المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسجيلات عشوائية وإنجازات صفرية



نجيب عبدالرحيم
27-10-2011, 11:52 PM
تسجيلات عشوائية وإنجازات صفرية

عند اقتراب فترة التسجيلات تبدأ الصراعات الإدارية والمزايدات بين المعسكرين الأحمر والأزرق وما يسمى بغرف التسجيلات ومهندس الصفقات ( صفقات إيه) !! ونسمع من هناك وهناك التصريحات الإعلامية الهلامية من رؤساء الأندية الذين يعدون أنصار الفريق بمفاجأة ضم لاعب من العيار الثقيل من خلال عرض السماسرة الذين يرتبطون بشراكة محورية مع مجموعة منتفعين داخل إدارات الأندية، والمهم عندهم هو توقيع عقد مع أي لاعب أجنبي أو محلي بغض النظر عن أدواته لأن مصلحة النادي لا تهمهم المهم الحصول على العمولة فقط.
هذه هي الطريقة العشوائية التي تدير بها أنديتنا الكبيرة ملف التسجيلات والتعاقد مع اللاعبين الأجانب والمحليين عن طريق السماسرة دون أسباب أو معايير منطقية والتسجيلات ما هي إلا لامتصاص غضب الجماهير أو للتخلي عن تحمل مسؤولية اخفاق الفريق قي المنافسات الخارجية وعند اكتشاف فشل الصفقات التي يصفها المسؤولين بالمدوية وتأتي على غير ما تتمناه الأندية أو ما يتوافق مع مستوى الطموحات، تضطر إلى اللجوء الخيار الصعب الشطب أو الإعارة أو التخزين والبحث عن البديل وكل هذه الأشياء تكبد النادي خسارة كبيرة وتمر دون حساب أو عقاب للإداريين الذين كانوا وراء هذه الصفقات الخاسرة!!!
الأندية المحترفة عندما تنوي التعاقد مع لاعب محترف تترك هذا الأمر برمته لمدرب الفريق الذي يتعرف على قدرات اللاعب البدنية والفنية والذهنية وهل أدواته تتناسب مع المنهجية والطريقة التي يلعب بها وتساعده على تنفيذ الأدوار المطلوبة وهل يعاني من إصابة مزمنة تظهر خلال الأحمال الثقيلة والمنافسات الطويلة وهناك معايير أخلاقية يجب التحلي بها الالتزام الأدبي الذي يجب أن يكون عليه اللاعب عند تعامله مع الطرف الآخر ممثلاً بالنواحي الإدارية التي تستوجب الإيفاء بمستلزمات العقد وأن يكون مثالياً وشفافاً في تعامله مع ناديه من مدربين ولاعبين وجماهير.
نحن نسير في الاتجاه الخطأ وندور في حلقة مفرغة لأننا نسلم مستقبلنا الكروي لكوادر لا تعرف معنى كرة القدم ولا أدواتها بالإضافة إلى منافسات متأسفة فنياً لم تفرز أي مواهب وإعلام يبيع الوهم ويؤجج المدرجات ويعد من الأسباب الرئيسة في الترويج للصفقات الفاشلة في حلبة السباق المحموم بين المعسكرين في لاعبين اقل من عاديين لا يستطيعون إحداث الفارق لتلك الأندية التي دفعت لهم مبالغ كبيرة لا يستحقونها والمحصلة النهائية إنجازات صفرية وبعدها لحن الوداع.
الكرة السودانية أصبحت عصية على العلاج والمسكنات وما علينا إلا أن ننتظر أن تهب علينا رياح الربيع العربي لتقتلع جذور الفساد والإفساد والجهل المسلح الذي أعاق تطور الكرة السودانية.