HAMADTO
14-02-2005, 12:23 PM
تحية حب.. لود مدني
بقلم: نبيل أحمد عباس
تقديم / عمر حسن غلام الله
ود مدني، حينما أذكرها يسري في صدري حنين جارف، انقضت سنوات أسرع من الطيف، مدينة حانية واستثنائية، لا تتعرف عليها من الوهلة الأولى، عصية الفهم للغرباء والعابرين، كالأسرة الكبيرة لها أسراراها وخصوصيتها، لا تمنحك مفاتيحها إلا بالعشرة الطويلة، فتنعم "بالخوة" الصادقة النبيلة وتدب في أوصالك دفء العشيرة، كلما ابتعدت عنها تظل جذوة الشوق مستعرة لا تنطفئ إلا بالارتماء في أحضانها الخضراء، وأهل مدني لا يفارقونها بسهولة، وإذا اقتضى "شأن عاجل" السفر الى الخرطوم يعودون قافلين في بص الخامسة مساء، "كالأسماك لا تعيش خارج البحر".. أذكر في الثمانينات أنني لم أدهش حينما أجهش زملائي من أبناء مدني بالبكاء المحرق عندما لاحت مشارف المدينة ونحن عائدون من القاهرة في إجازة صيفية..
عند مدخل المدينة شارع القبة بأحيائه القديمة "الدباغة، أم سويقو، العشير، حي المدنيين، حي القبة" يقطنها سكان مدني الأوائل محيطين بقبة الشيخ " ود مدني السني" التي تطل في إجلال ومهابة، وهو شارع به مجموعة من المباني العتيقة.. المدرسة الأميرية التي ما زالت لها ذكريات حية في نفوسنا ونحن صبية في مطلع السبعينا، تلقينا فيها العلم على أيدي أساتذة أجلاء "مديرها المربي الفاضل الزبير تميم الدار، وصديق بشاشه، والشامي، وعبد الباقي" والمرحوم "عم بشير" فراش المدرسة، ناهز السبعين من عمره، عاصر الرئيس نميري عندما كان طالباً بالمدرسة، كنا نتحلق حوله فيحكي لنا بكثير من التشويق تاريخ الأميرية وطرائفه مع الخرجين..
يتبع ....
بقلم: نبيل أحمد عباس
تقديم / عمر حسن غلام الله
ود مدني، حينما أذكرها يسري في صدري حنين جارف، انقضت سنوات أسرع من الطيف، مدينة حانية واستثنائية، لا تتعرف عليها من الوهلة الأولى، عصية الفهم للغرباء والعابرين، كالأسرة الكبيرة لها أسراراها وخصوصيتها، لا تمنحك مفاتيحها إلا بالعشرة الطويلة، فتنعم "بالخوة" الصادقة النبيلة وتدب في أوصالك دفء العشيرة، كلما ابتعدت عنها تظل جذوة الشوق مستعرة لا تنطفئ إلا بالارتماء في أحضانها الخضراء، وأهل مدني لا يفارقونها بسهولة، وإذا اقتضى "شأن عاجل" السفر الى الخرطوم يعودون قافلين في بص الخامسة مساء، "كالأسماك لا تعيش خارج البحر".. أذكر في الثمانينات أنني لم أدهش حينما أجهش زملائي من أبناء مدني بالبكاء المحرق عندما لاحت مشارف المدينة ونحن عائدون من القاهرة في إجازة صيفية..
عند مدخل المدينة شارع القبة بأحيائه القديمة "الدباغة، أم سويقو، العشير، حي المدنيين، حي القبة" يقطنها سكان مدني الأوائل محيطين بقبة الشيخ " ود مدني السني" التي تطل في إجلال ومهابة، وهو شارع به مجموعة من المباني العتيقة.. المدرسة الأميرية التي ما زالت لها ذكريات حية في نفوسنا ونحن صبية في مطلع السبعينا، تلقينا فيها العلم على أيدي أساتذة أجلاء "مديرها المربي الفاضل الزبير تميم الدار، وصديق بشاشه، والشامي، وعبد الباقي" والمرحوم "عم بشير" فراش المدرسة، ناهز السبعين من عمره، عاصر الرئيس نميري عندما كان طالباً بالمدرسة، كنا نتحلق حوله فيحكي لنا بكثير من التشويق تاريخ الأميرية وطرائفه مع الخرجين..
يتبع ....