عاجز .
لقد قال شيخ البلد كلمته ،
فليفتش له عن بلد اخر .
واين سيجد المأوى والمسكن ! اين يذهب !
واين يقيم ؟! لقد ضاقت الدنيا
في وجهه مع سعتها !
وبجهد استطاع ان يعي ان له في بلد بعيد
بعض الاقارب وفكر بالنزوح اليهم ...
وكان ابن العجوز فرهود يلعب في الحارة ، مع بعض الصبية امام الاكواخ المتداعية على اصحابها.
ومر بهم حفيد الشيخ ، شتمهم بدون مبرر ولا سبب ،
واقترب من ابن فرهود اقرب صبي اليه ، ودفعه
قائلا : انت حمار !! واحس الصغير بالاهانة امام اترابه
فما كان منه الا الجواب : انت ستين حمار !!
وهم بضربه الا انه لم يكن يدري من اين اتاه الضرب ،
حتى ابناء الفلاحين والفقراء صفعوه وقذفوه
بالحجارة مع حفيد شيخ البلد ....
سمع الجبار القصة من حفيده المدلل ،
ونقلها له الرجال ، تشفيا من فرهود ، ذلك الرجل الذي
كان يدأب على عمله في الصباح ، ويعود في المساء .
انه حطاب يقطع الحطب من اشجار البلوط
والخروب والعبهر ويحملها على حمار له اشهب ،
ويبيعها في المدينة لاصحاب الافران ... ويرجع منها
الى البيت ، الى كوخه يحمل الخبز لاسرته ،
والعلف لحماره ، الذي كان يقول عنه دائما : انه يده
ورجله !!
ومع المساء ، مالت الشمس للغروب ،
كما اعتادت ان تميل وانحدرت بين غيمتين ، والفلاحون
عائدون من حقولهم وغيطانهم ، يسحبون البهائم
، ويحملون عشاءها فوق الحمير والبغال . وارتفعت
سحب الدخان من اسطح البيوت ، بيوت الطين والاكواخ وسقوفها ،
وهب النسيم مثقلا برائحة
الزيت والعيش ، وصعدت النساء فوق السطوح ،
وجهزن الطعام بعد ما انتهين من علف الدجاج
والبهائم . وجلست الاسر حول اطباق الطعام تلتهمه ،
وفي تلك اللحظه سقطت الشمس وراء البحر
بالقرب من راس الناقوره ، كدمعة حمراء ،
ملتهبة كالدموع المتساقطه على وجنات فرهود واسرته ....
خيم الظلام على الارض وفرش اجنحتة على الهضاب
والآ كام والحقول والبيوت ، وتمدد الناس
في فراشهم بعد تعب النهار الطوبل دون حراك .
وفي الطريق الوعر كان فرهود يسير ويتعثر وراءه ابنه
ومعه افراد اسرته وحماره ، والدموع تنحدر من العيون حمراء ساخنة !!!
كيف يجرؤ جروك الصغير على شتم حفيدي
الطاهر الشريف يا بهيم !!!
وغمز رجاله فتقدم اليه بعض رجاله الذين انتقاهم من الشبان
غلاظ القلوب لا يعرفون الرحمة .
زبانية الشيخ وانهالوا على المسكين لطما وصفعا
حتى سقط وتكور جسده
على الارض ، يتلقى الضربات .
ولم يسمع منه غير همهمة وانين متواصل ! ثم صاح بهم الشيخ
اتركوه وليرحل عن بلدنا الى جهنم !!!
قام المسكين بعد جهد كبير متثاقلا ، وجمع بعضه على بعض ، ونكس راسه ، واستطاع ان يمسح
ما تبقى من اثر البصاق في وجهه .
ومشى الرجل الى بيته يجر ذيول الخزى والعار لكنه يحمل في صدره
الالم والحزن والقلق والثورة المكبوتة التي ما يفكر بها الا ويشعر انه عاجز .
لقد قال شيخ البلد كلمته ،
فليفتش له عن بلد اخر .
واين سيجد المأوى والمسكن ! اين يذهب !
واين يقيم ؟! لقد ضاقت الدنيا
في وجهه مع سعتها !
وبجهد استطاع ان يعي ان له في بلد بعيد
بعض الاقارب وفكر بالنزوح اليهم ...
وكان ابن العجوز فرهود يلعب في الحارة ، مع بعض الصبية امام الاكواخ المتداعية على اصحابها.
ومر بهم حفيد الشيخ ، شتمهم بدون مبرر ولا سبب ،
واقترب من ابن فرهود اقرب صبي اليه ، ودفعه
قائلا : انت حمار !! واحس الصغير بالاهانة امام اترابه
فما كان منه الا الجواب : انت ستين حمار !!
وهم بضربه الا انه لم يكن يدري من اين اتاه الضرب ،
حتى ابناء الفلاحين والفقراء صفعوه وقذفوه
بالحجارة مع حفيد شيخ البلد ....
سمع الجبار القصة من حفيده المدلل ،
ونقلها له الرجال ، تشفيا من فرهود ، ذلك الرجل الذي
كان يدأب على عمله في الصباح ، ويعود في المساء .
انه حطاب يقطع الحطب من اشجار البلوط
والخروب والعبهر ويحملها على حمار له اشهب ،
ويبيعها في المدينة لاصحاب الافران ... ويرجع منها
الى البيت ، الى كوخه يحمل الخبز لاسرته ،
والعلف لحماره ، الذي كان يقول عنه دائما : انه يده
ورجله !!
ومع المساء ، مالت الشمس للغروب ،
كما اعتادت ان تميل وانحدرت بين غيمتين ، والفلاحون
عائدون من حقولهم وغيطانهم ، يسحبون البهائم
، ويحملون عشاءها فوق الحمير والبغال . وارتفعت
سحب الدخان من اسطح البيوت ، بيوت الطين والاكواخ وسقوفها ،
وهب النسيم مثقلا برائحة
الزيت والعيش ، وصعدت النساء فوق السطوح ،
وجهزن الطعام بعد ما انتهين من علف الدجاج
والبهائم . وجلست الاسر حول اطباق الطعام تلتهمه ،
وفي تلك اللحظه سقطت الشمس وراء البحر
بالقرب من راس الناقوره ، كدمعة حمراء ،
ملتهبة كالدموع المتساقطه على وجنات فرهود واسرته ....
خيم الظلام على الارض وفرش اجنحتة على الهضاب
والآ كام والحقول والبيوت ، وتمدد الناس
في فراشهم بعد تعب النهار الطوبل دون حراك .
وفي الطريق الوعر كان فرهود يسير ويتعثر وراءه ابنه
ومعه افراد اسرته وحماره ، والدموع تنحدر من العيون حمراء ساخنة !!!