المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طيران غير ممكن .. وبلا أجنحة !



نجيب عبدالرحيم
01-05-2011, 09:15 PM
طيران غير ممكن .. وبلا أجنحة !

لن تتطور الكرة السودانية ولن تتقدم لأننا كرسنا في تعاملنا ، مقولة كل من لا يتقدم يتأخر، وأعطيناها بعدها المادي والمعنوي، وأثبتنا أننا أمة نتأخر، إن لم نقل نتخلف ونرتكز في قاع التخلف في المفاهيم، والرؤى، والسلوك، والممارسة، ضعف الفكر الإداري الذي يتعامل مع اللعبة بطريقة بعيدة عن المنطق في طرق البناء الصحيحة لفريق متجانس ومتناغم ومتفاهم ومترابط في كل خطوطه وتسوده روح المحبة والإلفة ويطوقه الحزام الاجتماعي الذي يجعله أسرة واحدة.
في أندية الممتاز توجد أندية لديها قاعدة جماهيرية في محيط منطقهتا وتحتل موقعاً جيداً في ترتيب الممتاز ولديها مجموعة ممتازة ومتجانسة من اللاعبين ،قدمت مستويات تعتبر جيدة مقارنة بالفرق الأخرى، لكن في الآونة الأخيرة ظل تعتمد هذه الفرق على رجيع الأندية (المشاطيب) بحثاً عن مكاسب جانبية البعض منهم تم تسجيله بطريقة التخزين التي أصبحت جزءاً من قواعد اللعبة التي لا أرى لها معنى غير أنها تأشيرة للمغادرة بطريقة ذكية وان أبدع اللاعب في المخزن أعادوا تسجيله مرة ثانية في فترة التسجيلات وإذا أخفق فلا مكان له ، مهما تعددت المكاسب الجانبية التي يمكن تسميتها من مخرجات المشاركة الرياضية التي دائماً ما تنتهي بالتراجع وعدم تحقيق الهدف الذي كان مرسوماً ومخططاً له مما يدل على أن هناك سقوطاً وإخفاقاً وفشلاً ذريعاً.
ليس من المعيب في كرة القدم أن تنتهي المشاركة في بطولة ما بهزيمة من الأقوى أو عدم تحقيق الأفضل أو البحث عن منطقة دافئة في البطولة أو تلك ولكن لا يمكن القول أن المكاسب الأخرى ومخرجات المشاركة المستقبلية وعناصر وأدوات الاستمرارية لا يمكن أن تتحقق مع الاحتفاظ بالبقاء في المناطق الدافئة أو حتى مع الاحتفاظ بالصورة الحسنة والجيدة ومؤشرات القوة والبقاء إن ذلك يحصل وممكن جداًَ وهو أمر تحقق لفرق كثيرة عديدة الأمثلة حاضرة على مستوى كل الأصعدة محلياً وإقليمياً وقارياً.
الفرق التي تسير وفق دراسة ومنهجية وقاعدة مؤسسة لا تبتعد في الغالب كثيراً عن مواقعها وإذا ابتعدت لا يستمر ذلك طويلاً وابتعادها يبقى مرهوناً بمؤشرات القوة والعودة السريعة من خلال امتلاكها القاعدة المؤسسة التي تحتفظ بها وهي دوماً سر البقاء وسرعة العودة وذلك كثيراً ما تقدم مع تحقيق البطولة أدلة لحاضر قوي باستمرار صناعة المستقبل.
والفرق قد تخسر البطولات مع إنها بعناصر ناضجة وقادرة ومكتملة القوة وأيضاً مع امتلاكها أدوات وعناصر المستقبل الأفضل ولكنها في توقيت تلك الخسارة لا تفقد شيئاً مهما على الأقل وهو الحضور المشرف فالخسارة في كرة القدم واردة قد تكون لاعتبارات وحيثيات اللعبة لكن لا يمكن أن تخسر الاثنين معاً لأنها لا تتنازل بسهولة عن واحدة لحساب أخرى من غير أسباب ومسببات مقنعة ودائماً أسباب الفشل أو السقوط أو الخسارة أو الاختفاء أم عدم الحضور في كرة القدم تكون هي محور النقاش ومحور النقد والأخذ والعطاء وبالتالي محل المحاورة والمراجعة وتجسيد الحال الحقيقي المعاش على ارض الواقع ومن هنا يسهل الوصول إلى موطن الخلل بوضوح ووضع العلاج والحلول المناسبة له من اجل الحفاظ على الصورة والمكانة والموقع وتحقيق الأهداف.
وختاماً أتمنى ألا تغرق أنديتنا في رجيع الأندية كما غرقت (أفيال الجزيرة ) من قبل على القول المثل (البحر بشيل عوامه)