المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنيس منصور مودعاً: تركت كل ما كتبت!



أبونبيل
03-11-2011, 10:35 AM
دائرة معارف «ثقافة» القرن العشرين ألّف 250 كتاباً في مختلف صنوف المعرفة
أنيس منصور مودعاً: تركت كل ما كتبت!



إيهاب الملاح ** الاتحاد


سئل أنيس منصور في حديث صحفي أجري معه في منتصف السبعينيات تقريباً هذا السؤال: ماذا بعد عمر طويل ستترك في هذه الدنيا؟ فكانت إجابته ما يلي: “سأترك كل ما كتبته.. كم من الذي كتبته يستطيع أن يعيش طويلا.. أعتقد أن الذي يحتوي على معنى يمس الناس ويساعدهم أكثر هو الذي يعيش أكثر”.

كان أنيس منصور صادقا فيما قال.. لم يترك شيئا باقيا سوى ما كتب، وما كتب سيظل باقيا ما بقي من يقرأه ويعود إليه وينتفع به، وقد ترك أنيس منصور كل ما كتب، وهو كثير غزير على مدار حياته الإبداعية والصحفية، وطوال أكثر من 60 عاما، عاشها محبا للآداب والفنون، دارسا للفلسفة ومدرسا لها، مشتغلا بالصحافة وأستاذا من أساتذتها، متأملا ومفكرا في أحوال الناس والدنيا والتاريخ، ومسهما في كل تلك المجالات بكتب ومؤلفات قاربت الـ250 كتاباً، تشكل في مجموعها مكتبة كاملة متكاملة من المعارف والعلوم والفنون والآداب والسياسة والصحافة، عكست نظرته ورؤيته للكون والإنسان والحياة، وسجلت تاريخه وحياته، وساهمت في تشكيل وجدان وثقافة أجيال عديدة من الشباب في العالم العربي كله.

250 كتابا بالتمام والكمال عدا ما يصعب حصره من المقالات والكتابات غير المنشورة، التي تركها، هي حصيلة ما استودعه أنيس منصور من كتب ومؤلفات.. ولعله واحد من أغزر المؤلفين المصريين إن لم يكن أغزرهم في النصف الثاني من القرن العشرين، وهو في ذلك يعد استمرارا واستكمالا لجيل العمالقة من المفكرين والأدباء والكتاب الذين كانوا غزيري الإنتاج بشكل ملحوظ، وكان عطاؤهم ونتاجهم العلمي والأدبي يشكل في مجموعه مكتبات زاخرة سخية من المعارف والعلوم والفنون والآداب.. هو في ذلك، من حيث الكم، نافس بل فاق في أحيان كثيرة طه حسين والعقاد وهيكل وأحمد أمين وسلامة موسى وتوفيق الحكيم.. ومن الأجيال التالية: يحيى حقي وسعد مكاوي وصلاح عبدالصبور وآخرين.



وما بين الكتاب رقم “1” والكتاب رقم “250”، رحلة طويلة مديدة عامرة بكل ما يمكن أن يدهشك ويعجبك ويثير سخطك أيضاً! لكنك أبداً لا تترك كتاباً له أمسكت به وشرعت في قراءته قبل أن تتمه، أو أن تطالع بعينيك السطر الأول من مقاله اليومي، المنشور هنا أو هناك، بهذه الجريدة أو تلك، إلا وتجد نفسك مسحوباً بكامل إرادتك ورغبتك في متابعة ما يقول حتى لو كان “ريان يا فجل”!

هذا هو أنيس منصور.. بارع براعة لا توصف في أن يجذب إليه آلاف القراء، في نفس واحد، لمتابعته وقراءته حتى لو كانوا من أشد مخالفيه في الرأي أو من الحانقين عليه أو حتى من الكارهين! كان أول كتاب فوجئ به أنيس منصور مطبوعا له وعليه اسمه، كتاب “وحدي مع الآخرين”، وقرأ على غلافه الخارجي العبارة التالية “مقالات بقلم: أنيس منصور”، وهو عبارة عن مقالاته التي كان ينشرها آنذاك بـمجلة “الجيل”، وكانت كل علاقته بهذه الكتاب أنه وقع تحت يده مصادفة، أثناء زيارته لدمشق حيث عثر عليه في حي سوق الحميدية الشهير بسوريا، ولم يكن له صلة لا بجمعه ولا بنشره، ولم يكن يعلم من الأساس بأن هناك كتابا مطبوعا له يطبع ويوزع بهذا البلد العربي الشقيق، وهو ما جعله يشعر كأنه بحار تسلم خطابا أن زوجته ولدت ففرح! حسب وصفه، فأول كتاب له صدر في غيابه وبغير علمه!

أما أول كتاب ولد على يديه، وطبع ونشر بمعرفته، فهو كتاب “الوجودية” الذي نشرت طبعته الأولى عام 1951، وكان عمره آنذاك 27 سنة، وهو كتاب صغير يمكن أن يدرج في عداد الكتب التعليمية المبسطة، بلغة عربية سهلة، وكان دائما ما يعتز بأنه من أسبق الكتب المكتوبة بالعربية للتعريف بالوجودية، بلغة بسيطة، وقد طبع من الكتاب أربع طبعات في شهر واحد، ونفدت نسخه المائة ألف، وهو يرد سبب ذلك إلى أن الموضوع كان محل اهتمام الناس في ذلك الوقت، وجاء في عبارة سهلة المأخذ ميسورة الفهم. ويكاد يكون هذا الكتاب أيضا الوحيد المخصص بكامله للفلسفة، وهي من الأشياء اللافتة والمثيرة للدهشة في نتاج أنيس منصور الفياض.

وما بين الكتابين الأول والأخير توالت وتتابعت كتب أنيس منصور كالشلال في كل فروع المعرفة وفي كل المجالات: صحافة، سياسة، أدب، تاريخ وتراجم، دراسات نقدية، قصص ومسرحيات، مترجمات، رحلات، دراسات نفسية.. إلخ.

سجل “سيرته الذاتية” في أكثر من كتاب، منها “البقية في حياتي”، “طلع البدر علينا”، “إلا قليلا”، “حتى أنت يا أنا”. لكن يبقى من بينها كتابه الأهم والأضخم “عاشوا في حياتي” الذي خصصه لأهم مراحل حياته وبالأخص فترة الطفولة وتفتح الوعي وعلاقته بأمه التي شكلت وجدانه وحياته ومستقبله كله فيما بعد، وأيضا ما تأثر بوالده فيه، وفترة الكتّاب وحفظه القرآن، وسجل في هذا الكتاب صفحات بديعة ورائعة يصف فيها بأسلوبه الرشيق كثيرا من المعتقدات والعادات الشعبية التي كانت وما زالت تسود في قرى مصر وريفها، وهي في رأيي تمثل مادة فلكلورية طيبة لا غنى عنها لأي دارس أو باحث في المأثورات الشعبية.

وفي “أدب الرحلات”، ساهم أنيس منصور بنصيب وافر من الرحلات التي جاب فيها أنحاء العالم شرقه وغربه، شماله وجنوبه، دونها في كتب كثيرة: “اليمن ذلك المجهول”، “بلاد الله.. خلق الله”، “أطيب تحياتي من موسكو”، “أعجب الرحلات في التاريخ”، “غريب في بلاد غريبة”.

لكن يظل من بينها جميعاً كتابه الأشهر والأكثر إمتاعاً وجمالاً “200 يوم حول العالم” نموذجاً رائعاً لأدب الرحلة في الأدب العربي الحديث، وكتابه “في صالون العقاد كانت لنا أيام” من أكثر كتبه رواجا وانتشارا وذيوعا، ومارس تأثيراته البالغة على أجيال كاملة من الشباب والكتاب والصحفيين، وتخطى عدد طبعاته الخمسين، ومنذ سنوات قليلة احتفل أنيس منصور بصدور النسخة المليونية من هذا الكتاب الذي حطم كل الأرقام، ومثل ظاهرة لاتتكرر كثيرا في عالم النشر والكتب والمطبوعات، ووضع اسم أنيس منصور في مصاف أهم وأعظم كتاب أدب الرحلة في مصر خلال القرن العشرين.

أما كتابه الأشهر أيضاً “في صالون العقاد كانت لنا أيام”، فهو وكما وصفه المؤرخ الراحل الكبير حسين مؤنس، “كتاب ضخم فاتن”، ولا أظن أن كتابا في الأدب وتاريخ تلك الحقبة الساطعة من الفكر والثقافة، “تاريخ الفكر والثقافة المعاصرة” جذب الناس واستحوذ على إعجابهم لفترة طويلة مثلما جذبهم هذا الكتاب، وفصول الكتاب عبارة عن الحلقات التي كان ينشرها أنيس منصور أسبوعيا على صفحات مجلة “أكتوبر” وكان القراء ينتظرون صدور المجلة على أحر من الجمر، لقراءة ما يكتبه أنيس عن العقاد، وذكرياته معه، كذلك كان أنيس منصور، تلميذا نجيبا من تلامذة العقاد الكبار، لم يفتأ يذكر أنه كان على رأس أهم الكتاب الذين أحبهم وتأثر بهم واختلف معهم، لكنه لم يسمح لنفسه أن يكون من دراويشه المسبحين بحمده، وعلى الرغم من ذلك فلم يستطع أنيس إلا أن يفرد للعقاد هذه الدراسة الضخمة التي قارب عدد صفحاتها السبعمائة صفحة من القطع الكبير.

وحول شخصية عباس محمود العقاد العملاق، وصالونه الأدبي الشهير، الذي كان يعقد يوم الجمعة، حيث يتحلق فيه حول أستاذهم مريدوه وتلاميذه على اختلاف تياراتهم وتفاوت مشاربهم وتباين تخصصاتهم.. أدار أنيس منصور تاريخ مصر الفكري والاجتماعي والسياسي خلال سبعين سنة، هي التي نسميها بعصر العمالقة، دراما عصر كامل حافل بالأفكار والتيارات والمآسي.. وعندما مات العقاد انفض السامر واللاعب.

وترك أنيس منصور طائفة من الكتب التي تناولت ما وراء الطبيعة وألغاز الكون والحياة، وما يمكن أن يدخل في دائرة الغيبيات والقوى الخارقة، وهي التي ضمت “أرواح وأشباح”، “لعنة الفراعنة”، “الذين هبطوا من السماء”، “الذين عادوا إلى السماء”.

أما آخر كتبه فكانت خمسة كتب دفعة واحدة هي: “معنى الكلام” و”في انتظار المعجزة” و”اللعب غريزة منظمة” و”أنا اخترت القراءة” و”من أجل عينيها”، وعلى الرغم من العناوين المختلفة للكتب الجديدة، إلا أن مضمونها جميعا يطوف بنا في جنبات السياسة، والفلسفة، والتاريخ، والرياضة، والحب، والحياة.

ويتبقى أن أنيس منصور صرح في أكثر مناسبة من قبل، أنه انتهى من تأليف عدد من الكتب المهمة، وأنها على وشك الصدور، يأتي على رأسها كتابه الذي ظل محتفظا به طوال ثلاثين عاما عن أوراقه مع السادات، خصوصا في الفترة من 1975 إلى 1981 التي كان فيها أنيس منصور “الجورنالجي” الأول في مصر، والصديق المقرب للسادات وكاتم أسراره، ورجل المهام الخاصة والسرية. وإذا كان أنيس منصور قد أصدر قبل قرابة العام ونصف كتابه “أوراقي مع السادات” عن دار المعارف، الذي أحدث صدوره أصداء عالية، فإنه في الحقيقة تمهيد وتهيئة لكتابه المشار إليه.

وكان أنيس قبل أيام من مرضه الأخير ووفاته، قد عكف على كتابة مذكراته الصحفية تحت اسم “علي ومصطفى أمين” باعتبارهما يشكلان مدرسة صحفية متميزة داخليا وخارجيا، حيث وصفهما بأنهما قاعدة لإطلاق الصواريخ الصحفية. وتطرق أنيس منصور في مذكراته لأحداث جديدة ومواقف لا تنسى مع هؤلاء النجوم، لم يسجلها في سلسلة كتبه السابقة.

كذلك كان أنيس منصور قد أعلن في حوار تليفزيوني أذيع في العام الماضي، أنه يجهز لكتاب مخصص بالكامل لأمه التي كانت شخصية محورية في حياته، وأوصى بدفنه بجوارها، واختار له عنواناً دالاً بديعاً “أمي.. ابنها” ولا أعلم إن كان انتهى من كتابته أم لا.

ياسر عمر الامين
06-11-2011, 07:41 AM
الرحمة والمغفرة للكاتب الكبير انيس منصور
والشكر اجزله لك استاذنا أبو نبيل لهذه الاضآت فى مسيرة الراحل الكاتب الكبير انيس منصور.

أبونبيل
28-11-2011, 01:02 AM
أنيس منصور
.. لن ننـتظرك بعد اليوم



السباعي عبدالرؤوف-بانوراما عربية



لن ننتظرك بعد اليوم، لن نجد مقالاتك الرائعة على صفحات الأهرام والشرق الأوسط، خسارتنا هذه المرة أكبر من أن تحتمل، الفارس الذي ينير لنا الطريق ترجل، والمعلم الذي يعطينا الدرس كل صباح قرر الذهاب بلا عودة.
نحبك، نحب كلماتك الرشيقة وروحك الرائعة التي تظهر من بين عباراتك، نحب ما تخطه بقلمك من جمل ساحرة، نقرأك فنرى روحك الطاهرة وهي تعبر عن نفسها، ونرى حكمة أجيال وأجيال تتدفق من بين السطور فتروي ظمأنا الذي لا ينتهي للعلم والمعرفة.
في قريتي الصغير كنت أجلس في الليل البهيم أقلب في صفحات كتبك، ولست وحدي ملايين الشباب في العالم العربي كانت كتاباتك هي سلواهم، ونافذتهم نحو العالم، آه يا أجمل من كتب، وأرق من حمل القلم، وأكثر كتاب العرب معرفةً ودأب، هل حقاً يا أنيس لن ننتظرك بعد اليوم؟
أنيس منصور ليس مجرد كاتب نقرأ له بل هو صديقنا المقرب، نعرف عنه ما لا نعرفه عن أهلنا وأقاربنا، ونشعر بحميمية بيننا وبينه تتجاوز حميمية الدم.
لا يمكنني أن أنسى كتابه "ساعات بلا عقارب"، ولا مقولته الخالدة "في مهب عواصف الزمن أقمت لنفسي كوخا من الورق المطبوع"، إن مقدمة هذا الكتاب تحكي عن شغف صاحبنا بالقراءة، وعن الساعات التي تمر ولا يشعر بها وهو يقلب صفحات الكتب.
إن أنيس منصور أحد العِظام الذين فتحوا مداركنا للحياة، وأروع من كتب سيرة ذاتية في تاريخ الأدب العربي كله، فلن تجد كتابا منفصلا يتحدث عن سيرة هذا العظيم، ولكنك ستجد حياته متناثرة في كل كتبه، وستظل متعاطفا معه دائما وأنت تراه يتنقل من مكان لمكان، وحيدًا شريدًا بلا أصدقاء، وتتذكر معه المثل الشهير "الحجر الدائر لا ينبت حوله العشب"، وتتعاطف جدا معه وتتمنى أن تكون صديقه لتخفف عنه وطأة الوحدة.

عندما يحدثك أنيس منصور عن أمّه، تشعر بحب جارف تجاهها، وتسعد بنجاح الطالب أنيس من أجل تلك الأم العظيمة، وتجد نفسك حائرا معه في بحثه الطويل المجهد عن إجابات الأسئلة التي أرقته، وستجد نفسك تصحبه في جلساته مع العقاد وتزداد إعجابا بذلك الشاب العبقري الذي حاز رضا أعظم أستاذين في تاريخ الأدب العربي.
أنيس منصور الذي صحبنا في رحلته للحج في كتاب طلع البدر علينا، فجعل أعيننا تفيض من الدمع اشتياقا لتلك البقعة الطاهرة، وحملنا معه للقاء كلوديا كاردينالي فأخذتنا الرهبة مما تمتلكه تلك المرأة من سحر وأنوثة طاغية.
أنيس منصور الذي أخذنا معه للقاء الديلاي لاما ففرحنا بالإنجاز التاريخي للصحفي الذي نشجعه، كما قلقنا من أجله حينما غضب منه عبد الناصر، فرحنا لعلاقته المتوازنة مع أنور السادات فلأول مرة نرى كاتبا بهذه الشجاعة في حواره مع الحاكم، ولأول مرة نرى علاقة تمتلئ بالندية في وسط الكتاب الذين يسبّحون بحمد الحاكم ليل نهار.
لقد شاهدنا مع أنيس منصور فيلم ريثا هيوارث وشغفنا بها وعشقناها، وتابعنا مشاهدته له مرات ومرات وكنا نتفاعل معه وكأننا نشاهده للمرة الأولى، وأخذنا أنيس منصور إلى إحدى الحانات ورأينا معه راقصة تتلوى، وأيقظ مشاعرنا تجاهها، وتحدث عن نفسيتها وعماتعانيه من آلام فحملنا ذلك التعاطف حتى اليوم، وكلما رأينا غانية انشغلنا بحزنها وجراحها عن مفاتنها، وشعرنا بحزنه على الحصان الذي انكسرت أقدامه ولم يشعر أحد بآلامه، إلا الأديب الذي كاد أن يصبح شاعرا.
تعاطفنا مع رحلاته صغيرا بحثا عن الغناء والطرب وصداقته للغجر، وتألمنا حينما ضربته أمه عقابا له، وسمعنا صوت والده وهو يردد آيات القرآن قبل صلاة الفجر، ويدعو بأدعية تفيض تضرّعا وخشية.
صلاح أو أنيس منصور عدو المرأة الذي زعموه، هو أرق من كتب عن المرأة، وأكثر من عّبر عن مشاعرها برقة وعذوبة.
أنيس منصور الشاب الذي كان يبلغ من العمر 86 عامًا، وظل يفيض بالحيوية كشاب في العشرينيات من العمر. أنيس منصور الرمز والتاريخ ذو الحضور المتوهّج.

إن لم تصدقني فشاهده حينما يتحدث في برامج التليفزيون، أو شاهد مثلا حواره مع صفاء أبو السعود في برنامج "ساعة صفا".. حضور ذهن وغزارة أفكار ورشاقة أسلوب وخفة روح وبديهة متوقدة.
لا يتفوق على أنيس منصور الراوي، إلا أنيس منصور الكاتب، ولا يفوقهما فكرا إلا أنيس منصور الفيلسوف. نحبه ونحترمه وندعو له بطول العمر، ننتظر كتبه التي لا يبخل بها علينا، فالرجل لا تجف قريحته ولا ينضب معينه.
كنا ننتظره صباح كل يوم لنستفيد منه، نستمتع بكتاباته، وننبهر ونفكر ونندهش من أين يأتي هذا النبع المتفجر من الأفكار، ونجد أنفسنا نجيب بأنها موهبة إلهية منحها الله سبحانه وتعالى لعبده أنيس منصور.
وكان الله عالما أن ذلك الخجول الانطوائي يستحقها، وكان يعلم أنه سيحافظ عليها، وسينميها بالقراءات التي لا تنتهي، وبالعمل الجاد الدؤوب.
أنيس منصور لا تصدقنا إذا قلنا إننا لن ننتظرك بعد اليوم، أستاذنا الحبيب لقد تركت لنا كنزاً من المعرفة المتناثرة في صفحات كتبك الكثيرة، على هذه الصفحات سنظل نلتقي بك كل يوم.