المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتخباتنا السنية بين الطموح والفشل



نجيب عبدالرحيم
22-07-2011, 07:17 PM
منتخباتنا السنية بين الطموح والفشل

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن دوري الشباب والناشئين ومشاركة منتخب الشباب في البطولة العربية المقامة في المغرب بقيادة المدرب الوطني برهان تيه ومنتخب الناشئين في الدورة العربية التي تحضنها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية بقيادة المدربان الوطنيان شرف الدين احمد موسى وخالد أحمد المصطفي حيث قدم الفريق عروض جيدة وتأهل إلى الدور قبل النهائي بينما غادر منتخب الشباب البطولة ومن قبله خرج المنتخب الأولمبي من تصفيات أولمبياد لندن 2012م بالرغم من امتلاك لاعبينا المهارات والفنيات الأساسية أصبح الخروج من البطولات سمات ملازمة لتلك المنتخبات لأنها تفتقد إلى الأجهزة الفنية ذات الكفاءة العالية مما أدى فشلها وإخفاقها في كل البطولات والآن لم يبقى إلا منتخب الناشئين المشارك في البطولة العربية رغم تأهل الفريق إلى الدور قبل النهائي بقيادة مدربان وطنيان يعدان من أفضل الكفاءات التدريبية الممتازة مقارنة بمدربي منتخباتنا الأخرى إلا أن المرحلة القادمة تطلب الاستعانة بالخبرة الأجنبية المتقدمة في هذا المجال بجانب الخبرة الوطنية لضمان إعداد جميع فئات المنتخبات السنية بالصورة التي تواكب طموحات الرياضيين.
شريحة الشباب والناشئين تعد الأهم في مسيرة تطور كرة القدم لأنها الطريق الصحيح للنهوض بالمستوى الكروي ولتجويد هذا العمل نحتاج أن نضع الأسس الصحيحة منذ البداية كقاعدة أساسية لمن يعمل مع هذه الشريحة ولا يمكن معاملة اللاعب الناشئ مثل اللاعب الكبير فالناشئ يحتاج إلى وحدات تدريبية تتناسب مع عمره وقدراته على أداء التمرين ومراعاة النضج الذي يتمتع به فكريا وجسديا
من شروط النجاح في هذا المجال هو إعطاء التمرين الصحيح للعمر الصحيح، بما يتناسب مع قدرات وقابلية اللاعب الناشئ وهذا الخطأ الذي يقع فيه معظم المدربين الوطنيين غير المختصين في تدريب المراحل السنية فيطبقون ما يدربون به اللاعبين الكبار، ولا شك إن هذه الطريقة تؤدي إلى حرق تلك الشريحة فنيا ولذا يجب علينا الإستعانة بخبرة أجنبية متخصصة في هذا المجال فوجود المدرب الأجنبي يساعد كثيراً في تشكيل اللاعب الناشئ وتوجيهه وبنائه وفق الأسس التربوية والأخلاقية وقابليته لاستيعاب وفهم كل الأمور والتفاصيل الفنية ووضع البرامج على أسس علمية مدروسة في كرة القدم فلقد أصبح الناشئ هو القاعدة الأساسية للعبة ولذلك نحتاج إلى متخصصين في هذا المجال ولذا يجب على الدولة توفير الإمكانات المادية التي تحتاج إليها تلك الشريحة المهمة وتوفر بذلك واحداً من أهم أدوات النجاح، التي بدورها تعطي النشء مفهوم الاحتراف الأمثل بكل أدواته وفق برامج علمية منهجية مبنية وغيرها من الظروف المحيطة بنا.
للأسف الشديد قادة الإتحاد العام لكرة القدم ( إتحاد السماسرة) دائماً يتحدثون لوسائل عن دوري الشباب والناشئين وعن فوز المنتخب الأولمبي على منتخب غانا وإقصائه من أولمبياد لندن ويتناسون خروجه على أيدي الفراعنة بالرغم من إن المنتخب دخل اللقاء بفرصتين ولديه عناصر أفضل المنتخب من المصري إلا إن الطريقة العمياء التي لعب بها الجهاز الفني كانت السبب الرئيس في خسارة الفريق وخروجه من التصفيات ومن هنا أقول لإتحاد كرة القدم فوزنا على منتخب غانا لا يعني إننا الأفضل سيظل منتخب النجوم السوداء هو بطل العالم للشباب الذي قدم أجمل العروض وبهر العالم في المونديال العالمي الكبير في جنوب أفريقيا وكان قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى نهائي البطولة ويعزى هذا بطبيعة الحال إلى تغير الظروف والمعطيات وهذه هي حال كرة القدم.
الممارسة الخاطئة في التعامل مع البراعم والناشئين التي يتعامل بها اتحاد السماسرة على طريقة ( دفن الليل أب كراعاً بره) أوجدت خللا فنيا يعاني منه مدربو أنديتنا ومنتخباتنا الوطنية إلى يومنا هذا فإذا كنا نريد بالفعل تطوير هذه الشريحة المهمة فلا بد أن توفر الدولة كل ما يلزم لتطوير هذه الشريحة لتكون أولى خطوات التطوير والطريق إلى البطولات.
وختاماً أتمنى تسليط الضوء على تلك المنتخبات من قبل الإعلام لأنها لم تحظى بزخم إعلامي مثل بقية المنتخبات والفرق الكبيرة التي لها نصيب الأسد في كل وسائل الإعلام المختلفة