المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحيــــق الأمكنــة ..



ود الضو
14-09-2011, 05:31 AM
لها مني السلام كل تلك الامكنة التي إحتضنتني ذات حياة ..
فهي لم تزل تسكنني رغم البعاد وطول السنين ..
فعندما لم تجد ماتكتب عنه للوقت الحالي أو المستقبل الآتي
فأرجع الي الماضي لانه احلي واجمل وسنواته نضر ..
...........................
بواقي ذكريات أتوكأ عليها وأهُش بها علي ذاتي القلقة ..

ود الضو
14-09-2011, 07:16 AM
بيت من الجالوص ( المزبّل ) بعناية فائقة
وإن صحّ التعبير ( يرتدي ) غطاءاً عبارة عن
3 رواكيب من الجهات ( الامامية , السفلانية والصّعدانية )
شجرة نيمة تكبرنا جميعاً , حوش ( صَرِيف ) فسيح ,
زريبة للبهائـم , وبعض أثاث ..
بالجوار أزيار مرصوصة ( سبيل ) للغاشي والماشي
صدقة جارية لحاج الزين الذي إقتالته أيادي ( النهب المسلح )
ذات عام جاف ولم يجد الناس فيه مايعصرون ,,
ومن علي القريب :
المدرسة الابتدائية الوحيدة في القرية , تجاورها الشفخانة
والبئر وبيت الدّاية ..
اشجار اللّعوت تكاد تشارك الناس في اراضيهم فهي
اشجار ولودة وسهلة الانتشار وأخذت صفة الامتدادات بلا مبالاة
حتي صارت تنبت داخل الحيشان ( الصّرايف ) كما نسميها قديماً ..

ود الضو
14-09-2011, 07:25 AM
البحر أرسل لنا نصيبنا من مياهه عبر ذلك الخزّان
الذي نحبه ونخافه في آن واحد , كنا نتجاري
نحوه عند الطفولة حتي نتعلّم العوم كما الكبار
وعندما تمرحل بنا العُمُر وصرنا شباباً بتنا
نتخذهـ موقعاً للتلاقي الحميم مع الجنس الآخر
ماء , خضرة ووجوهـ حسنة , شكل القِيفة مذ ان عرفتها
وحتي يومنا هذا يكاد يكون ثابت :
حركة سير الابقار عليها قاصدة الرعي وذلك الغبار
الذي يحجب الرؤية لوقت ليست بالقصير ..
في الجوار كمّين فدان إتخذت من الالوان الاخضر
أبعشرين وأبستة في دلال يغازلان المياهـ التي كانت تسيل
بمزاجات هادئة ..
عراريقهم بيض كقلوبهم اولئك البسطاء وهُم داخل حوّاشاتهم
يتعبون وفي انتظار ان يعصرون قريباً ..

ود الضو
14-09-2011, 07:35 AM
كم كانت الحياة جميلة وبسيطة وقتها
الشفخانة تلك التي كانت ملتقي للمسافرين
يقصدها الناس صبحاً بعد أن إتخذها صاحب
البص السفري الوحيد وقتها ( محطة ) يقف عندها
في الذهاب والاياب ( بص ود قرَض ) ,,
اسراب الحسان ( جكس الثانوي ) كما كنا نطلق عليه
يأتين صبحا كما المسافرين وهنّ يقصدن قرية
اخري ( دارسات ) ..
عم النور ( سيد الخدار ) يكاد يكون أكثر من ركب
علي ذلك البص فهو كثير التسفار جالباً للطازج
من الخدار اليومي للمستهلك ..
وتشاركه التاية بت الشيخ وهي تحمل كميات مهولة
من منتوجات ( السّعف ) بروش ومصلايات وطباقة
تمارسه تسفاراً بإستمرار ولكني دوماً اراها تحمل تلك
المنتوجات ذهاباً واياباً وهي مليئة بالامل ..

mahagoub
14-09-2011, 08:39 PM
وصف ولا فى الخيال
امتعنا
واصل ابداعاتك
اللفه:
وين كنت كابى الزوغه

ريمون
14-09-2011, 10:13 PM
ذكرتني اجازات الطفولة في الحله ..
كنا من ما المدرسة تأجز نسافر ..
ونمشي الخلا العصر وبالليل اللمة والونسة ..
ايام لن تعود ..
حتي الخير انتهي ..
المشي لقط العدار منو ؟؟!!

ود الضو
15-09-2011, 04:31 AM
اللفه:
وين كنت كابى الزوغه
--------------------
عمنا محجوب
لك التحية وكوم من التشاويق
في زمننا دا الواحد بقي يلقي نفسو زايغ
بدون مايعرف هو كان زايغ وين ؟؟
مليانين غربة ياخ ومجهجه افكارنا عديل زي مابقولوا
اقعد عافية ..

ود الضو
15-09-2011, 04:37 AM
[QUOTE=ريمون;629456][B][COLOR="indigo"]ذكرتني اجازات الطفولة في الحله ..
كنا من ما المدرسة تأجز نسافر ..
ونمشي الخلا العصر وبالليل اللمة والونسة ..
---------------------------------
[SIZE="5"]
ريمون لك التحية
ذكرتيني السفر لزيارة ( الحلة ) بعد ان إبتعدنا عنها لسنوات طويلة
سافرت اليها ذات حنين كنت آتٍ من عاصمتنا , وصلت السوق المركزي
وسألت عن ذلك البص الذي آلفناه كل تلك السنين ولكني لم اجده
وكان قد تمّ استبداله بوسائل اخري ( بكاسي ) بي راكوبة ( سعة 11 راكب )
كان سفراً به نوع من الرهق اللذيذ , تضحك مع من هم معك داخل ذلك البوكسي
وتشعر بانه قد غابت عنك هذه الضحكة لزمن طويل ..
ريمون الحنين الي هناك طاغي ..
دمتِ بخير ..

ود الضو
15-09-2011, 04:52 AM
زرت تلك الامكنة بعد طول غياب
فهي مسقط الرأس , وقفت عند البئر
ووجدت تلك الغرفة التي كانت تخص مسئول البئر
وقتها قد اتخذها اهل ( القِبانة ) مقراً لموقعها الاستراتيجي
حتي ينهبوا الناس هناك محصولهم الذي تعبوا فيه لاشهر عديدة
كانوا 3 شباب احدهم يحمل الكلاش ( اندهشت ) وقتها
كيف أتي هذا الكلاش الي هنا ؟؟؟
ومذ ان شببنا في تلك القرية حتي فارقناها لم نسمع فيها يوماً
صوت سلاح الا في اعراسنا وافراحنا الباقيات ,
وهاهم اليوم قد اتوا به عن قصد تام ( ليأخذوا حق الحيكومة ) من الشعب
المدرسة الابتدائية احسب انه قد اعياها الوقوف كل هذه السنين
فصارت متمايلة بنيّة السقوط ..
قالوا لهم ( السادة المسئولين ) عندما زاروهم ذات محنة خريفية :
سوف نبني لكم هذه المدرسة من جديد ونشاركها باخري ثانوية
للبنات حتي لايذهبن لقرية اخري للقراية ( وهُم حتي الان ينتظرون )
وصلت هناك ووجدت اغلب الذين اعرفهم قد إنتقلوا الي دار الآخرة
والاسباب متنوعه ( امراض بسيطة ) ونفس تلك الشفخانة تقف
بنفس هيئتها التي كانت عليها وفي الداخل بها مجموعه من الكراسي
لم تكن هناك بقصد تام انما هي تابعة لنادي القرية الذي تمّ تأسيسه
لمدة محددة وقد هجره الشباب وسافر وترك كراسيه وترابيزه
للشفخانة حتي يجد المريض مقعداً يجلس عليه ..
مع الكراسي تكاد لاتجد أثاث آخر غير دولاب متهالك بداخله
مجموعه من حبوب الكلوروكين لتلك اللعينة الملاريا التي
غيَّبت عنهم اعزاء كُثر ولم تزل تواصل افعالها كل عام ..
وقفت عند اطلال دارنا لوقت طويل وتلك النيمة لم تزل واقفة
واغصانها باتت ساكنة وكانها تحكي عن الحال الواقف هناك
إتكأت عليها وجلست عند ظلها حتي ارتاح قليلاً من وجع الذكري ..

ود الضو
15-09-2011, 05:39 AM
إستقبلني حاج التوم والخالة صفية ( جيراننا السابقين )
وما احلاهــم ,,
فبعد ان شاركتني الخالة صفية البكاء
أخذني هو الي البيت ليقوم بضيافتي
بعد ان قام معي بالواجب خاطبني :
اها ياولدي انا بدُور أسدُر علي الحواشة
باقيلك عندي بصل ماشي اسقيه ,,
رددت سراً :
لكم الله تزرعون باستمرار وتتعبون ويأتوا هم وينهبون
ويقتلوا كل عشم فيكم ..
الطقوس القديمة هي نفسها تلك الطقوس
ضجيج البهائم صبح مساء رغم انّ اعدادها ليست
كما السابق , صوت الطاحونة وهي تطحن القمح او الذرة
غِشيتهم الكهرباء منذ ثلاثة اعوام ولم اري لها استخدامات
واضحة إلاّ في صوت ميكرفون مسجد القرية فبارك الله
في ذلك المغترب الذي قام بكل هذا العمل الخيري لهم ,
تغييرات جملة حدثت في شكل البنايات عند بعضهم لِما فنحن
في عصر ( الغِني الملولو ) وكانوا اغلبهم من شباب هذه الايام الفجيعه
من اين اتوا بهذا المال ؟؟؟ لا احد يعرف اجابة واضحة وصريحة
مامشكلة ياحاج يكونوا مشوا نقبوا الدهب كم شهر كدا ورجعوا غنيانين
( العجزة والنساء والاطفال ) هم من كانوا يحرسون القرية ومعهم
بقية انعامهم اما الشباب فقد اعلنها هجرة داخلية كانت او خارجية
ولم يبقي منهم الا القليل ( اولاد الرّاحات ) منهم من يمتطي عربية
ويعمل بها ومنهم من يعمل في الدكاكين وبقية جالبات الرزق من داخل القرية
الخالة صفية زولة مليانة حنين لامِن مدفق زولة لو عاينت ليها ساي
دموعها بتجري وكانت صلة القرابة بيننا ( اننا كنا جيراناً )
ترسل حفيدها الصغير الي الديوان في شان اجيها في البيت
اها آآآوليدي كيفن امك وابوك واخوانك واخياتك وكلكم ( نعلكم طيبين )
وهي تحرك في البن لاكمال الكيف ,
آآآآهـ ياحنين ..